أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالنبي العكري - المنظِّر المتمركس














المزيد.....

المنظِّر المتمركس


عبدالنبي العكري

الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 14:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



اعتدل المنظر المتمركس في جلسته، وتناول قدحاً من شرابه المعتق والمفضل، فلكل زمان مشروبه، واستغرق في التنظير للمتناقضات الكيفية والكمية.

كان عليه وهو الماركسي السابق المؤمن بالنظرية المادية وعلم الديالكتيك والحتمية التاريخية، التي تنظر إلى مقولة انتصار الطبقة العاملة النهائي على البرجوازية الرأسمالية وتكنس النظام الرأسمالي الذي كنس بدوره النظام الإقطاعي، ليقيم الاشتراكية حيث تسود الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي، استطاع أن يشقلب هذه النظرية، للتنظير إلى أفضلية النظام القبلي الطائفي الرأسمالي المشوّه على البديل المدني الديمقراطي... فكيف السبيل إلى ذلك؟

أخذ رشفةً أخرى من شرابه، وقلَّب الأفكار. وجد الحل بوصم النضال المدني الديمقراطي بالقفز على المراحل والمغامرة، ووصم المعارضة الوطنية بالطائفية والظلامية، وأنها مغامرة لا تستوعب التحولات الإصلاحية الكمية التي تقود إلى تحولات كيفية، تحدث تغييراً شاملاً في بنية المجتمع والدولة باتجاه المملكة الدستورية الديمقراطية كمرحلة متوسطة نحو الديمقراطية الشعبية التي بدورها تمهد الطريق نحو النظام الشيوعي حيث تسود الطبقة العاملة!

وبموجب القوانين العلمية، فإن طليعة الطبقة العاملة في حزبها الشيوعي يجب أن تستوعب المراحل المختلفة وتقيم التحالفات مع المتنورين في النظام الإقطاعي القبلي، لتصفية القاعدة الاقتصادية الاجتماعية للاقطاع، والتحول نحو الرأسمالية والتي تحفر قبرها بنفسها في إنتاجها للطبقة العاملة، التي لا تحرّر نفسها فقط بل تحرّر جميع الطبقات.

إذاً الأولوية هي شن حرب لا هوادة فيها ضد من يدعون للثورة الآن قبل أوانها، وتعريتهم وفضح مغامراتهم فهم يحرقون المراحل ولا يدركون قوانين الثورة العلمية التي تمرحل التحولات بحيث تنضج كل مرحلة قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى.

وهكذا تحول المنظر الماركسي والمتقاعد الشيوعي إلى منظّر بائس للأنظمة الاستبدادية وخصماً عنيداً لرفاقه الماركسيين واليساريين المتمسكين بمبادئهم والقابضين على الجمر في زمن الأنظمة الرأسمالية، حيث اغتالت الثروة النفطية الثورة الشعبية، ولكن وحسب قانون الماركسية، فإن القاعدة المادية هي التي تنتج الأفكار الفوقية!

لقد انحاز صاحبنا للقاعدة المادية الذهبية، قاعدة المصالح النفطية، وهو قد تعود على حياة النفقة والهبات والمكرمات، وملذات حياة البرجوازية التي لا تُقاوم، فقد تحوّلت أفكاره بالطبع، وكتاباته وتنظيراته، وهو شيء طبيعي. هؤلاء الرعاع بنظره لا يفهمون قوانين الثورة والتحوّلات، فالثورة تحتاج إلى تحولات طبقية عميقة تحدثها التحولات الاقتصادية المديدة، والتي بدورها تنتج أفكاراً قومية تقدمية، هي ضرورية لإقامة النظام السياسي الجديد.

هؤلاء الرعاع يستلهمون نموذجهم من مصلحين مثل النبي محمد (ص) وثوار إسلاميين مثل الإمام الحسين (ع)، ويستلهمون العدل من الخليفة الفاروق، والنزاهة من الإمام علي (ع). هؤلاء يستحضرون ثورة القرامطة والزنج العفويتين، ويستذكرون مناضلين شعبويين مثل الباكر والشملان، ويستغرقون في الأوهام الدينية والعبادات التقليدية.

كيف سيحررون المرأة ونساؤهم تلبسن السواد؟ كيف سيحرّرون الطبقة العاملة المتديّنة؟ كيف ستقودهم نخب لا تعرف الراح بل «الشربت» و«الشاهي»؟ مطلوب منه أن يسفّه اليسار المناضل والإسلام المكافح، وأن يبجّل اليسار المستأنس ووعاظ السلاطين. كيف؟ بوصم الأوائل بالرجعية والتخلف، ونعت الثاني بالعقلانية والموضوعية.

صاحبنا قطع كل خيوطه مع الرفاق السابقين، مع الفكر الذي تربي عليه، عن الطبقات الشعبية التي خاطبها، عن العمال الذين وصل إلى الزعامة باسمهم إلى الحزب الذي قاد صفوفه، وعمل على تجنيد الشباب المتفتح إلى صفوفه. قطع صلاته بالآلاف الذين صدّقوه ووثقوا به وناضلوا مضحّين بأرواحهم من أجل أن ينتصر الشعب والوطن، وترتفع الراية الحمراء المرصّعة بالنجمة والمنجل، واستبدلها براية السيف والخنجر.

ما العيب في ذلك؟ إنها المراجعة. نعم، المراجعة لكل شيء... للمبادئ والقيم والعقيدة، فنحن في زمن الردة، «حيث الواحد يحمل في الداخل ضده» كما قال مظفر النواب، في أفضل توصيف لما قاله المرحوم الشاعر أحمد فؤاد نجم: يتمركس بعض الأيام ويتمسلم بعض الأيام ويصاحب كل الحكام». فما دامت هذه أيام الإسلام النفطي، فلم لا حسب مقولة «إذا هبت رياحك فاغتنمها»، وأنت لا تعيش الحياة مرتين. فلتعش حياتك حتى الثمالة.



#عبدالنبي_العكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي بين ألأمال والمخاطر
- الحركة الجماهيرية في البحرين - الآفاق والمحددات
- قانون مكافحة الإرهاب والقانون الدولي
- هيئة الاتحاد الوطني في الكتابات الأجنبية
- الاستبداد العربي المديد لماذا؟
- الديمقراطية المعاقة في الخليج
- التنظيمات اليسارية في الخليج
- الأنظمة الاستبدادية ترفض الانضمام للمحكمة...
- أمريكا دولة خارجة على القانون الدولي
- الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخروج من دوامة الصراعات


المزيد.....




- الجبهة الشعبية في يوم الأسير: الأسرى في قلب المعركة الوطنية ...
- الفصائل الفلسطينية: سلاحنا للدفاع عن النفس والغزّيون طليعة ج ...
- م.م.ن.ص// من يمول الإبادة الجماعية؟ ومن يسهلها؟
- حزب النهج الديمقراطي العمالي المكتب السياسي :بيان للرأي العا ...
- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالنبي العكري - المنظِّر المتمركس