أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - مشكلة فهم القرآن والكتب المكدسة الأخرى















المزيد.....

مشكلة فهم القرآن والكتب المكدسة الأخرى


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعرف تمام المعرفة بأن الأكثرية الساحقة من المسلمين يفضلون ان انتقد المسلمين مما ان انتقد الإسلام أو القرآن أو محمد. فهم يعرفون ان بلادهم ليست بخير، ولكن يعتقدون أن العتب ليس على الإسلام بل على المسلمين ذاتهم. فالإسلام والقرآن ومحمد خط احمر لا يحق الاقتراب منه. فالإسلام عندهم دين الله، والقرآن كتاب الله ومحمد رسول الله. وبما ان الله كامل، فلا بد من أن يكون كل من الإسلام والقرآن ومحمد كاملين مثل الله.

وهذا الخط الأحمر تجده عند المسلمين البسطاء ذو السجية الطيبة جدا، كما عند غالبية المثقفين والإعلاميين، ناهيك عن رجال الدين والحركات الإسلامية المتطرفة. ولا يشذ عنهم إلا القلة من المسلمين ولكنهم لا يجرؤون البوح بافكارهم، وإن اباحوا بها فتحت اسماء مستعارة أو من خلف ستار. ولست الومهم على ذلك.

بعد هذه المقدمة التي لا بد منها، علي ان اقول بأن نقدي للإسلام والقرآن ومحمد ليس نكاية في المسلمين. ولا اسمح لنفسي البتة في ان احمل في قلبي كره نحو أي شخص مهما كانت ديانته. ولذلك ارد على كل منتقدي بادئا كلامي بكلمة أخي - أختي. ولا اقول ذلك مجاملة. بل لأن هذا من صميم اعتقادي. وللتذكير فإن السيد المسيح يطالب حتى بمحبة الأعداء: "سمعتم أنه قيل: تحبُّ قريبك وتبغض عَدُوَّك. وأما أنا فأقول لكم أَحِبُّوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغِضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم" (انجيل متى 5 : 43-44).

وردا على احد المعلقين الذي رفض تسميته "أخي" كتبت له: "أخي محمد يظهر بأنك لا تعتبر من يخالفك الرأي أخ، أما أنا فأقول بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وانت أخي في نظري حتى وإن لم تعتبرني اخاك. وعدم اعتبارك إياي اخاك هي مشكلتك وليست مشكلتي. ولذلك سوف استمر في الدعاء لكي يهديك الله ... وإن مت على دينك فسوف اطلب الرحمة لك... خلافا لتعاليم الإسلام اللئيمة التي تمنع الترحم على موتى غير المسلمين: "وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ" (سورة التوبة 84). هداك الله يا أخي".

وقولي هذا ليس مجاملة. فنحن اخوة مهما اختلفت دياناتنا. وانتقادي للإسلام والقرآن ومحمد ليس بغضا في المسلمين بل بسبب محبتي لهم. وقد يصعب على الكثيرين فهم هذا الموقف. خاصة أنهم يعتقدون ان ديانتهم ديانة سمحة وأن القرآن كتاب الهي وأن محمد اسوة حسنة. وكثير منهم هم في حقيقتهم مسلمون جدا طيبون وذو اخلاق حميدة يحسدون عليها ولا غبار عليها. ولا اقول هذا مجاملة. ففي حياتي الطويلة تعرفت على كثير من المسلمين الذين تربطني بهم مودة عميقة. ومن هنا أحس أنا شخصيا بالحزن على ضرورة انتقادي الإسلام والقرآن ومحمد لأني اعرف ان هذا الانتقاد سوف يجرحهم. ولكن في نفس الوقت ارى من واجبي قول الحقيقة حتى وإن كانت مرة.

وفي هذا المجال لا بد من التفريق بين فئات مختلفة من المسلمين:

1) هناك المسلم الخلوق الطيب والإنساني والذي لا يضرك لا من قريب ولا من بعيد. وهذا الشخص يعتقد انه يتصرف هكذا بناء على تعاليم دينه السمحة وقرآنه ونبيه. ورغم ذلك فإن عند هذا المسلم الطيب الخلوق خطوط حمراء. فهو يسمح لنفسه ان يتزوج من مسيحية ولكن في نفس الوقت يرفض ان تتزوج بنته من مسيحي (إلا نادرا). ومن جهة اخرى هو يدعو غيره للإسلام ويرحب بمن يدخله، ولكنه في نفس الوقت يرفض ان يخرج مسلم عن دينه وقد يقتله. وهو يعتبر كتب المسيحيين واليهود محرفة وينتقد اعتقاداتهم مثل المسيح ابن الله، بينما يرفض ان يقول الغير أن قرآنه محرف أو ان ينتقد الغير اعتقاداته.

2) وهناك المسلم الذي يعتقد أن كل ما جاء في القرآن وما قاله محمد اوامر الهية يجب تطبيقها، حتى تلك التي تناقض مبادئ حقوق الإنسان. فهو يطالب مثلا بتطبيق الحدود مثل الرجم وقطع اليد والجلد، وقد يطالب باعتبار غير المسلمين اهل ذمة يجب عليهم دفع الجزية ولا يحق لهم تولي المناصب، فهم مواطنون من الدرجة الثانية، ولا يحق لهم بناء الكنائس أو ان يقوموا بعباداتهم، خاصة ان كان ذلك في السعودية، بينما يطالب ببناء المساجد في الدول الغربية. وبطبيعة الحال يرفض ان تتزوج بنته من مسيحي بينما يسمح لنفسه بالتزوج من مسيحية ويطالب بقتل المرتد (وهذا ما ينص عليه قانون مجلس وزراء العدل العرب ! http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=343622)، كما يقول بأن للمرأة نصف حق الرجل في الإرث وشهادتها تساوي نصف شهادة الرجل ويريد ان يفرض الحجاب على النساء حتى على غير المسلمات في بعد الحالات الخ...

3) وهناك المسلم الذي يعتقد انه يحق للمسلمين ان يغزوا دول العالم ويفرضوا الإسلام على سكانها أو الجزية ان رفضوا التحول إلى الإسلام إن كانوا اتباع كتاب منزل (أنظر هذا الشريط http://www.blog.sami-aldeeb.com/?p=18898)، بينما يجب قتل المشركين وهدم معابدهم وتماثيلهم وسبي نساء العدو واسترقاقهم بالإضافة إلى ما سبق مما جاء في الفئتين السابقتين. وبطبيعة الحال ان كان سني يريد ان يفني الشيعي من الوجود، وإن كان شيعي يريد ان يفني السني من الوجود.

هذه هي الفئات الرئيسية بين المسلمين. وكل من هذه الفئات تدَّعي ان اسلامها هو الإسلام الحقيقي، وأن غيرهم على باطل ويكفرهم. والانتقال من فئة إلى فئة اخرى قد يكون اسرع من الضوء. فيكفي ان يكون هناك شيخ متزمت حتى ترى المسلمين ينتقلون من الفئة الأولى إلى الفئة الثانية ثم إلى الفئة الثالثة. وهذا الأمر لا يقتصر على الدول الإسلامية. ففي الدول الغربية ذاتها التي احتضنت مسلمين هاربين من جحيم بلادهم ترى اشخاص يحملون الجنسية مثلا الفرنسية ولكن في نفس الوقت ينتمون إلى الفئة الثانية أو الثالثة. ومن هنا ترى في سورية آلاف من الإرهابيين المسلمين الذين اتوا من الدول الغربية، يعيثون الفساد فيها ويستبيحون اعراض الناس ويدمرون الكنائس. وكل ذلك تحت دعوى تطبيق شرع الله.

بطبيعة الحال الفئة الأولى اخف وطأة من الفئة الثانية والثالثة. ولكنها في نفس الوقت تفتقد الإنسانية اذ انها تسمح لنفسها باسم الإسلام ما لا تسمحه لغير المسلمين. وهي في ذلك تخالف حقوق الإنسان المتعارف عليه دوليا. والمشكلة في كل هذه الفئات هي التعاليم الإسلامية النابعة من القرآن وسنة محمد. هذه التعاليم تعمل كالجرثومة التي قد تصيب الشخص فينتقل من مرض بسيط (الفئة الأولى) إلى مرض اشد قسوة (الفئة الثانية) ثم إلى مرض قاتل (الفئة الثالثة). ولذلك لا بد من تعرية هذه التعاليم على حقيقتها حتى نبقي على انسانية الشخص وحياة اجتماعية سليمة.

وفي هذا المجال لا بد من التنبيه بأن دول مثل العراق وسوريا ومصر وغيرها حيث ترتع الحركات الإرهابية الإسلامية وتفسد الحرث والنسل تتحمل مسؤولية ما يجري على أراضيها. فهي التي ساهمت في نشر التعاليم الإسلامية فيها بدلا من مراجعتها وتصفيتها من عيوبها. وهذا لا يمكن إلا من خلال رفع القداسة عن القرآن والعصمة عن محمد. وأدعوكم هنا إلى رؤية هذا الشريط للدكتورة وفاء سلطان العلوية التي تحلل ما يجري في سوريا بصورة ثاقبة (http://www.blog.sami-aldeeb.com/?p=42185). لقد قامت الحكومة المصرية مؤخرا بتصنيف حركة الإخوان المسلمين كحركة ارهابية. ولكن من المسؤول عن وجود مثل هذه الحركة وتعاليمها؟ لنكن صريحين: التعليم الديني في مصر الذي تنشره المدارس والجامعات والجوامع ووسائل الإعلام الرسمية وغيرها. الأزهر ذاته – الذي يقال عنه مؤسسة معتدلة – هو في حقيقته آلة تفقيس للإرهاب ليس فقط في مصر ولكن في العالم أجمع. ناهيك عن التيار الديني الوهابي المدجج بالأموال السعودية والخليجية.

المشكلة تكمن في فهم القرآن وفي فهم محمد على حقيقتهما. كما كانت المشكلة سابقا في الغرب في فهم الكتب المقدسة. فدون رفع القداسة عن هذه الكتب فسوف يستمر عالمنا في الانغماس في الهمجية، ليس فقط في الدول الإسلامية، بل أيضا في الدول الغربية. علينا جميعا ان نتكاتف لكي ننشر فهم صحيح للقرآن والكتب المقدسة الأخرى على اساس أنها ليست كتب مقدسة بل كتب مكدسة، تعكس حضارة وهمجية القرن الذي كتبت فيها. والقرآن اليوم هو أخطر تلك الكتب لأن عالمنا العربي والإسلامي لم يتعرض لعصر تنوير كما حدث في الغرب، وفي نفس الوقت هناك تقاعس تام من المثقفين والجامعيين في الدول العربية والإسلامية والغربية ذاتها في تعرية القرآن ومحمد من قدسيتهما.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
[email protected]





#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نضع القرآن في المتحف أم في المزبلة؟
- نعم ضعوا القرآن في المتحف
- قرآن بدون تنقيط وبدون تشكيل
- ضرب الله بالحذاء 2
- ضرب الله بالحذاء
- الى أي مدى الصراحة مع المسلمين؟
- الدين الفنكوش والخطر الداهم
- ما فائدة الحوار مع المسلمين؟
- أين الخطأ: في الإسلام أم في المسلمين؟
- اعتراف محمد الأخير
- قاعات مشتركة للعبادة وحل مشكلة المسجد الأقصى
- حوار حول طبعتي للقرآن
- القرآن بين الفهم والبصم
- قرآن سعودي للببغاوات
- القرآن: طبعة علمية منقحة
- نكتة مؤلف القرآن رقم 3
- نكتة مؤلف القرآن رقم 2
- نكتة مؤلف القرآن
- آيات القرآن المحرفة وفقا للشيعة
- القرآن كتاب محرف


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - مشكلة فهم القرآن والكتب المكدسة الأخرى