الثورة العارية

الثورة هي عملية تغيير راديكالي يبدأ بالدعوة لها كمية قليلة من الأشخاص لتصل بعد ذلك إلى كل المجتمع و تختلف الثورة ضد النظام السائد على المجتمع عن الثورة على العقلية السائد في المجتمع فالأولى أسهل بكثير من الثانية إلا أننا بحاجة إلى الثانية قبل الأولى و إلا ستكون نتائج ثورتنا سلبية كما ذكرت بمقالي السابق الذي كان بعنوان (( من المشرق العربي إلى الغرب الأوروبي مصير ثوري واحد ))
فها نحن اليوم نرى النتائج السلبية للربيع العربي دون أن نفكر للحظة بخطأنا الجسيم إذ دعونا مجتمعاتنا الدينية للثورة على الأنظمة الاستبدادية قبل أن نثور على العقلية الدينية التي تسود في مجتمعاتنا
و الآن و إذ أصبح من الواضح ضرورة الثورة على عقلية التي تسود مجتمعاتنا قبل الثورة على النظام , أصبح علينا أنر نرى من المضطهد و ما نوع الاضطهاد الذي يتعرض له هذا المضطهد في مجتمعاتنا و إن أمعننا النظر سنرى أن المرأة هي المضطهد و أن الاضطهاد هو اضطهاد جنسي
فالمرأة في مجتمعنا هي عورة يجب أن تغطي جسدها إما بالحجاب أو بالملابس المحتشمة و شرفها يتوقف عند و شرفها يتوقف عن غشاء بكارتها و إن مارست الجنس مع من تحب فهي عاهرة و كل هذا لا ينطبق فقط على المسلمين في مجتمعاتنا بل على جميع الفئات التي تقطنه و عليه فعلى المرأة أن تثور لتحقيق تغيير راديكالي في هذا المجتمع حاصلة بذلك على حريتها الجنسية
إن الثورة التي أتحدث عنها في حقيقة الأمر كانت قد بدأت و كانت علياء المهدي هي من بدأها بظهورها عارية على مدونتها على الأنترنيت لتطلق بذلك شعلة تأخذ بها إناث مصر و العالم العربي نحو الحرية الجنسية
هذه الثورة العارية كانت قد قوبلت بالرفض من معظم المجتمع و لكن يكفي بأنه قد كان هنالك من آمن بها و أيدها كأمينة التي كانت قد ظهرت عارية النهدين لتقول بأن جسدها ملكها و ليس شرفا لأحد
على هذه الأقلية التي آمنت بعلياء المهدي بأن تتابع طريقها بنفس الطريقة أو بغيرها حتى تستطيع كسر جميع القيود الدينية في مجتمعنا و نتحول كمجتمع إلى مجتمع دون قيود دينية مجتمع بعيد عن شيوخ الوهابية و فتاويهم