حاتم الشلغمي
الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 18:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انهم لا يريدون تطبيق "شرع الله" , بل يريدون تطبيق شرائعهم هم التي ستمكّنهم من الاستحواذ على السلطة و الحكم و العقل "الى الابد". و من اللطيف ان تجدهم يدافعون بل يستميتون في الدفاع عن هذه الشريعة و ينسبونها الى رمز المطلق (الله) لاضفاء تلك المشروعية القداسية لالجام كل معارض "كافر".
في هذا السياق يمكنني القول -واعيا بما اقول- بان ليس لله شريعة كما يزعمون و انما له رسالة انسانية هدفها الوجود الانساني في ظل ايتيقا كونية تمكّنه من الانتاج و الابداع تلبية لنداء الاستخلاف على هذه البسيطة ليكون كل انسان عاقل و كامل اله نفسه و المسيّر الوحيد و الرّمزي لتوجهاته و ميولاته و انتاجاته الفكرية و العقلية.
من الطبيعي و البديهي ان يكره مجموعات "الدين السياسي" هذا الطّرح و ان يرفضونه و ان يقومون بتكفير قائله, لان مضمون الشريعة عندهم سياسي بالاساس يقوم على التّرهيب و التخويف و الطاعة "العمياء" للخليفة الحاكم -حسب اعتقادهم - باسم الله و النبي و الدين, حكم مطلق لا يؤمن بالاختلاف لا من حيث المبدا و لا من حيث المضمون.
ان رسالة الله على هذه البسيطة واضحة المعنى هدفها "الانسان" لا "الله". ارادها الربّ دعوة لان تكون علاقة النسبي بالمطلق علاقة انسجام, علاقة افقية لا عمودية فوقية, علاقة نتاج حضاري و انتاج فكري تمكّن الانسان من التساؤل و تدفعه نحو البحث عن الاجابة الحقّ فتمكّنه من التحوّل التدريجي من مرحلة التفكّر نحو مرحلة التعقّل. هذا هو المعنى الواسع ل"شريعة الله", لا ذلك المعنى الضيّق و الساذج الذي يرمي الى تقييد العقل البشري بل الى ترهيبه و دفعه نحو الرضوخ الى الحاكم باسم هذه الشريعة.
خلاصة القول , ان بؤس الخطاب الديني- السياسي يبني جهلوتا على انقاض كهنوت قد دمّره من نسبوا الى انفسهم سمة "رجال الدين و رجال سياسة" و احتكروا مهمّة الدّفاع عن ما وصفوه "مقدّس و مطلقا" حتى و ان دفعهم ذلك الى تشويه صفة الانساني و هدم المفهوم الاخلاقي, و غايتهم في ذلك سياسية خالصة لا أقل .
#حاتم_الشلغمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟