أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - من يكتب الدستور في العراق؟














المزيد.....

من يكتب الدستور في العراق؟


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1228 - 2005 / 6 / 14 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك مسالتان مهمتان فيما يخص مناقشة موضوع كتابة الدستور الجديد للعراق الديمقراطي. الاولى هي تعريفه، والثانيه هي من يكتبه. فالدستور يسمى احيانا القانون الاساسي للدوله، او مصدر القوانين، او العقد الاجتماعي. وهذا يعني ان الدستوريحدد شكل الدوله ملكيه ام جمهوريه، اتحاديه، ام مركزيه، ام لا مركزيه الاداره والحكم ..الخ. الدستور يحدد مسائل كثيره مثل شكل الحكم، ودور البرلمان، ومبدأ فصل السلطات، ونوع الحريات العامه، والكثير من مميزات الدوله العصريه. والدساتير الحديثه ليس لها علاقه ببرنامج حزب سياسي معين. من يفوز بالانتخابات يحاول تنفيذ وعوده الانتخابيه وبرامجه اثناء فتره حكمه، التي يحددها الدستور بثلاث، او اربع، او خمس سنوات. ولا تحدد ابواب، وفصول، ومواد، وفقرات الدستور حسب منهاج الحزب المعين. وهذه امور كثيره، وعامه قد يصعب حصرها، او اعطائها حقها من كاتب غير مختص. ولكن الامر المهم هو الأصرار على ضرورة توضيح "من" يكتب الدستور. فالدستور يكتبه المختصون لا السياسيون. قد يكون المختص مسيس، ولكنه عندما يتفرغ لكتابة الدستورعليه ان يتخلى عن تحزبه، وانحيازه. فالدستور سيوضع لشعب، ووطن أي لدوله كامله قد لا يمثل حزبه فيها الا نسبه قليله جدا, وبرامج الاحزاب وسياساتها تتغير حسب الظروف، والاحداث اما الدستور ففيه مواد ثابته لا تتغير، وهناك مواد مرنه قد تتغير حسب الظروف. ونص الدستور نفسه يقرر كيف تغير، او تعدل، او تطور مواده، او يضاف لها شئ جديد. كأن يشترط الاغلبيه المطلقه، او النسبيه، او باستفتاء شعبي، او ان يكون التغيير ما بين دورتين انتخابيه.. الخ من الشروط التي يضعها المشرع لضمان عدم تحول الدستور الى لافته صحفيه تتغير كل يوم. فلا يمكن مثلا المس بمبدا تداول السلطه، او فصل السلطات، اومبدا الانتخابات الدوريه . وبالتالي فان المتبع عالميا هو ان تقوم اللجان الدستوريه في البرلمان بتكليف مختصين لتقديم مشروع تغيير، او تعديل، او مسودة قانون جديد. ثم تعرض المسوده، او المقترح على اللجنه الدستوريه التي تناقشه، وتعرضه على لجان متخصصه اخرى، وبعدها يقدم كمقترح للبرلمان للتصويت عليه. لا ان تقوم اللجنه الدستوريه البرلمانيه بكتابته. فهناك فرق بين اللجنه البرلمانيه التي مهمتها مراقبة عدم خرق مواد الدستور والهيئه التي يجب ان تكلف بكتابة الدستور أي هيئه متكونه من مختصين. قد يكون كلهم من خارج البرلمان وهو الاسلم. وهي التي تستدعي الفقهاء والخبراء من كل نوع للاستئناس بملاحظاتهم، وارائهم .

وبالتالي فان النقاش الدائر في العراق الان حول لجنة كتابة الدستور، وعددها، ومن يمثلون من السنه، او الشيعه، او الاكراد.. الخ. هو نقاش عقيم، ومحاوله لحرف الامور عن نصابها الفعلي. فلو افترضنا مصادفة ان المختصين المكلفين كلهم سنه، او شيعه، او اكراد، فهل يكتبوا الدستور بحيث يتضمن اجتهادات سنيه، او شيعه، او كرديه. الموضوع هو وضع مشروع قانون اساسي لدولة العراق الديمقراطيه الاتحاديه. وليس لجمهوريه العراق الشيعيه، او السنيه، او الكرديه. فكتابة الدستور ليس له علاقه البته بما يسمى الاستحقاق الانتخابي. الاستحقاق الانتخابي هو في تشكيل الحكومه وتنفيذ البرنامج الذي فاز به الحزب، او الاتلاف المعين. والجمعيه الوطنيه المنتخبه حديثا، هي جمعيه تاسيسيه مهمتها الاولى، والاهم كتابة دستور تجري الانتخابات القادمه على ضوئه، بعد ان يكتب، وتناقش مسودته، وتطرح للنقاش العام ثم الاستفتاء. ولكن يبدوا ان الفائزين بالانتخابات نسوا أو تناسوا هذه الحقيقه المهمه، ويريدون كتابة الدستور، وكانه برنامج حزبي، او انتخابي لهم. الدستور يضع الاسس لضبط عمل الجميع حكاما، ومحكومين. ولا يجوز تفصيله على مقاس الرغبه الحزبيه. فقد ولى الزمان الذي يكتب فيه الدستور على اساس طبقي، او ديني، او مذهبي، او عرقي. فكل التجارب من هذا النوع اثبتت فشلها، وقادت الشعوب التي ابتلت بدساتير مماثله الى ازمات مستفحله شلت التطور الاجتماعي، واقامت حاجزا بين الحكام الشموليين، والشعوب.

الدستور يكتبه مختصون مستقلون تكلفهم الجمعيه التاسيسيه، وقد يستخدمون كمستشارين للشرح، والتوضيح عند مناقشة مسودة الدستور داخل الجمعيه التاسيسيه.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق 3
- مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه
- اليسار والديمقراطيه في العراق 2
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق
- اين مظاهرات العراقيين ضد سوريا؟
- لباس الريس بي لوله
- توضيح لابد منه
- الكويتيون يشتمون شهدائهم علنآ
- مناضلو التقاعد المبكر
- وين تروح يا جعفري دربك على المهداوي
- القوى الظلاميه تمهد لسلطه دينيه فاشيه في العراق
- السعوديه تقضي على الارهاب العالمي دون حروب عالميه
- سلامآ شيخ النضال
- اريد رئيس جمهوريه مسيحي
- ولاية الفقيه في العراق امر واقع
- جماهيرنا العربيه الخانعه
- الكسله..... نورووز البصره الجميل
- مطران مسيحي، وسرسريه متأسلمين
- السفاره العراقيه في السويد
- نداء الى الثوره


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - من يكتب الدستور في العراق؟