أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - المثقفون .. والجيش .. والمعركة مع داعش .














المزيد.....

المثقفون .. والجيش .. والمعركة مع داعش .


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 15:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المثقفون .. والجيش .. والمعركة مع داعش .

كنتُ أودُّ أن أكتب لكم " قصيدة حبّ " .. وأستكملُ بها تفاؤلي الذي عرضتُ عليكم تفاصيلهُ على الـ FACEBOOK يوم أمس .
غير أنَ " كتابات " بعض المثقفين ، والشعراء ، والأعلاميين ، والمفكرين ( وجلّهم من الشباب الوسيمين الرائعين ) قد أستفزتني .. وأجبرتني على أن اكتب لكم شيئاً آخر ، غير قصيدة الحب " الفظيعة " التي كان بودي أن أعرضها عليكم مساء هذا اليوم " الميلاديّ " الجميل .
ولتفادي شتائم الأجل القصير ( وجميع الشتائم والمدائح العراقية ، هي ظواهر قصيرة الأجل بطبيعتها ) ، فأنّني سأعترفُ أولاً بأنّني رجلٌ طاعنٌ في السنّ .. وقد أكونُ قد فقدتُ حسّ التمييز والتناسب في " أرذل العمر " هذا ، وبأن " شيبي " قد يعصمني من شتائم المثقفين العراقيين المقذعة ، وخاصة إولئك الشعراء والكتّاب الشباب الوسيمين الرائعين الحكماء الأنبياء المعصومين .. منهم .
وإلاّ بربكم الرحيم ..
هل يعقل أنّنا منقسمون إلى هذا الحدّ ، حول مهمة للجيش في صحراء الأنبار ؟
هل يعقلُ أن يصبح سَخامُ كلماتنا ، أكثفُ بكثير من الدم الذي يسيل على الرمل الآن ؟
ألم يكن هذا الدم قد سال .. وسال .. في كل شبرٍ من أرض هذا البلد .. ولم ينل إهتماماَ كهذا من قبل ؟
كيف انتقلتْ النزعةُ إلى التخوين والتكفير .. إلى " صفوة " المثقفين في هذا البلد .. فلم يعودوا قادرين على سماع صوت واحد مختلف ؟
كيف أختلط ، فجأة ، الحابل بالنابل .. وتحول عدو الأمس الى صديق اليوم .. والفاسق الى نبي .. والدكتاتور الى منقذ .. والجيش الى رمز لوحدة هذا الوطن المنقسم على نفسه .. وسقطت القدسية عن رموز .. وأرتدتها رموز أخرى ؟
كيف اصبحت الكراهية ، فجأة ، عابرة للطوائف .. وبات الجميع يشتم الجميع .. والكلّ ضد الكل .. وكأنّ " هوبس " أحدثَ فوضاهُ المحببّة إلى نفسه .. ووقف يتفرج علينا ، ونحنُ نُمَزّقُ بعضنا بعضاً ؟
كل هذا حدث في ثلاثة ايام فقط .
يبدوا الأمر مضحكاً جداً .. وكأنّ هناك من حفر للمثقفين حفرة .. فوقعوا فيها واحداً بعد الآخر .. وراحوا يخرمشون جدرانها بعقولهم " النيّرة " .. محاولين الخروج منها بشيء ما .. في ثلاثة ايام فقط .
لا احد إنتظر شهراً .. بل وحتّى اسبوعاً .. قد يكون كافياً لألتقاط الأنفاس .. ثم تقييم الأمور بهدوء ورويّة .. وبحيادٍ يليق بمنقّب عن الحقيقة .. وليس له من " عدّة للشغل " غير قوة عقله .
حتى الدعوة الى " حياد " الباحث و " تجردّه " أصبحت خيانة للوطن في " لحظة مفصليّة " عصيبة .
متى لم يكن الأمرُ كذلك في العراق ؟
ومتى كان الأمر مختلفاً في عراق مابعد العام 2003 بالذات ؟
هل يجوز إختزال كلّ شيء إلى كونك مع الجيش في مهمتّه .. أم ضدّه ؟
إنّ أبسط جنديّ لا يفكرُ بهذه الطريقة . وهذا الجندي البسيط هو الذي يقاتل حقاً ، وهو الذي سيقتلُ في نهاية المطاف دفاعاً عن " قضاياكم العادلة " .. بينما انتم جالسون في " أمكنّة آمنة " ، تحتضنون حواسيبكم ، وتشربون الشاي ، وتتبادلون النميمة كالعجائز .. وتنشغلون بتبادل أقذع الشتائم فيما بينكم .. وأكثرها إبتذالاً .. ووحشيّة .
أين صبر المثقف على تفحّص " المقدمات المنطقية " ، التي ستفضي بالضرورة إلى " نتائجها المنطقيّة " ، رغم كل هذا الضجيج والصخب ، وقنابل الدخان التي تثير السخرية ، والتي ستدفعكَ أيضاً إلى البكاء طويلاً على ما آلت اليه مصائر المثقفين ، في هذا البلد العجيب .
ايها العراقيون البسطاء .
أيها الجنود النبيلون .
لا تقرأوا أبداً ما يكتبهُ " المثقفون " العراقيّون ، الآن ، عن محنتكم .
نحنُ نحتاجكم .. أكثرُ مما نحتاجُ اليهم .
نحنُ نخاف من سرقة نصركم .. في بلد مليء باللصوص .. كما نخاف من إحتمال هزيمتكم .. لأنها ستكون هزيمتنا الأخيرة .
هؤلاء يحاولون كسرنا .. وكسركم ، بكلماتٍ من حق .. يرادُ بها باطل .
بحق حياتكم ، وموتكم ، وعرقكم ، ودمكم .. لاتنصتوا إليهم .
إنهم الآنً مثل أولئك الذين ..
" لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا " .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنّهم .. يشبهونهم
- كلُّ تلك الأشياء البعيدة
- الأوديسّة البغداديّة
- مع الأسَفِ الشديد
- كُلّنا .. كيوسف في البئر
- يومياتُ الحب والموت .. القصيرة جداً .
- موسمُ الهجرة من بغداد .. إلى الحبَشَة
- مايشتهيهِ رَجُلٌ حالِمٌ .. في الرُبع الرابعِ من العُمْر
- عيونُ الجنود الكليلَة
- تَواصُلْ
- عندما لا يشتري العراقيون بعض الأشياء .. ب فلسين
- الدوقة ُ .. تَلِدْ
- العراقيّون .. ودجاج - يونيف -
- من جهنم .. إلى جهنم
- قصّة عراقيّة .. قصيرةٌ جداً .. بحجم المقبرة
- في الصّفِ الخامسِ .. من هذا العُمرِ القصيرِ الأجلْ
- حديقة الحيوان
- ليلى والذئب
- المشكلة .. والحل
- العراق : ديموقراطية طائر البطريق


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - المثقفون .. والجيش .. والمعركة مع داعش .