أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه رشيد - الفنان حين يكون انسانا ..














المزيد.....


الفنان حين يكون انسانا ..


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 16:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


واخيرا رحل عنا الصوت الدافئ، صوت البصرة بنخيلها وشطها وشناشيلها، الصوت العراقي الصافي الذي لم يطأطئ رأسا، ولم يمجد مسؤولا في اغانيه، ولم ينشد لسلطة ما. لقد غنى للوطن وللحبيبة، غنى للأرض والسلام، انه فنان الشعب فؤاد سالم، الذي اضطر لترك العراق في نهاية السبعينيات نتيجة السياسة القمعية للنظام السابق، وتحمل الغربة والمعاناة والتنقل من عاصمة لاخرى، وفي كل مدينة يصلها كان يمسك بعوده ويدندن بحرقة للعراق، لقد قتله الشوق والحنين.كان فؤاد سالم فنانا مبدعا، عابرا للطوائف والاثنيات والاعراق، ولهذا احبوه العراقيون من جهات الوطن الاربعة.
لقد ناضل حقا ضد النظام الدكتاتوري السابق بفنه وبالحانه وباغانيه. ورغم ان ذلك النظام قد منع تداول اسمه ونشاطه الفني وسجن اغانيه، الا ان هذا لم يمنع ان تكون اغنيتة الشهيرة " ياعشكنه فرحت الطير اليرد لعشوشه عصاري" التي أداها مع الفنانة شوقية البصري، قبل ثلاثة عقود، بمثابة نشيدا وطنيا يتردد على كل الالسن.
في النصف الاول من عام 1978 نظم في قاعة الشعب ببغداد مهرجان للاغنية، حضره طارق عزيز وزير الاعلام في النظام السابق آنذاك. حين اعلن عن اسم فؤاد سالم اشتعلت القاعة تصفيقا فغنى فؤاد لبغداد المحبة والتآخي والسلام، وحين انتهى وقف الجمهور يصفق حبا واحتراما لفؤاد. وما ان خرج فؤاد وانتهى التصفيق قام معالي الوزير! وشتم هكذا اغنية واصفا اياها بالسخيفة " هي ومن يصفق لها" وطلب من الحاضرين ان ينقلون كلامه هذا "بكل ثورية"!
بعد ذلك لم يتأخر فؤاد بترك الوطن، وتنقل مع رفاقه الشيوعيين واليساريين بين عواصم عديدة وكان آخرها دمشق التي ترك فيها انفاسه العطرة الاخيرة.
الان لابد من تكريم فؤاد سالم كما يليق بالعظام من ابناء الشعب، واتمنى تخصيص راتب مجزي لعائلته باعتباره مناضلا وفنانا كبيرا،وان ينحت له تمثالا ليوضع في واجهات المعاهد الفنية، ان يطلق اسمه على الشوارع والساحات وقاعات المسرح والموسيقى. ان تخصص جائزة فنية سنوية بإسمه لاحسن اغنية ، وان تحرص وزارة الثقافة على جمع كل نشاط فؤاد سالم الفني،بما فيه اغانيه السياسية، وإعادة اصداره ليتسنى للجيل الجديد والدارسين والمتذوقين الاستفادة منه .
لو كان فؤاد سالم " مصريا " لجعلوا منه رمزا وطنيا، فمصر الكبيرة تقدر فنانينها وعلمائها ومثقفيها، فما بالنا نحن نهمل مبدعينا! وقد طالبنا مرارا ومنذ تداعي صحة فؤاد بالاهتمام الجاد بموضوعة علاجه ونقله على حساب الدولة من دمشق التي انتصر عليها، للاسف، تجار الموت والحروب، ولكن دون جدوى.
فلنكرمه بعد رحيله، لا ان ننساه او نتناساه، كما لف النسيان مبدعين آخرين رحلوا بصمت في الغربة مثل: كمال السيد وزينب ومنذر حلمي وفاروق اوهان وسهام حسين والهام حسين وآخرون كثر



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زلنا نردد قصائدك يا احمد
- أم الربيعين و-بروفة-الانتخابات
- هل يوجد مانديلا عراقي في بغداد؟
- الم يحن الوقت لكشف القاتل المجهول ؟
- زغاريد الفنانة رهام الشامي
- المصالحة الوطنية والمؤتمر التاسيسي الاول للمبادرة الوطنية .
- مضمون بلا شكل !
- عندما ينحني الشرطي ..
- بغداد تتلون بالمحبة وبالسلام / ملتقى بغداد للفنون التشكيلية ...
- لماذا اجلت فرز الاصوات يا سيدي القاضي؟
- - المجاري- في بغداد وحضارة الخطط الستراتيجية
- المحامي طارق حرب هل يصلح ان يكون حكما؟
- النقيب الاحتياط والشهادة المدرسية !
- منافسة .. ومنافسة !
- لماذا تاجلت انتخابات نقابة الفنانين في بغداد؟
- جمعة المارتون الثقافي في بغداد
- رسالة الى الرئيس التونسي منصف المرزوقي
- ميلاد شاعر في 1 / 1
- بغداد مدينة منكوبة
- الرئيس الشاذلي بن جديد جنرالات الجيش الجزائري اختاروه رئيسا ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه رشيد - الفنان حين يكون انسانا ..