طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 11:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وزارة الشئون الاجتماعية ليستْ وزارة للإعلام ، وليستْ مؤسسة لتخريج (الدعاة الدينيين) وليستْ وزارة للتعليم ، ولكن لأنها فى مناخ طغتْ فيه اللغة الدينية على أية لغة (منذ كارثة أبيب/ يوليو52 ، كان عليها أنْ تضبط نفسها على مؤشر تلك اللغة ولا تحيد عنه ، حتى لا تــُتهم بالخروج عن ( الخط ) الذى وضعه ضباط يوليو لشعبنا . والمثال الدال على ذلك – والأمثلة كثيرة – هو ما حدث مع جمعية ( تضامن المرأة العربية ) الفرع المصرى ، الذى كانت د. نوال السعداوى ترأسه. فقد صدر قرار من وزيرة الشئون الاجتماعية بحل الجمعية. ولم يكن قرار الحل هو المأساة الوحيدة ، وإنما كانت الكارثة أنّ ذلك القرار فرض على الجمعية أنْ (( تــُسلــّم بيتها وأدواتها وأموالها إلى جمعية أخرى فى المعادى اسمها " نساء الإسلام " )) فكتب الراحل الجليل الأستاذ صلاح حافظ (( وهذا هو ما يستحق أنْ نتوقف عنده . فجمعية ( نساء الإسلام ) هذه بحكم اسمها ، جمعية للمسلمات فقط . والجمعية التى تقرّر حلها جمعية لكل المصريات . فكيف تــُسلــّم جمعية قومية ممتلكاتها وفلوس عضواتها لجمعية لا تقبل فى عضويتها غير فريق المسلمات ؟ ))
هذا بخلاف أنه لم تــُعط الفرصة لجمعية تضامن المرأة المصرية ، ليتسنى لها اتخاذ إجراءات ( التصفية القانونية ) وحصول العضوات على أموالهنّ ، وإنما حدث العكس حيث تم تمكـــــــين ( نساء الإسلام ) من الاستيلاء على أموال غيرهنّ ، بخلاف المقر والمنقولات . فهنا نجد الجمع بين السرقة العلنية ( المُدعّمة بقرار حكومى ) والانحياز للأصولية الإسلامية. وإذا كانت وزارة الشئون الاجتماعية تسلك سلوك الجماعات الإسلامية ، فلماذا يتم إلقاء اللوم على تلك الجماعات وحدها ؟ ونعتها بتلك الصفة الزائفة ( الجماعات المُتطرفة ) كما دأب الإعلام المُضلــّـل على ترديد تلك الصفة غر العلمية ، فى حين أنه لا يوجد أى فرق بين مؤسسة (المُفترض أنها حكومية) وبين الأصوليين الإسلاميين الذين يستبيحون لأنفسهم قتل كل المختلفين مع آرائهم التكفيرية وسلب أموالهم وممتلكاتهم ؟
كان الراحل الجليل الأستاذ صلاح حافظ ، ثاقب النظر شجاعًا عندما طرح هذا السؤال : ((من الذى أصبح يتحكــّم فى هذه الأجهزة البلهاء ؟ إلى أى مدى أصبحتْ تــُديرها الجماعات ؟)) (مقال : " وزارة الجماعات " – صحيفة أخبار اليوم – 17/8/91)
***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟