أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - صبي الأزبال والحاكم














المزيد.....


صبي الأزبال والحاكم


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 15:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أخذت عمليات الجماعات التكفيرية الأرهابية تقض مضجع المواطن وتشغل جل تفكيره ،وبدى ان الدولة شبه عاجزة عن الأتيان بأجراءات تقضي على الأرهاب أو على الأقل تحد من شروره ،غير ان مسؤوليها لايزالون يستقلون السيارات الحديثة المظللة الفارهة التي تنطلق بسرعة فلا يحس المسؤول وقتها بما يجري للناس من حوله وحتى الحفر والمطبات لاتعنيه ولايستشعرها ، وزادت حكايات الفساد السياسي والأداري الهم والحزن ، أذ أنها بدات تزكم الأنوف ،وبدأ المواطنون يعدون عمارات المسؤول الفلاني ومحطات الوقود والعقارات التي يمتلكها المسؤول العلاني في الداخل والخارج وهم أثناء ذلك يسترجعون بحسرة بالغة كيف كان بالسابق قبل ان يوفر له الشعب فرصة الفوز بالأنتخابات ،حيث لم يكن يملك شئ او يعرفه احد ويسردون الكثير من الحكايات عنه عندما كان كادحا ً لايملك سوى كشك صغير على احد الأرصفة ،واليوم لاهم له سوى زيادة ممتلكاته وبالمقابل فأنه أصبح لايعرف أحدا" من الشعب واصبحت مقابلة سكرتيره الشخصي تتم بالواسطة فكيف بمقابلته هو .
الصراع على المغانم :
وأخذ مسؤولون كبار محسوبون على تيارات شعبية محترمة في نظر الناس ، يدخلون حلبة التنافس على المغانم وبامتياز .
فبعد نشر الصحف وشبكات النت أخبارا" عن مسؤلين كبار ،انكشفت اوراقهم وهم يقاضون ويتقاضون الرشى بشدات الدولار وليس بالدينار ، اشيع ان الحاكم قد امرباقالة المسؤل الفلاني ،والذي لم تسمه الصحيفة ولا الشبكة بأسمه بسبب الحنكة الصحفية فالديمقراطية لدينا لاتزال تحبو فهي اليوم على صورة عراك بالأحذية والأيدي والأرجل ،ولكنهم كانوا يضعون بدلا" عن اسمه عدد من الأصفار ، والمعلومة الوحيدة التي ذكرتها عنه الصحف أنه مسؤول كبير ،وكانت الناس عندما تدخل المبنى الرسمي المهيب ينظرون بأتجاه الأبواب ليروا ذلك المسؤول اذا ما كان فعلا" موجود ثم يخرجوا ليجلسوا في حلقات السمر الأعتيادية ليذيعوا سرا" كانهم قد اكتشفوه بصعوبة ، يذكر أحدهم :
لقد ذهبت صباح اليوم الى مبنى الحكومة ونظرت بنفسي ولم اجده مكانه وقال الثاني : نعم لقد نفذ الحاكم امر الشعب وأقاله بغض النظر الى أي كتلة ينتمي ... ولكن بعد اسبوع فوجئ الجميع بعودة السيد المسؤول الى مكانه ،وقد كان يرتدي بدلة فاخرة ،وقد تبين أنه كان في ايفاد في احدى جزر الواق واق .
وقال نفس الشخص :
ألم اقل لكم انه الفساد بعينه ،لقد كافئوه بأيفاد خارج البلد !
وأخذت حلقات العامة تفسر كيف حصل هذا ومن أغرب ما طرح أن احدهم ذكر أن هذا المسؤول قد أشترى هذا المنصب من الكتلة التي ينتمي اليها ولايمكن تغييره،والغريب أن هذه الكتلة كانت تنظر في الأنتخابات على أنها المدافعة عن الشعب وانها ضد الفساد ، وأخيرا" تكلم احدهم ،وكانوا ينتظرون ان يتكلم كونه يعمل في حرس الحاكم الشخصي ، قال لهم :
لقد تم أبقاءه مكانه ولكن تمت معاقبته بتقليص صلاحياته !
والغريب ان قرب الأنتخابات قد أفقدهم كل احترام من الشعب او تقديرهم بعضهم للبعض الآخر ،حيث بدؤا بالتسقيط احدهما للآخر وبأي ثمن فبانت عوراتهم بعد ان قام كل واحد فيهم بأسقاط ورقة التوت التي كانت تغطيها،وبدى الناس لايصدقونهم في شئ وحتى عندما يعلنون على اعلى المستويات أنهم سوف يواجهون الأرهاب وانهم سوف يعملون وسوف ... فأن الناس تعتبر ذلك دعايات انتخابية وان مسؤوليهم باتوا لاقدرة لهم على مواجهة الأرهاب ولاقدرة لهم على لم شمل العراقيين والحفاظ على تماسكهم ووحدتهم .
( ووسط آهات المحرومين وعامة الشعب ، بقي المسؤول رغم ان الشعب قد ملّه ولم يكن راغب في اعادة انتخابه ، وأستمر الفساد من وراء الستار ومن امام الستار ..وبدأت الناس تنظر الى وجوه المسؤولين الملطخة بوحل الفساد الذي لا ينتهي وبأتهام أحدهم للآخر، وبقيت بلدي يئن بتركة ثقيلة من عهود الإهمال والفقر والفاقة واليوم تناله عهود جديدةهي عهود الأرهاب و الفساد المكشوف ) .
وهناك ليس بعيدا ًعن مجلس النواب الفخم ، في أحد الشوارع .. كان صبي العربة الذي يبحث في الأزبال عن مخلفات يقتات بها ويحمل جزءا" منها الى عائلته ، قد ترك عمله وانشغل بالنظر الى سيارة الحاكم الفخمة المظللة وأنتظر بشغف نزوله منها ليمتع نظره ببدلته الأنيقة وكذلك ليشاهد قوة اندفاع حرسه الخاص الذي أحاطه بسرعة حال نزوله من السيارة ..ثم ما لبث الصبي أن عاد ثانية لألتقاط بقايا الطعام والعلب الفارغة من أكوام الأزبال .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميزانية .. موت البلاد لا نهوضها
- داعش تجاوزت المنطقة الخضراء
- الأنتخابات القادمة دوران في حلقة مفرغة
- عالمية الولاء الحسيني
- الأنتخابات .. انتباهة غير مجدية
- اليابان تصدر الملوثات ايضا ً
- أمبراطورية الفوضى
- مانديلا..ثورة السلام والعدل والحرية
- القادم .. رقبة حزب الله
- العرب .. الكرسي قبل الكرامة
- النقب تعيد ذكرى مأساة اغتصاب فلسطين
- فلسطين ..قصة احتلال جديدة
- الأنتخابات ويوم السعد
- ممرضاتنا هنديات
- إذن هل هناك فساد ام لا
- التوجه الروحي والخواء الثقافي والسياسي
- على العرب تحمل المسؤولية
- مهلا ً معالي الوزير
- المطر وبناء من كارتون
- من السيد امريكا أم أسرائيل


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - صبي الأزبال والحاكم