أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي حمزه ساجت - حركة الاصلاح الديني واثرها على اوروبا














المزيد.....


حركة الاصلاح الديني واثرها على اوروبا


علي حمزه ساجت

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرت اوروبا بفترات تاريخية متعددة واتفق المؤرخون والمفكرون على تقسيم التاريخ الاوربي الى مراحل متعددة منها مرحلة المجتمع البدائي , ومرحلة المجتمع العبودي ثم مرحلة الاقطاع انتهاءً بالرأسمالية والاشتراكية .
وقد تكللت هذه الفترات التاريخية حركات متعددة, تدعوا الى الاصلاح الديني ,حيث كانت اوروبا في العصور الوسطى تسيطر عليها الحكومات الثيوقراطية (الحكومة الدينية ) وهي السلطة العليا في ذلك الوقت باعتبارها سلطة الاله وتتحكم بأمور المجتمع على النحو الديني والاخلاقي والاقتصادي والاجتماعي . وسنسلط الضوء على ثورتين مهمتين في التأريخ الاوربي وهي ثورة اريوس, وثورة مارتن لوثر .
كانت حركة الاصلاح التي قادها اريوس حركة مهمة في التاريخ الاوربي ,لأنها احدثت ارباكاً واضحاً في الكنيسة عندما اشكل اريوس على اصل من اصولها الا وهو الوهية عيسى حيث ان الكنيسة تعتقد بأن المسيح هو ابن الله فله حق الالوهية ولكن اريوس جاء بشي مخالف لأصولهم ومعتقداتهم عندما اثار تساؤلا بين فيه ((اذا كان المسيح هو ابن الله اذن هو اصغر منه واقل شأناً, ان الله أزلي ليست له بداية ولا نهاية والمسيح له بداية ولنهاية ,اذن هو ليس اله بالمعنى التام ))(1). وعلى اثر ذلك الاشكال ثار غضب الكنيسة واجتمع كبارها في مجمع يراسه أثناسيوس في مدينة نيـقياً سنة 325م والذي سمي بمجمع( نيـــقــيا )ووضع فيه دستور ايمان المسيحين ولا يزال باقياً حتى اليوم وجاء في هذا الدستور (ان المسيح ليس مخلوقا ً من العدم بل هو مولودٌ من جوهر الاب قبل الدهور ومساوٍ للابِ في الجوهر وهو الهٌ حق من الهِ حقٍ ...الخ) , وحكم على اريوس بالهرطقة اي الانحراف عن اصول الكنيسة وتعاليمها . ان هذا الاتهام تتخذه الكنيسة سلاحاً للدفاع عن نفسها ودفع الشبهة عنها وتبث روح الرعب في قلب من يشك او يحاول البحث ويدقق فيما يشك في اصول دينه .
غيرت هذه الثورة كثير من الافكار الدينية ,حيث ان الاساقفة كانوا هم الكثرة الغالبة في الشرق اصبحوا يناصرون اريوس سراً وجهراً اي انهم كانوا يرون ان المسيح هو ابن الله ولكنه لا يشترك مع الاب في مادته ولا في خلوده .(2) وتذكر اغلب المصادر التاريخية التي تتحدث عن تاريخ العراق القديم ان سلمان المحمدي (عليه السلام ) كان أريوسياً , وذُكِرَ ان فلاحو السواد( العراق) كانوا على مذهب اريوس اللذين يقولون : ان المسيح ليس ابن الله , لان من قال ذلك جعل لله زوجة .(3)
اما ثورة القس مارتن لوثر ,حيث كان يعيش في مجتمع يسود فيه الاقطاع ولفقر والجهل بتعاليم الدين المسيحي , اضافة الى ظلم السلطة الدينية للأفراد في ذلك الوقت , كان الاقطاع مسيطرا على الاراضي الزراعية في اوروبا والفلاح الاوربي مسلوب الحق من قبل طبقة النبلاء حيث ان معدل دخله ضعيفا ً جداً اي تحت مستوى خط الفقر ,كانت الكنيسة راعية لهذا الاقطاع والظلم الذي لحق بالمزارع الاوربي .
اضافة الى ذلك كانت الكنيسة الكاثوليكية تمنح صكوك الغفران مقابل الهبات و الهدايا التي تقدم لها من قبل الافراد باعتبارها سلطة الله في الارض وهي من تملك حق الثواب والعقاب مراهنة على جهل الناس بتعاليم دينهم . دعا لوثر الى الرجوع الى تعاليم الكتاب المقدس واخراج الدين المسيحي من البدع والضلالة التي دخلت اليه .
غضبت الكنيسة الكاثوليكية على ما دعا اليه لوثر وعقدت اجتماعاً كردة فعل على دعوتهِ واتهم بالهرطقة والانحراف عن الدين وحكم عليه بالإعدام .
اعتبر لوثر هو مؤسس المذهب البروتستانتي لأنه احتج على سياسة الكنيسة الضالة والراعية للظلم ,وكلمة بروتستانت كلمة لاتينية الاصل تعني المحتجون .
كان لوثر رجل عمل وكانت افكاره قرارات, وكتبه افعالا, ولقد عاونت شجاعته وحسمه للأمور القومية اكثر من لاهوته على تأصيل العصر الحديث وكان يتحدث بلغة المانية قويه تنبض بالرجولة الى الشعب الالماني فأثار غضب امة ودفعها للقضاء على سلطة دولية .(4)
نتج من هذه الثورات ازدياد الوعي الثقافي والسياسي في المجتمع الاوربي وظهرت حركات تدعوا الى التحرر من حكم الكنيسة ,وجاءت حركة المركنتاليين (التجاريين)التي دعت الى تأسيس الدولة القومية ,والتحرر من حكم الكنيسة ولا يحق لها التدخل في ادارة امور الدولة ,وتبقى وظيفتها تطوير علاقة الفرد بربه فقط , وكما دعت الى اعادة اموال الكنيسة واعادتها الى دخل الدولة . تعتبر هذه الفترة نهاية حكم الامير ونهاية العصور الوسطى وبداية التحول من مجتمع من مجتمع اقطاعي الى مجتمع راس مالي ومنتج يسود فيه العلم والثقافة , حيث ازدادت حركة الاستكشافات العلمية والجغرافية , واكشفت الدورة الدموية ,واستطاع العلماء اثبات ان الارض كروية الشكل.... الخ من الاكتشافات .
بدءَ الانسان يحرر نفسه من المعتقدات الزائفة والبدع التي كانت تسيطر على الانسان في العصور الوسطى ,واصبح بمقدوره ان يهز كتفيه استخفافا باللاهوت المرعب والمربك وان يقف على قدميه حرا طليقا , حرا في ان يبحث فيما يشك وان يحقق ويدقق ,حراً في ان يفكر ويجمع الوان المعرفة وينشرها .(5)
كل ما موجود في اوروبا من تطور هو نتاج ثورات الاصلاح الديني التي حولت المجتمع الاوربي من مجتمع تسود فيه العبودية والجهل الى مجتمع تسود فيه الحرية الفكرية والمعرفة.
فهل من صحوة ضمير تدعو المجتمعات الاسلامية للتحرر مما هي فيه من جهل وفقر والنهوض بواقعها ومعالجة مشاكلها العالقة ؟ ومحاربة البدع والضلال ؟ وخلع ثوب الذل والخضوع الذي البسته لها الدول الغربية لكي تبقى هي المسيطر الاول على هذه المجتمعات ولكي تمنع وصولها الى مصاف الدول الكبرى ؟

علي حمزة القريشي
_____________________________________________
(1) عبد الامير محمد امين ,محمد توفيق حسين ,تاريخ اوربا في العصور الوسطى ,ص41
(2) ول ديو رانت , قصة الحضارة ,الجزء السادس , ص19
(3) الشيخ عباس الزيدي , التاريخ المستباح , ط2, ص36
(4) ول ديو رانت , قصة الحضارة ,الجزء الثاني عشر , ص153
(5) ول ديو رانت , قصة الحضارة , الجزءالتاسع عشر , ص4



#علي_حمزه_ساجت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي حمزه ساجت - حركة الاصلاح الديني واثرها على اوروبا