لقمان ألأطراقجي
الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 07:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدستور و التبعية
يتابع الشعب العراقي هذه الأيام و منذ ان تشكلت حكومة المحاصصة , يتابع و يريد ان يغهم كيف سيكون مستقبله و مستقبل الأجيال القادمة و كيف سيكتب الدستور و من سيكتبه !!!!
إننا نشاهد هذه ألأيام و منذ فترة , العمل المكثف و الإرتجالي في طريقة تكوين لجنة صياغة الدستور و عددها و من سيكون فيها و من سوف لا يكون فيها على طريقة المحاصصة الحزبية و القومية و المذهبية من بين افراد الجمعية الوطنية المتكونة من اشخاص و شخصيات " مع فائق الإحترام لهم " لا يمكن ان يكونوا مؤهلين لكتابة دستور و ليس لهم اي معرفة و خبرة من بعيد او من قريب لكتابة دستور حضاري لكل ابناء الشعب العراقي بكافة تنوعاتهم القومية و الدينية و المذهبية .
إن مسألة صياغة دستور حضاري بجميع جوانبه و شمولاته هي ليست عملية سياسية محدودة و مقتصرة على مجموعة سياسية معينة او حركات او احزاب او تآلف او تكتل مهما كانت حصته البرلمانية و قوته الإنتخابية , بل انها مسألة مستقبل شعب و أمة بكاملها من وراء تخطيط حيات هذه الأمة المستقبلية و طموحاتها في ان تكون دولة موحدة لجميع العراقيين مهما كانت ميولهم و إنتمائاتهم القمومية و الدينية و العنصرية و الطائفية و المذهبية .
إن من الخطأ الكبير و الغير مغفور وهو ان تستغل المجموعة المكونة للحكومة و الحاجزة اغلبية مقاعد الجمعية العامة , ان تستغل قوتها من اجل صياغة دستور لصالحها و بنظرة طائفية و قومية ضيقة و من دون إشراك قوى الشعب الأخرى و ممثليها في بناء الدستور و من دون إشراك الخبراء المتخصصين و المحايدين في صياغة الدساتير سواء كانوا عراقيين او غير عراقيين .
إننا يجب ان نتعلم من تجارب و خبرات الدول التي عانت مثلنا من الفاشية و النازية و كيف صاغت دساتيرها بعد إنهيار الفاشية و النازية مثل إيطاليا و ألمانيا .
إن كيفية صيلغة دساتير هذه الدول معروفة و يمكن دراستها , فمثلآ ايطاليا عام 1946 اجرت إنتخاب جمعية و طنية لكتابة الدستور و بألرغم من حصول الحزب الشيوعي الإيطالي و الحزب الإشتراكي سوية على اغلبية المقاعد في هذه الجمعية , لم يلجأ الحزبان للحصول على اكبر الأرباح السياسية الضيقة في سن و كتابة الدستور الإيطالي , حيث تشكلت لجان متخصصة في صياغة الدستور تمثل جميع قوى الشعب الإيطالي و أحزابه التي ناضلت و ساعدت في سقوط الفاشية في إيطاليا بالإضافة الدخول و العمل في هذه اللجان 18 شخصية و خبير في القانون من المحايدين من خارج جمعية الدستور .
هذا من اجل ان يكون الدستور الإيطالي دستورآ لكل ابناء الشعب و بدون تمييز واضعآ مصلحة إيطاليا و شعبها فوق جميع الإعتبارات .
إن المسؤؤلية الواقعة على جميع اعضاء الجمعية الوطنية و أعضاء لجنة الدستور هي مسؤؤلية تاريخية عظمى و هذه فرصة وحيدة لهم من اجل ان يدخلوا تاريخ العراق الحديث من الباب و برس مرفوع و عالي حتى تتذكرهم الأجيال القادمة و تدرسهم تدرسهم و تدرس ما قاموا به من اجل العراق و شعب العراق , إذا استطاعوا ان يكونوا محايدين و يضعوا مصلحة العراق فوق اي مصلحة ضيقة و آنية و يكتبوا دستورآ حضاريآ للحاضر و للمستقبل لعراق الحرية و الفيدرالية و الديمقراطية و العدال , عراق واحد لجميع العراقيين بدون محاصصة و تفرقة مهما كان مرجعها و اصلها .
و بعكس ذالك و إذا خرج من هذه الجمعية و لجنة الدستور , دستورآ متحيزآ و قائم على المحاصصة و توزيع الغنائم بين الفائزين , فإن التاريخ سوف يضعهم في مزبلته و سوف تلعنهم الأجيال القادمة و سوف يكونوا صفحة عار في تاريخنا و تاريخهم . و لهم الخيار
إن واجب القوى الديمقراطية و منظمات المجتمع المدني و المثقفين في داخل الوطن و خارجه العمل سوية و بإلحاح من اجل إقناع لجنة الدستور و الحكومة الحالية لإشراك جميع قوى الشعب و بدون تمييز في عملية كتابة الدستور من اجل ان يكون دستورآ حقيقيآ لجميع ابناء العراق بدون تفرقة و تمييز مهما كان مصدره او مبرراته.
إن إستمرار الكلام من قبل المسؤؤلون في الدولة و الحكومة و بعض ممثلوا الأحزاب المتمثلة في الحكومة حول ضرورة مشاركة ما يسمى بألسنة و ممثليهم اللذين في الواقع لا يمثلوا غير انفسهم , اقول ان الإستمرار في مثل هذا الكلام سوف يساعد على انشقاق الشعب العراقي و تعميق التمييزات و الخلافات الطائفية و العنصرية و الكراهية بين ابناء مكونات الشعب العراقي المختلفة .
إن تصريحات المسؤؤلين و ممثلوا الأحزاب العراقية يجب عليها التركيز على ان العراق واحد و هو لكل العراقيين و العراقي هو عراقي سواء كان سنيآ او شيعيآ او كرديآ او مسيحيآ او مسلمآ او من اية شريحة اخرى من شرائح الشعب العراقي المختلفة و أن الدستور سوف يكون لكل الشعب و ان كتابة الدستور سوف تكون مفتوحة مع الترحيب لجميع الآراء الإيجابة المخلصة و الإقتراحات الصائبة و مناقشتها علنيآ و بصورة شفافة حتى يشعر ابناء العراق جميعآ بأنهم حقيقيآ مشاركين في بناء مستقبلهم من خلال دستورهم .
إن المشهد اليومي الذي نشاهده يوميآ و مع الأسف نسمع و نقرأ تصريحات من أفراد الحكومة و من ضمنها رئيسها بأنهم ذاهبون ليستشيروا و يطلبوا النصيحة من آية الله السسستاني لكل خطوة يريدون ان يخطوها و يعملوا بها و كأن العراق اصبح تحت سيطرة و إشراف الملالي و اصحاب العمامات قبل ولادة الدستور و المصادقة عليه من قبل أبناء الشعب العراقي بكامله و ليس بجزء منه !!!!
نأمل من المسؤؤلين في الدولة و بالأخص رئيسها ان يعطوا المثل السليم و الجريئ و بعزة نفس امام الشعب العراقي و يسلكوا طريق التصرف المحايد و يقوموا بواجبهم الملقى على عاتقهم في هذه الفترة في الدفاع عن ابناء الشعب العراقي و القضاء على الإرهاب و الإرهابيين من بقايا نفايات البعث و مجرمي النظام الصدامي المقبور إلى الأبد و القضاء و بقوة على جميع المجرمين من فضلات الشعوب العربية و المسلمين الذين دخلوا العراق من اجل تخريبه و قتل ابنائه .
و يجب ان نذكر الحكومة بالسعي من اجل القضاء على البطالة و إيجاد عمل شريف لكل عراقي حتى لا يكون ضحية التغرير و الحاجة , و أن تعمل الحكومة بنزاهة و بشفافية من اجل القضاء على الرشوة المتفشية في كل المستويات من الوزارات و انت نازل و أن لا تكون حكومة تبعية , بل تكون حكومة كل الشعب و بدون تفريق كما قسمت امام ابناء الشعب العراقي و امام العالم عندما ادت القسم الدستوري .
#لقمان_ألأطراقجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟