|
حقوق الانسان بيد الغلمان
فاروق الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 22:04
المحور:
حقوق الانسان
في قراءه بسيطه لبيان حقوق الانسان العالمي ،يمكن ملاحظة اربعة مواد من البيان لها مساس مباشر بواقعنا العراقي الحالي وساجعلها مدخل الى ما اصبوا اليه:
-الماده (7) التي تنص ان الناس سواسيه امام القانون ولهم الحق في التمتع بحمايه متكافئه عنه دون اية تفرقه. -الماده (9) لايجوز القبض على اي انسان او حجزه او نفيه تعسفا" -الماده (11) كل شخص متهم بجريمه يعتبر بريئا" الى ان تثبت ادانته قانونا". -الماده (12)لايتعرض احد لتدخل تعسفي في حياته الخاصه او اسرته اوسكنه.
في العراق الجديد، وبعد ان نسينا حصادنا المر من الحكم السابق وتوخينا الخير الوفير من ديمقراطيتنا الجديده المستورده من بلد الحريه امريكا،نلاحظ ان الامور تسير بالمقلوب وان المواد المذكوره آنفا" تطبق بحذافيرها مع إضافة كلمة (لا)بعد كل كلمة تخص حق الفرد العراقي،فحكامنا يقولون الان(لاسواسيه،لا متكافئه)بدل سواسيه ومتكافئه،ويرفعون (لا) في الماده(9) ليجوز لهم ظلم العراقي،وان المتهم مجرم حتى لو لم تثبت ادانته، وسيدخلون المساكن وسينتهكون الاعراض تعسفا" وظلما" . والذي لايرضى (يضرب راسه بالحائط) كما قالها المالكي لصابر العيساوى دفاعا" عنه.
هذه هي الدكتاتوريه الجديده التي استبدلت بالدكتاتوريه السابقه التي كان يحاربها ويناضل ضدها زبانية الحكم الحاليين في العراق قبل تسلمهم زمام الامور. لقد نسى المالكي وجماعته اسباب هروبهم من العراق ووقوفهم مع الشيطان الاكبر والكفره الغربيون ،كما يدعون ،لمقارعة النظام الذي حرمهم من حرية التعبير ومطاردتهم وتهجيرهم ،ليأتوا اليوم ليعيثوا في الارض فساد وليجلبوا ما هو اقبح واقسى للشعب العراقي .لقد قالها شاعرنا ابي الاسود الدؤلي لاتنهي عن خلق وتأتي بمثله عا’ر عليك ان فعلت عظيم’ اليوم نرى الدماء البريئه تسفك بسبب الظلم وا لاتهامات الباطله لشبابنا دون اي سند قانوني والتي ادت الى ذرف دموع الامهات الثكالى بسبب الفواجع التي هي من نتاج الاعمال القمعيه للنظام القائم. تحتشد الملايين في الساحات والشوارع والمناقب الحسينيه تطالب بالتغيير وتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين، وترى رد الفعل السلبي لهذه المظاهرالسلميه بزج قوات الامن والجيش لقمع هذه التحركا ت المطالبه لابسط الحقوق المشروعه لشعب عاش عشرة سنوات مضت في ظل الدكتاتوريه والتعسف والارهاب من قبل مجموعه استغلت الموقع الوظيفي لتأجيج الصراعات الطائفيه وافتعال الازمات.ان طاحونة التعذيب للسجناء ا لعراقيين المتهمين بالماده اربعه ارهاب هي ادانه واضحه للانتهاكات البالغه والخطيره لحقوق الانسان والتي تتحمل الحكومه كافة المسؤوليه عنها،ان هذه الاجراءات نابعه من نظام شامل للقمع والاضطهاد . اما الاساليب التي تستخدمها القوات الامنيه في اقتحام مساكن العوائل ومطاردة ذويهم واعتقال النساء بدل اولادهن اوازواجهن ،فقد اصبحت ظاهره واضحه للعيان ،ولكن لانرى اي وقفه اوتحرك من البرلمان العراقي بالضد من هذه الممارسات بالرغم من منادات منظمات المجتمع المدني او حقوق الانسان.وهنا انا لا ادافع عن الذين تلطخت ايدهم بدماء الابرياء فإلى جهنم وبأس المصير مثواهم. في حديث مع جريدة الحياة اللندنيه (19-1-2013) بيّن فيه القاضي منير حداد بوجود اعداد كبيره من السجناء مضى عليهم فتره طويله لم يقدّموا للمحاكم وهم ابرياء وان اعتقالهم كان مستند على تقارير كيديه من قبل المخبر السري،والقسم الاخر تمت انتهاء محكوميتهم ولم يطلق سراحهم الا بعد دفع رشاوى كبيره . الحداد اخبر المالكي بكل هذه التفاصيل واكثر، ولكن لم تكن هناك ردود فعل جديه حول الموضوع، كما ان القاضي الحداد اخبر مدحت المحمود(رئيس مجلس القضاء الاعلى) بان هناك جرائم ضد الانسانيه يعاقب عليها القانون الدولي لحقوق الانسان تقترف ضد الشعب العراقي من قبل الحكومه الحاليه يوميا". اين رئيس الحكومه من كل هذا ،وهل من الصعب عليه الاستماع الى من ينادي بحقه؟ الم يتمنى سابقا" ان يستمع له صدام حسين ليبين له مظلوميته وان يطلب منه انصافه هو وجماعته ويرفع الغبن والظلم عنهم؟ هل من الصعب على المالكي ان يقف مع المظلوم ،وهو الذي بيده مفاتيح القرارات التي استولى عليها بدون وجه شرعي، ويرسم الفرحه على وجوه ابناء شعبه؟ هل تتذكر ياحضرة القائد العام للقوات المسلحه ما حل بك وعائلتك عندما اجبرتك الظروف في عهد النظام السابق ترك بلدك،ام انك تتناسى لتنفّذ مايحلوا لك انتقاما" لماضي ليس للعراقيين فيه ذنب او شأن؟ كيف ستقابل شعبك بعد تركك وظيفتك التي تم تعينك لها من قبل الشعب بصفة(خادم الشعب) وماذا ستقول للعوائل التي اذرفت الدموع ومزقت الوجوه على شهدائهم بسبب قسوتك وعدم استماعك لهم؟هل تعتقد انك ستنجوا من غضبهم ،فلوا كان الامرهكذا لنجا صدام قبلك!!!ا اما نوابنا المبجلون فانهم في العسل نائمون،و بترفهم منشغلون ولانسمع لهم صوت ينادي بحقوق الابرياء، حقوق من انتخبهم وجعلهم ما هم عليه الآن من ابهه وبرستيج .انتبهوا يا نوابنا لشعبكم الذي يعاني من الفقر والبطاله والسجون ولا تكونوا من الذين يختفون تحت شعاراتهم الدينيه والقوميه ولا يهمم مستقبل بلدهم وشعبهم فان التاريخ لن ينسى ولاتدرون اي منقلب ستنقلبون........فمتى نرى بنود حقوق الانسان تطبَق في بلدي........المسجون!!!
#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جيوش في بلد منبوش
-
مهاجر حزين.. و محاكاة الذات
-
تعويذة اوباما
-
عَبعَب عَبعوب
-
جزنه من العنب.........ونريد سلتنه
-
هل انت شيعي؟.......هل انت سني؟...........كلام بدأ يطرق مسامع
...
-
خير......أللهم إجعله خير
-
جديد ثقافة الفساد
-
كان ياما كان........كان هناك انسان
-
هلهلي يلة يا السمرة هلهلي
المزيد.....
-
الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية واسعة في الضفة
-
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
-
مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على
...
-
دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان
...
-
إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات
...
-
اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما
...
-
مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا
...
-
تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك
...
-
تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق
...
-
زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|