أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - البرنامج المرحلي - -البرنامج المرحلي- تيار 2006/مكناس















المزيد.....



-البرنامج المرحلي- تيار 2006/مكناس


البرنامج المرحلي

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 08:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



الحركة الطلابية المغربية و منظمتها إوطم ..
كرونولوجيا النضالات والكفاح المستمر..


إن تاريخ الحركة الطلابية المغربية، تاريخ يجب أن يصبح في متناول الجميع بما هو ملكية جماعية للجماهير الطلابية وكافة تياراتها المناضلة.
وعلى التيارات المناضلة التقدمية أن تعمل ما في إمكانها ووسعها بأن تعرٌف بهذا التاريخ، بانجازاته وفشالاته، ومحطاته النضالية الرئيسية. فتاريخ الحركة الطلابية وإطارها إوطم ـ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ـ غني بالأحداث والدروس، ومتابعته لا تعرٌِف بمدى نضج وتطور الوعي الطلابي فحسب، بل تمكن المناضلين الطلابيين الآن، من فهم المسار النضالي لمجموع الحركة اليسارية المعارضة، بالمغرب.
لقد أصبح من الواجب على مناضلي "التوجه القاعدي" ـ التمثيلية السياسية للخط البروليتاري الماركسي اللينيني داخل الجامعة ـ بأن يقدٌِموا إسهاماتهم في هذا المجال، إسهامات في شكل ندوات ومقالات وكرونولوجيا متابعة لكل المحطات الأساسية داخل هذه التجربة الغنية.
من الواجب كذلك الاستفادة من كل إنتاجات الحركة القاعدية، السابقة، ذات المصداقية والمُجْمَع عليها، ومن الواجب كذلك الإشارة للمغالطات الشائعة وسط المناضلين وتصحيحها، حول بعض الأحداث والتواريخ والأسماء، وكذا بعض التقييمات والتقديرات..الخ.
نشير كذلك، على أن المعطيات التي سنقدمها ليست سوى أولية ونسبية استعنٌا بها لتدوينها ببعض المراجع، وبتصريحات بعض الرفاق "القاعديين" أو "الجبهويين" الذين عايشوا بعض الفترات التاريخية المهمة عن مسار الحركة الطلابية والمنظمة الطلابية إوطم.

- مرحلة الاستعمار المباشر
لم تكن الحركة الطلابية بالحجم التي هي عليه الآن، ولا بالشكل الذي نتصورها به الآن، سواء من حيث قاعدتها الطبقية أو من حيث المؤسسات التي تنشط بداخلها. فلم تكن لدينا جامعة عصرية آنذاك، كانت فقط جامعتي "القرويين" و"ابن يوسف" العتيقتين، وكان عدد الطلبة بها ضئيل، والغالبية القصوى من الطلبة كانت ذات أصول طبقية مالكة أو من أبناء الأعيان والتجار وأقطاب السلطة الكبار..الخ
ويمكننا أن نشير لفئة من الطلبة ذات الإسهامات المتقدمة، وهي الفئة المتابعة لدراستها بفرنسا، مصر، سوريا.. نخبة متنورة من أبناء العائلات الميسورة المتنورة، ساهمت بشكل جلي في تأطير وتنظيم الحركة الطلابية داخل آليات متقدمة وبشعارات ومواقف سياسية متقدمة، تمكن القياديون الطلبة من خلال هذه الآليات، من التفاعل مع أفكار ونظريات تقدمية جديدة، متقدمة ومتجاوزة للخطاب السلفي الذي كانت تنهل منه الحركة الوطنية والطلابية في الداخل، أي في جامعة "القرويين" بفاس وجامعة "ابن يوسف" بمراكش.
وقد ساهمت الحركة الطلابية آنذاك في معركة المطالبة بالاستقلال من خلال "جمعية الطلبة المسلمين بشمال إفريقيا" المؤسسة سنة 1912، و"اتحاد الطلاب المغاربة" المؤسس سنة 1925، و"جمعية الطلاب المغاربة" المؤسسة سنة 1948، و"اتحاد الطلاب المغاربة بفرنسا" المؤسس سنة 1950.

- مرحلة تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ـ 1956
انتهت معركة الاستقلال كما يجب أن تنتهي كافة الحركات "التحررية" التي تقودها البرجوازية والمَلكيات الاستبدادية، فلم تكن البروليتاريا من القوة والوعي الكافيين لتتبوء الموقع القيادي داخل المعركة، ولم يكن نمط الإنتاج الرأسمالي تطور بما فيه الكفاية ليعطيها هذا الموقع، فاحتلت مضطرة، إلى جانب حلفاءها في المدينة والريف، من حرفيين وتجار صغار وطلبة وتلاميذ وفلاحين فقراء، المنهوبة أو المنزوعة أراضيهم.. موقع حطب الثورة على الاستعمار، حيث قدمت المئات من الشهداء والآلاف من المعتقلين والمشردين والنازحين..الخ
وككل الصفقات "الاستقلالية"، ختمت "إكس ليبان" حالة المجابهة وفتحت باب المعاهدات الضامنة لمصالح الإمبريالية ومصالح البرجوازية الكمبرادورية الصاعدة والملاكين والأعيان الكبار، مركٌزة نظاما سياسيا استبداديا وعميلا لها.
خلال هذه الفترة، أي فترة الإعلان عن الاستقلال الشكلي، تأسست النقابات والاتحادات في جو من البهرجة والتوافق المتواطئ بين القيادة السياسية للحركة الوطنية وبين النظام السياسي العتيق/الجديد.
وفي غشت 56 قررت عدة جمعيات طلابية حل نفسها وتأسيس منظمة طلابية موحدة، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي عقد مؤتمره الأول في شهر دجنبر من نفس السنة، "الجمعية العامة لطلبة المغرب" المؤسسة سنة 47، "جمعية الطلاب المغاربة" المؤسسة سنة 48 و"اتحاد الطلاب المغاربة بفرنسا" المؤسس سنة 50.
انتخب "مجدي" كأول رئيس لإوطم وإلى جانبه عُيٌن الحسن الثاني، ولي العهد آنذاك، كرئيس شرفي للمؤتمر والمنظمة، وبالتالي لم تكن هذه المعطيات التنظيمية إلاٌ انعكاسها موضوعيا لطبيعة الإطار وطبيعة منطلقاته وتوجهاته.. التي لم تكن لتبتعد عن سياسة وشعارات "الوحدة الوطنية" بين القيادة السياسية للحركة الوطنية وبين القصر كممثل لمصالح الاستعمار ولنظام الاستعمار الجديد.

- المؤتمر الثاني
انعقد بفاس في شتنبر 1957 وتم انتخاب عبد الرحمان القادري رئيسا له.
يعني أن الاتحاد عقد مؤتمره في ظل الحكومة الائتلافية الثانية، وبحكم علاقة الارتباط والتبعية بين الحركة الطلابية و"الحركة الوطنية" آنذاك، وبشكل أساسي مكونها الرئيسي "حزب الاستقلال" الذي كان يعتبرها امتدادا له ويعتبر كذلك تنظيمها إوطم، قطاعا موازيا له..
ستتأثر مواقف الحركة الطلابية ومنظمتها إوطم بكل الصراعات التي سيعرفها هذا الحزب، وسيكتفي إوطم خلال مؤتمريه الأول والثاني بتأييد الحكومة الاستقلالية، في غالبيتها وبالتالي مهادنة نظام الحكم القائم.

- المؤتمر الثالث
انعقد بتطوان في يوليوز 1958 حيث انتخب السرغوشني رئيسا له.
عكست مواقف ومقررات المؤتمر الصراعات السياسية والفكرية التي عاشها "حزب الاستقلال" حيث ستنحاز المنظمة الطلابية لخيارات الجناح التقدمي داخل الحزب، رافعة مطالب هذا الجناح المتمثلة في ضرورة دمقرطة النظام السياسي بالمغرب عبر انتخاب "مجلس تأسيسي".
وبالتالي، يمكن اعتبار سنة 58 بداية الطلاق ما بين المنظمة إوطم وحزب الاستقلال، التي ستدشن لعهد التبعية الجديدة، أي للحزب الجديد الذي سيرى النور فيما بعد باسم "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية".
ويمكن تسجيل هذه الفترة كفترة إعلان عن المعارضة والعصيان والانتفاضات.. ضد سياسة النظام الجديد وضد مدعمِيه من النخبة السياسية القائدة "للحركة الوطنية" والمستفيدة من بنود الاستقلال الشكلي وصفقة "إكس ليبان".
فبالإضافة لإضرابات تلاميذ الثانويات ومؤسسات التعليم الأصيل شهر أكتوبر لسنة 58، سيعرف المغرب عدة انتفاضات دموية بمكناس والأطلس سنة 58، وبالريف سنة 59.. سَرٌعت باصطفاف الأجنحة اليسارية لكل من "حزب الاستقلال" و"حزب الشورى والاستقلال" ونقابة "الاتحاد المغربي للشغل" وبقايا المقاومة وجيش التحرير.. في حزب راديكالي أطلق عليه اسم حزب "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" في شتنبر1958.
انعكست هذه الراديكالية على الساحة السياسية بوضوح وبدت موازين القوى مختلة لصالح المولود الجديد، إلا أن مناورات النظام الحاكم وحليفه "حزب الاستقلال" كانت الأقوى، إذ سارع القصر باستدعاء القيادة الجديدة حيث أوكل لها رئاسة الحكومة، برئاسة عبد الله إبراهيم، ليضمن حياد أطراف المولود الجديد، خاصة الاتحاد المغربي للشغل، ولتسهل عليه تصفية البؤر الراديكالية الأكثر خطورة، المقاومة والحزب الشيوعي المغربي.
بذلك تمكن النظام من سحق الانتفاضات بالأطلس والريف، ومنع الحزب الشيوعي، ومن تصفية بقايا المقاومة وجيش التحرير بالتدجين وبالإدماج في أسلاك الشرطة والجيش والقوات المساعدة أو بالتصفية الجسدية نهائيا.
وقد تحملت قيادة إوطم خلال هذه الفترة مسؤوليات يشهد لها التاريخ النضالي لشعبنا بها، حيث طالبت بطرد الخبراء الإمبرياليين الفرنسيين المشرفين على تنظيم الجيش وأجهزة البوليس والمخابرات، وحيث فضحت دور ولي العهد المشرف على هذا التنظيم.
كما طالبت بالإصلاح الزراعي وبالحريات الديمقراطية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، معلنة تضامنها مع الحزب الشيوعي ومطالبة برفع الحظر عنه.

- المؤتمر الرابع
انعقد بأﯕ-;-ادير خلال غشت 1959 حيث أعيد انتخاب السرغوشني رئيسا للاتحاد.
تميزت المرحلة بغنى الأحداث وحِدٌة الصراعات، خلالها بدأت تتبين بجلاء ملامح الاستقلال المزعوم، وحقيقة من استفاد ويستفيد من صفقة "اكس ليبان" سواء من الناحية الاقتصادية والتنموية أو من ناحية المشاركة في السلطة.
كرٌس المؤتمر خط التبعية للحزب الجديد ا.و.ق.ش، وبما أنه انعقد في ظل حكومة عبد الله إبراهيم التي كانت تضم بعض الوزراء المؤسسين للحزب الجديد، بمن فيهم رئيس الحزب عبد الله إبراهيم، فلم يكن من مؤتمر المنظمة سوى أن ساندها وأيدها بشكل مطلق.

المؤتمر الخامس
انعقد في البيضاء في صيف 1960 وأعيد انتخاب عبد الرحمان القادري رئيسا له.
انعقد المؤتمر في جو مشحون بالصراعات، حيث تم إعفاء وإقالة حكومة عبد الله إبراهيم يوم 23 ماي 1960، ليتبدد الوهم نهائيا حول إمكانية تطوير النظام السياسي الحاكم ومؤسساته المفترضة، خدمة لتحرر فعلي كما ادعته أقطاب "الحركة الوطنية".
فبسقوط "الحكومة الوطنية" أعلن ا.و.ق.ش عن معارضته للنظام القائم، مفسرا الوضع الجديد بكونه نتاج صراع بين المصالح الاستعمارية والجماهير الشعبية الراغبة في التحرر الاقتصادي والسياسي، والطامحة إلى التخلص من النظام التيوقراطي والفيودالي الذي يريد الإبقاء على البنيات التقليدية.
في هذه الأجواء انعقد المؤتمر - مؤتمر الطلاق- وخلاله نددت المنظمة بالطابع غير الديمقراطي للنظام القائم، كما نددت بالقمع المسلط على حركة المقاومة وجيش التحرير.

- المؤتمر السادس
انعقد بآزرو في يوليوز 1961 وانتخب محمد الفاروقي رئيسا له.
مؤتمر تميز بتنحيته لولي العهد من الرئاسة الشرفية لإوطم وبإعلانه القطيعة مع الحاكمين، مدشِنا لمرحلة جديدة ولخط كفاحي ملتزم بقضايا الجماهير وبخط المعارضة الجديد.. معمقا بذلك خط المعارضة الذي اتبعته المنظمة خلال المؤتمر السابق ومشددا على ضرورة النضال بجانب الجماهير الشعبية.
- المؤتمر السابع
انعقد بالرباط في يوليوز 1962 وتمت إعادة انتخاب الفاروقي رئيسا للمنظمة، حيث الاستمرارية لنفس الخط وبنفس الكفاحية. ومن أبرز نضالات تلك الفترة، إضراب طلبة التعليم الأصيل الذي دام ستة أشهر.
وبالإضافة لما اتخذته المنظمة من مواقف داعمة ومساندة لنضالات الشعوب العربية في معاركها من أجل الاستقلال، الشيء الذي جسدته الجماهير الطلابية باحتلالها للسفارة الفرنسية بتاريخ 11/12 نونبر 1962 بالرباط مساندة لكفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار والإمبريالية الفرنسية.. تميز المؤتمر كذلك بالدعوة لمقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور الذي اقترحه الملك.

- المؤتمر الثامن
انعقد بالبيضاء في يوليوز 1963 وانتخب حميد برادة رئيسا للمنظمة إوطم.
خلال هذه الفترة وصلت المواجهة بين النظام والحركة الاتحادية قمتها، حيث عُرٌفت الأزمة بـ"المؤامرة" أو "مؤامرة 63".. دشنها النظام القمعي بسلسلة من الاعتقالات والمحاكمات.
فمن حيث المواقف والمقررات، كان المؤتمر محكوما بالتحول الذي ستعرفه توجهات واختيارات ا.و.ق.ش الذي بدأ يلوٌح بالخيار الثوري بدل الخيار الإصلاحي والتوافقي، وقد جسٌد هذا في بيان صادر عن الكتابة العامة للحزب بتاريخ 2 ماي 1963.
وبتاريخ 17 يوليوز سيتم الإعلان عن اكتشاف "مؤامرة" تستهدف الإطاحة بالنظام القائم، مما سيشكل مدخلا لتبرير الحملة المكثفة من الاعتقالات، الشيء الذي دفع بقيادة الحزب للإعلان عن قرار مقاطعة الانتخابات الجماعية.
وأمام تنامي حجم إوطم، وتنامي دوره السياسي المعارض، صدر قرار باسم وزارة الداخلية خلال هذه الفترة، أي بتاريخ 21 مارس يونيو 1964 بفصل إوطم عن قاعدته التلاميذية وفرض اقتصاره على الطلبة الجامعيين فقط.
بل لقد تميزت سنة 63 بصدور أربعة قرارات لها صلة بإوطم ومستقبله، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
-;- صدور ظهير 6 فبراير المتعلق بإصلاح جامعة القرويين.
-;- صدور ظهير 3 مارس بإقرار إجبارية التعليم.
-;- صدور ظهير 21 يونيو يمنع على المنظمة الطلابية إوطم تأطير تلاميذ الثانويات.
-;- إحداث نظام البكالوريا المغربية.
وفي ظل هذه المتغيرات الجديدة سيعقد إوطم مؤتمر ليعبٌر من خلاله عن رغبته في الإطاحة بالنظام.
خلال أكتوبر من نفس السنة جرت اعتقالات عديدة في صفوف أعضاء الحزب، وأصدرت المحكمة العسكرية في 9 نونبر حكما بالإعدام في حق المهدي بن بركة الذي أعلن عن ضرورة نهج "الخيار الثوري"، متقدما بنقده الذاتي الشهير "الاختيار الثوري"، حول التنازلات التي قدمتها "الحركة الوطنية" منذ صفقة "إكس ليبان" إلى المشاركات التوافقية المتتالية في الحكومات وبما فيها المشاركة في ما سمٌي بـ"الحكومة الوطنية".. نفس الحكم، أي الحكم بالإعدام، صدر في حق رئيس المنظمة حميد برادة إثر مشاركته في تجمع بالجزائر حيث أعلن من هناك عن مناهضته للنظام، وعن معارضته لـ"حرب الحدود" أو "حرب الرمال" كما سميت آنذاك.

- المؤتمر التاسع
انعقد بالرباط في شتنبر 1964 حيث تم انتخاب محمد الحلوي رئيسا له.
فبانعقاد مناظرة المعمورة في شهر أبريل من سنة 1964 حيث تم التشديد على ضرورة التشبث بالمبادئ التي أقرتها اللجنة المَلكية لإصلاح التعليم سنة 1957، وعلى رأسها مبدأ التعريب.. حدث من بين أحداث أخرى طبعت مرحلة المؤتمر التاسع، أن جوبهت قيادته الجديدة بأول قرار تعسفي للتضييق على نشاط ومشروعية إوطم، عبر رفع دعوى قضائية في حقه، حيث طالب وزير الداخلية أنداك، أي بتاريخ 15 أكتوبر 1964، بحل إوطم بدعوى تعارض قانونه الأساسي و مقتضيات إجراءات 21 يونيو 1964.
تم إبطال الدعوة في دجنبر 1964 بعد ضغط النضالات الطلابية، إلا أنه تم تمرير قرارات أخرى منعت إوطم من الاستفادة من كونها جمعية ذات المنفعة العمومية، وهو تراجع عما حققته المنظمة بتأكيد من ظهير 61 الذي أعطاها هذه الصفة.
بهذا سيتم إضفاء الشرعية على القرار الذي اتخذته السلطة العمومية سنة 1963 والقاضي بحذف الدعم الذي كانت تتمتع به المنظمة منذ سنة 1963.
في هذا الجو العام ستعقد المنظمة الطلابية مؤتمرها التاسع تحت شعار "إطلاق سراح جميع المتعقلين السياسيين وجميع المناضلين التقدميين" حيث سيعكس المؤتمر من خلال مواقفه وقراراته التحولات التي ستطرأ على توجهات الحزب المتحكم في المنظمة ـ ا.و.ق.ش - حيث تغلبت الواقعية السياسية كخط جديد والتي سيعبر عنها سياسيا بالنزعة الإصلاحية، وعمليا بالانتظار والمهادنة.
لم يسلم رئيس المنظمة محمد الحلوي من الاعتقال، حيث تم الإجراء بعد انتقاده للحكم الجائر، الصادر في حق الرئيس السابق حميد برادة.

- المؤتمر العاشر
انعقد في أكتوبر سنة 1965 تحت شعار "الأرض للفلاحين والمعامل للعمال والتعليم للجميع"
تميزت المرحلة بحدة الصراع السياسي والطبقي، صراع فجرته داخليا الانتفاضة الطلابية والعمالية الشعبية 22/23 مارس 1965 وما رافقها من قمع دموي بالرصاص الحي، ومن حملات الاعتقال والاختطاف والاغتيال.. خلال هذه الفترة تم اغتيال الزعيم الاتحادي المهدي بن بركة يوم 29 أكتوبر 1965، وخلالها تم تعطيل المؤسسات وإعلان حالة الاستثناء وحظر التجوال.
لقد شكل قرار بنهيمة التصفوي، والذائع الصيت، النقطة التي أفاضت الكأس وفجرت غضب الكادحين وأبناءهم، فبفعله كادت أن تحرم فئات واسعة من حقها في التعليم.
والقرار لم يكن سوى حلقة من سلسلة من التراجعات التي كان يخطط لها النظام لتصفية الحق في التعليم، ولتحويله إلى امتياز خاص بالمحظوظين من أبناء الطبقات البرجوازية العليا والمتوسطة..
حاول القرار الإجهاز على الحق في التكرار بالنسبة للأقسام الابتدائية الأولى، وتقنين سن التلاميذ لاجتياز الشهادة الابتدائية وللالتحاق بالإعدادي، وكذا تقنين المرور من مستوى لمستوى آخر.
لم يكن من بد بالنسبة للتلاميذ والطلبة وآبائهم.. سوى النزول للشوارع بكل من البيضاء، مراكش، فاس والرباط.. لإعلان رفضهم واحتجاجهم عن هذا القرار التصفوي والجائر، ولم يكن من عمال وعاطلي وكادحي البيضاء سوى الانضمام لهذا الاحتجاج الذي تحول لانتفاضة شعبية لم تُخمد نيرانها سوى طلقات الرصاص الحي، الأرضية والجوية عبر الهيلكبتيرات، وحصار أحياء وتجمعات سكنية بكاملها بالدبابات والسيارات وحافلات القوات القمعية من بوليس، جيش وقوات مساعدة.
أسفرت الحرب الطبقية هاته، عن العديد من القتلى، بتقدير الألفين شهيد، وعن آلاف من الجرحى والمعتقلين والمختطفين.. وعن إجراءات سياسية ملائمة لجو القمع هذا، بأن حلٌ الملك البرلمان، وأعلن عن حالة استثناء وأقال حكومة "بٌا حنيني" ليستبدلها بحكومة جديدة يرأسها هو..
خلال هذه الظروف انعقد المؤتمر العاشر، حيث تحملت القيادة الطلابية قسطا من حملات القمع والإرهاب، وكان أن سِيقت جل قيادته ـ ثمانية أعضاء من اللجنة التنفيذية ـ للتجنيد الإجباري، كقرار تأديبي من جهة وعرقلة للتحضير للمؤتمر الحادي عشر.
أما على المستوى التنظيمي، فيمكن تسجيل التطور الملموس الذي عبٌر عنه المؤتمرون كمحاولة لرد الاعتبار لمشاركة أوسع الطاقات في تسيير منظمتهم إوطم وذلك من خلال الدعوة لخلق أجهزة تحتية وقاعدية للتنظيم الطلابي.

- المؤتمر الحادي عشر
انعقد في يوليوز سنة 1966 تحت شعار "العمل من أجل رفع الحظر عن الجامعة واحترام الحريات النقابية"، وانتخب فتح الله ولعلو رئيسا له.
لم تسلم القيادة الجديدة من حملات القمع والقرارات التأديبية والترهيبية في حق مناضلي ومسؤولي إوطم، حيث تم اختطاف عضوين من اللجنة التنفيذية من بينهم رئيس المنظمة، ونقلهما إلى طرفاية.
تميزت الفترة كذلك بمنع انعقاد المؤتمر الثاني عشر في موعده بعد أن تميز سابقه الحادي عشر بتحدي قرار التجنيد الإجباري الذي طال جل القيادة وانعقد في تاريخه المحدد.
رسخ المؤتمر عبر قراراته ومواقفه "الواقعية السياسية" التي سارت عليها القوى السياسية المتحكمة والمهيمنة على أجهزة المنظمة.


- المؤتمر الثاني عشر
انعقد المؤتمر في يوليوز 68 تحت شعار "النضال من أجل الدفاع عن الحريات النقابية والسياسية" وانتخب عبد اللطيف المنوني رئيسا له.
كان من المفروض أن يعقد إوطم مؤتمره الثاني عشر في صيف 1967 غير أن هزيمة الأنظمة العربية في حربها ضد إسرائيل في يونيو من نفس السنة، دفعت السلطات القمعية إلى منع انعقاده بحجة أن المنظمة الطلابية كانت تعتزم "مناقشة المشاكل الوطنية" في جلسات مؤتمرها وعليه، فلم ينعقد المؤتمر إلا في يوليوز 1968، في ظروف تميزت بانشغال الشباب العربي بهزيمة 67 وبالنقاشات الساخنة حول القضية الفلسطينية وقضايا التحرير والتحرر وبكل القضايا السياسية والفكرية التي فجرت النقاش داخل الأحزاب والنقابات والحركات اليسارية المناضلة في العالم العربي وداخل المنظومة الأممية جمعاء.
خلال هذه الفترة انتفض الطلاب في كافة البقاع الرأسمالية المتقدمة، وكانت أبرز الانتفاضات ماي 68 الفرنسية، حيث سجل المؤتمرون بصددها، مساندتهم للكفاح البطولي الذي خاضه الطلبة الفرنسيون.. خلالها كذلك تشكل اليسار الماركسي اللينيني الفلسطيني، وخلالها أيضا، بدأت الأنوية الماركسية المغربية الأولى في التشكل من صلب الحركة الطلابية ومن قلب رحاب الجامعة بتنسيق مع شبيبة الأحزاب اليسارية التقدمية وبعض النشطاء من المثقفين - مجموعة أنفاس- والنقابيين.
تميز المؤتمر بتشكيله لأول مرة للجنة فلسطين، وبتنازل الأغلبية - طلبة حزب التقدم والاشتراكية- للأقلية ـ طلبة ا.و.ق.ش - عن القيادة، حفاظا على وحدة الإطار إوطم، وتنازلا لابتزازات طلبة ا.و.ق.ش الذين هددوا بالانسحاب إذا لم يحصلوا على الأغلبية القيادية داخل اللجنة التنفيذية.
ومن خلال الاطلاع على البيان العام الصادر عن المؤتمر، سجل البيان في رصده للأوضاع السياسية "استمرار الأزمة العامة التي تتخبط فيها البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، والناتجة عن تحكم أقلية إقطاعية وبورجوازية مرتبطة مع الاستعمار.. هذه الأزمة تكون تعبيرا ساطعا عن فشل التوجيه العام المتبع في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والذي يؤدي إلى تشجيع تغلغل النفوذ الإمبريالي وتعبر عن رفض الجماهير الشعبية للخط المتبع، تجاهل المطامع الديمقراطية للجماهير الشعبية، قمع المنظمات التقدمية، التهاون في استكمال التحرير الوطني بل تشجيع النفوذ الأجنبي بتطبيق اللبرالية الاقتصادية"
ولتجاوز هذه الأزمة، تم اقتراح المؤتمر برنامجا تضمن النقط التالية:
-;- رفع حالة استثناء، فرض احترام الحريات الديمقراطية، تحرير المعتقلين السياسيين وتصفية الأحكام الصادرة في حق المناضلين التقدميين.
-;-إقامة حكومة وطنية ترتكز أساسا على المنظمات التقدمية ويكون من مهامها:
أ‌. انتخاب مجلس تأسيسي بإشرافها، من أجل دستور يرتكز على سيادة الشعب.
ب‌. تأميم كل المرافق الحيوية للبلاد.
ج. إصلاح زراعي يصفي الاستعمار والإقطاع.
د. نهج سياسة خارجية معادية للإمبريالية والصهيونية ومساندة لحركة التحرر الوطني.

أما في ميدان التعليم، فقد أكد المؤتمر على ضرورة التعريب في كل المستويات شكلا ومضمونا حسب مخطط مدروس يرتكز على ضرورة تعريب الإدارة المغربية والمرافق الاقتصادية.
تميز المؤتمر كذلك بدعوته الجماهير الطلابية إلى النضال من أجل جامعة مستقلة ديمقراطية قائمة على أساس التسيير المستقل من طرف الطلبة والأساتذة.
تميزت الندوة الصحفية التي تعقدها عادة القيادة المنتخبة، مباشرة بعد انتهاء أشغال المؤتمر بالموقف الواضح والصريح المساند لانتفاضة الطلبة الفرنسيين ومنظمتهم إ.و.ط.ف" وفي ما يتعلق بالأحداث التي عاشتها فرنسا في ماي 68، فان المؤتمر عبر عن مساندته الكلية للنضال الذي يخوضه طلاب فرنسا ومنظمتهم إوطف من أجل إصلاح هيكلي للجامعة ومن أجل ديمقراطية التعليم والحريات الديمقراطية بصفة عامة، كما ندد بالقمع الموجه ضد الطلاب والعمال الفرنسيين"
خلال السنة الجامعية 68/69 وبتفاعل مع هذا المد النضالي الطلابي العالمي انخرطت الحركة الطلابية المغربية في سلسلة من النضالات القوية من حيث اتساع نطاقها وطول نفسها حيث شملت العديد من المؤسسات الجامعية، كالطب، الحقوق، الإحصاء، معهد السوسيولوجيا، والمدرسة العليا للأساتذة.. التي تعدى فيها الإضراب تسعين يوما.. ومحاولة منها لإجهاض المعارك، دعت اللجنة التنفيذية إلى وقفها واستئناف الدراسة، لكن الجماهير الطلابية المناضلة تشبثت بملفاتها المطلبية واستمرت في معاركها البطولية إلى آخر نفس.

- المؤتمر الثالث عشر
انعقد المؤتمر سنة 1969 وانتخب محمد الخصاصي رئيسا له.
جسد المؤتمر من خلال قيادته وقراراته تطلعات الشباب الطلبة آنذاك، حيث تناغمت مواقفه الجذرية مع كل ما تعرفه الساحة العربية والأممية من قضايا وأحداث.
اعتبر المؤتمر القضية الفلسطينية قضية وطنية لكل الكادحين في المنطقة، و أنجز في هذا الباب مقررا خاصا بها شكل آنذاك ولسنوات طويلة في ما بعد مرجعية في الشرح والتحليل للموقف من قضية فلسطين، متجاوزا الطرح القومي العروبي والطرح الديني الإسلاموي، ولم تعد بعدها القضية قومية ولا إسلامية، بل قضية وطنية محلية بعمق طبقي مرتبط بنضالات الكادحين وبمشروعهم التحرري المحلي وفي المنطقة وعلى المستوى الأممي ككل، انطلاقا من تحديد دقيق للعلاقة العضوية التي تربط بين الصهيونية والإمبريالية والرجعية، موضحا أن الاقتصاد بالمغرب هو أكثر ارتباطا بالصهيونية منه في الأنظمة العربية الأخرى، إضافة لكون قسم كبير من الرأسمال الحيوي بالمغرب هو رأسمال مشكل من أصل الرأسمال الصهيوني.. ومن الناحية السياسية فالنظام القائم بالمغرب احتل مواقع الوسط بين الإمبريالية والأنظمة العربية في الحلول التي تطبخ، محاولة من الإمبريالية، لتصفية القضية الفلسطينية.
شكل المؤتمر قفزة نوعية من حيث قراراته السياسية والتنظيمية والبرنامجية، حيث أقر المؤتمر أشكالا تنظيمية صانت وطورت مبادئ الديمقراطية والجماهيرية التي سمحت لأوسع الطاقات الطلابية بالمشاركة في القرار والتسيير للجن وأجهزة الاتحاد.
فلأول مرة في تاريخ الاتحاد تحددت مبادئ إوطم الأربعة، التقدمية، الديمقراطية، الجماهيرية والاستقلالية، بشكل واضح ودقيق، وجٌهت الممارسة النضالية للحركة الطلابية سنين وسنين وإلى يومنا هذا.
فعلى المستوى التنظيمي أقرٌ المؤتمر مجالس النضال ولجان الأقسام واليقظة، دعما لمكاتب التعاضديات مجسدا بذلك مبدئي الديمقراطية والجماهيرية عن طريق إشراك أوسع الطاقات الطلابية في التوجيه والتسيير واتخاذ القرارات، كما أعطى لجنة التنسيق الوطنية دور التهييئ والإشراف والقيادة للمعارك الطلابية.
بحيث ومن خلال تعريفه لمبادئ المنظمة حدد موقع الحركة الطلابية في تعريفه للاستقلالية التي لا تعني الانغلاق والانعزال عن النضالات الجماهيرية والمواقف التقدمية والثورية.. وبأن المنظمة ستحرص على تفادي انحصار اهتمامات الجماهير الطلابية في إطار نقابي ضيق بعيد كل البعد عن التجاوب مع المطامح الشعبية، وأن استقلال المنظمة لا يعني الحيلولة دون التنسيق بينها وبين القوى التقدمية المناضلة عمليا من أجل تصعيد النضالات الجماهيرية الرامية إلى تحقيق أهدافها في التحرر الوطني والاجتماعي وبناء مجتمع اشتراكي.
تقدٌم المؤتمر كذلك ببيان عام عكس تقدم النضالات الطبقية التي خاضتها الجماهير الكادحة خلال تلك المرحلة مشددا على مطلب الجلاء في حق القواعد العسكرية الإمبريالية، وعلى المطالبة باستقلال حقيقي في جميع الميادين والمستويات الاقتصادية، مطالبا في نفس الوقت بإصلاح زراعي جذري في البوادي والأرياف.
رسم البيان الصادر عن المؤتمر معالم برنامج كفيل لإخراج البلاد من أزمتها ورد فيه "يرى المؤتمر أن البرنامج الكفيل للخروج من الأزمة العامة للبلاد يكمن أساسا في النضال من أجل إقامة سلطة وطنية ديمقراطية وشعبية تقوم بتحقيق:
-;- إصلاح زراعي يقوم أساسا على تصفية المِلكية الإقطاعية والمِلكيات البرجوازية الكبرى العميلة.
-;- ضرب الوجود الاقتصادي الإمبريالي وذلك بتأميم الأبناك والمناجم والمصالح الاقتصادية الاستعمارية.
-;- إقامة اقتصاد وطني موجٌه يقضي أساسا على شروط التخلف والتبعية، وذلك بخلق وبناء صناعة أساسية وتطوير الإنتاج الوطني فلاحيا وصناعيا لتطوير اقتصاديات البلاد.
-;- سياسة ثقافية ديمقراطية تعطي الحق لكل المغاربة في التعليم، وتهدف إلى خلق ثقافة علمية وطنية شعبية من جهة، وتكوين إطارات كفؤة من جهة أخرى.
-;- دعم النضال التحرري الوحدوي والاشتراكي لحركات التحرر الوطني الاشتراكي العربية.
-;- سياسة خارجية معادية للإمبريالية والصهيونية، وذلك بدعم قضايا حركات التحرر الوطني العادلة وتقوية العلاقات مع المعسكر الاشتراكي.
مقترحا في هذا الصدد أداة العمل وتصوره لهيكلتها وبرنامجها "إن الأداة الكفيلة بتحقيق هذا البرنامج وبالتالي شعار المرحلة الأساسي هو وحدة عمل جميع القوى الثورية من خلال وفي إطار النضالات الجماهيرية الشعبية" مما دفع به للاجتهاد بتقديم برنامج حد أدنى عبر تبريره التالي واقتراحاته العملية التالية "كما يرى المؤتمر، اعتبارا لواقع الحركة الجماهيرية المغربية والمهمات الفورية والمستعجلة المطروحة عليها، ضرورة وضع برنامج عمل أدنى للنضال:
- النضال من أجل الديمقراطية والحريات العامة يتضمن: حق الإضراب، التظاهر، التجمع وحرية التعبير.
- النضال من أجل الدفاع عن المصالح الاجتماعية والمهنية للطبقات الكادحة.
- دعم الثورة الفلسطينية المسلحة عسكريا وسياسيا، وربط نضال الشعب الفلسطيني بنضال الشعب المغربي في إطار إستراتيجية الثورة العربية.
خلال هذه الفترة بدأت تتشكل ملامح التيار الراديكالي الجديد، فبعد تجميع الأنوية الطلابية والتلاميذية وبعض القيادات السياسية اليسارية الشابة إضافة لبعض الطلائع النقابية وبعض رموز الحركة الثقافية الثورية.. أعلن الانشقاق والانفصال عن حزبي "التحرر والاشتراكية" و"الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" وتم التأسيس لمنظمتي "أ" و"ب" التي ستتحولا فيما بعد إلى منظمة "إلى الأمام" ومنظمة "23 مارس" والتي ستعلن عن مرجعيتها الفكرية الماركسية اللينينية، مسطرة برنامجها للتغيير، وخطها السياسي الثوري في الميدان.
في خضم هذا التأسيس تشكلت قوتها الضاربة داخل الجامعة ووسط الحركتين الطلابية والتلاميذية تحت اسم "الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين" و"النقابة الوطنية للتلاميذ" حيث انتظمت قواعد المنظمتين والعديد من الطلبة والتلاميذ المناضلين والمتعاطفين مع برنامج وشعارات ومواقف "الجبهة" و"ن.و.ت".
اتخذت الحركة الطلابية بقيادتها الجديدة مسارا نضاليا متطورا ومتقدما عن كل الممارسات السابقة، وقد تحملت القيادة الجديدة مشاق هذا المسار النضالي الجديد، بعد أن لجأ النظام لسياسة الاحتواء والتدجين حيث استدعى القيادة لحضور مناظرة إفران خلال مارس 1970.
أمام الرفض القاطع لنتائج المناظرة وأمام فشل سياستها والداعين لها اشتد عود النضال الطلابي القاعدي، واتسع نفوذ "الجبهة الموحدة" التي قادت بعض النضالات والإضرابات المحلية والعامة، كان أبرزها إضراب 4 ماي 1970 ردا على الزيارة التي قام بها أحد وزراء "فرانكو" ـ لوبيز براڤ-;-ـو ـ الذي كان يتغيٌى عقد اتفاق بين النظام القائم ونظام اسبانيا الديكتاتوري، لاستغلال فوسفاط "بوكراع" بأراضي الصحراء الغربية.
لم تفلت القيادة من سياسة التضييق والقمع بالرغم من مهادنتها للنظام وشراكتها معه وإلى جانبه في مناظرة إفران الفاشلة والمفلسة، بحيث سيتم الاستدعاء من جديد لخمسة عشرة عضو من قيادة إوطم، بمن فيهم أعضاء من اللجنة التنفيذية، في مايو 1970، الشيء الذي دفع بالحركة الطلابية لشن إضراب عام عن الدراسة من أجل فرض مبدأ تأجيل الخدمة العسكرية إلى ما بعد التخرج ونيل الشهادة.
وبالرغم من كل القرارات والتوصيات والبرامج والمقررات التنظيمية النوعية، التجأت القيادة في العديد من الأحيان للممارسات البيروقراطية والإقصائية المعهودة، وبشكل خاص حين تكون الحاجة إلى قرارات جماهيرية حاسمة أو في انتخاب الأجهزة التحتية وخلال التحضير للمؤتمر وانتخاب المندوبين وما نتج عنه من طعونات في حق مؤتمري المدرسة المحمدية للمهندسين والمعهد الوطني للإحصاء والمدرسة العليا للأساتذة وكلية الآداب بالرباط.. لضمان مؤتمر على مقاس وتطلعات القوى البيروقراطية الهيمنية، ضدا على التيار الديمقراطي الراديكالي الصاعد، تيار "الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين".

- المؤتمر الرابع عشر
انعقد سنة 1970 بالرباط حيث انتخب بناني رئيسا له.
بالرغم من حجم النضالات التي عرفتها تلك الفترة وبالرغم من كل الغليان السياسي والطبقي الجماهيري ـ نضالات الطبقة العاملة الصناعية، المنجمية والسككية، انتفاضات الفقراء والفلاحين واحتجاجات وإضرابات الطلبة والتلاميذ..الخ ـ سجلت مقررات المؤتمر تراجعات واضحة على مستوى كفاحية المنظمة إوطم من حيث المواقف والشعارات والبرامج النضالية والتنظيمية.. فبالإضافة لانخراط القيادة الحماسي في التطبيل لشعارات النظام السياسية، التي أطرت المرحلة، من قبيل "التفتح السياسي" و"التصالح الوطني".. مما فرض عليها نهج سياسة مهادنة انتظارية.. سجلت المقررات تراجعها الخطير عن المكتسبات التنظيمية التي حققها الاتحاد منذ المؤتمر التاسع، وبشكل خاص تم تعطيل الفروع وتهميش مجالس النضال ولجان القسم واليقظة، ليتم التمييع، وبشكل واضح ومقصود، لأدوار لجنة التنسيق الوطنية كلجنة محرٌكة ومنشٌِطة لعمل الاتحاد ومنسقة لجهود هياكله لتفرض عليها الدور الاستشاري وفقط.
بالرغم من هذا كله، وبالرغم من جميع الأساليب البيروقراطية والتهديد بالانسحاب من المؤتمر، خاضت الجماهير الطلابية بقيادة الجناح الماركسي اللينيني ـ التيار الجبهوي الطلابي ـ نضالات ومعارك قوية غير مسبوقة، مبتدعة في خضمها أشكالا نضالية وتنظيمية متطورة، ومتجاوزة للخط البيروقراطي الانتظاري المهادن.
لقد ذكٌرنا بأن سنوات أواخر الستينات وبداية السبعينات، سجٌلت التحاق أبناء الكادحين بالجامعة مما سمٌِي بـ"جيل الاستقلال" أي الأطفال والشباب الذين التحقوا بمدارس الحركة الوطنية "الحرة" وبالتعليم الرسمي الذي فتح أبوابه سنوات 56، 57، 58.. ليتعمم نسبيا التعليم في العديد من البوادي والأرياف والأحياء المهمٌشة من المدن..الخ.
وكان من الطبيعي أن يتجدر النضال وأن يتطور الوعي السياسي لدى الطلبة والتلاميذ، خاصة وأن الظرفية كانت مطبوعة بنضالات عمالية قوية شملت العديد من القطاعات، بالإضافة للمد النضالي الذي عرفته نضالات الجماهير في العديد من البلدان، كانتفاضات العمال والطلبة بأغلبية البلدان الرأسمالية المتقدمة، وانتصارات قوى التحرر الوطني في العديد من البلدان الإفريقية والأسيوية وبدول أمريكا اللاتينية، وكذا تسجيل بعض الانتصارات التي حققتها القوى التقدمية والتحررية في المنطقة العربية.. الشيء الذي مكن الحركة الطلابية المغربية من تحقيق العديد من المطالب المادية والمعنوية، الملموسة، كالزيادة في قيمة المنحة، وإقرار احترام حرمة الجامعة واستقلاليتها وكذا إقرار حق الطلبة في التسيير الذاتي لمرافق الجامعة ـ المطاعم، المقاصف، النشطة الثقافية، الترفيهية والرياضية..الخ ـ.
وتحت ضغط النضالات، وحنكة القيادة الميدانية الجديدة ـ الجبهة الموحدة ومنظمات اليسار الماركسي اللينيني ـ تم الاعتراف بحق التلاميذ في تنظيم خاص بهم ـ الوداديات التلاميذية ـ وتم التنظيم لمعارك جماهيرية غير مسبوقة كاحتلال السفارة بسوريا مارس 1972، وخوض معارك طلابية وتلاميذية موحدة من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الشيء الذي تحقق يومه 17 أبريل 1972.
في خضم هذا الصراع، أي الصراع بين خطين يتنافسان على تأطير وقيادة المنظمة الطلابية إوطم، صراع بين تيار يساري كلاسيكي ـ يساري من حيث الخطاب والادعاء، ويميني من حيث المواقف والممارسة العملية ـ متشبث بمنظوره الإصلاحي التفاوضي مع نظام القمع والاستبداد القائم، وبين تيار يساري جديد استقطبته المراجعات الفكرية التي حدثت داخل جسم الحركة الشيوعية العالمية، وبشكل خاص جناحها الثوري الذي أعلن استقلاله عن التوجيه السوفياتي كقطب تحريفي انحرف عن الأهداف الاشتراكية اللينينية الكبرى، فكان أن تشكل قطب جديد بقيادة ماو تسي تونغ زعيم الثورة الصينية..
وما لبثت أفكار هذا القطب أن انتشرت كالنار في الهشيم لتجتاح أفكارها غالبية المنظمات والأحزاب الشيوعية في العالم كله، من أوربا، آسيا، إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وبشكل خاص داخل الأوساط الشبابية والطلابية، وداخل المناطق التي ما زالت تعرف أنواعا وأشكالا من الاستعمار المباشر.
في ظل هذه الظروف حاولت بعض الأفكار الجديدة أن تجد موطئ لها داخل هذه الدينامية، وبشكل خاص أفكار ماركيوز، رايش، فانون، دويريه، تشي وتروتسكي..الخ، لكنها لم تكن من ذلك الحجم الذي لاقته الأفكار الماوية داخل حركة اليسار الجديد.
و"اليسار الجديد" أو منظمات الحركة الماركسية اللينينية المغربية ـ الحملم ـ كانت بمثابة القائد الفعلي لنضالات الحركة الطلابية ابتداء من هذه الفترة أو أقل، أي منذ أواخر الستينات إلى حدود الآن.. إذ حاول مناضلو ومناضلات "الجبهة" آنذاك بناء خط ديمقراطي جذري يرد الاعتبار لكفاحية الجماهير الطلابية عبر إشراكها في كل هياكل المنظمة وعبر إمدادها بالوعي اللازم الذي يضع الحركة الطلابية في موقعها الحقيقي إلى جانب القوى الطبقية التقدمية التواقة إلى التحرير والتحرر من نظام الاستغلال والاستبداد، القائم بالمغرب.
وانطلاقا من طبيعة منظمات "اليسار الجديد" كمنظمات استندت في مرجعيتها على الماركسية اللينينية، وفي ممارستها على خط ثوري كفاحي يستهدف الإطاحة بالنظام المَلكي وإعلان الجمهورية لإقامة الاشتراكية كبديل للرأسمالية التبعية التي أضرٌت وخنقت فئات وطبقات شعبية واسعة.. لم يتردد مناضلو ومناضلات "الجبهة" عن مسايرة النضالات الشعبية القوية، من إضرابات عمالية وانتفاضات شعبية وفلاحية.. وذلك بإيجاد صدى لها داخل الجامعة وداخل البرامج الطلابية التعبوية الإشعاعية والتضامنية.
على خلفية هذا الوضع وهذه التوازنات الجديدة التي اختلت قاعديا وبشكل سافر لصالح "الجبهة" وأنصار ومتعاطفي "الجبهة".. ترددت قيادة المنظمة في الإعلان عن تاريخ انعقاد المؤتمر الوطني الخامس عشر وأجٌلته عن لحظته القانونية بسنة، عسى أن تنجح في مناوراتها ومشاوراتها الخفية.. وعلى عكس ما خطط له البيروقراطيون، تمكٌنت "الجبهة" من فرض وجودها على المؤتمر 14 كمشروع قيادة محتملة للمنظمة إوطم، ولولا انسحاب أعضاءها من المؤتمر احتجاجا على تلاعبات الطلبة الاتحاديين، ودفعا للسقوط في فخ الانفراد المبكر بالسيطرة على الجهازين التنفيذي والإداري للمنظمة الطلابية إوطم، لكان من المقدر لها أن تعلن عن نفسها بديلا لا ينافس في توجهاته الجذرية والحازمة، غير أن الانسحاب الذي اعتبر في حينه تكتيكا سياسيا وخطوة مدروسة لفائدة النضال والانغراس القاعدي.. ساهم بقسط كبير في إظهار القيادة الاتحادية بمظهر العاجز عن تطبيق أبسط القرارات، والدفاع عن أضعف الحقوق النقابية للطلبة.. مما عجٌل باندحارها وبالتالي اكتساح أنصار "الجبهة" للساحة الطلابية.. وازدادت "الجبهة" قوة وقاعدة، وهيمنت على مكاتب التعاضديات وانتصرت انتصارا ساحقا خلال انتخابات المؤتمرين لمحطة المؤتمر الخامس عشر.

- المؤتمر الوطني الخامس عشر
انعقد خلال غشت 1972 وانتخب عبد العزيز المنبهي رئيسا له.
شكل المؤتمر محطة بارزة ونوعية في تاريخ الحركة الطلابية المغربية والعربية، وفي تجربة إوطم التنظيمية والنضالية، حيث استطاعت المحطة من خلال بياناتها وبرامجها ومقترحاتها التنظيمية.. أن تظل نبراسا منيرا لجميع التيارات الطلابية الجذرية التي أثبتت حضورها النضالي داخل الساحة الجامعية، منذ ذلك الحين ولحدود الآن.
لقد شكل عن حق، التعبير والتجسيد الصارخ لمستوى نمو وتجدر الوعي السياسي للحركة الطلابية، حيث عبرت مقرراته وبياناته عن مواقف تقدمية جريئة ولا سابق لها، همٌت وتعلقت بقضايا محلية، عربية وأممية، وهو ما سجله المؤتمر من خلال بيانه السياسي العام تجاه الثورة الفلسطينية وتجاه كل حركات التحرر الوطني في إفريقيا، آسيا، أمريكا اللاتينية والمنطقة العربية.
ومن خلال الشعار الذي رفعه "لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة" عبٌر المؤتمر عن مساندته لجميع نضالات الجماهير الشعبية مبديا استعداده، ومن خلال تسطيره لبرنامج نضالي متقدم، للكفاح من أجل استقلال الجامعة، ومن أجل صيانة حرمتها، وكذا النضال من أجل المشاكل المادية الملموسة لجماهير الطلبة على أساس ملفات نقابية واضحة وشاملة.
لقد لخٌص المؤتمر برنامجه في شعاره المركزي والإستراتيجي "النضال من أجل تعليم شعبي، عربي ديمقراطي، علماني وموحد" ولم يُهمِل في شيء الواجهة الثقافية كواجهة للنضال، منتقدا في ذلك مسار وممارسة "النهج البيروقراطي" من خلال تجربة المؤتمر الرابع عشر.. وقد جسد ذلك عمليا من خلال تبنيه "للثقافة الشعبية الجديدة" ومن خلال شعارها "جامعة موازية من أجل ثقافة شعبية"
وعلى المستوى التنظيمي جسٌد المؤتمر استفادته من كل الإبداعات التنظيمية الجماهيرية السابقة وقد توفق في ملء الثغرات وفي معالجة الهشاشة التنظيمية التي كانت تعرفها إوطم انطلاقا من تحكم التجارب التنظيمية البيروقراطية، في مسار وفي نضالات الجماهير الطلابية، من أجل عرقلتها ومحاولات لجمها.
لقد عكست المقررات التنظيمية المقترحة، حقيقة أوضاع الحركة الطلابية المغربية بما فيها من تطور نوعي على مستوى الوعي، وبما فيها من تراكم كمٌي سمح لأبناء العمال والفلاحين والموظفين الصغار وسائر الكادحين.. بأن يلتحقوا بصفوف الجامعة.. وفي ظروف سياسية محلية، إقليمية، عربية وأممية، لم يكن من بد للوعي السياسي، سوى أن ينحى منحى اليسار ليعانق بصدق هموم وقضايا الشعوب الكادحة في جميع البلدان والبقاع.
فمع شيوع الفكر الاشتراكي والماركسي "غير الرسمي" أي غير المرتبط بما أنتجته التجارب الاشتراكية التي انحرفت وزاغت عن أهدافها، وبالتالي تخلت عن منطلقاتها ومبادئها، لم يكن من بد بالنسبة للشبيبة الطلابية والتعليمية المغربية إلاٌ الارتباط بالمشروع التحرري الثوري، مشروع الثورة الاشتراكية المرتكز على أرضية فكرية ماركسية لينينية مستقاة من منابعها الأصلية، وبعيدة كل البعد عن كل المدارس والنوادي التحريفية التي أنتجتها مختلف المدارس السوفياتية التحريفية الستالينية والخروتشوفية..الخ
في ظل هذه الظروف، وأمام المهام الثورية المطروحة آنذاك على اليسار الثوري الصاعد وعلى الشبيبة الثورية المرتبطة به والمتعاطفة معه، كان طبيعيا أن تعكس إحدى قواه الضاربة، الحركة الطلابية ومنظمتها إوطم، تنظيما يراعي التطورات والمهام في نفس الوقت.
وانطلاقا من تقييم علمي وموضوعي للتجارب التنظيمية السابقة، وفي ارتباط مع المهام المطروحة على المنظمة، وانسجاما مع أهدافها ومبادئها وتاريخها النضالي، قرر المؤتمر:
-;- إعطاء مجالس المناضلين الصفة الشرعية القانونية، بعد أن أبدعتها، وفي الساحة النضالية، القواعد الطلابية.
-;- إعادة تأسيس مكاتب الفروع بشكل يمنح المنظمة الفعالية اللازمة على صعيد المدن الجامعية.
-;- إعادة تأسيس لجنة التنسيق الوطنية وإعطاءها طابع التقرير وفق توجيه المؤتمر وتمكينها من رسم وتقييم وقيادة المعارك النضالية.
لم ينعقد المؤتمر الخامس عشر في موعده المحدد قانونا وهو سنة 1971، هذه السنة التي تميزت بالمحاولة الانقلابية الفاشلة يوم 10 يوليوز بالصخيرات.. ليكتب عليه أن يصادف الانقلاب الثاني لحظة انعقاده.. بحيث كان أهم حدث سيؤثر على مسار جلسات المؤتمر هو وقوع المحاولة الانقلابية الثانية في نفس الأسبوع الذي كانت فيه المنظمة الطلابية منهمكة في أشغاله ـ 16 غشت 1972 حادث الطائرة كما يسميه البعض ـ فعلى بعد أمتار قليلة تفصل كلية العلوم بالرباط ـ مكان المؤتمر ـ والقصر المَلكي، قصفت طائرات الانقلابيين سيارة المَلك وهو في حالة فرار، حيث كان يسمع دوي القصف من قاعة المؤتمر التي لم يكن يفصلها سوى سور العالي الذي يحتضن القصر المَلكي.
كان للمعطى أثره وتأثيره الكبير على سير الأشغال، فالطلبة "الاتحاديون" وانطلاقا من تقديراتهم الخاصة للوضعية السياسية وكذا حسابات "الكراسي" المحسومة لصالح "الجبهويين".. فضلوا الانسحاب من قيادة المنظمة ومن قاعة المؤتمر في انتظار ما سيتمخض عنه "حادث الطائرة" من آثار. ووفاءا لنهجهم الانتظاري والتبريري، في حين قرر الطلبة "الجبهويون" قيادة المنظمة انطلاقا من تقدير خاص للوضعية واستنادا للثقة التي وضعتها الجماهير الطلابية في برنامج ومناضلي "الجبهة".. تقدير مفاده أن تناقضات النظام قد نضجت وما على الحركة الطلابية إلاٌ أن تأخذ موقعها في النضال إلى جانب القوى التقدمية والثورية من أجل تعميق هاته التناقضات للظفر بمعركة التحرر من ربقة نظام الاستبداد والاستغلال القائم في المغرب.. وهو التقدير الذي سيحكم بشكل عام البيان الصادر عن المؤتمر، حيث سيتقدم بقراءة معمقة لبرنامج نضالي متقدم اعتبره البعض "ثوريا" تجاوز حجم المنظمة "النقابية"، حيث دعا من خلاله الجميع لدعم هذا البرنامج "إن منظمتنا إوطم تلتزم بالعمل الدؤوب وفق هذا البرنامج مع كل المنظمات الوطنية التي ترغب معها في النضال إلى جانب الجماهير من أجل تحقيقه، وتأخذ على نفسها عهدا بخلق المبادرات وأشكال النضال العملية من أجل الدعوة الجماهيرية لهذه النقط وفرض إنجازها على أساس منظومة: الوحدة ـ النقد ـ الوحدة"

- 24 يناير 1973، الحظر القانوني للمنظمة إوطم
يمكن اعتبار أن شهر غشت 72 أرخ لحدثين مهمين في تاريخ الصراعات السياسية والطبقية بالمغرب، الأول حدث المحاولة الانقلابية الثانية الفاشلة، والثاني حدث تتويج التيار "الجبهوي" الماركسي اللينيني كقيادة فعلية ورسمية منتخبة، للحركة الطلابية ومنظمتها إوطم بعد اقتصارها لسنوات على اكتساح مواقع المسؤولية القاعدية والمباشرة مع الجماهير الطلابية في الميدان.
فمباشرة بعد الحدثين، انطلقت حملة قمع شرسة في صفوف جميع المعارضين لنظام الحكم، إصلاحيين وثوريين، عسكريين ومدنيين.. ولم تسلم القيادة الإوطمية الجديدة من الاعتقال، فبعد أسبوع فقط من نهاية المؤتمر انطلقت حملة الاعتقالات في صفوف القيادة حيث ستشمل بعضا من أعضاء اللجنة التنفيذية.. بعدها، أي بعد انطلاق السنة الدراسية 72/73، عرفت الساحة الجامعية نضالات مطلبيه وأخرى سياسية تهم الحريات الديمقراطية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بمن فيهم مناضلي ومسؤولي إوطم.
يوم 24 يناير73 أعلِن رسميا عن "المنع القانوني" للمنظمة إوطم، وسيتم بعدها ملاحقة ما تبقى من قيادة المنظمة ومسؤوليها ومناضليها القاعديين كتتويج لحملة القمع الشرسة التي تعرضت لها مختلف القوى الديمقراطية والتقدمية في البلاد.
مع الإشارة لكون حدث الخطر، شكل ومازال، ذريعة للهجوم على قيادة وإنجازات المؤتمر الوطني الخامس عشر، من طرف الأحزاب الإصلاحية وطلبتها، وقد استغلت قوى التوجه البيروقراطي الانتهازي فراغ الساحة الطلابية بعد حملات القمع الشرسة التي لم تتوقف طيلة سنوات 73/74/75/76/77.. لتشن هجماتنا الفكرية والسياسية، محاولة بذلك تشويه أطروحات اليسار الجذري والطعن في مشروعه الثوري الاشتراكي .

- سنة 73 انطلق الكفاح المسلح ضد النظام الاستبدادي القائم بالمغرب
بعد انتظام اليسار الاتحادي في منظمة سياسية سرية، وبعد التجهيز والتدريب بمعسكرات جزائرية، ليبية، سورية وفلسطينية.. انطلقت العمليات المسلحة يوم 3 مارس 1973 في مجموعة من مناطق المغرب، كان أبرزها فكيك، خنيفرة، ﯕ-;-لميمة..الخ
أقبرت العمليات في مهدها بعد حصارها واقتلاع التربة التي انبنت عليها، حيث عرفت المناطق الجبلية والنائية التي احتضنتها، قمعا شرسا، شبيها بالإبادات الجماعية، للعائلات والأسر الفلاحية التي أنبتت المقاتلين أو التي احتضنتهم بعد محاصرتهم بقوات الجيش والقوات القمعية الخاصة.
عرفت الحركة الاتحادية اليسارية، بعدها، حملة قمع واعتقال شاملة، ضمت بالطبع بعض الطلبة، ونظمت الدولة حينها محاكمات عسكرية نتجت عنها أحكام قاسية وصلت لحد الإعدام النافذ في حق عمر دهكون والملياني ورفاقهم، كما عرفت الاحتجاز والاغتصاب والاختطاف والاغتيال في الشارع العام وفي مخافر التعذيب.. فهناك البعض من مناضلي "حركة 3 مارس" وذويهم من مازال في عداد المختفين لحد الآن.

- 73/74 ذروة القمع والاعتقال
سنة أرٌخت لانتصارات النظام الدموي القائم بالمغرب، فبعد نجاحه في الالتفاف على المؤسسة العسكرية وخروجه سالما من انقلابين متتاليين، نجح في إبادة الميليشيات الاتحادية المسلحة، وكذا في اجتثاث منظمات الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
فعقب "أحداث 3 مارس"، اتخذ النظام العديد من الإجراءات القمعية والتحكمية، إجراءات دشنت "لعهد جديد"مطبوع بالتراجعات والانتكاسات على مستوى الحريات الديمقراطية، حيث شكلت مراجعة قانون الحريات العامة، وحظر الأحزاب الإصلاحية ـ "التقدم والاشتراكية" وفرع الرباط لحزب ا.و.ق.ش ـ واعتقال غالبية القيادات الماركسية اللينينية بمن فيهم العديد من قيادات وقواعد المنظمة الطلابية إوطم.. إحدى تجلياتها السافرة.

- 74/75 سنة الركود الطلابي
اتسمت سنة 74/75 بركود نسبي على مستوى النضالات الطلابية، ويمكن اعتبارها سنة الترتيبات والمشاورات بين النظام والأحزاب السياسية، للتأسيس لعهد جديد سيطلق عليه فيما بعد عهد "الإجماع الوطني" و"المسلسل الديمقراطي"..الخ

- 75/76 معركة "الإصلاح الجامعي" وانطلاق تجربة النضال القاعدي
انطلقت النضالات الطلابية التلاميذية من جديد سنة 75/76 حيث لعبت تجربة المجالس القاعدية السرية، الدور الكبير في تأطير جل معارك هذه المرحلة، إلى جانب بعض الجمعيات الطلابية داخل المدارس والمعاهد التي لم يطل أنشطتها الحظر.

25 فبراير 75 سيصدر ظهير متعلق بتنظيم الجامعات، وبتاريخ 12 غشت سيصدر قرار عن وزير التعليم العالي يرمي إلى فرض "تعاضديات إدارية" لتمثيل الطلبة.. وهو ما يعرف في ثقافة إوطم "بالإصلاح الجامعي لسنة 75.
وكانت أكبر وأقوى المعارك خلال هذه الفترة هي معركة "الإصلاح" الذي واجهته القواعد الطلابية بالرفض القاطع، من خلال تجمعات جماهيرية هائلة، فضحت مواقف الأحزاب الإصلاحية من جديد، موقف طلبة "التقدم والاشتراكية" الذي قبل "الإصلاح" واعتبره خطوة في اتجاه استرجاع مشروعية إوطم! وموقف التأرجح بين الرفض والقبول الذي تذرع به طلبة ا.ش.ق.ش.. هذا في الوقت الذي كان واضحا وجليا بالنسبة للجماهير الطلابية بأن "الإصلاح" في شقه الإداري، كان يستهدف بالدرجة الأولى، محو الإطار المناضل والعتيد إوطم كتمثيلية طلابية واحدة ووحيدة من ذاكرة الجماهير الطلابية.

- سنة 76/77 تفكيك "المجالس القاعدية السرية"
انتهت معركة "الإصلاح" المزعوم، بإسقاطه، مما شكل نصرا للحركة الطلابية وإطارها إوطم، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، شنت السلطات القمعية حملة اعتقالات جديدة وواسعة كان الهدف منها شل تجربة "المجالس القاعدية السرية" كضريبة نضالية، حيث اعتقلت ما يزيد عن المائة مناضل في إطار ما يعرف بـ"مجموعة مكناس"، إذ وبعد مرورهم من معتقل التعذيب، السري "درب مولاي الشريف" تم نقلهم مباشرة لسجن "سيدي سعيد" بمكناس بجانب مجموعة من مناضلي الحركة التلاميذية ن.و.ت، وبعض من بقايا تنظيمات الحملم.
بعد إطلاق سراح رئيس المنظمة ونائبه عبد الواحد بلكبير، شارك "بلكبير" الطلبة في تجمعاتهم المناهضة "للإصلاح"، وبعد أسبوع من إطلاق سراحه أعيد اعتقاله في ماي 77 ليلتحق هو كذلك بـ"مجموعة مكناس" أما الرئيس عزيز فقد أفلت من الاعتقال بعد ملاحقته بالمنطقة الشرقية مما اضطره بعدها للاغتراب إلى فرنسا عبر الجزائر.

- 77/78 محاولات التنسيق الطلابي الأولى
كانت سنة 77/78، سنة المحاولات الأولى للتنسيق الطلابي بين فصائل الحركة الطلابية ـ التي تعززت بظهور فصيل "الطلبة الديمقراطيين" كامتداد للجناح اليميني لمنظمة "23 مارس"- من أجل استرجاع الشرعية القانونية لإوطم، برفع الحظر عنه وإطلاق سراح مناضليه ومسؤوليه.
كانت أولى المحاولات، بين جمعيات المعاهد والمدارس العليا التي لم يطلها الخطر، لتظل بالتالي بوقا ومنبرا مناضلا عبر بصدق عن استمرارية إوطم حاضرة في الذاكرة الطلابية وفي ساحة النضالات الجامعية.
وقد بادرت في هذا الاتجاه "جمعية طلبة المدرسة المحمدية للمهندسين" إلى إعلان تنسيق طلابي موسع فاتحة الباب لبعض التعاضديات الفوقية التي شكلها الطلبة "الاتحاديون" في بعض المواقع و الكليات.
مع التحاق القوى البيروقراطية الانتهازية، بهيئة التنسيق، تبيٌنت مراميها الهيمنية، من جهة، والابتزازية، من جهة أخرى.. بحيث حاولت، وبكل جهدها، فرض تصوراتها التنظيمية البيروقراطية والعقيمة، أي التعاضديات الفوقية.. إضافة لمحاولاتها اليائسة لنشر خطاباتها حول فتوحات "المسلسل الديمقراطي" بشعاراته حول "السلم الاجتماعي" و"الإجماع الوطني" و"تمتين الجبهة الداخلية"..الخ.
وإذا كان الصراع قد تمحور حول كيفية وآليات تأطير النضال من أجل استرجاع المنظمة إوطم، يعني اعتماد تعاضديات فوقية ليس لها أي سند جماهيري، أم تعاضديات تنفيذية منبثقة عن مجالس الطلبة؟ مجلس تنسيق بيروقراطي معزول عن الطلبة، أم مجلس تنسيق تمثيلي ديمقراطي وقاعدي؟ وحدة طلابية فوقية هشة، أم وحدة طلابية ميدانية صلبة تستند إلى برنامج نضالي قاعدي؟ فإن الصراع لم يكن عمقه سوى سياسيا، صراع بين تصور مهادن ومتردد، يحتقر الجماهير ويخافها، ليحرمها بالتالي من حقها في التقرير والتوجيه والتسيير، ويعتبرها "متدنية الوعي" ولا يرى، نتيجة لتصوره، الوحدة إلا في الكواليس وفي اقتسام المناصب القيادية.. وتصور ديمقراطي قاعدي وجماهيري، يؤمن بطاقات الجماهير وقدرتها الخلاقة على العطاء والإبداع، ولا يرى الوحدة إلا في ساحة النضال على أساس برنامج نضالي واضح خارج إطار "السلم الاجتماعي" ومستلزماته الخرافية.

- 09 نونبر 78، رفع الحظر عن المنظمة الطلابية إوطم
بالرغم من ارتباط القرار بمستلزمات "السلم الاجتماعي" من "مسلسل اجتماعي" و"إجماع وطني" لتمتين "الجبهة الداخلية". ضمن ظرفية الترتيبات الجديدة بين النظام القائم وأحزاب المعارضة الإصلاحية، فقد شكل رفع الحظر عن اتحاد طلبة إوطم مكتسبا فعليا للحركة الطلابية بفضل النضالات المريرة التي خاضتها الجماهير الطلابية بمعية مناضليها و طلائعها على امتداد سنوات الحظر التعسفي، وبفضل مساندة القوى الديمقراطية والتقدمية في الداخل والخارج، لهذا المطلب الديمقراطي.
فأمام تشبث الحركة الطلابية بمنظمتها العتيدة، ورفضها "للإصلاح الجامعي" المزعوم ولأي بديل عن إوطم، وإصرارها على الاستمرار في النضال من أجل انتزاع مشروعيتها، واتجاهها إلى إبداع الأشكال والأساليب التنظيمية الكفيلة بتأطير نضالات القواعد الطلابية في ظل الحظر.. أمام كل ذلك، لم يجد النظام بدا من رفع المنع عنها، محاولا في ذات الوقت إفراغها من محتواها الكفاحي والنضالي، وعزلها عن نضالات الجماهير الشعبية، وترويضها بالقدر الذي يستلزمه "السلم الاجتماعي" ومسلسله "الديمقراطي" المزعوم.
وهذا ما تجسد في استمرار اعتقال مسؤوليها من قيادة وأجهزة المؤتمر الوطني الخامس عشر، والعديد من مناضليها في إطار تجربة "المجالس القاعدية السرية"، وبالرهان على إمكانية احتوائها وفرض الوصاية السياسية والميدانية عليها، وجرها إلى مستنقع المهادنة والانبطاح، من طرف النهج البيروقراطي المسالم.
ضدا على هذا التحليل، اعتبر النهج الديمقراطي القاعدي بمعية الجماهير والقواعد الطلابية، رفع الحظر مكسبا فعليا وانتصارا للجماهير الطلابية والحركة الطلابية وبكل القوى الديمقراطية والتقدمية، موضحة في ذات الوقت الإطار الذي جاء فيه، والملابسات المحيطة به، مؤكدة عزمها على إسقاط رهان الحكم، وذلك بالنضال من أجل إعطاء إوطم محتواها النضالي والكفاحي، وربط نضالات الحركة الطلابية بنضالات الشعب المغربي، وهذا ما يتطلب بناءه بشكل قاعدي وصلب على أساس مبادئه وقانونه الأساسي ومقررات مؤتمره الوطني الخامس عشر.

- 78/79 مرحلة التحضير لعقد المؤتمر السادس عشر
من هذا المنطلق، واستناد لهذا التقييم الدقيق لمعطى رفع الحظر، حددت القواعد الطلابية مهامها في تلك الفترة مؤكدة عزمها على النضال، وبدون هوادة، من أجل إطلاق سراح مسؤولي ومناضلي إوطم، والتهييئ النضالي القاعدي للمؤتمر الوطني السادس عشر على أساس برنامج نضالي يربط بين النضال من أجل المطالب المادية الملحة وإعادة بناء المنظمة بشكل صلب، مما يتطلب تنسيقا فعليا بين الهيئات التمثيلية تشرف عليه القيادة المنبثقة عن المؤتمر الخامس عشر، ويستمد مواقفه وقراراته من أوسع القواعد الطلابية، مما يتطلب كذلك أشكالا تنظيمية ديمقراطية حقا وقاعدية فعلا.. وهذا ما أدركته القواعد الطلابية حين إبداعها للهيكلة الديمقراطية القاعدية، المتمثلة في التعاضديات التنفيذية المنبثقة عن مجالس الطلبة وذلك انطلاقا من أهداف ومبادئ الاتحاد وروح مقرره التنظيمي الصادر عن مؤتمره الخامس عشر.
لم يتردد أنصار "النهج البيروقراطي" - الطلبة "الاتحاديون" وطلبة "التقدم والاشتراكية" و"الطلبة الديمقراطيون" ـ في التمادي في مخططاتهم لعرقلة المسار التنظيمي القاعدي لإوطم سواء بافتعال المعارك الجانبية والصراعات الهامشية، أو تشويه تاريخ الاتحاد والتنكر لشرعية آخر مؤتمراته..الخ ذاهبين إلى حد التنكر لقوانين وأعراف المنظمة بفرض توقيت قسري للمؤتمر الوطني السادس عشر، وخلف لجنة تحضيرية حزبية له، وابتداع ما أسموه بـ"لجن أنصار المؤتمر السادس عشر".. ضاربين عرض الحائط وحدة الحركة الطلابية وملوحين بالانشقاق كورقة ضغط على القواعد الطلابية ومناضليها، بل انخرطوا في أعمالهم الانشقاقية عمليا من خلال خلق فدرالية طلابية على مقاسهم بأوربا الغربية.
إلاٌ أنه، وبفضل صمود وتبات القواعد الطلابية وتبنيها للنهج الديمقراطي، استطاعت الجماهير وإلى حد كبير، إسقاط أكبر حلقة من حلقات الرهان، وذلك بوضع وحدة الحركة الطلابية فوق أي اعتبار، وبفرض شرعية المؤتمر الوطني الخامس عشر، وكذا بفرض تنسيق وحدوي فعلي، أكثر ديمقراطية من سابقه، استدعته وأشرفت عليه القيادة وساهمت فيه جل الهيئات السياسية.
خلال إحدى التجمعات التنسيقية نظمت القوى الظلامية ـ الشبيبة الإسلامية ـ أول هجوم مسلح لها، ضد التنسيقية ومجموع الجماهير الطلابية الحاضرة، تصدى له المناضلون بالرغم من فجائيته، إلاٌ أنه لم يمنع من كونه خلق جروحا وضحايا وسط الطلبة والمناضلين، كان ذلك بملحق الحقوق مدرج "المغرب الكبير" بالمعهد الموسيقي "المغرب الكبير"، لتسمى في حينها بأحداث "المغرب الكبير".

- المؤتمر الوطني السادس عشر، مؤتمر الردٌة والتراجع
انعقد بالرباط بين 31 غشت و6 شتنبر 1979 وانتخب محمد بوبكري رئيسا له.
رغم بروز بعض النزعات الرفضوية والفوضوية في الساحة الطلابية كرد فعل خاطئ على أطروحات "النهج البيروقراطي" وأساليبه اللاديمقراطية في خوض الصراع وحسمه من جهة، ومن جهة أخرى، رغم فرضه لتوقيت قسري للمؤتمر دون مراعاة الظروف الذاتية والموضوعية للحركة الطلابية، وبشكل خاص مدة الحظر الطويلة التي دامت ست سنوات، فإن القواعد الطلابية لم تقصر في التعامل بشكل سديد مع المؤتمر، بأن عملت على إنجاحه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نضج الحركة الطلابية ورغبتها العميقة في الحفاظ على وحدتها، وإبعاد شبح الانقسام.
وعلى مستوى السير العام لجلسات المؤتمر يمكن تسجيل خروقات "النهج البيروقراطي" على الشكل التالي:
-;- قبول عضوية إحدى فدراليتي أوربا الغربية دون الأخرى، بل تم رفض حضور الفدرالية الشرعية حتى على سبيل العضو الملاحظ.
-;- افتتاح الجلسة الأولى من طرف رئيس المؤتمر الرابع عشر الذي سبق وان أدانه مؤتمرو المؤتمر الخامس عشر، كتصرفات وممارسات ومواقف..الخ هذا في الوقت الذي تم فيه الرفض للإنصات لرسالة صوتية توجيهية من رئيس المنظمة الشرعي عزيز المنبهي.
-;- تشكيل لجنتي الفرز والرئاسة على مقاس القوى السياسية المهيمنة ا.ش.ق.ش، حزب "التقدم والاشتراكية"، "الطلبة الديمقراطيون" مع إقصاء واضح للوائح "النهج الديمقراطي"، "الطلبة القاعديون"، "الطلبة التقدميون"، "الطلبة المجالسيون"، "الطلبة أنصار المجالس"..الخ
-;- عدم البث في الطعون.
لهذا اعتبرته الجماهير الطلابية وطلائعها من مناضلي "النهج الديمقراطي" مؤتمر الردة والتراجع، فمن خلال البيان العام تبين حجم التراجعات التي حكمها التزام الأحزاب الإصلاحية بشعارات "المسلسل الديمقراطي" و"السِلم الاجتماعي".. حين تجنب الحديث أو الإشارة للقمع الممنهج المسلط آنذاك على نضالات الجماهير الشعبية، وعمٌا قدٌمه مناضلوها من تضحيات، اعتقال وتقتيل في واضحة النهار، سواء من داخل المعتقلات أو في الشارع العام ـ حالات زروال، عمر، سعيدة، التامك، الزيدي، جبيهة، ﯕ-;-رينة، أومليل..الخ ـ
تجنب البيان، عنوة الحديث عن تدخل النظام في بنين وزايير نصرة للأنظمة الدكتاتورية القائمة، في ذبحها للجماهير الشعبية والعمالية المنتفضة ضدها وضد حكمها.. ولم ينبس ببنت شفة كإشارة لزيارة الشاه العميل ولشخصيات صهيونية رسمية وغير رسمية ـ دايان، مايير وبيريز..ـ متجاهلا في نفس الوقت نضالات الشعب الأريتيري ضد النظام الإثيوبي العميل، من أجل حقه في تقرير مصيره.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية التي اعتبرها المؤتمر الوطني الثالث عشر كقضية وطنية، فقد رفض، وبشكل غريب، اقتراح لجنة فلسطين سواء من داخل المؤتمر أو من داخل المؤسسات وتمثيلياتها المحلية والقاعدية.
تنظيميا، ومن أجل ضمان نجاح هذا التوجه السياسي المتخلف وترجمته إلى واقع ملموس، وإحكام سيطرة النهج البيروقراطي على أوسع الجماهير الطلابية من داخل الأجهزة، لجأ المؤتمر إلى سن شكل تنظيمي بيروقراطي، محاولا من خلاله تهميش دور القواعد وشل قدرتها على التحرك من أجل تجاوز خطط المهادنة والانتظار.
وعلى المستوى الوطني، مركز السلطة في يد اللجنة التنفيذية، وعلى مستوى المؤسسة مركز السلطة والقرار في يد التعاضدية.
على المستوى المحلي، أي الكليات والمدارس والمعاهد والأحياء الجامعية، دعا إلى تشكيل مجالس للطلبة ذات الدور الاستشاري وفقط، لتلحق بالتعاضديات الفوقية.
نفس التصور طال مجلس التنسيقي الذي لم يتجاوز الدور الاستشاري حيث تبقى اللجنة التنفيذية هي صاحبة القرار والأمر والنهي في جميع معارك وقرارات الحركة الطلابية ومنظمتها إوطم.

- نضالات طلابية قوية، رغم نتائج المؤتمر التراجعية
فعلى الرغم من نتائج المؤتمر التراجعية، عرفت الحركة الطلابية نضالات قوية أسقطت رهانات النظام وكل الأحزاب الملتفة حول شعاراته وخططه، وقد تجسد هذا وبشكل ملموس على عدة مستويات.
-;- على صعيد الملفات المطلبية: تصعيد النضال من أجل المطالب المادية الملحة، وقد تتوج ذلك بنجاح معارك تسجيل المطرودين، وإقرار المعادلة بين المؤسسات وتعميم المنح.
-;- على الصعيد السياسي: تصعيد النضال من أجل إقرار الحريات الديمقراطية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين منهم، بمن فيهم مناضلي ومسؤولي إوطم، وقد تم تتويج ذلك بجعل يوم 24 يناير يوما للطالب المعتقل.
ـ التجسيد الفعلي للتضامن مع نضالات الجماهير الشعبية الكادحة من عمال وفلاحين وتلاميذ ورجال صحة وتعليم..الخ
ـ المساندة الفعلية للثورة الفلسطينية عبر الإضراب ليومه 26 يناير بمناسبة تطبيع العلاقات بين النظام المصري والكيان الصهيوني في إطار مخطط "كامب ديفيد".
-;- على الصعيد الثقافي:فضح المضمون الطبقي والاستعماري للثقافة السائدة وللبرامج التعليمية الرسمية، ومع التعريف بتاريخ المنظمة وبنضالات الحركة الطلابية عبر جميع محطاتها التاريخية.
-;- على الصعيد التنظيمي: بادرت القواعد الطلابية بمعية مناضليها إلى إعطاء مضمون كفاحي لكل أشكال التنظيم المقدمة من طرف المؤتمر السادس عشر وذلك بإفراغها من مضمونها البيروقراطي عبر نسج علاقات ديمقراطية ما بين مجالس الطلبة ومكاتب التعاضديات، وعبر توسيع مجال عمل اللجان التي ابتدعتها الجماهير الطلابية للتعبير عن دعمها للثورة الفلسطينية ـ لجن فلسطين ـ وعن مطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بخلق "لجن المعتقل".

- 24 يناير 1980 اعتقالات واسعة في صفوف المناضلين القاعديين
وتعتبر هذه المحطة كأول صدام ما بين النظام وأجهزته القمعية وما بين مناضلي "النهج الديمقراطي القاعدي" في شكله الجديد "الطلبة القاعديون" حيث استهدفت الأجهزة المخابراتية المناضلين القاعديين، وفقط، من مسؤولي الأجهزة التحتية وبعضا من مؤتمري المؤتمر السادس عشر، تلتها محاكمات وأحكام جائرة لم تثني الجماهير الطلابية عن النضال، بالرغم من المحاكمات وبالرغم من صدور قرار وزاري يهدد بسلب المنحة من كل طالب يشارك في الإضرابات.
وعلى الرغم من كل الهجومات التي شنها النظام ضد مكتسبات الجماهير الطلابية، وبالرغم من الاعتقالات والمتابعات التي طالت جل القيادات القاعدية الميدانية، ماطلت القيادة، انطلاقا من حساباتها الضيقة ومخافة من تجاوزها كقيادة شكلية متنفذة، في تشكيل الفروع ولجنة التنسيق الوطنية بدعوى عدم إجراء الانتخابات في بعض المؤسسات.. أما الخلفية الحقيقية فكانت هي محاولة حل الجمعيات بالمدارس والمعاهد، وهي محاولة لتنفيذ ما عجز عنه النظام لسنوات.
لقد شكلت الجمعيات رصيدا تاريخيا لإوطم، وما الدور الذي لعبته جمعية المدرسة المحمدية للمهندسين، وجمعية المعهد الزراعي، وجمعية المدرسة الفلاحية بمكناس.. إلا دليلا على ذلك.
وحين تم حظر المنظمة في 24 يناير 73، تمسكت هذه الجمعيات وككل الجماهير الطلابية بإوطم، ووظفت كل إمكانياتها الذاتية للنضال من أجل مطالبها الخاصة، من جهة، ومن جهة أخرى للنضال من أجل استرجاع إوطم وإطلاق سراح مسؤوليه، وقد كانت جمعية المدرسة المحمدية للمهندسين سباقة لرفض "الإصلاح الجامعي" جملة وتفصيلا، كما كانت سباقة لاستدعاء التنسيق من اجل توحيد النضال في أفق استرجاع إوطم، ولم تدخر وسعا في الدعاية لإوطم والتعريف بتاريخه والنضال من أجل إطلاق سراح مسؤوليه.. والأسابيع الفلسطينية والثقافية، ومجلة أمفي، والتاريخ يشهد على هذا.

- البرنامج الموحد "للنهج الديمقراطي القاعدي"
خلال سنة 80 تم إطلاق سراح العديد من المعتقلين السياسيين نهائيا أو لمحاكمتهم في حالة سراح، وقد استفاد من هذا الوضع، العديد من مناضلي ومسؤولي إوطم، بمن فيهم نائب الرئيس عبد الواحد بلكبير والعديد من مناضلي المجالس القاعدية ومناضلي "النقابة الوطنية للتلاميذ".
واستنادا لمبادئ إوطم ولتراثه الكفاحي تقدم "النهج الديمقراطي القاعدي" ببرنامجه لعموم الجماهير الطلابية على الشكل التالي:
-;- النضال من أجل تحقيق المطالب النقابية الملحٌة للحركة الطلابية ومن أجل تعليم شعبي عربي ديمقراطي علماني وموحد.
-;- النضال من اجل الحفاظ على مبادئ إوطم وأهدافه والتصدي لكل محاولة المس بها أو تحريفها أو تشويهها.
-;- النضال من أجل تهيئ المؤتمر السابع عشر تقدمي ديمقراطي سواء من حيث توجهه النقابي والسياسي أو من حيث هياكله التنظيمية: الهيكلة الديمقراطية القاعدية.
-;- التضامن العملي مع حركة التلاميذ ورجال التعليم، والعمال والفلاحين وجميع نضالات الشعب المغربي.
-;- النضال من اجل انتزاع الحريات الديمقراطية وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والنقابيين وعودة المغتربين، والإفراج الفوري عن مناضلي إوطم ومسؤوليه السابقين، ورفع المتابعات عن المفرج عنهم.
-;- مناهضة الهيمنة الإمبريالية العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية على بلدنا.
-;- مساندة كفاح الشعب الفلسطيني وحركة التحرر العربية والتضامن مع جميع القوى التقدمية في العالم.

- 20 يونيو انتفاضة عمالية شعبية جماهيرية وضعت حدا لخرافة "المسلسل الديمقراطي"، مهدمة أساسات "الإجماع الوطني" ومستلزماته الديماغوجية
فبعد الإعلان عن الزيادات في أسعار خمس مواد استهلاكية أساسية بتاريخ 29 ماي 81، عرفت أغلب المدن المغربية تحركات جماهيرية صاخبة عبرت من خلالها عن سخطها ورفضها للزيادات المهولة في الأسعار، مطالبة في نفس الوقت بالتراجع عنها.
وقد تحركت في هذا الصدد أغلب مدن الشرق والغالبية الكبرى من المدن ذات الكثافة السكانية العالية ـ الرباط/سلا، البيضاء، مراكش، طنجة، فاس، أﯕ-;-ادير..الخ ـ وبعد تردد كبير، خاصة بعد الضغط الجماهيري الذي مارسته نضالات الشارع، وكذلك ضغط القواعد النقابية امتثلت المركزيات النقابية للأمر الواقع لتعلن "الاتحاد المغربي للشغل" عن إضراب محلي بالمحمدية والبيضاء يوم 18 يونيو، تلاه الإضراب الوطني العام الذي أعلنت عنه "الكنفدرالية الديمقراطية للشغل" يوم 20 يونيو والذي دعمته "النقابة الوطنية للتعليم العالي" و"الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، وهو الإضراب الذي تحول لانتفاضة جماهيرية أرٌخت لحركة الصراع الطبقي بالمغرب حيث امتزجت دماء المناضلين العماليين بدماء الطلائع من أبناء الأحياء الشعبية بالبيضاء ـ درب الكبير، درب السلطان، القريعة، الحي المحمدي، سيدي عثمان، درب ميلا، المدينة القديمة..الخ ـ بفعل همجية القمع وجراء إطلاق الرصاص الحي على المضربين والمتظاهرين.
تلت الانتفاضة بعد إخماد نيرانها، حملة قمعية شرسة استهدفت القيادات الشبابية بالأحياء الشعبية وبعض المناضلين النقابيين، إضافة للقيادة النقابية لك.د.ش.. فإضافة لسقوط عشرات الشهداء صرعى في ساحات وشوارع وأزقة البيضاء.. شنت القوات القمعية الاستخباراتية حملة اعتقال واسعة، عذٌب خلالها المعتقلون ونكٌل بهم، تلتها محاكمات صورية وسريعة أسفرت عن أحكام جائرة وصلت لحد العشرين والثلاثين سنة نافذة في حق العشرات من شباب الأحياء.
في هذا السياق سيتم التحضير للمؤتمر السابع عشر، فعلى المستوى الذاتي سجلت الحركة الطلابية نضالات جماهيرية قوية وذات نفس طويل: 3 أشهر بكل من الحي الجامعي السويسي الأول، تلاه إضراب عن الأكل بمطعم الحي من لدن جميع طلبة الجامعة، إضراب وإغلاق لكلية العلوم لأزيد من شهر، إضرابات طلبة المدارس العليا للأساتذة بكل من مراكش، الرباط السويسي والرباط التقدم.. إضافة لنضالات الجماهير الطلابية المحدودة والمتفرقة بكل الكليات والجامعات والأحياء الجامعية.. بموازاة مع هذا، كرٌست القيادات الإصلاحية داخل المنظمة الطلابية إوطم، عجزها البيٌن وترددها الملحوظ، الذي حاولت من خلاله القيادة المتنفذة فرملة وتكسير الإضرابات.. لكنها وكما العادة، لم تفلح في ذلك.
أما على المستوى الموضوعي، فنضالات الجماهير الشعبية لم تتوقف لحظة خلال هذه الفترة، فسنوات الجفاف أرغمت السلطات في بعض الأحيان والجهات بالمدن والأرياف.. إلى التحكم في بيع وتوزيع الدقيق الذي بات مادة نادرة، توزيع تخللته التظاهرات والاحتجاجات لأكثر من مرة وفي أكثر من موقع..
على المستوى التلاميذي كذلك، عرفت الساحة العديد من النضالات والاحتجاجات توجت بأشكال تنظيمية، عرفت حينها باللجان الثقافية التي كانت تؤطر النضالات المطلبية وتباشر الحوارات مع إدارة المؤسسات، وفي نفس الوقت تشرف على إقامة الأسابيع الثقافية التي ساهمت بشكل كبير في نشر الفكر التقدمي الاشتراكي داخل الأوساط التلاميذية.
وفي الأوساط الفلاحية اشتعلت نيران الانتفاضات والعصيانات دفاعا عن الأرض، بكل من أوريكة، أمزيمز، تسلطانت، تمارة..الخ دون أن نغفل النضالات العمالية القوية التي تركت بصماتها بارزة في تاريخ الحركة العمالية والصراع ضد الرأسمال.. أبرزها كان هو نضالات السككيين التي قاربت الثلاثة أشهر سنة 79 ونضالات عمال الميناء و"العطاشة" وعمال مناجم أحولي ومعامل كوزيمار، شنٌوف، بيرلي، كارنو، سيكوم، حافلات البيضاء..الخ
إضافة لنضالات رجال التعليم والصحة المعروفة بإضرابات 10/11 أبريل 79، والتي تلتها حملات اعتقال وطرد وتوقيف، واسعة في صفوف النقابيين والمضربين.
لم تكن نتائج الانتخابات للمؤتمر، في صالح القيادة المنبثقة عن المؤتمر السادس عشر، وبمعنى أصح لم تكن في صالح "الاتحاد الاشتراكي" الذي دخل غمار الانتخابات برأسين أو لائحتين انتخابيتين للطلبة "الاتحاديين" لائحة "أنصار الك.د.ش" أنصار المكتب السياسي ا.ش.ق.ش وهي الممثلة في القيادة ولائحة "رفاق الشهداء، مهدي وعمر" أنصار اللجنة الإدارية ا.ش.ق.ش ولم تكن ممثلة في القيادة سوى بعنصر واحد وهو "بوعيش سعود".
فلولا احتيال وتلاعبات القيادة في عملية الانتداب، خاصة توقيتها الذي صادف فترة الامتحانات من جهة، وغليان الانتفاضة بالشارع من جهة أخرى.. مع الإغراق الممنهج والمبالغ فيه، عبر جلب بعض "المؤتمرين" من دول الشرق ـ مصر، سوريا، العراق..ـ وأوربا الشرقية ـ الاتحاد السوفياتي ودول منظومته ـ حيث كان يصعب التحقق من انتدابهم ومن هويتهم حتى.. لكانت الغالبية الساحقة والمطلقة للنهج الديمقراطي القاعدي مدعوما بلوائح الطلبة التقدميين دون الحاجة للدعم المشروط والملغوم للائحة "رفاق الشهداء".
انطلقت الأشغال بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط يوم 22 غشت، لتنتهي بمقر المنظمة يوم 5 شتنبر دون أن ينجح المؤتمرون، أو ما تبقى منهم، من إفراز قيادة حقيقية وإصدار مقررات وبرامج نضالية في المستوى المطلوب، واكتفوا بإعادة الثقة في بعض الأعضاء من اللجنة التنفيذية السابقة، أي الذين لم ينسحبوا من المؤتمر وهم خمسة أفراد، اثنان من لائحة "الطلبة الديمقراطيين" واثنان من لائحة "طلبة حزب التقدم والاشتراكية" وعضو واحد من لائحة "الطلبة الاتحاديين رفاق الشهداء".
فشل المؤتمر وفشلت كل الرهانات الوحدوية، وفي الحقيقة يمكن اعتبار أن المؤتمر فشل منذ أن راهن "الطلبة القاعديون" على الاتحاد الاشتراكي بأن يقود القاطرة الطلابية من زاوية نظر وحدوية في ظل أوضاعه التنظيمية المتردية آنذاك.. فلم يتبادر لدهن أي من الرفاق "القاعدين" احتمال انسحاب "الطلبة الاتحاديين" ارتكازا على تاريخهم وطبيعتهم وعادتهم في جميع المؤتمرات الطلابية السابقة التي لم تضمن لهم السيادة والهيمنة.. فكان أن راهنت جميع التصورات والتحليلات على أن "الاتحاد" سينسى أو يؤجل خلافاته الداخلية والخارجية، وسيستغل وضع التضييق الذي مارسه في حقه نظام القمع، لمد الأيدي للمخالفين والمعارضين، واستعمال إوطم منبر وبوقا لدعايته ومتنفسا لتحركاته وضغوطاته التفاوضية المستقبلية مع النظام.. وفقا لهذا، كانت جل، إن لم نقل كل النقاشات والتحليلات تتجه نحو قيادة وحدوية تكون فيها الأغلبية "للقاعديين".
كانت الصفعة الأولى التي أصابت التحليل هذا، هو انسحاب طلبة ا.و.ق.ش بشكل مفاجئ انبهر أمامه جميع الؤتمرين بمن فيهم ممثلو اللائحة الاتحادية، تحت تبرير واهي وغير منطقي، رفض تمثيلية لائحة رفاق الشهداء في لجنة رئاسة المؤتمر المؤقتة، بدعوى أن ا.ش.ق.س يتوفر على لائحة طلابية واحدة وفقط.
بعد انسحاب الاتحاديين وأمام الارتباك الذي خلفه هذا الانسحاب، عرف "النهج الديمقراطي القاعدي" ضغوطات عديدة أوصلت النقاشات والمفاوضات للباب المسدود، وكانت على الشكل التالي:
-;- ضغوطات داخلية أسفرت عن ترددات وانسحاب أجود القيادات القاعدية وأكثرها خبرة، حوالي 17 مؤتمر قاعدي من أنصار العمل الوحدوي انسحب مباشرة بعد انسحاب "الطلبة الاتحاديين".. إذ لم يكونوا يتصورون قيادة طلابية بدون ا.ش.ق.ش.
-;- ضغوطات من طرف القوى البيروقراطية المتبقية والممثلة في لائحتي "الطلبة الديمقراطيين" وطلبة "التقدم والاشتراكية" التي أرادت استغلال الفرصة لممارسة الابتزاز، رغم وضعها كأقلية، عبر التهديد بالانسحاب.. ومطالبة بعقد المؤتمر تحت ظلها وتحت توجيهاتها السياسية، التنظيمية والبرنامجية.. دون أن تخفي طمعها في أغلبية قيادية من داخل اللجنة التنفيذية واللجنة الإدارية .
-;- ضغوطات من داخل اللائحة الحليفة، "رفاق الشهداء"، والتي اشترطت، أنه في حالة انسحاب القوى البيروقراطية، نيل الأغلبية داخل القيادة رغم أقليتها العددية التي لم تتجاوز في أبعد التقديرات، ثلث عدد المؤتمرين "القاعديين" .
تبنى المؤتمرون، مرغمين، وفي آخر المطاف فكرة تأجيل المؤتمر لعقد مؤتمر استثنائي أكثر وحدوية من المؤتمر السابع عشر الفاشل.. ومنذ اللحظة أي منذ شتنبر 81 والجماهير الطلابية تنتظر هذا المؤتمر إلى أن تلاشت فكرته نهائيا عند أغلبية الفصائل الطلابية التي استمرت في نشاطها الطلابي لحدود الآن.

- تداعيات فشل المؤتمر الوطني السابع عشر
إن المأزق الذي انتهى إليه المؤتمر السابع عشر الفاشل وما ترتب عنه من فراغ تنظيمي،سيتم استغلاله لتمرير المخططات التي عجز النظام عن تمريرها عبر "إصلاحات 75" وعبر مناظرة إفران الثانية لسنة 80.. فبعد التضييق على الحريات الديمقراطية بالجامعة وتدنيس حرمة الجامعة.. سيتم تخفيض المنحة، سنة 82، إلى النصف بالنسبة للطلبة القاطنين في المدن الجامعية وإزالتها في حالة التكرار، مع نهج سياسة تقليص النفقات بحرمان الطلبة من المطاعم الجامعية في العطل وفي نهاية الأسبوع بل وتغييبها من البنايات السكنية الجامعية الجديدة.
لقد تم الشروع في تطبيق ما سمي "بالإصلاح الجامعي" في ظرفية عمقت فيها السلطة القائمة، من أزمة المنظمة الطلابية إوطم، وذلك باعتقال أغلب رموز وقيادات "الطلبة القاعديين" الميدانيين، من مسئولي الأجهزة التحتية وبعض المؤتمرين وكذا ثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية غير المنسحبين.
إذ ومباشرة بعد فشل المؤتمر، وبالضبط يوم 12 نونبر تم إنزال جهاز "الحرس الجامعي/الأواكس" في قلب الجامعة، بهدف التجسس ورصد أنفاس الجماهير الطلابية وردعها إن اقتضى الأمر ذلك.. زيادة على عسكرة المدرسة المحمدية للمهندسين بإدخال نظام التعليم العسكري الإجباري بها، محاولة من النظام القضاء إحدى القلع التاريخية للنظام الطلابي الإوطمي ولنضال حركة اليسار الماركسي اللينيني في قلب الجامعة.. بهذا القرار سيتم زرع جهاز المخابرات العلني بجامعات الرباط البيضاء وفاس قبل تعميمها على الجامعات الأخرى.

- معركة 10 دجنبر 81، آخر معركة في تاريخ الاتحاد الرسمي
واجهت الجماهير الطلابية المناضلة القرارين بحزم، من منطلق التحليل بكون الإجراءات القمعية ما هي سوى إعداد وقلب تربة الأرض، لتمرير مخططات جهنمية مستقبلية ومرتبطة، لا محالة "مشروع إصلاح التعليم والجامعة" المرفوض.. وكان من نتائج الرفض والمواجهة أن شنت السلطات القمعية حملة قمع واعتقال واسعة في صفوف مناضلي ومسئولي إوطم.
في خضم هذه الاعتقالات، اجتمع فرع الرباط لحضور أعضاء اللجنة التنفيذية ليتم تقرير إضراب وطني يومه 10 دجنبر، فكان أن نجح الإضراب نجاحا باهرا إلا أنه عرف اعتقالات إضافية في صفوف ما تبقى من مسئولي الأجهزة بمن فيهم أعضاء اللجنة التنفيذية.
استمرت المتابعات والاعتقالات والمحاكمات لتشمل مناضلين بالرباط، البيضاء فاس، وجدة ومراكش، واستمرت الملاحقات والمنع من ولوج الجامعات والطرد في حق مجموعة من مناضلي ومناضلات ومسئولي إوطم - تعاضدية كلية العلوم بالرباط، جمعية المدرسة المحمدية للمهندسين..- وأسفرت المحاكمات عن أحكام جائرة وصلت في بعض المواقع لحد الحكم النافذ بثلاثة سنوات.

- سنة 82، تعميم تجربة الأواكس على باقي الجامعات
عممت تجربة الأواكس على باقي الجامعات،أي مراكش ووجدة، وستعرف الحركة الطلابية من جديد نضالات ومواجهات دموية مفتوحة مابين عناصر الأواكس وطلائع الجماهير الطلابية.. نضالات انتقلت أصداؤها للشارع وبشكل خاص في صفوف الحركة التلاميذية التي شرعت في تعميم تجربتها التنظيمية عبر هيكلة اللجان الثقافية في كل من أﯕ-;-ادير، تزنيت، تيفلت، الخميسات، فاس، القنيطرة، البيضاء، الحسيمة، وزان.. وبشكل خاص مراكش حيث تمت هيكلة أزيد من عشرة ثانويات وفق التصور التلاميذي التقدمي والقريب جدا من خط "النهج الديمقراطي القاعدي" بالجامعة.

- 82/83 سنة المعركة ضد "الإصلاح" عبر مقاطعة الامتحانات
وهي سنة المعركة الحقيقية ضد "الإصلاح" وبدرجة أساسية ضد "إصلاح نظام الامتحانات" بعد أن تحول نظام الدورتين يونيو/شتنبر إلى "نظام التشطير"، دورة في شطرين فبراير/ماي ودورة في شطر واحد خلال شهر يونيو.
لقد كانت المعركة بمثابة اختبار وجس للنبض بين النظام وبين إوطم المجرد من قيادته.. لقد عرفت السنة انتعاشا جديدا للنضال الطلابي، وعرفت المدرجات والساحات الجامعية نقاشات جماهيرية ساخنة توٌجت بإضرابات طويلة النفس، فاقت الشهر والشهرين، استهدفت بالأساس مقاطعة الامتحانات، وكادت أن تنجح في ذلك لولا بعض الخيانات الداخلية، نسقت فيها بعض العناصر المحسوبة على الصف القاعدي ـ مجموعة بنيس ـ وعناصر القيادة ووالي الرباط سلا آنذاك ـ بن شمسي ـ.
أجهضت المعركة وتنازلت قيادتها عن مطالب الطلبة المتشبثين بنظام الامتحانات في دورتين، وبإطلاق سراح كافة الطلبة المعتقلين.. وكان أن "حققت" القيادة وحلفاؤها تسجيل بعض المطرودين من أعضاء جهاز التعاضدية بكلية العلوم الرباط وإطلاق سراح بعض المعتقلين الجدد الذين تم اعتقالهم إبٌان المعركة.. في إطار نفس الصفقة تم "تحقيق" "الحرية النقابية" بكلية العلوم في الرباط، فقط، بحيث تم السماح بفتح مكتب التعاضدية وأجريت انتخابات لجن الأقسام ومكتب تعاضدية جديدة.
كانت الجماهير الطلابية بمختلف الجامعات تنتظر قرار كلية العلوم/الرباط لتصبح المقاطعة شاملة 100% وبالرغم من قرار الجموعات العامة اختار "بنيس" ومن معه في التعاضدية والقيادة وجهات أخرى تكسير معركة المقاطعة، مقابل تسجيله هو ورفاقه ورفع المتابعة عنه.. للتمتع بنعيم "الحريات النقابية"! وعلى إثر هذه المساومة عرف "النهج الديمقراطي القاعدي" أكبر عملية انشقاقية بعد فشل المؤتمر حيث انشقت عن "القاعديين" "مجموعة بنيس" أو "مجموعة 7 فبراير" وهو تاريخ الامتحان الذي كان من المفترض مقاطعته.
و"بنيس عبد الحق" هو أحد المناضلين الأشداء الذين أفرزتهم الحركة التلاميذية بداية السبعينات بمدينة وجدة ـ ثانوية عمر التقنية ـ مناضل خبر المخافر والمعتقلات عدة مرٌات خلال التجربتين التلاميذية والطلابية، أحد مؤسسي التجربة "المجالسية السرية" خريج المعتقل السري "درب مولاي الشريف" وعضو ضمن ما سمي سنة 77 بمجموعة مكناس، عضو التعاضدية لكلية العلوم/الرباط موسم 80/81 و81/82 مرشح اللائحة القاعدية الوحيد لقيادة المؤتمر السابع عشر المفترضة.. تراجع عن أفكاره ومواقفه بداية السنة 81/82 لتنتصب كأحد المنظرين والمدافعين عن وجهة نظر "العمل الوحدوي" مع فصائل الأحزاب الإصلاحية، متشبثا بنظرة مفادها أن الحركة الطلابية إوطم بدون ا.ش.ق.ش كقوة أساسية ورئيسية، قائدة وموجهة لجميع النضالات الجماهيرية، لا تساوي شيئا!!

- سنة 83، سنة تطبيق برنامج التقويم الهيكلي
وتحت ذريعة إعادة جدولة الديون، انصب المخطط في جزء منه على توجيه السياسة المالية في منحى تقليص نفقات الاستثمار والتسيير وإعادة النظر في النظام الجبائي، إضافة إلى تخفيض الدرهم وتحرير الواردات.. ليتبين بأن المخطط مخطط إمبريالي وطبقي بامتياز، أملته الدوائر المالية الكبرى ـ صندوق النقد الدولي، والبنك العالمي..ـ على مهندسي السياسة الاقتصادية ببلادنا ضدا على مصالح الكادحين وحقوقهم ومكتسباتهم.. فبحثا عن التوازنات المالية تمت التضحية بالتوازنات الاجتماعية بحيث ستعرف الميادين الاجتماعية تراجعات خطيرة تجسدت في الانخفاضات البارزة التي عرفتها أغلفتها المالية، ميادين مثل الصحة والتعليم والسكن والتشغيل.
خلال هذه السنة ستعرف الساحة الجامعية أولى المبادرات الجدية لفتح النقاش حول بطالة الجامعيين من حملة الشهادات، حيث سجل الاستغناء عن العديد من الخريجين وتم إعفائهم من الخدمة المدنية لتبدأ سلسلة الاحتجاجات والاعتصامات داخل مقر الوزارة الوصية وفي الساحات العمومية بالرباط.

- يناير 1984 انتفاضة جماهيرية شعبية واسعة النطاق
بداية سنة 84 انتفض الجياع المغاربة الذين وصل عددهم حسب الإحصائيات الرسمية آنذاك، إلى 9 ملايين، وهو ثلث الساكنة، لا يتجاوز دخلهم اليومي عشرة دراهم.. بفعل آثار الجفاف من جهة وردا على سياسة التقويم اللاشعبية بعناوينها الكبيرة: التفقير، التجهيل والتشريد.. لم يكن من اختيار آخر للجماهير الكادحة والمحرومة سوى الاحتجاج والعصيان والانتفاض ضد سياسة الدولة المجحفة.
انطلقت يومه 5 يناير بمدينة مراكش حيث انتفض التلاميذ ضد قرار يمس بمجانية التعليم عبر تطبيق رسوم التسجيل بالنسبة لتلاميذ البكالوريا التحق الطلبة بالانتفاضة، ثم التحقت الجماهير الشعبية الكادحة لينتشر الخبر ويعم العصيان الأحياء الشعبية بالعديد من المدن المغربية، كالرباط/تمارة، بوزنيقة، الصخيرات، وزان، تطوان، الحسيمة، وجدة، والناظور..الخ
فكان أن تعمٌمت الانتفاضة منتشرة كالنار في الهشيم، انتفاضة وصلت لحد الاستيلاء على السلاح وحصار الكوميساريات والمقاطعات والثكنات..
أخمدت الانتفاضة بالنار والحديد، بعد حولي الشهر من المواجهات،واستعمل الرصاص الحي وعرفت الأحياء الشعبية المداهمات بالليل والنهار وشملت الاعتقالات الشباب والشيوخ والكهول، الرجال والنساء، المناضلين وبسطاء الناس..الخ لتخلف وراءها العشرات من الشهداء ومئات الجرحى والمعطوبين وعشرات المعتقلين بكل مدينة وأساسا مراكش، الرباط، فاس، الحسيمة، الناظور، وجدة وتطوان..الخ
استمرت المحاكمات إلى حدود شهر ماي، وقد وصلت في أغلبها الأحكام الجائرة لحد العشر سنوات، خمسة عشرة، عشرين وثلاثين سنة، عانى خلالها قادة الحركة التلاميذية والطلابية وبعض طلائع الأحياء الشعبية.. الاختطاف والتعذيب بالمخافر السرية ـ فيلا ﯕ-;-ليز بمراكش، درب مولاي الشريف، فيلا طريق موزار بفاس..الخ ـ

- صيف 84 الاحتجاج الطلابي ينطلق من داخل السجون المغربية
على إثر القرار التعسفي الذي استهدف حرمان المعتقلين السياسيين من الإعلام والزيارة المباشرة والحق في متابعة الدراسة، انطلقت حركة احتجاجية بأغلب السجون.. وكانت الشرارة الأولى من سجن بولمهراز بمراكش، حيث دخل حوالي 35 معتقل ـ طلبة وتلاميذ ـ من أصل 45 معتقل، في إضراب لا محدود عن الطعام دفاعا عن ملفهم المطلبي المتضمن للنقط المذكورة أعلاه إضافة لمطالب أخرى تتعلق بتحسين أوضاعهم السجنية - أكل، سكن، تطبيب، فسحة، رفع التضييق..الخ -
أسفر الإضراب عن تحقيق كافة المطالب، لكنه خلف شهيدين من مناضلي "الطلبة القاعديين" ـ مصطفى بلهواري كاتب عام تعاضدية كلية العلوم بمراكش منذ سنة 79/80 إلى حين استشهاده، عضو المجلس القاعدي وعضو التعاضدية سنة 78/79، مؤتمر خلال المؤتمر 17.. الدريدي بوبكر عضو مجلس الطلبة بنفس الكلية ومناضل سابق في تجربة اللجن الثقافية التلاميذية ـ سقط الشهيدين بعد إضراب دام 62 يوما. وعرف الإضراب حملة تضامن واسعة داخل السجون المغربية ـ لعلو/بالرباط، عين قادوس/بفاس، المركزي بالقنيطرة، وجدة..الخ ـ وكذا حملة عالمية من حركات ديمقراطية مناضلة بكل من فرنسا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا وبعض الدول العربية.. ساهمت بشكل أو بآخر في شد الخناق على النظام القمعي القائم وفرضت عنه تنازلات استفاد منها جميع المعتقلين بمختلف السجون.

- "كراس" التعريف بالشهيدين والانشقاق الذي خلقه في صفوف الطلبة "القاعديين"
محاولة منهم للتعريف بالشهيدين وبنضالات المعتقلين "القاعديين" وعائلاتهم قرٌر "الطلبة القاعديون" إنجاز "كراس" لهذا الغرض، إلاٌ أن العملية شابها نوع من التحايل، بحيث مرٌرت الجهات المكلٌفة ـ مناضلون مقربون من منظمة "إلى الأمام"ـ بعض المواقف والقرارات في شكل أرضية للعمل الطلابي، تضمنت برنامجا تراجعيا عمٌا سطره الطلبة القاعديون في إطار برنامجهم المرحلي لسنة 82.. تشبٌث "الرفاق" عمليا وميدانيا ببرنامجهم واختياراتهم التراجعية التي لا تختلف عن سابقاتها التي بشٌر بها تيار "مجموعة بنيس".. ليعلنوا عن استقلالهم عن "الطلبة القاعديين" كتيار مستقل، سيعرف فيما بعد وإلى الآن باسم "الكرٌاسيين" أو "أنصار الكراس".

- 85/86 الحركة التلاميذية بالحسيمة تعيد الكرٌة
حيث ستعرف مدينة الحسيمة تحركات تلاميذية جديدة وصلت لحد الانتفاض والعصيان بالثانويات والأسواق والأحياء الشعبية.. مما دفع بقوات القمع للإطلاق الرصاص مرة أخرى مخلٌفة شهيدين على الأقل في صفوف التلاميذ.. والعديد من الاعتقالات والمتابعات التي انتقلت لصفوف الطلبة بمدينتي وجدة وفاس بحثا عن جميع "الطلبة القاعديين" من أصول حسيمية باعتبارهم محرٌضين مفترضين.

- 86 اعتقالات في صفوف منظمة،"إلى الأمام"تشمل بعض "الطلبة القاعديين"
شكلت اعتقالات 86 ضربة موجعة موجهة لمنظمة "إلى الأمام" والحال أنها مازالت في المراحل الأولى من إعادة البناء، حيث تم تفكيك بعض خلاياها بالبيضاء، الرباط والقنيطرة.. والتي ضمت بداخلها بعض "الطلبة القاعديين"، واستمرت المتابعات والملاحقات إلى أن شمل الاعتقال جل القيادة الوطنية الجديدة في إطار ما سُمٌي بتجربة "إعادة البناء"
قدٌم المناضلون بعدها للمحاكمة في إطار ما عرف "كمجموعة 26" التي خلفت وراءها الشهيد "أمين التهاني"ـ مناضل سابق في صفوف "الطلبة القاعديين" ومؤسس للتجربة بالمدرسة المحمدية للمهندسين ـ الذي سقط خلال التعذيب الذي مارسته الأجهزة المخابراتية في حق المناضلين بدرب مولاي الشريف وكوميسارية المعاريف.. حوكم الرفاق بمدد، امتدت من سنة إلى عشرين سنة سجنا نافذة.


- سنة 87 سنة التحدي الطلابي من أجل فلسطين
تراجع النضال الطلابي بشكل ملموس بكل من البيضاء، مراكش والرباط.. ليقتصر على فاس، مكناس، وجدة وتطوان.. وكانت سنة 87 متميزة بالمبادرة التي اتخذتها الجماهير الطلابية تضامنا مع الشعب الفلسطيني تحديا للخطاب الملكي الذي حرم أي شكل من أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني، ردا على استضافة المجلس الوطني الفلسطيني في دورته المقامة بالجزائر، لقيادة البوليزاريو.
خلال هذه المبادرة التي كانت في شكل أنشطة مكثفة حول القضية الفلسطينية، والتي توجت بمظاهرة صاخبة بساحة الجامعة حيث ستتجاوز أسوارها إلى الأحياء المجاورة ـ ظهر المهراز، الليدو، سيدي إبراهيم، أطلس..ـ أطلق الرصاص الحي في حينها على المتظاهرين من طلبة وشباب الأحياء الشعبية، وسقط على إثره الشهيد الأجراوي عادل والشهيدة زبيدة خليفة، يومه 20 يناير 88.

- 19 غشت 89 عبد الحق شباضة أحد قادة "الطلبة القاعديين" يسقط شهيدا بسجن لعلو
سنة 88/89 بداية التحركات الطلابية من جديد لتعم مواقع الركود، سنة تميزت باستشهاد أحد قادة "الطلبة القاعديين" "عبد الحق شباضة" خلال إضرابه البطولي عن الطعام، إلى جانب بعض المعتقلين السياسيين من "منظمة 23 مارس" دفاعا عن حقوقهم السجنية ومناهضة لتضييقات وتجاوزات الجلاد المعروف بالكومندار، والذي كان يدير حينها سجن لعلو بالرباط.
سقط الشهيد بعد 64 يوم من الإضراب عن الطعام مخلفا ورائه سجلا زاخرا بالانجازات النضالية والتضحيات، مناضل تم اعتقاله بعد سنوات من المتابعة، وبعد فصله عن الدراسة بالنظر لالتزامه في الساحة الطلابية إلى جانب "الطلبة القاعديين" دفاعا عن حق أبناء الكادحين في التعليم، تحمل مسؤوليته داخل لجن الأقسام الإوطمية وداخل "الطلبة القاعديين" ابتدءا من سنة 81.
بعد قرار الطرد الجائر، التحق بصفوف الطبقة العاملة - ميناء البيضاء - مجسدا الخط البروليتاري الثوري الذي دافع عنه وسط الحملم وفي صفوف "الطلبة القاعديين"، بعد سنتين من الممارسة تم اعتقاله ليحاكم بمدة سنة سجنا نافذة، دون أن يتراجع عن مواقفه وتصوراته وخطه الكفاحي.. إلى حين استشهاده.

- 89/90 إعادة الهيكلة لإوطم والصراع بين الهيكلة الفوقية والهيكلة القاعدية يتجدد
كانت السنة، سنة تجديد الثقة في العمل الطلابي المنظم، حيث أقيمت المعارك والنقاشات والأسابيع الثقافية وتشكلت أللجن الإوطمية والانتقالية ليفتح النقاش على مصراعيه حول إعادة هيكلة إوطم خاصة بعد تصريح وزير الداخلية - الجلاد البصري – الذي شدد على شرعية إوطم معتبرا أن الأزمة التي تعيشها المنظمة الطلابية إوطم لا دخل للسلطة فيها، وإنما هي نتاج تناقضات الفصائل الطلابية .
عرفت السنة استشهاد الطالب "أزوكار" بمراكش بعد تدخل قمعي برحاب كلية العلوم بمراكش.. وانطلق النقاش والصراع بين الهيكلة الفوقية الفصائلية التي كانت ترى في اللجن الانتقالية لجن سياسة توافقية بين ممثلي اليسار الجذري وممثلي الأحزاب الإصلاحية، هدفها الإعداد لمؤتمر استثنائي متوافق عليه.. وبين الهيكلة القاعدية التي كانت تنادي بها الأصوات القاعدية المعارضة، وبشكل خاص أنصار نشرة "الشرارة"، ليضيع الرهان في آخر المطاف، خاصة بعد بروز القوى الظلامية وتقربها من إوطم، بعد أن حرمت العمل داخله لسنوات، الشيء الذي خلق نوعا من الارتباك في الحساب وخلط الأوراق بالنسبة للجبهتين، جبهة التوافق الفوقية وجبهة المعارضة القاعدية.

- 14 دجنبر 90 انتفاضة عمالية شعبية جديدة
على إثر الإضراب الوطني العام، الذي أعلنت عنه المركزيتين النقابيتين "الكنفيدرالية الديمقراطية للشغل" و"الاتحاد العام للشغالين المغاربة" كمركزيتين حزبيتين جسدت التحالف السياسي بين "ا.ش.ق.س" و"حزب الاستقلال" خلال هذه المرحلة والتي تميزت بالتنسيق بينهما على أكثر من مستوى..
انتفضت الجماهير الشعبية والعمالية من جديد، وقد تميزت انتفاضة دجنبر هي الأخرى، بمشاركة طلابية ملموسة، وبشكل خاص بموقع فاس الذي انطلقت منه الشرارات الأولى، فإلى جانب شباب الأحياء الشعبية بحي الليدو، وسيدي إبراهيم وعوينات الحجاج.. إلتحم الطلبة بمظاهرات العمال والكادحين جنبا إلى جنب، مطالبين بتحسين الأوضاع والحريات والتغيير السياسي في البلاد..
مرة أخرى يكشر النظام عن أنيابه وسيشير على قواته القمعية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بكل من فاس وطنجة.. مما أدى إلى سقوط الشهداء والجرحى إضافة لحملة الاعتقالات التي طالت العديد من شباب الأحياء الشعبية بأحياء بني مكادة ودشر بنديبان بطنجة، بأحياء الدكارات وباب فتوح والجنانات وبلخياط وعوينة الحجاج.. بفاس، ليحاكموا بأحكام قاسية، فيما بعد.

- سنة 91، سنة الفتوحات الإرهابية الظلامية بالجامعة
بعد أن تبين لتيارات القوى الظلامية - تيار"العدل و الإحسان" وتيارات "الشبيبة الإسلامية" - عدم القبول بها في صفوف إوطم وداخل الجبهتين المتصارعتين من أجل هيكلته، بل وداخل الجامعة ككل، نظمت فصائلها هجومات استباقية مدعمة بالعدة والعتاد، ومدججة بكل أنواع الأسلحة البيضاء من سكاكين وسيوف وسواطير وسلاسل..بخلفية خلق الحدث وفرض الأمر الواقع للقبول بها كرقم جديد داخل الساحة الطلابية .
استمر الاقتتال والخطف والتعذيب.. وبالإضافة للعديد من العاهات التي خلفتها فتوحات التيارات الظلامية، والتي كانت في غالبيتها تستعين بقواعدها من داخل الأحياء الشعبية، شباب لا علاقة له بالتعليم ولا بالجامعة، ثم شحنه لمحاربة "الشيوعيين الملاحدة" وسط الجامعة.. سقط الشهيد "المعطي بوملي" بموقع وحدة بعد أن تم اختطافه وتعذيبه حتى الموت، 30 أكتوبر سنة 91.. وستعرف الساحة كذلك، سقوط شهيد آخر، أيت الجيد بنعيسى بموقع فاس سنة 1993.

- بروز تيار "البرنامج المرحلي" كتيار بديل عن "الطلبة القاعديين"
في إطار الرد على برنامج "الكراس" وتراجعاته، تقدم الرفاق القاعديون بموقع وجدة سنة 86/87، ببرنامج بديل مشكل من ثلاثة نقط، تضمنت المطالبة برفع الحظر العملي عن إوطم، مواجهة البيروقراطية، مواجهة ما يمكن مواجهته من "إصلاح التعليم"، أسموه "بالبرنامج المرحلي" وهو ما يعتقد أنه يجمع مناضلي التيار ومجموعاته، إلا أن الواقع يؤكد أن ما يجمع مناصريه أكبر أقوى وأوسع من هذا، كمواقف وبرامج ونظريات وممارسات..الخ تختلف جوهريا عن توجهات التيارات الأخرى.
وخلال هذه الفترة، أي بداية التسعينات، سيبرز تيار "البرنامج المرحلي" كأحد التيارات القاعدية المتشددة في مواجهة القمع الظلامي، محاولة منه لتصفية الساحة من الوجود الظلامي.
وقد حاول التيار احتكاره النطق باسم حركة "الطلبة القاعديين" أحيانا وباسم الحركة الطلابية وإوطم أحيانا أخرى، خالقا بخطاباته وممارساته بعض الصراعات العنيفة، والدموية في أغلب الأحيان، تجاه المخالفين والمنشقين عن التيار.

- سنوات التسعينات، سنوات الانشقاقات التدرير في صفوف "الطلبة القاعديين"
أولى الانشقاقات، ستعرفها جامعة فاس خلال الصراعات الأولى حول مصير اللجن الانتقالية، وحول مهمة إعادة هيكلة إوطم، ومهمة المواجهة ضد القوى الظلامية.. فكان أن انشق تيار "الممانعين" أو "أنصار الكلمة الممانعة" عن "الطلبة القاعديين" وعن "البرنامج المرحلي"، وهي بالمناسبة نشرة طلابية أصدرها "الطلبة القاعديون" بموقع فاس، داعيا لاستمرارية التنسيقات الفوقية مع الأحزاب الإصلاحية، ومتشبثا بتصوره البيروقراطي لبناء إوطم، مستعجلا في نفس الوقت الدعوة لمؤتمر ثامن عشر استثنائي، ومهادنا في الصراع ضد القوى الظلامية وفي الدفاع عن حرمة الجامعة.
وابتداء من سنة 94 ستعرف وتيرة الانشقاقات تصعيدا مرضيا في صفوف "القاعديين" مجموعة 94، مجموعة 96، مجموعة98، مجموعة كوبا، مجموعة مكناس 2006 .. الخ تخلٌلتها مواجهات دامية أثرت بشكل كبير على سمعة "الطلبة القاعديين" وعطاءاتهم وتضحياتهم الميدانية والتاريخية .
وستتميز مرحلة أواخر التسعينات إلى الآن بتعدد مجموعات "البرنامج المرحلي" التي تبنت خط الاحتكار للمواقع الجامعية والاستماتة في الدفاع عنها كحصون مغلقة ومحفظة، دون أن تنهج أية سياسة وحدوية تجاه المجموعات المخالفة سواء من داخل مجموعات "البرنامج المرحلي" أو تجاه التيارات الطلابية الجديدة "كالطلبة الثوريون" ـ أنصار الأممية الرابعة ـ أو "التوجه القاعدي" ـ ممثل الخط البروليتاري الماركسي اللينيني داخل الجامعة ـ تبنت كذلك خط المزايدات وأسلوب العنف تجاه التيارات المناضلة المخالفة.. من قبيل "المجانية أو الاستشهاد" أو "إحراق الذات" ضدا على رفض التسجيل الطلبة في الجامعة.

- معطيات جديدة سيعرفها جسم الحركة الطلابية المغربية أواخر التسعينات
تميزت المرحلة كذلك بنشاط الطلبة الأمازيغ في إطار الحركة الثقافية الأمازيغية، التي بدأت خلال سنوات الألفين تبتعد أكثر فأكثر عن الحركة الطلابية التقدمية، مروجة لأفكار شوفينية بعيدة كل البعد عن قيم ومبادئ ومشاريع اليسار الجذري.
وخلال ماي 2007 ستعرف المواجهة قمتها بين الأمازيغ وإحدى مجموعات "البرنامج المرحلي" ستسفر عن مقتل طالبين محسوبين على إحدى مجموعات "البرنامج المرحلي" ـ تيار 2006/مكناس ـ، وعن العديد من المعتقلين والمتابعين من كلا المجموعتين.
ستتميز المرحلة كذلك، وخصوصا بمدن أﯕ-;-ادير، مراكش، والرباط بدرجة أقل.. بروز حركة الطلبة الصحراويين المنحدرين من الصحراء الغربية حيث سينتظم الطلبة الصحراويون في حركة خاصة بهم، حركة تباشر نضالاتها الخاصة وتقيم أسابيعها الخاصة المتمحورة حول المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي وببعض الملفات الامتيازية، الخاصة بالنقل المنحة والسكن..الخ
وتتميز أنشطة "الطلبة الصحراويين" بالحدة في مواجهتها لكل ما يمس بحريتها في ممارسة أنشطها، إذ ستتحول الساحة في الجامعات المذكورة لمواجهات عنيفة بين الطلبة الصحراويين وقوات القمع تقريبا كل سنة في إطار الأنشطة ذات الرمزية التاريخية بالنسبة للنضال الصحراوي المساند لجبهة البوليزاريو.
بداية الألفين سيتشكل تيار جديد بمدن الشمال طنجة/تطوان، وسيعرف "بالتوجه القاعدي" الذي سيتقدم بأوراقه وبرامجه المتميزة، مقدما مشروعه الوحدوي للنقاش مع كافة الفضائل اليسارية والتقدمية، ومع كافة التيارات القاعدية ومجموعات "البرنامج المرحلي"
تيار شكل ولازال، التمثيلية السياسية والنضالية للخط البروليتاري الماركسي اللينيني، في قلب الجامعة، تيار عرف نفسه كالتالي " التوجه القاعدي" تيار طلابي شكل ومازال، التمثيلية السياسية للخط البروليتاري داخل التجربة القاعدية والحركة الطلابية عامة، تيار تربى وانتعش داخل تجربة الطلبة القاعديين ليعلن استقلاليته عن التيارات الشعبوية والفوضوية، والإصلاحية التحريفية الأخرى .
تيار أعلن عن مرجعيته الماركسية اللينينية وعن خطه السياسي والعملي الذي لا ينفصل عن مهام الطبقة العاملة، من أجل إقامة دورتها الاشتراكية ومن أجل بناء سلطتها ـ دكتاتورية البروليتاريا ـ
مهامه في الجامعة تتلخص في الدفاع عن حق أبناء الكادحين في الجامعة وفي التعليم، يناضل من أجل تعليم مجاني معمم، ويرفع شعاره "النضال من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علماني موحد".
"يعمل التيار كذلك على نشر الثقافة التنظيمية، الأساس لبناء إوطم ديمقراطي جماهيريي، إوطم اللجن والمجالس التمثيلية الطلابية، إوطم لجن التنشيط النقابي والثقافي والسياسي..."
تيار يدعو "لتنظيم العمل داخل إوطم، وخوض نضالات مناهضة "لميثاق التربية والتكوين"، وبالعمل على نشر الفكر الاشتراكي التحرري، والفضح والتشهير لسياسة النظام القمعية تجاه نضال العمال والكادحين المهمشين.. وكذا فضح جرائم الفاشية الظلامية، وتخاذل القوى الإصلاحية واللبرالية الجديدة.."
انتهى



#البرنامج_المرحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - البرنامج المرحلي - -البرنامج المرحلي- تيار 2006/مكناس