أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - رسالة الى الوطن














المزيد.....

رسالة الى الوطن


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 06:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تعقيباً على الرسالة الممتلئة بالوجع العراقي التي بعثها لي الصديق المحامي عبيد جبر من الحمزة الشرقي بالعراق .

سلاماً ياعراق وانت تغفو وبين جنبيك الفرات ودجلة وشط العرب وكل الشطوط التي نتباهى بها دون ان يستطيع اهل البصرة ان يتذوقوا حلاوتها فيشربوها حلوة صافية كما في كل بلدات الدنيا ، وسلاما ياعراق ونحن لم نزل نشرب الماء دون تنقية ودون ان يكون صالحاً للمواشي والدجاج .
سلاماً ايها المكتنز النفط والمعادن ولم نزل نشكو قلة الدفء وشحة في وقود الفقراء الذين أمتلأت صدورهم بخيوط سوداء وتحولت رئاتهم الى مفاحم ، ولم تزل طرقاتنا المتربة تملأ افواهنا وعيوننا .
سلاماً ياعراق وأنت لم تزل تعيش في ظلام القرون القديمة فلا كهرباء ولامنظومة تعمل بالطاقة فقد أولوا اهتماماتهم للسلاح ولعطايا السلاطين .
سلاماً ايها الوطن الذي صارت له وزارة للسلاح ومعامل للسلاح ومخازن للسلاح بعيداً عن حاجتنا لبيض الدجاج وللدجاج الذي نستوردة من امم الأرض ، وبعيداً عن أكياس الحنطة التي تبعثها المنظمات الأنسانية عطفاً على فقرنا وبؤسنا وثرواتنا ، وبعيداً عن كل ما يفرح اطفالنا زيمنحنا البسمة في الزمن الحزين .
سلاماً ايها الوطن الذي زحفت املاحه على حدائقه فصارت لنا وحدنا حدائق مالحة ودون ورود ، وصارت لنا وحدنا ملاعب للطفولة لايرتادها الأطفال ، وصارت لنا وحدنا حدائق ينمو فيها العشب ونمنع ان نجلس فوق عشبها لأسباب أمنية .
سلاماً ايها الوطن الذي مازال يتناسل فيه الفقراء والشحاذين والمعوزين واليتامى والذين تقطعت بهم السبل فعادوا دون مأوى ودون أهل ودون أحبة ودون طعام .
سلاماً ايها الوطن الكريم على الأغراب والبخيل على أولاده ، والمتسامح مع جميع الأعداء الا مع اولاده ، والناصح لجميع البشر الا على نفسه ، سلاماً يابلد المقابر التي نسينا اسماء من فيها ، وبلد المشانق والمقاصل والأقبية السرية التي ماعاد احد يهتم بأمرها .
سلاماً ياوطن عملت في اطرافة مقصات السلاطين ، سلاماً ياوطن المفصولين السياسيين الذين لم يلتفت لهم احد بقدر الاهتمام الذي منحته قياداتنا لعبد الرزاق النايف وعبد الرحمن عارف ، فالأول ثمناً لتسليم العراق ، ثمناً لجز أعناق العراق وأستباحة اولاده ، والثاني ثمناً لخدمته في بعثرة العراق ومحاربة قواه الوطنية والطويلة بطول محنة العراق ، سلاماً ياوطن ليس فيه سوى سكة حديد واحدة بناها لنا الأنكليز ولم نعد بحاجة لغيرها فنحن بلد الجمال وصهيل الخيول وصليل السيوف ووميض الخناجر التي ماطعنت الا جنبات اهلنا . وملعب واحد وقائد واحد وجوع واحد يمتد مع سنوات القحط الملكي والجمهوري .
سلاماً ايها الشوارع التي حفرت ارواحها وباتت خارطة غير معروفة الملامح .
سلاما ًلوطن لايعرف ابناءه لغة بعضهم بعض ، ولايقرأ مايكتب بعضهم البعض .
سلاماً ياوطن المستنقعات وأطنان النفايات والذباب وكل حشرات الأرض ، وسلاماً ايها النخل الذي فقد رونقه وتيبس مصفراً ، وتناقص بين منتحر ومقطوع الرأس ومقطوع الجذور يعيش في أرض غير أرضه وسماء غير سماءه ، ونخيل بقيت دون سعف أو رؤوس ، وبساتين نخيل دون نخيل ودون مياه .
سلاماً ايها الوطن الذي لايلتفت الى الفقراء وهم ينامون في العراء ودون سقوف يحتمون بها ودون جدران منذ ان كان للعراق الوطن حكماً (( وطنياً )) ، فقد كتب عليهم ان يكونوا معوزين في وطن الثراء ، وجوعى في البلد الشبعان .
سلاماً ايها الوطن المتبرع لنكبات الأغراب والأعراب دون ان يلتفت الى نكبة اولاده ، والسخي في العطاء للبلاد الغريبة دون ان يهتم بجوع اولاده وعوزهم وحاجتهم ، سلاماً ايها الوطن الذي مابرح يعطي دون حساب ودون قيود الا لأولاده فقد ابقاهم عراة دون أكساء وجياع دون خبز .
سلاماً ايها الوطن الذي يفتح ابوابه لكل البشر الذين يغلقون ابوابهم وحدودهم وقلوبهم على اولاده ، سلاماً ايها الوطن البالغ الثراء والمتخم بالثروة والمدين لصندوق النقد الدولي دائماً ، سلاما أيها الوطن الذي لم يزل ينافس الاخرين على المساعدات الغذائية وتبرعات الدول الكبرى والراكض خلف قروض البنك الدولي .
سلاماً ايها الوطن الذي يستورد الأختصاصيين في كل شيء ويغمض عينية عن المختصين من اولاده ، وسلاماً ايها الوطن الذي يعتز بالمجاري الطافحة وبالمياه الثقيلة التي يشربها اهل مدينة الثورة في بغداد وبعض مدن العراق أكثر من أعتزازه بأولاده المنتشرين في مجاهل المدن خارج الوطن ، وسلاماً ايها الوطن والخرائب المنتشرة والازبال مثل انتشار البشر تحت الشمس .
سلاماً ياوطن النفايات والحثالات التي اطلقها السلطان الأعوج ونشرت جراثيمها وسط بيوت وأسواق الفقراء ، سلاماً للشظايا والطلقات التي تتلقاها الصدور ، سلاماً للضحايا الأبرياء الملفوفين بفتاوى التطرف والتزلف والخداع .
سلاماً ياعراق وأنت تصم اذنيك هلعاً مما ترى ، وهول مما تسمع ، ورعباً مما يصير .
سلاماً ياعراق وأنت تودع فلذة اكبادك في المقابر ومعهم قيم العراق وأعراف العراق .
سلاماً للجياع الذين باتوا يتكاثرون وينتشرون ، وسلاماً للمتسولين والمحتاجين والمعوزين والحالمين بكسرة خبز أو سقف يحميهم من مطر شباط .
سلاماً ايهاالوطن الذي بات بلاحدود فقد مسحوا خطوطه عن الخارطة ، وتكالبت كل قوى الأشرار عليه في لحظة النهوض لتعيده الى كبوته السابقة .
سلاماً ياوطن الخطابات والبيانات والتصريحات ، وسلاما لوطن عافه الكهرباءقبل أكثر من خمسة عشر سنة ، وصار فيه الماء اغلى من النفط .
سلاماً لأولاد الشوارع والمخدرات وتجار الحبوب المخدرة والمهربين والحشيش والأفيون والترياق والتجارب الكيمياوية .
سلاماً ياوطن الصرائف وخيام المهجرين والطرق الترابية ومدن لم تصلها الحضارة .
سلاماً أيها الوطن المبتلي .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلق العراق الاعلامي
- مرثية الى العامل احمد عبد الأمير
- الأبيض والأسود
- نريده عراقيا
- هولير التي لن يتوقف حلمها ابدا
- في بيتنا أيراني
- ماذا يريد الأيزيدية من الدستور العراقي الجديد
- زمن الخفافيش
- القتل الخطأ .. القتل الغبي
- فهمي هويدي يحلل من موقع الظالم
- السنابل العراقية تصير 71 سنبلة
- مظفر النواب الساكن في ضمير العراق
- الايزيدية والدستور¨- القسم الأول
- المرأة العراقية مساهمة وفاعلة في بناء العراق الجديد
- فلسطين محطة الصداقة الاولى لشعب كردستان
- هل نسيتم اهلنا في رفحاء
- الأرهاب واحد في كل مكان
- النص الدستوري بين الشكل والحقيقة
- الجامعة المفتوحة بادرة عراقية تستحق الاهتمام
- المرأة الايزيدية


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - رسالة الى الوطن