أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - طريق إفتكاك السلطة فى إيران - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)-9-















المزيد.....



طريق إفتكاك السلطة فى إيران - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)-9-


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 00:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الثورة فى إيران و البرنامج الأدنى


الماوية : نظرية و ممارسة – 14 -

برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني – الماوي ) (2000)

محتويات الكتاب :

مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)
============================
/ I الثورة العالمية و البرنامج الأقصي


مقدّمة :

الماركسية – اللينينية – الماوية :
الماركسية :

اللينينية :

ثورة أكتوبر
الماوية :

الثورة الصينية

مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا :


السياسة و الثقافة و الإقتصاد فى المجتمع الإشتراكي



الشيوعية العالمية والمرحلة الإنتقالية :
الدولة البروليتارية : الديمقراطية و الدكتاتورية :

الدولة و الحزب :
الدولة و الإيديولوجيا :

الدولة و الدين :
الدولة و الثقافة :
الدولة و الدعاية :

الحرّية و القمع و المقاربة المتصلة بالمعارضة :
الإقتصاد الإشتراكي :

العلاقة بين البلدان الإشتراكية و الثورة العالمية :

تناقضات النظام العالمي و صورة العالم الراهن :


II / الثورة فى إيران و البرنامج الأدنى


لمحة عن إيران المعاصرة


الهيمنة الإمبريالية :
الرأسمالية البيروقراطية :
شبه الإقطاعية :
ثلاثة جبال و علاقات إنتاج مهيمنة على المجتمع :

الدولة شبه المستعمرة فى إيران :

الجمهورية الإسلامية و ثورة 1979 :

الطبقات و موقعها فى سيرورة الثورة فى إيران



طبقات البرجوازية – الملاكين العقاريين :

البرجوازية الوسطى ( أو البرجوازية الوطنية ) :

البرجوازية الصغيرة المدينية :

المثقّفون :

الفلاحون :

الفلاحون الأغنياء :

الفلاّحون المتوسّطون :

الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ( أشباه البروليتاريا فى الريف ) :

شبه البروليتاريا المدينية :

الطبقة العاملة :


بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح


النساء :

القوميات المضطهَدَة :

الشباب :


طبيعة الثورة و آفاقها


فى المجال السياسي :
فى المجال الإقتصادي :

فى المجال الثقافي :


الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير


بشأن العمّال :

بشأن الفلاحين :
بشأن النساء :
بشأن القوميات المضطهَدة :

بشأن التعليم :
بشأن الدين و النشاطات الدينية :


عن بعض أمراض المجتمع

البطالة :
الإدمان على المخدّرات :
البغاء :

المدن المنتفخة و اللامساواة بين الجهات :

السكن :
الوقاية الصحّية و الرعاية الطبيّة :

الجريمة و العقاب :

العلاقات العالمية :



طريق إفتكاك السلطة فى إيران


أدوات الثورة الجوهرية الثلاث : الحزب الشيوعي و الجبهة المتحدة و الجيش الشعبي :

قواعد الإرتكاز و السلطة السياسية الجديدة :

الإعداد للإنطلاق فى حرب الشعب :

نزوح سكّان الريف و نموّ المدن :

مكانة المدن فى حرب الشعب :

الأزمة الثورية عبر البلاد بأسرها :

حول إستراتيجيا الإنتفاضة المدينية :

حرب شاملة و ليست حربا محدودة :


لنتقدّم و نتجرّأ على القتال من أجل عالم جديد!


مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني– الماوي):
مواصلة للخّط الذى قادنا فى أعمالنا السابقة و ربطا للأفكار التى صغنا بصدد إيران و تجنّبا للتكرار ، إرتأينا أن تكون هذه المقدّمة مركّبة من أجزاء ثلاثة هي أوّلا مقتطف من مقدّمة كرّاس " جمهورية إيران الإسلامية : مذابح للشيوعيين و قمع و إستغلال و تجويع للشعب " و ثانيا مقتطف من مقدّمة كرّاس " إنتفاضة شعبية فى إيران ، وجهة نظر شيوعية ماوية " ( المقتطفان صدرا ضمن كتاب يحمل ذات عنوان الكرّاس الأوّل ؛ العدد السادس من " الماوية : نظرية و ممارسة " ) ؛ إليهما أضفنا فقرة عن أهمّية هذا البرنامج. و على هذا النحو نمرّ من قراءة مقتضبة للصراع الطبقي فى إيران الحديثة و نقد لقراءات خاطئة مناهضة للماركسية – اللينينية – الماوية إلى النضالات الشعبية و إمكانية الثورة و من ثمّة إلى البرنامج الشيوعي الثوري الأقصى و الأدنى الذى يمكّن إن طبّق و نجح تطبيقه من جعل الثورة المرجوّة جزءا لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و أفقها الأسمى الشيوعية العالمية.
و من الأكيد أن الرفيقات و الرفاق الإيرانيين منذ سنة 2000 ، سنة نشر هذا البرنامج ، قد طوّروا جوانبا من برنامجهم أو نظرتهم لمسائل عملية و نظرية و بالفعل قد نشروا عدّة كتب و مقالات للأسف الشديد هي فى غالبيتها غير متوفّرة إلاّ باللغة الفارسية لذا ندعو الرفاق و الرفيقات العرب الذين يمسكون بناصية اللغة الفارسية و نلحّ فى دعوتهم إلى النهوض بواجب ترجمة أهمّ الأدبيّات الحديثة التى أصدرها الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) كما نتوجّه بالدعوة إلى الرفيقات و الرفاق الإيرانيين أن يسعوا جهدهم على الأقلّ لتقديم أدبيّاتهم الأهمّ باللغة الأنجليزية فنتولّى تعريبها أو يتولّى المهمّة غيرنا كي يتمّ التفاعل اللازم من منطلق أمميّ .
1- من مقدّمة كرّاس " جمهورية إيران الإسلامية : مذابح للشيوعيين و قمع و إستغلال و تجويع للشعب " :
" منذ السبعينات ، شدّت إيران إنتباه المتابعين للشؤون السياسية و الدينية عالميا .فقد عرفت البلاد مخاضا كبيرا و نموّ مقاومة لنظام الشاه بجناحين من حيث الأساس ، جناح يساري و جناح يميني ديني شيعي و قد إستطاع الشعب الإطاحة بالشاه بيد أن القوى الدينية بتنسيق مع الإمبريالية العالمية سارعت إلى الإستيلاء على السلطة و إجتهدت فى وأد ثورة 1979 و الثوريين و خاصة منهم الشيوعيين فى المهد لتركّز دولة دينية أوتوقراطية تواصل بوجه جديد مضلّل للجماهير الشعبية رعاية و خدمة مصالح الإمبريالية و الكمبرادور و الإقطاع.
و كان لهذا تبعات جدّ خطيرة بصورة خاصة على الصراع السياسي فى الوطن العربي . فمن جهة ، أعطى هذا ، ضمن أسباب أخرى متنوعة و معقدة ، دفعا كبيرا للحركات الأصولية الإسلامية فى الأقطار العربية و من جهة ثانية و إضافة إلى البلبلة التى دبّت فى صفوف القوى اليسارية تقييما و تحالفات ، مثّل هذا الحدث ، إلى حدّ كبير ، منعطفا فى تراجع تأثير الشيوعيين و إنتشارهم و قوّتهم عربيا سيما و أن الحركة الشيوعية العالمية كانت تشهد ساعتئذ صراعات حادة بين القوى الماركسية –اللينينية الحقيقية و القوى التحريفية المعاصرة الموالية للإمبريالية السوفياتية أساسا.
و ممّا قصم ظهر الحركة الماركسية –اللينينية عالميا عاملان إثنان أولاهما خسارة الصين الماوية فى 1976 كقلعة حيّة للثورة البروليتارية العالمية بإستيلاء التحريفيين و على رأسهم دنك سياو بينغ على مقاليد الحكم و تحويل الصين من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و ما نجم عن ذلك و عن الخطّ التحريفي الصيني من تشويش و تشويه للماركسية- اللينينية- الماوية [ حينها الماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ ] .و ثانيهما هو الطعنة فى الظهر التى وجّهها أنور خوجا ، قائد حزب العمل الألباني للماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ التى كانت تقود الحركة الماركسية –اللينينية منذ أواسط الخمسينات و بشكل جلي منذ الستينات حيث أعلن أنور خوجا ، الدغمائي التحريفي ، أن فكر ماوتسى تونغ معاد للماركسية ،عوض أن يلتقط المشعل الشيوعي الماركسي –اللينيني الذى طوّره ماو تسى تونغ و يرفع رايته فزاد بذلك الطين بلّة .
و تكالبت القوى الإنتهازية لتتخلى عن الشيوعية الحقيقية ، الثورية و تشنّ حربا شعواء على ماو تسى تونغ الذى كان لعقود رمزا للحركة الماركسية –اللينينية العالمية و أهمّ قادتها فساد نوع من الفوضى الفكرية داخل الحركة الشيوعية العالمية قبل أن يخاض النضال المرير و الطويل لوضع خطوط تمايز مع جميع أرهاط التحريفية السوفياتية و الصينية و الأوروشيوعية و الخوجية ...و ليتم الردّ عليها و دحضها و لتشرع الماركسية –اللينينية –الماوية فى الإنصهار مجدّدا فى صفوف شعوب العالم عاملة على تغييره ثوريا بغاية بلوغ الشيوعية عالميا .
و عربيا ، تحوّل بعض المثقفين الذين كانوا يدّعون الماركسية إلى بوق دعاية للرجعية يدافعون عن الأصولية الإسلامية و مشروعها المجتمعي و الإقتصادي و السياسي و الثقافي . و طرح البعض إقامة تحالفات مع القوى الإخوانجية التى سرعان ما تضاعفت قوّتها و تضاعف تأثيرها جماهيريا غاضين النظر عن برامجها ووسائل عملها و مواقفها اللاوطنية و اللاديمقراطية و اللاشعبية الموالية للأنظمة السائدة و الإمبريالية و إن تظاهرت أحيانا بمعارضتهما أو عارضتهما لتتقاسم السلطة معهما .
و فى حين أسبغت مجموعات" ماركسية " صفة الوطنية على بعض الإخوانجية ( طامسة مثلا علاقة النظام الإسلامي الإيراني بالإمبريالية كما كشفته " إيران غايت " ) ، أسبغت عليها مجموعات أخرى صفة الديمقراطية ( متحالفة معها على أساس نقاط سميت الأدنى الديمقراطي أو جاعلة من الإنتخابات الإيرانية نموذجا للديمقراطية فى حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يحكمها نظام وحشي فاشي ) و جعلت مجموعات ثالثة من الفكر الخرافي الرجعي الفكر الذى يجب أن يسود حركة التحرّر الوطني العربية عوضا عن الفكر العلمي و الشيوعي الثوري ، فإلتفتت إلى الوراء لتعلن أن الحلّ عند السلف لاوية معها عنق الجماهير الشعبية ذات الوعي الطبقي المتدنى إلى الخلف و مانعة عنها بالتالى التطلع إلى المستقبل الشيوعي الذى تصنعه الشعوب بقيادة الشيوعيين الثوريين إنطلاقا من الواقع لا من الخيال .
و فى السنوات الأخيرة ، إلى جانب ظاهرة التشيع التى أخذت فى الإنتشار فى الأوساط الإسلامية ، ذهبت مجموعة من الذين يقولون عن أنفسهم مستنيرين و حتى ماركسيين إلى حدّ الدعاية السافرة لا فقط للأفكار السياسية و إنما أيضا لإيديولوجيا "حزب الله" و مراجعه الفكرية باثة مزيدا من الأوهام حول طبيعته و برامجه و تاريخه و ممارساته . ووصل الأمر بالبعض إلى إبتلاع المقولة السامة المعادية للفهم الشيوعي حول الدولة و الصراع السياسي و علاقته بالحرب بان هذا الحزب لا يعمل إلا على مقاومة الكيان الصهيوني و بهذا لحملهم السلاح فى وجه الكيان الصهيوني جعلوا منهم وطنيين ناسين برنامجهم الرجعي الذى لا يقطع مع الإمبريالية و إرتباطاتهم التبعية لإيران و نظامها العميل للإمبريالية و ما إلى ذلك و فصلوا نظريا البعد الوطني عن البعد الديمقراطي فى الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة فصلا خاطئا و ضارا كلّ الضرر ، و روّجوا لكون "حزب الله" لا يستعمل السلاح فى الصراع السياسي الداخلي اللبناني ماحين هكذا بجرّة قلم تاريخ هذا الحزب و الفهم المادي التاريخي و حقيقة أن الحرب مواصلة للسياسة بطرق عنيفة ومن جديد و ببساطة أتت الأحداث فى لبنان لتكشف مدى خور هذه الترهات فبالسلاح إستولى حزب الله على بيروت أحياء و شوارعا ليفرض سياسات معينة و نقلت ذلك مباشرة شاشات التلفزة عبر العالم .
إن مثل هذه القراءات الفجة لطبيعة الأنظمة و الأحزاب و التنظيمات الأصولية الإسلامية و لتاريخها و التعامى عن تنظيراتها وبرامجها و ممارساتها الرجعية تجاه الشيوعيين و الثوريين و التقدميين و المرأة إلخ يصبّ فلسفيا فى خانة الحكم المثالي بظواهر الأشياء و من بعيد و عدم تحليلها ماديا جدليا و ماديا تاريخيا من منظور بروليتاري شيوعي ثوري و الغوص إلى لبّها و حقيقتها العميقة ، و سياسيا فى خانة فصل الوطني عن الديمقراطي و مغالطة جماهير الشعب و خدمة الأنظمة السائدة و دول الإمبريالية-الإقطاع – الكمبرادور و طبقيا فى خانة الإستسلام لأعداء الثورة و التذيّل لكتلة من كتل الأنظمة الرجعية على حساب إستقلالية البروليتاريا و غايتها الأسمى الشيوعية .
و هذا يطرح علينا كشيوعيين ماويين ، إذا ما رمنا تحرير الشعب و تنويره بالحقيقة التى هي وحدها ثورية كما قال لينين و خوض الصراع اللازم ضد تلك الإنحرافات الخطيرة للغاية ، إيلاء هذه المسألة جزءا من جهدها النضالي على الجبهة الفكرية النظرية و السياسية و يطرح على جميع الشيوعيين التعمّق فى دراسة و فضح ما يقدّم على أنه بديل إسلامي للشيوعية عبر نقد أهمّ إن لم يكن كلّ تجارب الإخوانجية الذين وصلوا إلى السلطة و مارسوها أو لم يصلوا إليها بعد أو يتقاسمونها ضمن إطار الأنظمة الرجعية السائدة و تبسيط ذلك لنشره فى صفوف الشعب . فمن أوكد الواجبات فى هذا الحقل تناول تجربة إيران و تجربة السودان و غيرهما بالبحث لتعرية وجهها الحقيقي و فضح طبيعتها و برامجها و ممارساتها شعبيا . و إن خوض هذه المعركة من الضرورة بمكان إذا كنّا نتطلّع إلى التقدّم فى إتجاه الإشعاع شعبيا و رفع وعي الشعب و إلحاق هزائم بالفكر الخرافي المكبل لطاقات ثورية هائلة فى صفوف الطبقات الشعبية و المدعى أنه بديل شعبي بينما هو بديل إمبريالي . "
2- من مقدمة كرّاس " إنتفاضة شعبية فى إيران ، وجهة نظر شيوعية ماوية " :
" حقيقة كانت إيران و لا تزال نموذجا للغالبية العظمى من التيارات الأصولية الإسلامية منها إستلهموا بعض الأفكار و الكثير من القوة بإعتبار إيران مثالا حيّا نابضا لإمكانية وصول الأصوليين الإسلاميين إلى السلطة و المحافظة عليها و بناء مجتمع إسلامي يعزّز الحركة الظلامية عبر العالم و يعضدها بما أوتي من قوّة مادية و معنوية.
تصوّروا الآن تحوّل إمكانية الإطاحة بنظام جمهورية إيران الإسلامية إلى واقع ملموس، تصوّروا تفكّك هذه الدولة القروسطية و مدى المدّ النضالي و طموح الإنعتاق الوطني و الطبقي و الطاقة التحررية التى سيطلقها الحدث بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط فشمال إفريقيا و آسيا و العالم بأسره.
تصوّروا دحر أحد محركات – أو قلب رحي- وركائز الحركات الإسلامية وقد تعرضت بعدُ حركات أصولية أخرى فى عديد البلدان إلى ضربات موجعة و مدى فسح ذلك للمجال لإنكسارات داخلية فى صفوفها و لخوض النضالات ضدّها و فضحها على أوسع نطاق شعبي ممكن.
تصوّروا بالإضافة إلى ذلك أن تكون الإطاحة بنظام جمهورية إيران الإسلامية الرجعي القروسطي على أيدى قوى شعبية تقودها البروليتاريا و توجهها الشيوعية.
تصوّروا هذا و أكثر ، ألا يستحق منّا حينئذ السعي حثيثا لمعرفة حقيقة ما حدث فى إيران و دراسته و تحليله وإستخلاص الدروس منه لدفع عجلة الصراع الطبقي و التاريخ من موقع أممي ووحدة الطبقة العاملة مصيرا و مهمّة تاريخية ؟ إذا كنا فعلا شيوعيين هذا الأمر يستحق العناء كلّه بل هو من صميم واجباتنا الثورية الأممية.
[ ...]
و ننهى هذه المقدّمة بالتنبيه إلى الحاجة إلى وعي الشيوعيين لضرورة ملحّة من مهام النضال على الجبهتين الإيديولوجية و السياسية ألا وهي مهمّة دراسة و كتابة مقالات تحليلية و نقدية طويلة و لما لا كتب لتعرية و فضح مشاريع و تجارب الأصوليين الإسلاميين فى البلدان العربية و غير العربية و نشرها شعبيا و التصدّى لهذه المهمّة العظيمة من منظور شيوعي ثوري و النجاح فى إنجازها من شأنه أن يكنس الكثير من العوائق الحائلة دون رفع وعي الجماهير وإنتشارالفكر العلمي و المشروع الشيوعي شعبيا فالظلامية لن تضمحلّ بمحض إرادتها ، يجب علينا كنسها كنسا شأنها فى ذلك شأن الغبار الذى لا يتلاشى لوحده ليدع المكان نظيفا بل ينبغى علينا كنسه إذا ما رمنا تنظيف المكان . "
3- أهمّية برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) بالنسبة للشيوعيين عامة و الشيوعيين الماويين خاصة :
تتأتى أهمّية هذه الوثيقة من أمرين محوريين بالنسبة للشيوعيين الماويين الذين يهدفون لتطوير مستلزمات الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ، الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية و بصورة خاصة عربيّا تطوير التيّار الأوّل :
- أوّلا و قبل كلّ شيء هذه الوثيقة الصادرة سنة 2000 عن أوّل مؤتمر لحزب يرفع بوضوح راية الماركسية – اللينينية – الماوية منذ سنوات تجاوزت العقد الآن رغم القمع و العسف الوحشيين لنظام قراوسطي فاشستي ، عن حزب كان من الأعضاء الفاعلين فى الحركة الأممية الثورية و مساهماته فى صراع الخطين صلبها بصدد البيرو و النيبال و تقييم الخلاصة الجديدة و الخلافات مع الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني ... معروفة لدي المتتبّعين عن كثب لتطوّر الحركة الماوية العالمية .
- وثانيا إنّ الرفيقات و الرفاق الإيرانيين الذين قدّموا التضحيات الجسام و تمكّنوا من مواجهة المخاطر و العراقيل الموضوعية و الذاتية بلغوا منذ سنوات مرحلة تأسيس الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني - الماوي ، مرحلة لم تبلغها أيّة مجموعة أخرى على الصعيد العربي . و فى سيرورة تطوّرهم هذه و قطعهم أشواطا أخرى بإتجاه الإعداد لخوض حرب الشعب الماوية لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة الممهّدة للثورة الإشتراكية فالشيوعية كتيّار من تياري الثورة البروليتارية العالمية ، لا شكّ فى انّهم قد عالجوا عدّة قضايا و إنحرافات لا يزال الماويون فى الأقطار العربية يتخبّطون فيها فوجب التعلّم منهم بروح أممّية بروليتارية - مع مراعاة الإختلافات فى الواقع الموضوعي والذاتي، الكمّية منها و النوعية أحيانا - بعيدا عن الشوفينية القومية. حقيقة موضوعية هي أنّهم متقدّمون علينا فى مجالات عدّة لا سيما نظريّا و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " :
" الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ أي الحركة الشيوعية – صاحب المقدّمة ] هي حركة أممية فى جوهرها. و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . و لبلوغ ذلك لا يكفي مجرد الإطلاع على هذه التجربة أو مجرّد نسخ القرارات الأخيرة . إنّما يتطلّب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقّق منها بنفسه . و كلّ من يستطيع أن يتصوّر مبلغ إتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة ، يفهم مبلغ ما يتطلّبه القيام بهذه المهمّة من إحتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية ( الثورية أيضا ) . "


طريق إفتكاك السلطة فى إيران



" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمة المركزية للثورة و شكلها الأسمى. و هذا المبدأ الماركسي اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأٌقطار على حدّ سواء." ماو تسى تونغ
-------

إنّ القضية الأساسية لكلّ ثورة هي إفتكاك السلطة بالقوّة المسلحة. فالطبقات الرجعية لن تسلّم عن طواعية سلطة دولتها ؛ إنّها تلجأ إلى السلاح من أجل قمع الحركة الثورية للجماهير ،و بهذه الطريقة يفرضون النضال المسلّح على الأجندا. مدركين ضرورة الثورة المسلّحة المنظّمة ضد الدولة الرجعية من المبادئ الجوهرية للوعي الطبقي البروليتاري. و يترتّب على الحزب الشيوعي بإستمرار أن يبلّغ هذا الوعي إلى العمّال و الجماهير الكادحة الأخرى.

و النضال المسلّح قانون عام للثورة البروليتارية . يعلّمنا تاريخ الطبقة العاملة أنّ الإقرار أو عدم الإقرار بهذه الحقيقة خط حيوي للتمييز بين الثوريين البروليتاريين من جهة و خونة البروليتاريا من جهة أخرى ، بين الماركسية الحقيقية من جهة و مختلف أنواع التحريفية و الإنتهازية من جهة أخرى.

هدف الحزب الشيوعي الطليعي من تعبئة العمّال و الكادحين و تنظيمهم فى كلّ من المدن و الأرياف هو التعويل على هذه القوّة المنظّمة و توحيدها لإطاحة العنيفة بالدولة القائمة و إفتكاك السلطة. و لم تكون المعارك الأكثر إلهاما للإطاحة العنيفة بالدولة و المعارك الأكثر إلهاما و الإنتصارات الأعظم مجدية لتحرير الطبقة العاملة و الكادحين الآخرين ، إن لم تخدم بلوغ هذا الهدف السياسي . و عندما نتحدّث عن إفتكاك السلطة السياسية من قبل الطبقة العاملة ، علينا أن نتحدّث عن الإستراتيجيا العسكرية للطبقة العاملة. و مثلما قال لينين " إنّ طبقة مضطهَدَة لا تتعلّم إستعمال السلاح و تحصل على السلاح تستحق أن تعامل معاملة العبيد ".

لأجل الظفر ، يجب أن تتناسب الإستراتيجيا العسكرية للبروليتاريا مع خصوصيّات المجتمع. وفى مجتمعنا الإضطهاد و الإستغلال ثقيلين و غالبية الشعب تعيش فى وضع بائس. و تكرّس الطبقات الحاكمة دكتاتوريتها بطريقة خبيثة و قاسية. و ينهض العمّال و الفلاحون والأمم المضطهَدة و النساء و المثقّفون الثوريون للمقاومة و النضال بطرق شتّى. وترتكز القوّة الإقتصادية و السياسية و الإيديولوجية و العسكرية للدولة فى المدن . ومقارنة بالمدن ، الجيش و اجهزة قمع النظام الأخرى أقلّ تركيزا فى المناطق الريفية وهي أكثر تفرّقا. و يمثّل الريف و المناطق البعيدة عن المركز نقاط ضعف الدولة المركزية فالقوات العسكرية للنظام غريبة فى الأساس فى الريف. و الحال مشابه أو أكثر فى مناطق الأمم المضطهَدَة. و فضلا عن ذلك ، عادة ما تكون الطبقات الحاكمة منقسمة و بعسر تقدر على أن تجعل حكمها مستقرّا ووطيدا. و فوق كلّ شيء ، تتميّز البلاد بالتمرّدات و الأزمات و عن جملة هذه الظروف تنشأ ظروف يوجد فيه عموما وضع ثوريّ فى هذه المنطقة أو تلك من البلاد.

فى هذا النوع من المجتمع ، تستطيع البروليتاريا ، فى ظلّ قيادة حزبها ، أن تشرع فى حربها ضد الدولة الحاكمة منذ المراحل الأولى من نشاطاتها الثورية ، بقوّة صغيرة فى المناطق الريفية. و كون العدوّ قويّ ، و كون الثورة تتطوّر بصورة غير متكافئة فى مختلف أجزاء البلاد و كون القوى الثورية ، فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة ، تتطوّر تدريجيّا ، يجعل من هذه الحرب طويلة الأمد. و لكي تنمو القوى الثورية و تمرّ من وضع ضعف و قلّة لتصبح قوية ، يجب التعرّف على نقاط ضعف الدولة الرجعية و إستغلالها. و مثلما تبيّنه خصوصيّات المجتمع و كذلك تجارب النضالات الثورية المسلّحة و الحروب العادلة فى إيران المعاصرة ، فإنّ القوى المسلّحة للعدوّ تملك أقلّ مجالا للحركة و المناورة فى الريف ، مقارنة بالمدن. فإمتداد الريف و المعطيات الجغرافية الأخرى و كون القوات المسلّحة فى المنطقة تأتي من خارجها و لم تولد محلّيا و إنعدام قاعدة مساندتها ضمن الجماهير يجعلها غيرحصينة فى مواجهة حرب الأنصار. و تجعل هذه العوامل من العسير على الدولة أن تركّز حضورا مستمرّا لقواتها المسلّحة فى مناطق بعيدة عن المركز. و بالتالي لا يمكنها أن تستغلّ تفوّقها فى العدد و الأعتاد و التقنية و اللوجستيك ضد القوات المسلّحة الثورية. و يخوّل هذا الوضع للقوات المسلّحة الثورية أن تخوض حرب الأنصار فى الريف و أن تفاجئ قوات العدوّ و أن تنصب لها الكمائن فى أماكن و تحطّمها ثمّ تتراجع و تنجز هذه الأعمال فى أماكن حيث يمكنها كنس قوات العدوّ من بعض المناطق و إرساء قواعد إرتكاز وتطوير الحرب إلى مناطق أوسع و إلى مستوى أرقى.

هذه هي الإستراتيجيا العسكرية لحرب الشعب الطويلة الأمد و" محاصرة المدن إنطلاقا من الريف ". و تمرّ هذه الحرب بمراحل ثلاث هي الدفاع الإستراتيجي و التوازن الإستراتيجي و الهجوم الإستراتيجي . و تبيّن تجارب النضال المسلّح للشيوعيين الثوريين و الأمم المضطهَدة ضد الأنظمة الرجعية فى إيران بأنّ تلك المناطق أين تداخلت التناقضات الطبقية مع بعض التناقضات الهامة الأخرى ، من مثل الإضطهاد القومي ، هي الأنسب للشروع فى هذا النوع من الحرب. و علاوة على ذلك ، حين تنشأ أزمات ثورية عبر البلاد ،على غرار ما حدث فى1979 ، فإنّ حزب البروليتاريا الطليعي بمستطاعه أكثر ممّا هو الحال فى " الأوقات العادية " أن يتجاوز مشاكل الشروع و يمكن أن ينطلق فى حرب الشعب أو إن كان قد جرى بعد الإنطلاق فى حرب الشعب ، يمكن أن يطوّرها بطفرات و قفزات.

أدوات الثورة الجوهرية الثلاث : الحزب الشيوعي و الجبهة المتحدة و الجيش الشعبي :

الحرب مواصلة للسياسة لوسائل أخرى ؛ لكلّ حرب بالضرورة سياسة تحكمها : السياسة البرجوازية أو السياسة البروليتارية . و من أجل ضمان أن تكون هذه الحرب مواصلة للسياسة البروليتارية ، يجب على الحزب الشيوعي أن يقود القوات المسلّحة و يجب على السياسات الشيوعية أن تقود البندقية . فقط حرب فى ظلّ قيادة حزب و خطّ بروليتاريين يمكن أن تلعب دورا ثوريّا و أن تغيّر حقّا المجتمع القديم و تبني مجتمعا جديدا بديلا عنه. ليس بوسع البروليتاريا القيام بأي شيء دون حزبها الماركسي - اللينيني - الماوي . و إذا لم تمارس القيادة المركزية للحزب الشيوعي فى سيرورة الحرب ، ستنحرف بلا شكّ حرب الشعب عن طريقها فى خضمّ المسار المتعرّج للصراع الطبقي . لهذا تعزيز الخطّ الإيديولوجي و الخطّ السياسي للحزب و منظّمته هي من أوكد المهام التنظيمية للحزب فى سيرورة الإعداد لحرب الشعب و إنجازها.

وبطريق الحتم ، سيواجه حزب شيوعي يعدّ جدّيا لإفتكاك السلطة مسائل الحلفاء القريبين و البعيدين وتوحيد الجماهير المضطهَدَة . فى مجتمعنا ، من ضمن الطبقات و الفئات التى لها درجات تناقض مع هيمنة الإمبريالية والرأسمالية البيروقراطية وشبه الإقطاعية ، الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا هم أقرب حلفاء الطبقة العاملة لأنّه لديهم مصالح عميقة فى الثورة الديمقراطية الجديدة وإرساء الإشتراكية. إنّهم القوّة الأساسية للثورة . و دون هذه القوّة ، سيكون من غير الممكن للطبقة العاملة أن تفتكّ السلطة . يجب أن تقود الطبقة العاملة هذه القوّة الهائلة و أن لا تدع البرجوازية و القوى الإقطاعية تفتكّ قيادة الفلاحين فتستعملهم بنفاق لتكسب مزيدا من القوّة فى إطار ذات النظام شبه الإقطاعي شبه المستعمر.

و من أجل قيادة الفلاحين ، يجب على الطبقة العاملة أن تدفع الصراع الطبقي فى الريف. و تمثل مسألة الأرض والثورة الزراعية محور الصراع الطبقي فى الريف. و دون خوض هذا الصراع الطبقي فى الريف لن يكون ممكنا خوض حرب الشعب و توحيد الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا و تعبئتهم من أجل الإنخراط فى الجيش الأحمر. تحالف العمال و الفلاحين هو العامود الفقري للجبهة المتحدة فى ظلّ قيادة البروليتاريا. وفقط عندما يتمّ تركيز تحالف صلب بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ، ستحفل البرجوازية الصغيرة المدينية بشكل مثابر بقيادة الطبقة العاملة و حزبها.

تتطلّب الثورة البروليتارية المسلّحة جيشا ثوريّا تحت قيادة البروليتاريا . و بذور هذا الجيش تزرع من خلال الوحدات الأنصارية الصغيرة التى تتشكّل للإنطلاق فى حرب الشعب . و مع تطوّر الحرب ، سيتطوّر هذا الجيش على المستوى الكمّي و كذلك على مستوى أشكال تنظيمه و قدرته على القتال و التسلّح .

ويلتحق المقاتلون الحمر بحرب الشعب على أساس وعيهم لمصالحهم الطبقية ؛ لا يلتحقون به على أساس القوّة أو كوسيلة إعالة أو على أساس وعود كاذبة من قادة الحرب. و حتى و إن كان العديد منهم غير شيوعيين ، فإنّ الحزب يجعلهم واعين بسياسة و برنامج حرب الشعب لبناء مجتمع جديد. هذه قاعدة إلتحاقهم بالجيش الأحمر. و لا يخفى الحزب الشيوعي قائد الحرب خطّه الإيديولوجي و السياسي عن الجماهير بل بالعكس ينشره فى صفوف الجماهير.

و إضافة إلى المقاتلين الحمر الذين ينخرطون مباشرة فى الحرب ، فإنّ جماهير العمّال و الفلاحين تساعد فى خوض الحرب بطرق شتّى . و ينتدب الجيش الشعبي قواته النضرة و المتزايدة من ضمن هذه الجماهير ذاتها ؛ و الأكل و المعلومات و حاجيات لوجستية أخرى للجيش الشعبي فى الأساس منبعها هذه الجماهير عينها.

قواعد الإرتكاز و السلطة السياسية الجديدة :

قواعد إرتكاز و سلطة سياسة جديدة منذ المراحل الأولى من حرب الشعب مبدأ أساسي لحرب الشعب أي مع كنس منطقة ما من القوى المسلّحة للدولة و العناصر الرجعية ، يجرى إرساء أشكال أوّلية للسلطة السياسية الجديدة.

و تشكّل السلطة السياسية الجديدة من ممثلين عن العمّال و الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ، لكنّها تشتمل كذلك على حلفاء آخرين للطبقة العاملة أيضا. و يبيّن تركيز هذه السلطة السياسية ضد السلطة الرجعية الحاكمة مستقبلا وضّاء لجماهير كافة البلاد و يزيد التأثير السياسي و الإيديولوجي للطبقة العاملة و الحزب الشيوعي عبر البلاد بأسرها.

وتعالج السلطة السياسية الجديدة مسائل مثل من الذى ينبغى الإطاحة به و تأديبه فى قواعد الإرتكاز ، و من يجب تحييده و من يجب التوحّد معه ، و كيف و إلى أيّة درجة تطبّق الثورة الزراعية و برنامج الحزب إجمالا.

وتبنى فى قواعد الإرتكاز السلطة السياسية الجديدة ، فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة ، خطوة خطوة . وفى خلال التطوّر التدريجي لقواعد الإرتكاز ، تتشكّل قوانين جديدة و ممارسة جديدة وثقافة جديدة و حتى علاقات إنتاج جديدة و يتمّ التعبير حتى بصورة ملموسة أكثر عن سلطة الجماهير؛ و يصبح ذلك بمثابة نداء توحيد للبلاد قاطبة. و هكذا ، عندما تفتكّ الطبقة العاملة السلطة السياسية عبر البلاد بأسرها ، تكون الدولة الثورية قد مدّت بعدُ جذورها فى أغلب مناطق البلاد المحرومة. و هذه نقطة قوّة لدولة البروليتاريا فى وجه أي غزو إمبريالي . و حينما تشيّد الطبقة العاملة و حزبها الطليعي جيشها الخاص و ترسي قواعد إرتكاز ، حتى فى مناطق صغيرة ، يمكنها فعلا أن تنافس القوى السياسية للطبقات الأخرى لكسب قيادة الشعب.

الحفاظ على حرب الشعب الطويلة الأمد و تطويرها مرتهن بإرساء قواعد الإرتكاز. و بالإعتماد على هذه المناطق ، يمكن لحرب الشعب أن تجذب العدوّ إلى أرضها الخاصّة ، و تتعامل معه من موقع قوّة و تحطّمه. و مع إرساء قواعد الإرتكاز ، يمكن للجيش الأحمر أن يتطوّر بطفرات و يمكن أن يصبح حقّا جيش الجماهير. و تعمل قواعد الإرتكاز كجبهة مساندة لتطوير الحرب ، تضعف العدوّ و فى النهاية تطيح به و تفتكّ السلطة السياسية عبر البلاد بأسرها. دون إرساء قواعد الإرتكاز ، من غير الممكن تطبيق طريق " محاصرة المدن إنطلاقا من الريف ". و يعرف إنشاء قواعد الإرتكاز و الحفاظ عليها و تطويرها سيرورة مليئة بالإلتواءات و المنعرجات ؛ و هذه المناطق ستتبادلها الأيدي عدّة مرّات بين القوات المسلّحة الثورية و قوى العدوّ. و ستتميّز هذه السيرورة بحملات التطويق والسحق من قبل قوات العدوّ لإعادة تركيز سلطها الرجعيّة فى هذه المناطق و بالحملات المناهضة التطويق و السحق من قبل الجيش الثوري لصيانة السلطة السياسية الجديدة فى هذه المناطق.

و كون حرب الشعب تواجه عدوّا قويّا مدجّجا بالسلاح يجعل من مهمّة إرساء قواعد إرتكاز عسيرة. و الطرق العصرية للحرب ، لا سيما قدرة العدوّ على إستعمال المروحيّات ووسائل النقل الأخرى لجنوده تجعل كافة المناطق " قابلة للتوغّل" من طرف قوات العدوّ. و بالتالى ، ليس إستقرار قواعد الإرتكاز إلاّ نسبيّا. لكن هذا ليس سوى جزءا من الحقيقة. فالوضع على نحو حتى و لو غزى العدوّ واحدة من قواعد الإرتكاز ، ليست له القدرة على إحتلال مناطق واسعة من البلاد بشكل مستمرّ و ووضعها تحت مراقبته. و عندما يواجه العدوّ تطوّر حرب الشعب ، يتعيّن عليه أن يتراجع إلى مراكز قوّته. و ليس ممكنا أن نتنبّأ بتطوّر قواعد الإرتكاز ذلك أنّه سيتأثّر ، إلى درجة كبيرة ، بالتطوّرات الشاملة فى البلاد و كذلك فى المنطقة و العالم.

ليس بوسع حرب الشعب أن تعوّل على الحدود و الدول الرجعية المجاورة أو على المساعدة المسلّحة و التقنية للقوى العالمية. و مثلما قال ماو تسى تونغ بشأن دور و موقع قواعد الإرتكاز: " إذا لم ترد القوى الثورية أن تساوم مع الإمبريالية و عملائها ، و بالعكس ظلّت مصمّمة على مواصلة النضال ؛ إذا كان هدفها الحفاظ على قوّتها و تصليبها و أن تتجنّب المعارك الحاسمة مع هذا النوع من العدوّ القوي قبل إشتداد قوّتها ، يجب عليها أن تحوّل المناطق الريفية المتخلّفة إلى قواعد تقدّمية و صلبة ، إلى حصون كبيرة عسكريّا و سياسيّا و إقتصاديّا و ثقافيّا لأجل التعويل عليها و النضال ضد العدوّ الشرس الذى يهاجم المناطق الريفية بالإعتماد على المدن ، و فى سيرورة الصراع الطويل الأمد ، تحرز النصر النهائي "

الإعداد للإنطلاق فى حرب الشعب :

إنّ الإعداد للإنطلاق فى حرب الشعب سيرورة لها تناقضاتها الخاصّة . ينبغى على الحزب أن يحدّدها و أن يثابر على حلّها ضمن ظرف زمني محدّد ، بهدف الإنطلاق الناجح لحرب الشعب . مسائل مثل درجة القدرة التنظيمية الأوّلية ، و القاعدة الجماهيرية و القدرة اللوجستيكية اللازمة هي المسائل التى تحدّد توجه الإعداد. عموما ، كافة نشاطات الحزب قبل الإنطلاق فى حرب الشعب ينبغى أن تخدم إنطلاقتها و بعد ذلك ينبغى أن تخدم تطويرها صوب إفتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها. لكن ما معنى الإنطلاق الناجح للحرب؟ إنّه يعنى أنّه يتعيّن على حرب الشعب أن تتخطّى الضربات الأولى للعدوّ و تنمو و تتطوّر. و هكذا ستغدو حرب الشعب قطبا سياسيّا فى المشهد السياسي للبلاد و تبلغ وضعا يصير فيه تحطيمها مشكلا إستراتيجيّا بالنسبة للعدوّ.و سيمثّل بلوغ هذا الوضع قفزة كبرى فى سيرورة إفتكاك السلطة السياسية. و إن نجح العدوّ فى تحطيم حرب الشعب بضرباته الأوّلية ، يكون على الحزب أن يعود إلى نقطة الإنطلاق و يتعيّن عليه أن يبني روابطا أساسية أوّلية مع الجماهير و أن يعزّز قدراته التنظيمية و اللوجستيكية.

من أجل الإنطلاق الناجح لحرب الشعب ، إضافة إلى خطّ إيديولوجي و سياسي و عسكري صحيح و جليّ ، يجب أن يمتلك الحزب تنظيما صلبا. يجب أن يبني تنظيم الحزب فى علاقة وطيدة مع خوض الصراع الطبقي ، و يجب أن يتكوّن أعضاؤه من أناس لهم صلابة إيديولوجية و سياسية و لهم إستعداد للقيام بأي شيء للإنطلاق فى حرب الشعب. و من أجل معالجة تناقضات سيرورة الإعداد ، ينبغى أن يعتمد الحزب على الوعي الثوري و مبادرة الجماهير و قوّتها المنظّمة ، يجب أن يولي إنتباها خاصا للتعبئة السرّية و لتنظيم الجماهير فى المناطق المواتية للإنطلاق فى حرب الشعب.

نزوح سكّان الريف و نموّ المدن :

فى العقود القليلة الماضية ، حصلت تغيرات هامة فى بنية المدن و الأرياف. و نتيجة لتطبيق الخطط الإمبريالية إثر الحرب العالمية الثانية، تسارع نسق التطوّر الرأسمالي و تيّار النزوح إلى المدن ، و الإقامة عموما فى مدن الصفيح . و قد نجم عن ذلك نزوح هائل لسكّان الريف ، و تفكيك البنية المنغلقة للريف ، و إنحلال مظاهر هامة من الإقطاعية.و أفرز تقلّص عدد سكّان الريف و تصاعد إندماج الإقتصاد الريفي فى النظام الرأسمالي العالمي و توسّع أجهزة سلطة الدولة إلى الريف تناقضات جديدة فى علاقة بالشروع فى حرب الشعب و عقّد مشكل إرساء قواعد الإرتكاز.

بيد أنّ هذه التغيرات لم تلطّف التناقضات فى الريف المتمحورة حول مسألة الأرض. و فى الواقع زادتها حدّة. و مع نموّ عدد العمّال الفلاحيين و تشكّل فئة عريضة من أشباه البروليتاريين ، تعزّزت القاعدة الإجتماعية للبروليتاريا الثورية فى الريف. هذا من جهة و من جهة أخرى ، أفرزت هذه التغيرات العديد من التناقضات بالنسبة للدولة القائمة. فهذه الدولة بالكاد تقدر على بلوغ إستقرار طويل الأمد و عبر البلاد قاطبة. و أنشأت الأزمة المستمرّة و التأثير المتنامي للأحداث فى العالم و فى المنطقة على الساحة السياسية و الإجتماعية للبلاد وضعا حيث دوريّا عقب فترات زمنية قصيرة ، تنهض الجماهير مجدّدا ضد القمع الوحشي. لقد نزح من الريف عدد كبير من السكّان المنزوعي الملكية على المدن ، لكن سيرورة بلترتهم لم تكتمل ؛ وهم يمثّلون قوّة متفجّرة تشبه " حزام الفقر" حول المدن الكبرى ، و يلعبون دورا هاما جدّا فى عدم إستقرار سلطة الدولة.

بصفة عامة ، و رغم كافة التغيرات فى العقود القليلة الماضية ، من الممكن الإنطلاق فى حرب الشعب وتطويرها ضد الدولة المركزية فى إيران. و لا زال الريف و المناطق البعيدة عن المركز يمثّلون نقاط ضعف الدولة ، و المدن الكبرى هي مراكز سلطة الطبقات الرجعية السياسية منها و العسكرية و الإقتصادية. و المثابرة على الإنطلاق فى حرب الشعب من الريف و تطويرها و توسيعها مسألة مركزية للإنجاز الناجح لنشاطات الحزب عبر البلاد بأسرها. دون هذه المسألة المركزية ، سيتعرّض الحزب إلى إنحرافات يسارية و يمينية و سيتعرّض بصورة متكرّرة إلى ضربات العدوّ وسيفقد جميع المكاسب التى حقّقها خلال الفترات السابقة.

مكانة المدن فى حرب الشعب :

عند تكريس إستراتيجيا حرب الشعب و تطوير تكتيكاتها ، يترتّب على الحزب أن يأخذ بعين الإعتبار جميع التغيرات المشار إليها سالفا. و أهمّ من ذلك ، يترتّب عليه أن يراكم التجربة ليتمّكن من فهم كيف أنّه يتعيّن تطوير حرب الشعب فى المدن الكبرى. هنا ، لا نقصد المدن الصغري فى المناطق الريفية التى فى أثناء حرب الشعب ، يمكن أن تصبح أرض معركة أو يمكن أن تمرّ من يد إلى أخرى بين الجيش الشعبي و الجيش الرجعي . مكانة المدن الكبرى فى الحرب من أجل إفتكاك السلطة مهمّة لسببين إثنين. أوّلا ، فى كامل سيرورة حرب الشعب ، الريف هو المسرح الرئيسي للحرب ، لكن الصراعات السياسية و العسكرية فى المدن تنهض بدور هام فى تعزيز الحرب. و التعبئة السياسية و التنظيم ضمن العمّال و الكادحين فى مدن الصفيح و ضمن الطبقات و الفئات الشعبية الأخرى و لتنظيم و قيادة مختلف جبهات النضال ضد الدولة الحاكمة دور هام فى التوسّع الناجح لحرب الشعب. ثانيا ، إفتكاك السلطة السياسية عبر البلاد بأسرها سيتمّ بإلحاق الهزيمة بالقوّات العسكرية للدولة ، فى مراكز سلطتها، فى المدن الكبرى. إفتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها سيكون ممكنا فقط حين يكون ميزان القوى بين الجيش الأحمر و الدولة الرجعية قد تغيّر نوعيّا وصار بإمكان القوى الثورية أن تشنّ هجمات إستراتيجية ضد العدوّ. و خلال هذه المرحلة ، مركز الحرب سيتحوّل من الريف إلى المدن ، و مهمّة تنظيم الإنتفاضة المسلّحة فى مراكز قوّة الدولة القديمة ستكون مهمّة ملحّة لحرب الشعب.

متذكّرا كلّ هذا ، ينبغى على الحزب الشيوعي أن ينجز مهمّة إستنهاض العمّال و الجماهير الأساسية فى مدن الصفيح و كذلك كافة الفئات الشعبية و تنظيمها. و فى جميع هذه النشاطات ، يجب تسليح العمّال بوعي أنّ لإفتكاك السلطة من الضروري تركيز سلطة حمراء ضد السلطة الرجعية ، عبر حرب الشعب ؛ ينبغى أن يستوعبوا أنّ سيرورة الثورة سيرورة طويلة الأمد ومعقّدة ، تشمل عديد أشكال الصراع الطبقي ، لكن الإستراتيجيا التى توحّد كلّ هذه النضالات فى خدمة الإطاحة بالدولة الرجعية هي حرب الشعب الطويلة الأمد. و خلال هذه السيرورة يتأتّى للحزب الشيوعي أن يكنس التأثير الإيديولوجي و السياسي للطبقات الرجعية على العمّال و حلفاء الطبقة العاملة ( رئيسيّا الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا فى الريف و شبه البروليتاريين و البرجوازية الصغيرة الفقيرة فى المدن ) و توحيدهم فى ظلّ رايتها لأجل الإطاحة بالدولة الرجعية و تركيز دولة الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية.

الأزمة الثورية عبر البلاد بأسرها :

لقد عرفت إيران المعاصرة أزمات صغرى و كبرى تطوّرت أحيانا إلى أزمة ثورية عبر البلاد قاطبة. و نشوء هذه الأزمات و ظهور وضع ثوري يضعف منتهي الضعف الدولة الرجعية و يفكّكها ويقسّمها. وعند هذه النقاط ، يجمّع النظام بالضرورة قواته المسلّحة فى المدن . و بهذه الطريقة ، تضعف هيمنة الدولة الرجعية فى المناطق الريفية و يظهر وضع مواتي جدّا لتطوير حرب الشعب بطفرات و قفزات. و تبيّن التجربة أنّ فى ظلّ مثل هذه الظروف ، حتى و لو أنّ المدن الكبرى تتحوّل إلى مراكز غليان للصراع السياسي ، فإنّ فراغا فى السلطة السياسية يجدّ لا سيما فى الريف و فى المناطق البعيدة عن المراكز. و فى مثل هذا الوضع ، تكون المهمّة المباشرة للحزب هي الإنطلاق فى حرب الشعب فى هذه المناطق و ملئ الفراغ فى السلطة بتركيز سلطة سياسية جديدة ( حتى و إن كانت فى شكل جنيني )؛ و إن كانت حرب الشعب قد إنطلقت بعدُ ، ينبغى على الحزب أن يستغلّ فرصة تطويرها بطفرات و قفزات إلى مناطق أخرى. و مجدّدا ، تبيّن التجربة أنّ الإنطلاق فى التجربة الثورية فى جزء من البلاد يمارس تأثيرا هائلا على التطوّرات السياسية فى المدن . ويُنمّى إنطلاق حرب الشعب قدرة البروليتاريا الثورية و حزبا على ممارسة قيادة الأحداث السياسية فى المدن ، أَضعافا مضاعفة.

حول إستراتيجيا الإنتفاضة المدينية :

الإنتفاضة فى المدن هجوم عسكري ضد مراكز سلطة الدولة البرجوازية ، و نتيجتها المباشرة هي تركيز الدولة البروليتارية و إنشاء جيش بروليتاري جماهيري. وعلى أساس هذه النتائج المباشرة ، تتطوّر حرب أهلية لأجل التحطيم التام لقوى الدولة فى كامل البلاد و إرساء سلطة بروليتارية فى البلاد بأسرها. يمكن أن تكون هذه الإستراتيجيا العسكرية نقطة مرجعية للشيوعيين فى البلدان الإمبريالية لتطوير طريق الثورة فى هذه البلدان.

لكن فى البلدان المهيمن عليها ، مثل إيران ، نظرا لأنّ عدد العمّال و تمركز الطبقة العاملة نسبيّا صغيرين و أقرب حلفائها ( الفلاحون الفقراء و الذين لا ملكون أرضا ) ليسوا فى المدن ، فإنّ مآل اللجوء إلى إستراتيجيا الإنتفاضة فى المدن ستكون الهزيمة. و علاوة على ذلك ، لا يسمح القمع المستمرّ للقوى الشيوعية من قبل العدوّ بأن يطوّر الحزب قوّاته و قاعدته الإجتماعية عبر العمل السياسي و التنظيمي الطويل الأمد فى المدن بهدف شنّ إنتفاضة مسلّحة ناجحة و إفتكاك السلطة السياسية و الإنطلاق فى حرب أهلية على ذلك الأساس. و قد دلّلت تجربة الثورة فى 1979 على أنّه حتى فى أوج أزمة ثورية فى البلاد بأسرها ، حينما تكون الجماهير الشعبية بأعداد غفيرة جدّا و فى البلاد بأسرها فى حركة إعصارية و تكون الدولة فى حالة تفكّك ، فإنّ الشيوعيين الثوريين إن لم يراكموا بعدُ قوّة كافية عبر خوض حرب الشعب ، فإنّ برنامج القوى البرجوازية و مصالحها الطبقية سيؤثران فى المشهد السياسي فى هذه المدن . و ينبغى أيضا النضال ضد الفهم الخاطئ و المنتشر بأنّ الجماهير ذاتها قادرة على شنّ " إنتفاضة " و بأنّ الشيوعيين ببعض الإعداد و شيء من القدرة على المناورة يمكن أن يقودوا هذه الإنتفاضة. يترتّب على الشيوعيين الثوريين أن يتخلّصوا من ايّة أوهام بشأن أنّه بإمكانهم إفتكاك السلطة على طريقة الخميني و أضرابه فى تمرّد 1979؛ يترتّب عليهم أن يتخلّصوا من هذه الأوهام و يعدّوا قوى الطبقة العاملة و حلفائها فى المدن و الريف لأجل حرب صعبة و دموية و طويلة الأمد لكن ممكنة و محرّرة.

حرب شاملة و ليست حربا محدودة :

إعتبارا لأنّ الطبقة العاملة تقاتل فى سبيل تحطيم المجتمع الرأسمالي وتركيز مجتمع إشتراكي ، فإنّ الطبقة المستغِلّة ستصدّ هذا الجهد لإفتكاك السلطة بكلّ ما أوتيت من قوّة و سطوة. لا تستطيع البروليتاريا أن تأمل فى اللجوء إلى حرب محدودة لتفرض على العدو أن يسلّم السلطة السياسية للبروليتاريا ، أو أن تجعل العدوّ عاجزا و سيستسلم من خلال وسائل سياسية و إقتصادية ، مثل الإضراب العام .للعديد من القوى البرجوازية الصغيرة أو البرجوازية جيوشها و" حروبها ". إنّها تستخدم وسيلة النضال المسلّح المحدود بغاية تحقيق أهداف محدودة و إصلاحية غايتها هي التحوّل إلى قوّة سياسية شديدة البأس لأجل أن يسمح لها بالمشاركة فى التحالفات البرجوازية و تحظى ببعض الإعتبار فى إطار ذات النظام القديم . و عادة ما تصوّر هذه القوى برنامجها البرجوازي جوهريّا بألوان " يسارية " و عادة ما تستعمل النضال المسلّح لإسناد نضالاتها الإصلاحية السلمية. هذا من جهة ، و من جهة أخرى ، تشنّ البروليتاريا حربها بهدف تحطيم القوات المسلّحة للعدوّ وجهاز الدولة القديمة ، لأنّه بهذه الطريقة وحدها يمكن أن تكرّس برنامجها السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي . حرب البروليتاريا حرب عامة ، حرب شاملة من أجل تحطيم الدولة القديمة.

يعلى الشيوعيون و يشدّدون على حقيقة موقف ماو تسى تونغ بأنّ " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية " . لهذا تتهمنا البرجوازية بأنّنا دعاة حرب غير أنّ هذه الحقيقة التى صاغها ماو تسى تونغ ليست سوى درس إستخلص من آلاف السنين من حكم الطبقات المستغِلّة . تحرق الطبقات الحاكمة العالم بأسره ، بيد انّه حين يشعل الشعب نيران الثورة المسلّحة ، يلعنونه. تعلن الطبقة العاملة بأنّ الهدف النهائي للحرب البروليتارية هو التخلّص من كلّ الإختلافات الطبقية و كلّ الطبقات و فالدول فى نفس السياق من الحرب ذاتها. بهذه الطريقة وحدها سيعرف المجتمع الإنساني سلما حقيقيا و دائما. ومثلما قال ماو تسى تونغ " فى سبيل القضاء على البنادق يجب علينا أن نحمل البنادق . "


لنتقدّم و نتجرّأ على القتال من أجل عالم جديد!

إنّ البرنامج و الطريق الذي يقدّمهما الحزب هما زبدة التجارب الثمينة لطبقتنا خلال المائة و خمسون سنة الماضية ، فى إيران و عبر العالم . وهو يعتمد الماركسية - اللينينية - الماوية لتحليل التناقضات الأساسية فى المجتمع و فى العالم . و على أساس هذا العلم ، يحدّد العوائق التى تقف أمام تحرير الطبقة العاملة و الشعوب فى إيران و يوضّح الحلّ . لقد نبع هذا البرنامج وهذه الإستراتيجيا من إنتصارات و هزائم الحركة الشيوعية العالمية و محاولات البروليتاريا و الكادحين بناء مجتمع حرّ من الإستغلال و الإضطهاد. و هذا البرنامج راية مستقلّة للطبقة العاملة نرفعها ، الراية الحمراء التى تحمل آثار مقاتلي كمونة باريس ، و ثوّار ثورة أكتوبر فى روسيا ، و مقاتلي الثورة الصينية و رافعي مشاعل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. هذا البرنامج و هذه الإستراتيجيا قدّمهما بوجه خاص إتحاد الشيوعيين الإيرانيين ( سربداران) و بنيا على اساس تجربته ، غير أنّ جذوره ، فى نفس الوقت ، تمتدّ إلى إختراق الحزب الشيوعي الإيراني فى عشرينات القرن العشرين ، و النضالات المتقدّمة للعمّال و الكادحين و الأمم المضطهَدة فى السنوات 1941-1953، و القطيعة مع تحريفية و إصلاحية حزب توده ، و تأسيس الحركة الشيوعية الجديدة فى إيران فى ستينات القرن العشرين ؛ و تجربة ثورة 1979 و نضال العمال و الفلاحين و النساء و المثقّفين الثوريين و الأمم المضطهَدَة. فى هذه البلاد ، تحدث الأزمات الواحدة تلو الأخرى و تظهر موجات جديدة من النضال . و الطبقات الحاكمة الرجعية و داعموها الإمبرياليون ، سعيا منها لإنقاذ نظامها الجهنمي و الحفاظ على سيطرتها ، يكرسون حلولا رجعية و الجماهير بطريق الحتم تنهض لتقاوم و تصارع القوى البرجوازية و تقدّم للبروليتاريا و الجماهير إجراءات خاطئة و أنصاف حلول . المسألة هي : هل سنرفع عاليا راية مختلفة تماما أو لا ؟ وحدها ثورة بروليتارية و حزب ثوري مسلّح بالماركسية - اللينينية - الماوية يمكنهما أن يقودا الثورة إلى الإنتصار النهائي.

برنامج هذا الحزب و إستراتيجيته يضيئان المشهد للعمّال و الكادحين فى المدن والريف ويوفّران الطريق الصحيح لحركتهم . و يبذل الحزب جهده ليفتح بشكل واسع الآفاق الثورية للجماهير و بإستمرار و بلا كلل يستنهضها و يوحّدها كقوّة ثورية واعية جبّارة.

لقد وضع التاريخ مهمّة عظيمة على كاهل هذا الحزب . و من أجل الإضطلاع بهذه المسؤولية ، على كلّ عامل متقدّم / عاملة متقدّمة واعي / واعية بمصالحه / بمصالحها الطبقيّة ، التقدّم و الإلتحاق بالحزب للمساهمة فى نشر طريق حرب الشعب الطويلة الأمد و لتجسيد برنامج الحزب، و تحقيق جميع هذه الأهداف و المهام التحريرية بشموخ ، و لكي يصبح الحزب القائد المعترف به للطبقة العاملة و الشعب. و نحن نسير بفخر على هذا الطريق الطويل الأمد و نعزّز القوى الشيوعية أكثر من أي زمن مضي ، نسترجع صدى كلمات ماو تسى تونغ القائلة :
فلنخض الصراع الجبّار !
ما من شيء مستحيل فى هذا العالم إذا تجرّأنا على صعود الجبال !

====================================================




#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن بعض أمراض المجتمع - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( المار ...
- الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير-- برنامج الحزب الشيوعي ...
- طبيعة الثورة و آفاقها- فى إيران - برنامج الحزب الشيوعي الإير ...
- بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح - برنامج الحزب الشيوعي الإ ...
- الطبقات و موقعها فى سيرورة الثورة فى إيران - برنامج الحزب ال ...
- لمحة عن إيران المعاصرة - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الم ...
- السياسة و الثقافة و الإقتصاد فى المجتمع الإشتراكي - برنامج ا ...
- برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي) ...
- مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللين ...
- مراجع كتاب - عن الخطوات البدائية و القفزات المستقبلية -
- عن الخطوات البدائية و القفزات المستقبلية - بحث فى ظهور الإنس ...
- إبراهيم كايباكايا قائد بروليتاري شيوعي ماوي.
- العلم أم البراغماتية ؟ مقتطف من : الخلاصة الجديدة للشيوعية و ...
- القومية أم الأممية ؟ مقتطف من : الخلاصة الجديدة للشيوعية و ب ...
- وحدة من أجل تحرير الإنسانية أم وحدة بلا مبادئ للحصول على- قو ...
- لن يتحرّر أي إمرء دون تحطيم الدولة البرجوازية : دروس النيبال ...
- كوريا الشمالية ليست بلدا إشتراكيّا
- كوريا الشمالية – الولايات المتحدة : من يمثّل تهديدا نوويّا ح ...
- هل يمكن أن توجد حركة شيوعية لا تصارع من أجل الشيوعية ؟
- مجتمع جديد [إشتراكي ٍ] بعمق ثوري و تحرّري : اللبّ الصلب مع ا ...


المزيد.....




- عوامل نجاح النظام في التحكم بوضع بالغ التوتر
- نا ب? ?اگواستني حزب و ??کخراو?کاني کوردستاني ئ?ران ل? ئ?ردوگ ...
- الاحتجاجات ضد الكهرباء تتصاعد والشيوعي يحذر من قمع التظاهرات ...
- ماذا لو انتصر اليسار في فرنسا ؟؟
- مباشر: وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بالإبادة الجماعية ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري تحتج ب ...
- لبناء التحالفات شروط ومبادئ
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 561
- الفصائل الفلسطينية تحيي ذكرى مرور 40 يوم على استشهاد الرئيس ...
- غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي ...


المزيد.....

- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - طريق إفتكاك السلطة فى إيران - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)-9-