أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - أين دور الاحزاب السياسية من المعايير المزدوجة في قرار 1441














المزيد.....

أين دور الاحزاب السياسية من المعايير المزدوجة في قرار 1441


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 309 - 2002 / 11 / 16 - 14:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

/ سيدني

اعربت اوساط المعارضة العراقية خاصة والجهات العربية والدولية بصورة عامة عن ارتياحها لصدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1441 الصادر في 8/11/2002 لاسباب واضحة من جملتها كونه مشروع امريكي- بريطاني أولاً، وتوقعها لامتثال النظام العراقي المعروف عنه بمراوغته لقبوله ثانياً، وهذا ما حصل فعلاً. لم يكن مسألة خلاص الشعب العراقي من النظام الدموي أو ابعاد شبح الحرب المدمرة عن كاهله هواجس تلك الاوساط، بل ان كل طرف منهم كان يبكي على ليلاه، ففرنسا وروسيا تهمهما بقاء صدام ونظامه لضمان حفظ مصالحهما في تنفيذ العقود المبرمة بين كل منهما وبين مؤسسات النظام، فيما تنظر الانظمة الاقليمية بعين الارتياب الى النوايا الامريكية باظهارتخوفها من تقسيم العراق وترتعب من رياح التغيير التي قد تهبها الحرب المرتقبة. أما الاوساط العراقية فأن اكثرها تتسابق الى نيل رضاء امريكا لكي تحافظ على  المكتسبات التي تتمتع بها من جراء تفاقم الوضع العراقي من بعد حرب الخليج الثانية وكذلك من افرازات سياسة الحرب على الارهاب التي تتبناها الادارة الامريكية منذ احداث 11 سبتمبر.

لم تبرز الى الوجود ردود افعال معاكسة قوية ضد القرار باستثناء اصوات خافتة لم يكن لها وقع في مجرى الاحداث المتسارعة. من بين تلك الاصوات كان، بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي جاء منددا بالقرار المذكور، كونه قرارجاء وفق المتطلبات الامريكية داعيا الى انهاء الاوضاع الشاذة نتيجة اجواء الحرب التي اوجدتها امريكا، ولكن دون تحليل مستفيض لبنود القرار او طرح حلول عملية بديلة لمعالجة تلك الاوضاع التي لايمكن تحقيقها الا بفناء النظام العراقي الجائر الذي تسبب في خلق تلك الاوضاع واعطى المبررات القوية لامريكا لتنفيذ مخططاتها في المنطقة وذلك بعزله من المجتمع الدولي ومساندة الشعب العراقي للقضاء عليه.  فالبرغم من وجود اشارة عابرة في القرار الى ضرورة امتثال النظام العراقي الى جميع القرارات الصادرة بحقه ومنها قرار 688 المتعلق بانهاء القمع ضد السكان المدنيين الا انه جاء بمجمله حول الية تنفيذ القرار الخاص بتدمير اسلحة الدمار الشامل وصلاحيات لجان التفتيش الخاصة بذلك. ولاشك أن امريكا لا تأبه بمعاناة الشعب العراقي ولا تهمها اسقاط نظام صدام بقدر ما تهمها امن اسرائيل وسياساتها التوسعية وضمان تدفق نفط المنطقة. ولهذا فان المغزى المباشر للقرار بصيغته هذه هو شل القدرة العسكرية والتسليحية للعراق قبل رحيل صدام حسين وضمان ذلك فيما لو تمت الاطاحة به من قبل اطراف غير موالية للتوجهات الامريكية والتي حين ذلك قد تشكل خطرا مباشرا لاسرائيل التي تعتبر احدى الدول التي تمتلك اسلحة الدمار الشامل ومنها السلاح النووي،  وليس كما تدعي امريكا كونه مصدرالتهديد لجيران العراق وكما سبق وان نوهنا عنه في مقال سابق تحت عنوان " احتمالات افغنة العراق" *.

 فيما يعرب القرار عن اسفه من عدم امتثال العراق للتعاون بخصوص اعادة وتعيين مصير الاسرى الكويتيين البالغ عددهم حوالي 600 شخص، لم يشير القرار المذكورلا من بعيد ولا قريب الى ضرورة الكشف عن المصيرالمجهول لمئات الالاف من ابناء الشعب العراقي ومن بينهم اكثر من200 الف من ضحايا مأساة عمليات الانفال البربرية والمفقودين من البرزانيين والاكراد الفيليين. ولم يبدر من اية جهة سياسية عراقية ومنها الاحزاب الكردية او اية جهة تعنى بقضايا حقوق الانسان اية رد فعل معاكس او تنديد  حول هذا الاهمال المتعمد لهذه المأساة الانسانية الكبرى التي يجب ان تكون في مقدمة القضايا الواجب الخوض فيها وابرازها في المحافل الدولية لممارسة الضغط على الزمرة المتسلطة في العراق للكشف عن مصير هؤلاء الضحايا. فهل هناك من مسألة ترقى الى حجم كارثة اختفاء هذا العدد الهائل من البشر بيد نظام لايزال يتمتع بشرعية دولية ولها سفراء معتمدين لدى الدول الاخرى وممثليات في المحافل الدولية؟. نتسال اين هو دور الاحزاب والحركات والشخصيات السياسية  من هذه الازدواجية في المعايير فيما يتعلق بابراز قضية ما واهمال الاخرى بغض النظر عن مدى حجمها وحساسيتها وتاثيراتها وحسب ما تخدم اهداف صناع القرارات؟ وأي زمن نحن فيه يا ترى؟

15/11/2002        



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة الدكتور كاظم حبيب .. موقف انساني مسؤول تجاه ضحايا ا ...
- العراق بين المطرقة الامريكية وسندان النظام .. والبديل الامثل ...
- تموز اسود ... ام حقد اتاتوركي اسود
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق
- حول تشريعات الحكومة الاسترالية الجديدة بخصوص " مكافحة الارها ...
- شؤون وشجون الجاليات الكردية
- ماذا يهدف وفيق السامرائي من تصريحاته حول توطين الفلسطينيين؟
- لولا الخزرجي وأمثاله لما دام صدام


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - أين دور الاحزاب السياسية من المعايير المزدوجة في قرار 1441