بثينة حلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 11:32
المحور:
المجتمع المدني
العزلة الثقافية:
بدأت منذ حوالي خمسين عام بشكل مُنظم ومدروس في كافة الدول العربية فمُنع التواصل مع العالم الخارجي عن طريق التعليم المتخلف والاعلام المُسيس والمحلي وحُجبت مواقع مهمة على الانترنت واُهملت اللغات الاجنبية التي تشكل مدخلا هاما لثقافة الغير فاصبح سكان كل دولة مُغيبين عن حضارة وتقدم الدول الاخرى علميا وثقافيا وسياسيا ..واصبحت خطط الحاضر والمستقبل فقط بايدي السلطة الحاكمة وممنوع البحث بها عند عامة الشعب لذلك اتجهت الشعوب للبحث بالماضي تحلم بامجاد وحريات وهمية تعلموها بحصص التاريخ المدرسي المُزيف والمُسيس و عن شيوخ جميعهم يساند السلطة الحاكمة ومعظهم تخرج او عاش بالغرب وعاد حاملا معه ادوات التخريب الفكري و العقلي مدعوما باجندات خارجية وسُلطة داخلية ظَنت ان هذه الاساليب ستخدم استمرارها...
والنتيجة كانت قوقعة كل دولة وكل طائفة وكل فرقة على نفسها لاترى غيرها ولا تعترف بالاخرين مع شعور متعالي ووهمي بانهم افضل شعوب الارض دينيا وعقائديا وثقافيا فتلاشى التجانس بين افراد المجتمع الواحد وانعدم الاحساس بقدرة التعايش مع الاخرين وفُقد الانتماء لوطن واحد حل مكانه انتماء كل فرد لطائفته وعشيرته ومنبع دينه.
العالم العربي يتخبط اليوم بين افكار الماضي ومنتجات وتطور الغرب التي جعلت منه سوقا استهلاكيا ضخما يعيش على انتاج الغرب بدون القدرة على الفكير او التقليد او الانتقاد او الرفض وبمساندة الحكومات العربية التي تزداد ثراءا وفسادا نتيجة لهذا الوضع لانها تلعب دور الوسيط والسمسار بين البائع والشاري في كل صفقة تجارية تدخل ارضيها.
هذه العزلة عن العالم عاشتها المانيا الشرقية وعندما اتحتدت مع المانيا الغربية قال هلموت كول رئيس المانيا الغربية سابقا جملته المشهورة :
نحن بحاجة لسنين طويلة لنعلم الالمان الشرقيين ان يفكروا...!!!
اذا كانت المانيا الشرقية بحاجة لسنين طويلة لتتعلم كيف تفكر فإلى كم سنة نحن بحاجة لنتعلم التفكير بحاضرنا ومستقبلنا اذا كانت عقولنا تعيش ثقافة واديان وثاارت وعادات وتقاليد مئات من السنين مضت وانقضت في داخل عزلة جغرافية واجتماعية لايدخلها نور العلم والابداع والمشاركة مع الغير...!!!
#بثينة_حلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟