أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الهروبُ من العلمانية!














المزيد.....

الهروبُ من العلمانية!


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 05:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعلق أحدُ القراء على مقالتي (السياسة الأمريكية وتفكيك العرب) المنشورة في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان (جرأة ووضوح: نور إسلامي) قائلاً:
(العالم العربي كان مقسوماً بين الخليجي والملكي الاستعماري على طول الخط، والمتحرر العلماني الذي حاول الارتفاع بالعرب واتخاذ موقف مستقل محايد وهذا القسم العلماني الشمالي والجمهوري العلماني هو الذي يتعرض للتفكيك والتفتيت والتدمير بمساعدة مباشرة من اليمين الديني الخليجي والملكي، وأمريكا لا تريد قوة مناوئة لها، ولذلك تعمل على تصفيتها بذرائع الديمقراطية والانفتاح والأكاذيب.
لماذا (دول) الخليج والملكيات هي المستقرة بينما انقلبت الدنيا في البلدان الاخرى؟
هل تعتقد أن الدول الأخرى اليمينية أهل لموقف عربي لبناء موقف أم أن في الفم ماء. اقرأ على العرب والمنطقة السلام).
عزيزي القارئ هذا تقسيمٌ أحادي الجانب وغيرُ تاريخي، فالسيرورةُ التاريخية للأنظمة العلمانية الشمالية التي تكتبُ عنها مدافعاً غير مرئية في تطور تاريخي معين بحسب تعميمك هذا، ولا نعرف لماذا تدهورت لكي تصير مكاناً خرباً لصراع الطائفيين العنيفين؟
لم تقمْ بتحليل بناها الاجتماعية المتناقضة والتي تكونت كدولٍ شمولية كرستْ الثروة لدى قواها العليا العسكرية خاصة، والتي عجزتْ عن تطوير بذور الحداثة والوطنية، وجعلتْ جمهورَ الشعب يرتدُّ إلى الوراء بسبب هذه الهيمنة والفساد وتعملق قطاعات معينة مناطقية ومذهبية سياسية عليا عن المناطق الشعبية الواسعة.
كأن علمانيتها تلك ظهرتْ في الفراغ أو نزلتْ من السماء ولم تكن نضالاً محدوداً لم تعمقهُ القوى التحديثية وبسبب علاقات هذه القوى بالدول وحصولها على مكاسب سَدت أفواهها وسكتتْ عن الانزلاق نحو المذهبيات السياسية المحافظة.
لقد رأينا ذلك في بعض القوى السياسية والكثير من أدبيات المثقفين وغاب التحليلُ النقدي الموضوعي وتفشت الانتهازية!
تحول التدهورُ عن العلمانية والديمقراطية إلى صراعات دينية عنيفة، في الأقطار التي تقول إنها الشمالية المبتلاة بالتآمر، ولا تقول إنها خرقتْ فكرَها وفَسدت من الداخل وغدت مظاهرُ التغلغلِ فيها وإرجاعها للوراء وتفجر الحروب والصراعات السلبية داخلها نتائج لتحللٍ عميق.
ولا تبتعد بعضُ دول الخليج عن هذا التحلل وتشجيع القوى الطائفية العنيفة التي أنتجت ظاهرات لا تقل خطورةً في أفغانستان وباكستان وغيرهما، ولا تقاومها حتى الآن بشكل سياسي منهجي بعيد النظر.
لكن الغرق في الصراعات الطائفية ومغامراتها بدأت تُعارضُ في العديد من هذه الدول، والموقف الكبير ضد الانزلاق الإخواني كان أحد المظاهر المهمة ولكنه غير كاف.
ولهذا فإن الانزلاقَ الواسع الخطر فيما غرقت فيه دولٌ الشمال (العلمانية) ممكن أن يحدث هنا في الخليج والعديد من الدول العربية إذا لم تحدث مقاومة شعبية ورسمية لهذا الانحدار الخطير، عبر إبعاد الدين عن السياسة، وعن الهيمنة على المؤسسات العبادية واستغلالها في تفكيك الشعوب وشحن العداوات بينها، وإذ لم تحدث تحولاتٌ في أوضاع الجماهير الاقتصادية المنهكة، وتطوير المؤسسات البرلمانية والمنتخبة والصحافة الحرة.
إن جدلية الشعوب العربية شمالاً وجنوباً هي تحولاتُ أمةٍ متداخلة، أثرت فيها التراجعاتُ عن قسمات الحداثة في دول الشمال وبسبب الأنظمة العسكرية وطرق توزيعها الحادة للثروات وشن الحروب تصاعدت قوى ما قبل الحداثة وشنها الهجوم على الوعي الحديث البسيط عربياً وإرجاع الجماهير للوراء، وهذا ما أثرّ على الدول الأخرى، وأضعف من تطورها التحديثي الديمقراطي العلماني.
استعانة الدول العربية بالقوى الطائفية في الخارج والداخل لشن الحروب والتآمر وأضعف العمليات الديمقراطية، انعكس على الجميع وأضعف الأمة وتطورها المشترك.
يلزمنا الآن التصدي لهذه الظاهرات وعدم تكرارها بالقول إن القوى الإرهابية والرجعية والتابعة التي تصارعُ النظامَ السوري أو العراقي الطائفيةَ الدموية أو تحميهما هي قوى مفيدة وليست إجرامية.
يلزمنا المساهمة في تحول الأنظمة المحافظة الدينية المتعددة القوميات إلى دول ديمقراطية علمانية، وتبصير الشعوب بما ينتظرها من فواجع إذا استمرت في عدم رؤية الأخطار وانساقت في تبعيتها لهذه القوى.
الحرائقُ تنتشر، ومعظمُ النار من مستصغر الشرر، ولكنه لم يعدْ مستصغراً بل غابات سكانية ومدنية تحترق! فعاونوا في إخمادها لا في توسيعها!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد
- بابكو ولحظةٌ تاريخيةٌ
- التغييرُ الديمقراطي ممكنٌ
- أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟
- مانديلا والصراعُ الاجتماعي في جنوبِ إفريقيا
- السياسةُ الأمريكيةُ وتفكيكُ العربِ
- من الفئاتِ الوسطى إلى الطبقةِ الوسطى
- مانديلا وشروطُ التقدمِ الموضوعية
- التعسفُ وجذروهُ
- الوضع الإيراني والتحولات
- أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟
- تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الهروبُ من العلمانية!