أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - الحقيقة المطلقة تلغي العقل














المزيد.....


الحقيقة المطلقة تلغي العقل


أمير البياتي
(Ameer Albayaty)


الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 02:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول ستيفن هاوكنغ (أكبر عدو للمعرفة هو ليس الجهل ..أكبر عدو للمعرفة هو وهم امتلاك المعرفة)
كلام في الصميم فالجهل أمر نسبي قابل للتغير مع الزمن وان ظل راكدا فلن يؤثر في شيء, ما نواجه اليوم أخطر وأعتى من الجهل نفسه وهو جهل الجهل, بمعنى أن تجهل أنك لا تعلم وتدعي العلم.
حقيقة العالم الذي نعيش فيه هو نسبي في كل شيء لا يوجد فيه مطلق, أخطر عدو للعقل هو الحقيقة المطلقة والصورة المتكاملة فهي تقتل الفكر, فلماذا تفكر وأنت تعرف كل شيء لماذا تشك وأنت على يقين من أمرك, يقول البعض أن الشك هو بداية الطريق نحو الحقيقة لكن عن أي حقيقة يتكلم؟ الكلام في ظاهره جميل لكن باطنه هو يقصد الحقيقة التي يسلم بها تسليما مطلقا وان كان لا يملك عليها دليل.
رحلة الانسان منذ ان أدرك وجوده هي رحلة بحث وحيرة . رحلة جهل بكل شيء وله الحق في ذلك فلو جردنا عالمنا مما وصلنا اليه اليوم من تكنولوجيا وعلوم لوجدنا أنفسنا تائهين في هذا الكوكب لا نفقه شيء حولنا. أول ما حير الأنسان هو كونه ضعيف أمام جبروت الطبيعة فأثرت سلبا في تركيبته النفسية جعلته دائما خاضع لما حوله متجها دائما الى السماء فهي حسب مداركه مصدر النعمة والنقمة معا, أمطار, عواصف رعدية, صواعق, شمس حارقة , قمر منير ليلا, نجوم متلألئة, رياح لا يعرف مصدرها, كل هذه الظواهر جعلت الانسان يهاب السماء ويلجأ الى معشوقته الأبدية الأرض التي يحيا عليها ويأكل من زرعها ويحتمي بأشجارها وكهوفها حتى أدرك أنه جزء منها ويهلك بدونها. وأدرك أيضا أن هناك علاقة بين السماء والأرض فالسماء سبب جمال الأرض حين تمطر السماء تحيا الأرض وحين تغضب وتمتنع السماء تموت الأرض, فضم الأرض الى فرقة المستضعف الذي يهاب السماء. طبيعة الانسان مدرك لديه فضول رهيب يحاول البحث في ما وراء الأشياء يحاول أن يضع أجوبة لكل أسئلته المحيرة فلجأ الى الغيبيات كتفسير لكل ما حوله فجعل لكل مبهم ألها له فللشمس اله وللقمر اله وكذا الحال لكل قوى الطبيعة الرياح والمطر والرعد بل تعدى ذلك فجعل للحب اله وللكراهية اله وللحرب اله الى أخره.
في ذلك الوقت كان الانسان محقا فلا قدرة له على استكشاف كل شيء. لكن تركيبته الضعيفة أملت عليه أن يكون عبدا لهذه الآلهة التي هو السبب في وجودها. تطور به الحال على مر عصور كثيرة حتى جاءت فكرة التوحيد فألغى تعددية الآلهة, فكرة جميلة فبدلا من أن تقدم ولاؤك لعدة ألهة لا بد من وجود من هو مسيطر عليها جميعا ويكون الولاء له مطلق.
وهنا جاءت الديانات الموحدة وبغض النظر عن مصدرها لكنها وضعت جوابا لكل شيء وأكملت الصورة وقدمتها للإنسان, الا أنها ارتبطت دائما بسلطة روحية فيها الترغيب والترهيب. وضعت للإنسان قوانين وأطر للحياة. تقبلها الأنسان وقدسها فهو ضعيف بدونها, حتى أصبحت أفكار متوارثة يلقن بها الأنسان منذ طفولته لا يحيد عنها حتى يموت.
الحقيقة المطلقة هذه التي قدمتها الأديان كانت سببا في تعطيل رحلة البحث التي بدأها الانسان منذ فجر تأريخه لأنها ارتبطت بالمقدسات ومصير الانسان بعد الموت في حياته الأبدية كما صورتها له.
بظهور الفلسفة اليونانية القديمة واتباعها منهج العقل في محاولة للثورة على المفاهيم القديمة والتفكير من جديد تطورت المدارس الفكرية وتأسس علم المنطق, لكن سرعان ما تغلبت تلك المفاهيم متمثلة بالسلطة الدينية وهيمنتها على عقول الناس فبدأت حرب جديدة على المفكرين والفلاسفة أستمرت هذه الحرب قرونا طويلة, حتى جاء المنهج العلمي الحديث القائم على التجربة المادية والغير مرتبط بالغيبيات فاستطاع أن يفرض وجوده أمام السلطة الدينية وغير الكثير من مفاهيمها القديمة.
هنا بدأت الحرب بين الدين والعلم الحديث فالدين قدم تفسيرا لكل شيء والعلم يحاول البحث عن كل شيء, مع كل انجاز يتوصل له العلم تنشب حربا جديدة بينه وبين رجالات الدين لا أريد أن اتهم الدين بالضعف أمام العلم لأن الدين كان لابد له من تفسير كل شيء والا تسقط مصداقيته عند معتنقيه فجاءت هذه التفاسير بما يتلائم مع الفكر السائد المواكب لظهور الدين فليس بالضرورة ان تكون كل معطيات الدين صحيحة, لكن تعنت رجال الدين وامتلاكهم سلاح القدسية هو سبب تأخر العلم ومحاربته.
ما حدث في أوربا والعالم الغربي هو حصر الدين في مجاله الروحي والأخلاقي وفصله عن الماديات وفي نفس الوقت اتاحة الفرصة أمام العلم ليأخذ طريقه فليس العلم بديلا عن الدين ولا الدين بديلا عن العلم.
الدين هو خيار شخصي, فكرة الخالق هي فكرة غيبية أما الايمان أو عدمه فهي ليست محل نقاش وأقناع, كل حر في اختياره.
أما ما حدث ويحدث في العالم الاسلامي هو محاولة لربط العلم بالدين وهو سبب حالة التخلف التي وصلنا اليها فلم نترك بصمة واحدة على العلم الحديث. والى الأن نحاول اثبات ان الدين بديلا عن العلم من خلال سلسلة الإعجازات العلمية في القرآن والسنة التي تطرح كل يوم, في رأيي هذا تطفل على العلم, علينا ان ندرك أننا تأخرنا لنبدأ من جديد. نحاول أن نثبت لأنفسنا أننا أهل علم وحضارة لكن واقع الحال يقول غير ذلك. قد يحتج علي البعض ببعض الأسماء من مفكرين وفلاسفة عرب قد قدموا للغرب وكان لهم تأثيرهم, لكن عليه أن يدرك أننا من نبذناهم وحاربناهم واتهمناهم بالكفر والزندقة, باسم الدين والمقدسات كان شعارنا من تمنطق فقد تزندق والى اليوم نعاني من هذا الشعار.



#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الدولة الاسلامية والدولة العلمانية
- أفيون الأعجاز العلمي : رتقا
- التكفير ليس جرما
- أفيون الأعجاز العلمي في القرأن
- محور النقاش الاسلامي حول العلمانية : فتح العين أم كسر العين
- متى ننصدم مع الواقع ؟
- هل الموت ممكنا
- الحلم الاسلامي: حين ننتصر
- المسلمون هم أول من سافر عبر الزمن


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - الحقيقة المطلقة تلغي العقل