أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها















المزيد.....

الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 309 - 2002 / 11 / 16 - 14:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أخيرا أقر شاهد من أهل الحكم في بريطانيا عن مدى الظلم وفداحة المشاكل المزمنة التي خلفها الاستعمار البريطاني وراءه, ففي حديث لأسبوعية" نيو ستيتمان" اليسارية, أعترف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بأن بلاده الاستعمارية كانت السبب في مشاكل الهند وباكستان وكشمير ذات الأغلبية المسلمة, كذلك مشاكل أفغانستان والعراق وفلسطين.

 لأن السياسة الاستعمارية التي أتبعت كانت سياسة فرق تسد. وقال الوزير "إن الكثير من المشاكل التي ينبغي علينا تسويتها الآن هي من نتائج ماضينا الإمبريالي". كما أعترف جاك سترو بأن بلاده" ارتكبت أخطاء خطيرة للغاية, منها مشكلة كشمير". و هذا الاعتراف صحيح لأن مشكلة كشمير بالذات, حيث الأغلبية المسلمة والتي ظلت تابعة للهند ذات الأغلبية الهندوسية, لازالت من المشاكل الكبرى والتي قد تؤدي لاستعمال الطرفين السلاح النووي في حال دارت حرب بينهما على كشمير, ونحن نعني هنا الهند وباكستان. فبأي منطق وعلى أي أساس قامت بريطانيا العظمى سابقا والملحقة بالسياسة الأمريكية حاليا, كتابع وخادم ينفذ مآرب أمريكا بلا جدال, بتقسيم الأراضي والبلاد والأوطان بما يناسب قلم الضابط الاستعماري اللعين ومزاجه المتقلب وهدفه المستقبلي السيئ والحقير.

أضاف وزير الخارجية البريطاني يقول "إنها مسالة سيئة بالنسبة إلينا، ونحن نتحمل نتائجها". هذا كلام جميل ومفيد قد يجعل الشعوب التي تضررت من سياسة الاستعمار البريطاني الماضية وسياسة التبعية البريطانية المعادية حاليا, تعيد النظر بنظرتها لبريطانيا. وقد تكفر المملكة عما ارتكبته من أخطاء وخطايا جسيمة وخطيرة, تدفع ثمنها الشعوب التي تسببت بريطانيا بفقدانها لاستقلالها وسيادتها.

وقال الوزير أيضا "ولعبنا في أفغانستان دورا غير مجيد على الإطلاق خلال قرن ونصف قرن من الزمن". كذلك لبريطانيا أثر ويد في مشاكل العراق المستعصية, من الحدود حتى الوجود, سابقا وحاليا,فطائراتها الحربية وسفنها البحرية العسكرية لا تزال تمارس القرصنة في شمال العراق وجنوبه وفي بحر العرب والجزيرة العربية. أما فيما يخص فلسطين فتعتبر بريطانيا السبب الأول في مأساة الشعب الفلسطيني وتتحمل المملكة بملكتها وعرشها وحكومات صاحبات العروش كل المسؤولية عن ضياع الوطن الفلسطيني وقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية بقوة الحديد والنار والدعم والإسناد البريطاني السياسي واللوجستي والحربي. حيث كانت بداية مأساة فلسطين بوعد بلفور المشؤوم الذي صدر في الثاني من نوفمبر 1917 وحمل اسم صاحبه الغير مغفور له وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور. وفي معرض حديثه قال جاك سترو " إن وعد بلفور والضمانات المتناقضة التي منحت للفلسطينيين سرا في الوقت نفسه الذي أعطيت للإسرائيليين، تشكل مرة أخرى حدثا مهما بالنسبة إلينا، لكنه ليس مشرفا كثيرا".

 هذا الاعتراف من جانب الوزير يدعونا لدعوة بريطانيا لتحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية من أجل العمل الجاد والفعال لإيجاد حل عادل لمأساة شعب فلسطين الذي وصلت به الحال لما هي عليه بفضل جهل وظلم وسوء تفكير وتقدير حكومة صاحبة الجلالة التي أعطت وعدها المشؤوم لليهود وبالنتيجة ساعدتهم ومولتهم من أجل احتلال فلسطين و إقامة الوطن القومي اليهودي على أرضنا وفي بيوتنا التي سلبها الصهاينة فصارت بفضل جيش صاحبة الجلالة بيوت للصهاينة, ثم جعلوا من أرض فلسطين أرض لإسرائيل وعصاباتها الدخيلة التي عبثت بكل القيم الإنسانية فكانت فاشية وسادية ومتشبه بالنازية في تعاملها مع الفلسطينيين منذ النكبة الكبرى وحتى يومنا هذا. وبريطانيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي لم تمارس أي ضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ قرارات المجلس الأممي مثل 242 و383 و181 و194 وغيرهم من القرارات الملزمة, بينما نفش بريطانيا ونفس وزير خارجيتها لا ينامون الليل ويقضون النهار وهم يحضون الدول والحكومات على استخراج القرارات الدولية المعادية للعراق والتي تتدخل في شؤونه الداخلية والسيادية وتطالب بجعله بلدا بلا سلاح, بينما جيوش صاحبة الجلالة لا تزال تحتل جزر فوكلاند الأرجنتينية وجبل طارق وبعض المستعمرات الأخرى, وإسرائيل تملك مئات القنابل والصواريخ النووية, بالأضافة للأسلحة الجرثومية والكيماوية والبيولوجية وغيرها, لكن لا أحد يجرؤ على الكلام, لا سيترو ولا ميترو..

يعتبر كلام الوزير سيترو كلاما جميلا لكنه لن يتخطى الجمال لصالح الأفعال ما لم تقم بريطانيا بالتكفير عن ذنوبها والتخفيف من شدة مواقفها المعادية للشعوب العربية والتطلعات الشرعية لتلك الشعوب.

باستطاعتنا القول بأن الوقت لم يفت ومازال أمام بريطانيا الوقت الكافي لتبديل سياستها وتعديل مواقفها مع ما يتلاءم والمنطق والأخلاق والقيم والاتزان السياسي والديبلوماسي. فسياسة فرق تسد سادت ما فيه الكفاية ولم تعد بالسياسة التي تليق بدولة كبيرة لها دورها وشأنها. على بريطانيا أن تخرج من تحت العباءة الأمريكية وأن تكون أكثر استقلالية وحرية في تحديد مواقفها واتخاذ سياسة تلبي طموحات البريطانيين في لعب دور بريطاني مستقل وحر,لا تبعية فيه لسياسة ومواقف الإدارة الأمريكية.

15-11-2002 ( أوسلو



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو صوتك يا صمتي الصارخ
- كل يطارد غيره حقدا وبغضا وغيره
- حقد الواعظ روبيرتسون يتقاطع مع كتابات الردة..
- ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟
- أخبار سريعة وأخرى مريعة..
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة
- أمريكا والإرهاب العلني ..
- إنما أحب أخي إذا كان صديقي ..
- عجائب وغرائب 2
- شارون ونتنياهو أفضل من بيريز وشارون
- فارس بلا جواد, آخر الفرسان العرب
- تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين
- سأحدثكم عن أيمن..
- من جنين إلى مستوطنة أرئيل المقاومة مستمرة في فلسطين..
- مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..
- الشيشان أرض الذئاب والعذاب
- خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها