أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - أشعياء النبي - في التحضير النفسي للميلاد – صبي ٌّ صغير ٌ يسوقها














المزيد.....

أشعياء النبي - في التحضير النفسي للميلاد – صبي ٌّ صغير ٌ يسوقها


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 20:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أشعياء النبي - في التحضير النفسي للميلاد – صبي ٌّ صغير ٌ يسوقها


"و يحل عليه روح الرب روح الحكمة و الفهم روح المشورة و القوة روح المعرفة و مخافة الرب

و لذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينه و لا يحكم بحسب سمع اذنيه

بل يقضي بالعدل للمساكين و يحكم بالانصاف لبائسي الارض و يضرب الارض بقضيب فمه و يميت المنافق بنفخة شفتيه

و يكون البر منطقة متنيه و الامانة منطقة حقويه

فيسكن الذئب مع الخروف و يربض النمر مع الجدي و العجل و الشبل و المسمن معا و صبي صغير يسوقها"

(من سفر النبي الشاعر أشعياء المُلقَّب بالإنجيلي، الفصل الحادي عشر الأيات الثانية حتى السادسة، السنة 740 قبل الميلاد)


في هذا الزمن نستذكر أشعياء بن آموص النبي الشاعر السابق عصرَه بروحه العالمية التي تتجاوز إسرائيل و يهوذا نحو المسكونة بأسرها، الروح َ الواعدة بالعدل و الإنصاف و رفع الظلم و تصحيح المظالم، هذه الروح التي تستسلم ُ لتأثير الله في كيانِه كاملا ً فتنطلق الكلمات من على شفتيه تصف ُ وجدانَه المشيحاني، وجدان مشيح إسرائيل الذي سيصبح ُ مشيح العالم فيما بعد، هذا المشيح الذي لم يُمسح بزيت أو دُهن أو عُطر لكن مُسِح بروح الرب الذي يحل عليه، ذاك الروح الذي نجده في كل فصول أسفاره، مثل المُسافر الفريد الذي نقلته روح الله في روحه لينظر َ المُستقبل حيث عطاء الله المجاني للجميع، في المسيح يسوع.


الزمن "المشيحاني" زمن ٌ مستمر، لا زمن ٌ حدثي، و الفرق كبير. الزمن الحدثي هو زمن ٌ يحدث ُ فيه أمر ٌ ما و ينتهي ذلك الحدث و يستمر الزمن ذاكرا ً الحدث ضاما ً له لأحداث كثيرة، بينما الزمن المُستمر هو الزمن الذي يتبدل بقوة الحدث الأول و يُصبح جوهرُه و استمراره انعكاسا ً و نتيجة ً مباشرة ً لذلك الحدث تصطبغ بصفاته و يتأثر مسارُه ُ به و يُصبح كل ُّ مجراه شاهدا ً عليه مستديما ً له، طابعا ً لكل ِّ ما تأثر به بوشمه، و هذه هي معمودية الزمن المشيحاني في المسيح يسوع.


إن الزمن المشيحاني للمسيحين يبتدأ بحدث الميلاد إعلانا ً من الله بِبدء تأثيره المباشر في العالم هذه المرَّة في المسيح يسوع، كما أثر قبلها في كل الحضارات السابقة و أعطى روحه لكل من فيها نورا ً أيضا ً يستضيؤون فيه بنفس الروح التي أعطى لمجموعات الإنسان الأول من قبل كل هذا نورأ و حضوراً في لحظة انفصالهم الأول عن المجموع الحيواني، ذلك النور الذي هو في الطبيعة، جُزء ٌ منها بصفته سيدها و مُحركها و سبب وجودها و باعث تطورها و حادي مسيرها نحو ما هي عليه الآن.


يبرُز هذا الحدث الميلادي كاستحضار ٍ فريد لكل آمال البشرية في عدالة ٍ شاملة ٍ مُطلقة تخلُف التراتبيتين الاجتماعية و السياسية الظالمتين و التوزيع المُجحف للثروات، و الامتهان المُخجل لكرامة الفرد، و تُعطي معنى ً لعالم ٍ عبثي يحضُر فيه الإنسان للوجود بدون استشارة و يمضي بدون استشارة، مُساهما ً رئيسا ً في تراكم ثروات الرأسمالين دون أن يكون له منهما أي الحياة و الرأسمالية سوى ما يبقيه حيا ً من راتب ٍ و حوافز، نحو مزيد ٍ من الخدمة و الاستعباد.


في الحدث الميلادي يجدد المسيحي إيمانه بالعدالة و الحرية والنظام و السلام، و يُعطي لجوهر المساواة البشرية الأولوية في حياتة كمبدأ ينبثق عنه كل معنى للعلاقات بين البشر، و يعيد تعريف كل العلاقات مع بني البشر أقربائه على اختلافهم في هذا الضوء المشيحاني الرئيسي، و يجعل من هذا المبدأ انطلاقه نحو مُعانقة الفرد و المجتمع و الدولة و العالم.


أما الحدث نفسه الذي فيه يتم استذكار مولد سيد السلام، فهو حدث ٌ عالمي ٌ شامل لمساكين الأرض و بائسيها و مُنتظري العدل و الإنصاف، و هو حدث ٌ كوني قادرٌ على إنشاء و استدامة و إنجاح فعل التغير في قوته الفريدة. إلا أن هذه القوة الفريدة لا تتجلى فريدة ً في القوة ِ فقط، لكنها تتجلى في انسيابيتها و بساطتها و تلقائيتها و انسجامها مع توق البشرية نحو مُجتمع أفضل و عالم أفضل للجميع، هذه التلقائية و الانسيابية و الانسجام المُعبر عنهم بجملة ٍ بسيطة "و صبي ٌ صغير ٌ يسوقها".


في هذا الزمن الميلادي المُبارك باجتماعنا إخوة ً مُتحابين في المسيح يسوع، نذكر ُ أيضا ً بكل الحب و الاعتزاز شُركاءنا في أوطاننا جميعا ً إخوتنا المُسلمين و هم أُمة ٌ ذات إرادة صالحة ترغب في الصلاح و الخير للعالم كما نرغب فيه نحن، و إن كانوا يعانون من تحديات ٍصعبة عانينا نحن منها في قُروننا المُظلمة و تغلبنا عليها، و نؤمن أنهم أيضا ً سيتغلبون عليها و إن طال الوقت، و هم ينتظرون مهديا ً قائدا ً "يملأ الأرض عدلا ً كما مُلِئت جورا ً"، و يتشاركون معنا في الروح المشيحانية التي تُكرس نفسها لله هاتفة ً "قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين".


في هذا الزمن الميلادي المُبارك نستذكر السيد بعد أن أنهى القراءة من سفر النبي أشعياء فطواه و أعاده لخادم المجمع، ثم نظر في عيونهم و قال "اليوم تمت هذه الأيات في مسامعكم"،،،،


،،، نعم هذا حق، فمن كانت له أذنان للسمع فليسمع!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسعة أيام قبل الميلاد – المسيحيون، ما زلنا هنا!
- مُصالَحة ُ الإيمان مع العقل – الممكن الضروري.
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟
- حوار مع الله – محاولة للفهم
- من سفر الإنسان – سيد السبت
- قراءة في التجديد الديني – حتميته من بواعثه.
- عن نلسون مانديلا – من سجن جزيرة روبين
- عشتار – 3 - القَيُّومة
- متى يذوب ذاك الثلج في بركاني
- عشتار – 2 – ثتنائية جوهر الألوهة
- عشتار – 1 - الله و الشيطان.
- قراءة من سفر الحب الإلهي– تأمل صباحي
- اللذة - إنسانيتنا عندما تغتالها الآلة التسويقية.
- هلوسات ما قبل النوم – من أصبحنا؟
- قراءة من سفر التطور – من الكرومانيون حتى اليوم.
- قراءة من سفر هوشع – تأمل قصير
- سيداو في العقل العربي الذكوري – عيون ٌ على الأفخاذ و ما بين ...
- من سفر الإنسان - المرأة
- عن الدكتور حسن و الدكتور سامي – ثروة العقول العربية
- من سفر الإنسان – ما هو الحق؟


المزيد.....




- فرنسا : قلق من -إرهاب المتشددين الإسلاميين- قبل انطلاق الألع ...
- الرئيس التونسي يقيل وزير الشؤون الدينية وسط أزمة وفيات الحجا ...
- رئيس تونس يقيل وزير الشئون الدينية بعد وفاة 49 حالة في صفوف ...
- نزلها بأقوى إشارة وفرح أطفالك.. تردد قناة طيور الجنة Toyor a ...
- مئات المصلين يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء أول صلاة جمعة ...
- هل تطبق إسرائيل الشريعة اليهودية بعد إعفاء -الحريديم- من الت ...
- الرئيس التونسي يقيل وزير الشؤون الدينية بعد وفاة وفقدان العش ...
- الكنيسة القبطية تعاقب القس دوماديوس
- قائد شرطة باريس: -إرهاب المتشددين الإسلاميين- مصدر قلق رئيسي ...
- بالفيديو.. خطيب المسجد الحرام يكشف سبب اختصار خطبة الجمعة وت ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - أشعياء النبي - في التحضير النفسي للميلاد – صبي ٌّ صغير ٌ يسوقها