أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(2-6)















المزيد.....

سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(2-6)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 16:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ان مبدأ تحويل فكر لينين الى شكل منهجي مركز،وبناء نظري متكامل،تطلب ليس كل ما اعتبر طارئا وعارضا من فكره ذاته،بل وفصل مبدأ السببية-سبب،نتيجة-عن العملية التي انطلق منها:عن التخمينات التقريبية،والاخطاء،والتذبذبات،في القرارات،والتصحيحات الاساسية،والافتراضات المقترحة،وغير ذلك،لمجمل العملية ذاتها،فضلا عن انه كان من الواجب التحقق:من ان عمل لينين النظري والعملي،ظل غير مكتملا،وخاضعا للمراجعة والتمحيص.فقد قطع لينين في شوطه النضالي الطويل،لحظات شائكة من ازمة فكرية(عقلية)عميقة ومؤلمة،حينما كان لينين،يسعى بكل جهده،للبحث عن طرائق واساليب جديدة غير مطروقة سابقا،لموضوعات هي ايضا جديدة فرضت العمل على حلها ،والاستجابة لها.كان لينين يتقدم ويتوقف ،ثم يعاود التقدم من جديد الى امام،بجلد وصبر الشيوعي الثوري الاصيل،متحملا اعباءا كثيرة من المشقة والصراع،مع الذات والحزب والواقع الروسي.وهكذا نجد ان مشروع كل خلفائه،بأستثناء تروتسكي،كان،ومنذ البداية،يتعكز على نوع من الالتباس والضبابية.وما حصل،كان اشبه مايكون،بالاطروحة المعروفة،التي تحدثت عن انفصال كل من المنهج،والنظام لدى الفيلسوف الالماني المثالي"هيجل".ولكن معكوسا بشكل مضاعف وغريب،يدعو للتأمل!.فالذي ترك جانبا،وتم نبذه والتخلي عنه،هو بالضبط منهج لينين وتجريبيته،في حين تم التمسك و"الحفاظ "على نظامه الذي مازال بحاجة لبناء،كما لاحظنا لدى بوخارين!.والسؤال المترتب على ذلك هو:من الذي سيشيد صرح بنائه؟!.المفترض،هو:الحزب بأكمله،مجسدا بأشخاص،هم اقرب رفاق وتلاميذ القائد الذي رحل.هؤلاء النخبة من الثوريين المحترفين من الحرس القديم،والذين كانوا يؤلفون،اعلى هيئة قيادية في هذا الحزب،الحزب البلشفي.ولكن لو كان اولئك القادة متفقين فيما بينهم،لما دعت الحاجة الى احياء نظام لينين او بناءه!.ولاكتفى القدة بمجرد،متابعة عمل لينين ببساطة،مهتدين بمنهجه،وارشاداته،وتوصياته،طالما هي صائبة ومجدية وعملية وفي صالح قضية ومستقبل البروليتاريا والحزب،او على الاقل،باحثين عن طرق واساليب،مبتكرة وجديدة لمعالجة الازمات والمعضلات،التي كانت تواجههم،وبأتفاق الاكثرية..ان شعورهم بالحاجة الى شبح لينين"اللينينية"،هو بالضبط بسبب عدم قدرتهم على التوافق والوفاق فيما بينهم،وبقصد توظيفها-اللينينية-كأداة رئيسية،مشروعة،ولكن مغرضة في صراعتهم داخل الحزب والدولة.فكل واحد منهم كانت له لينينيته المتصورة والموهومة!يدافع عنها لدحض الاخر!وهو دفاع عن اقتناع ذاتي اكثر مما هو دفاع عن اللينينية المتعددة الوجوه،بتعدد الرؤى!.ومن هنا نجد ان"اللينينية"فرضت نفسها للمرة الاولى في حمى الصراع الفكري والسياسي،ليس ك"لينينية"واحدة!.بل مجموعة متعارضة،ومتنازعة من"اللينينيات"!وحسب تصور وفهم كل عضو في القيادة.لتستقر فيما بعد على ذلك النظام"اللينيني"الصارم والمتصلب والفريد والمنتصر،لفرد اوحد!!.والذي لم يكن سوى العنوان الايديولوجي لل"الستالينية" الظافرة والساحقة لبقية اللينينيات الضعيفة،والتي جرى تصفيتها بالدم!!.فحتى في تلك الاقات لم تأخذ"اللينينية"شكلها الثابت والمحدد والمقونن،فمضمونها كان في حالة من السيرورة الحيوية،والتدفق الدائم والمشع والمؤثر.فالكثير من الاراء،سواء كانت حقيقة او منحولة في نسبتها الى لينين!كانت تهمل في واحدة من "المنهجة الستالينية"،لتعاود الظهور،وتحتضن،ويركز عليها في حالة اخرى!والعكس بالعكس!.كانت اللينينية حمالة اوجه!تجد فيها كل ماتشاء،وما يدعم اطروحاتك!.ففي واحد من الامثلة على ذلك:"نظرية الاشتراكية في بلد واحد"التي لم تظهر في الطبعة الاولى من:"اسس اللينينية"لستالين!.يبين هذا،انه لم يكن مقتصرا على القضايا الثانوية الفرعية والجانبية فقط!.كما ان آراءا اخرى احتلت مكانا مركزيا في هذه المرحلة او تلك،عادت وتوارت في الظل،ودفع بها الى هامش المفهوم،والذي امسى موضوع نقاش من جديد!.وهكذا كلعبة دومينو سياسية!!.الم يوضع حتى مفهوم دكتاتورية البروليتاريا نفسه،هذا الذي اصبح موضوع نقاش من جديد(على الرغم من انه لم يصبح موضوع بحث ودراسة نقدية عميقة)في قبو الارشيف من قبل "كوبا"في مرحلة لاحقة من حياته،عندما اخذ يحث الشيوعيين على رفع شعار الحريات الديمقراطية البرجوازية والتحالف مع احزابها،بل والاندماج فيها؟؟!!!كما جرى في الصين مثلا!..كانت هذه الاشكال من التقلب والتلون،مسألة حتمية،فهي في خدمة السلطة الفردية المستبدة،لل"الاخ الكبير"!.طالما ان المحور المنهجي القائل:بالدور التابع للصياغة النظرية،بقى معمولا به وراسخا.فهل من الصواب طرح قيمة "اللينينية"للمناقشة والنقد؟!اليس من المحتمل اننا نقدم صورة قاتمة،وغير متزنة،ومتحاملة في تصورها وتساؤلها؟!.رغم ان حقيقة"الستالينية"هي بالتأكيد اكثر قتامة وعم اتزان وتحامل من اي اسلوب اخر في التعبير!.من الضروري جدا التمحيص الدقيق،والتحليل الاكثر جدية ونقدا للمسألة،العودة من اجل ذلك الى جذور ذاك الصراع المبكر الذي كان ناشبا بين مختلف"اللينينيات"لنرى،ما اذا كنا قادرين على توضيح دلالاته،وحتمية عواقبه المأسوية المميتة،والتي قادت اليه،كدرب الى الجحيم!.ان كل قادة الحزب البلشفي-بأستثناء تروتسكي-شاركوا في اللعبة السياسية والايديولوجية،وانساقوا بعد وفاة لينين في كثرة استخدامهم لمصطلح"اللينينية" الجديد لدعم مواقفهم المختلفة والمتناقضة.نعم كانت هناك اخطاء تكتيكية معينة،ارتكبها لينين،وهي التي عجلت بهزيمته،وساعدت على قيام الصراع داخل الحزب البلشفي،والوصول بها الى تطوير"الستالينية""اللينينية"!ولكن عدم ركوع تروتسكي واستسلامه،كان لمصلحته الرمزية التاريخية،كقائد ومفجر انتفاضة اكتوبر الخالدة،سواء قبل هزيمته ام بعدها،لخرافة"اللينينية"المزعومة(والتي كانت ستثير اشمئزاز لينين لو كان حيا!)،لانه كان الوحيد الذي فهم بالضبط اكثر من اي شخص اخر،ميزة لينين البارزة:كمنظر،وقائد سياسي،ففي معرض هجومه على تشويه العلاقة بين لينين وروزا لوكسمبورغ،حدد تروتسكي هذه الميزة،تحديدا دقيقا،كما حدد طبيعتها،ففي نصه المعنون:"ارفعوا ايديكم عن روزا لوكسمبورغ"يقول:"ظل لينين يوسع افقه على الدوام،فقد تعلم من الاخرين يوميا،وكان يرفع الى مستوى اعلى من المستوى الذي كان فيه بالامس،لقد وجدت روحه البطولية تعبيرها في هذا الدأب،وفي هذا التصميم العنيد على النمو الروحي الدائم وتجاوز الذات".وخلال الصراع المشترك الذي شنه الثالوث:كوبا،زينوفييف،كامينيف ضد تروتسكي،خدم ذلك التناقض المزعوم بين"اللينينية"و"التروتسكية"في التقريب بين لينينيات الثالوث المتصارعة،لتتوحد ضد تروتسكي،وتنبطح مستسلمة جميعا لتلك اللعنة المدمرة ،التي صاغها بوخارين وستالين،وعمدوها بأسم"اللينينية".وعندما تعرضت "لينينية"بوخارين!للادانة والشجب والتجريم بوصفها"تحريضية معادية للينينية"!!!من قبل الزعيم الاوحد والذي بات دون منافس على قمة الحزب،محاطا بأقزام حمقى،بعد نفي تروتسكي خارج البلاد،لم يعد ستالين فقط فوق قمة الحزب،بل اصبح هو الحزب مجسدا بلحم وعظم!!وبوصفه المترجم الامين الوحيد،والمفوض الوصيل"اللينينية"!!!.كان ذلك انتصارا باهرا لل"الستالينية"،بأسم"اللينينية الاصلية"والتي كانت نسختها الوحيدة هي الضمانة المجانية المزعومة لوحدة الحزب،ولصحة خطه السياسي المتوحد!،بينما كا الهدف والغاية:هو ترسيخ سلطة وتفرد الرفيق الكبير!.لم يكن بأستطاعة ستالين تعزيز نفوذه،وتدعيم سلطته المطلقة،بدون تلك الموافقة الجماعية البلهاء،والمعومة بهذه الشرعية الايديولوجية،والتي كانت اداته للاستبداد بالسلطة.وعملية الشرعية تلك لم تكن ممكنة،لو لم يسهم بها اغلب ضحايا كوبا القوقازي!بل كلهم في المستقبل،وفي حمى تنافسهم فيما بينهم،لتحويل لينين نفسه الى مصدر وحيد لتلك السلطة،فقد كانت"اللينينية":ايقونة السلطة للستالينيين،وصليب الجلجلة للضحايا،رفاق الامس،وخصوم اليوم!!!!................................
..............................................................................................................
يتبع..
وعلى الاخاء نلتقي.....



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(1-6)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(3-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(1-3)
- الماركسيون..واشكالية الموقف من الطقوس وحضور ذاكرة التاريخ ال ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(الاخير)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(17)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(16)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(15)
- فؤاد النمري/ حوار الدم...مطاردة الساحرات!!!
- لينين-تروتسكي ...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(14)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(13)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(11)
- كرنفال الديالكتيك،وصياح الديك!!!
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(10)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(9)


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(2-6)