أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ناجي الزعبي - المبادرة الثورية














المزيد.....


المبادرة الثورية


ناجي الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 07:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



يعبرالعالم , والمنطقة في هذه الحقبة المفصلية مخاضا تاريخيا بفعل التحولات الاقليمية , والدولية الناتجة عن الازمة الاقتصادية الراسمالية سيعيد قلب موازيين , ومعادلات الحياة السياسية واسترداد المبادرة الثورية من قبل الشعوب , وبسبب صحوة هذه الشعوب ووعيها بضرورة استرداد ارادتها , واستقلالها الوطني و استعادة القوى السياسية ثقتها بالايدولوجيا الثورية اليسارية , والقومية وصعود قوى دولية اطاحت بالهيمنة الاستعمارية احادية القطب, وكرست عالما جديدا متعدد الاقطاب . لكن هذه التحولات دفعت القوى الاستعمارية للتشبث بالمكاسب التي حققتها على مدار العقود الماضية بكل الوسائل , وخاضت حروبا مباشرة و بالوكالة استخدمت خلالها الادوات المعدة سلفا كالتنظيمات الاسلاموية التي اعملت آلة القتل والتدميرلكنها عادت بالويلات على شعوب المنطقة وبالهزائم على اركان المشروع الامبريالي , وقد آن الاوان لاستخدام اسلحة الفتن , والضغائن , والاحقاد ,كسيناريو للمرحلة و التي هيئت لها الانظمة الرسمية البيئة المواتية سابقا .
لقد عانت الشعوب على مدار عقود مضت من استبداد انظمة جثمت على صدورها , وعاثت فسادا, وافسادا بوعيها وتعليمها, وثقافتها, واقتصادها, ومنعتها العسكرية, والحقت بها هزائم عسكرية , ونفسية , وخلقت انقاسامات , وتشوهات اجتماعية لتوظيفها في التوقيت الملائم لخدمة المشروع الاميركي الصهيوني , والرجعي العربي . ونحن الان نعيش تجليات هذه التشوهات على شكل فتن مذهبية , وطائفية , واقليمية , وجهوية , وعصبيات قبلية مفتعلة من قبل الانظمة الرسمية , لا تتحمل الشعوب مسؤوليتها , وتاتي خلافا لمصالحها , ولسجاياها , ونهجها ورغبتها في التعايش السلمي , لكنها تتفق ومصلحة المشروع الاستعماري.
لقد هيأت هذه الانظمة بيئة اجتماعية مواتية عبر سنوات وعقود من التجهيل , والتضليل , وتزييف الوعي , والتاريخ , ومن الحياة الامنية العرفية ,التي تلت هزيمة الانظمة العربية , وحقبة النهوض القومي بقيادة الزعيم عبد الناصرفي عام 67 , لاستثمارها في التوقيت الذي يملى عليها من قبل الاستعمار الاميركي الاطلسي , فالتخلف الاقتصادي , والفقر , والجهل , وتردي مستوى التعليم , واستئثار فئة بكل الخيرات , وبالسطة , ونهشها لاجساد الفقراء فاقم مساحة البؤس , والعوز , والتشوهات الاجتماعية وخلق بيئة خصبة لكل الادوات التي تشرع بوابة الاوطان على مثل هذه المشاريع المشبوهة
الطائفية , والمذهبية , والاقليمية , والعصبيات القبلية , والجهوية , مصطلحات طارئة على حياتنا الاجتماعية , والسياسية ,وهي بمثابة سفاح سياسي رسمي سيلحق العار , والخراب بمستقبل شعوب المنطقة . ففي الاردن سعى النظام لقسمة الاردنيون افقيا نسبة لضفتى النهر , وعموديا وفقا للجهة , شمالا , ووسطا , وجنوبا , وفي سورية تسعى القوى الرجعية لتكريس الفتنة المذهبية , سنة , وشيعة , ومسلم , ومسيحي , وفي لبنا ن الذي ابتلى بالطائفية منذ تكوينة هناك انقسام مذهبي مسيحيي , مسيحي , واسلامي , اسلامي , وفي السودان , ومصر , والعراق , وليبيا , وحتى فلسطين فقد صنعوا منها امارة اسلامية في غزة , وسلطة عميلة في الضفة , واصبح الحديث عن غزة والضفة , يلغي الحديث عن فلسطين وتحريرها .

لقد حالت الانظمة العربية الرسمية دون ان تكون هناك حياة , وقوى سياسية تساهم في بعث الوعي , ورص الصفوف , والنضال بالجماهير من اجل خوض معركة التنمية , والبناء , و التحرر الوطني , والتصدي للفئات التي تسلبها ثرواتها , وارادتها , وتستبد بها , باشاعة نمط من الحياة العرفية , والامنية , والبوليسية , لارهاب هذه القوى , وترويعها , وفي احسن الاحوال احتوائها واختراقها وتفكيكها لتصبح بنى فوقية غير قادرة على التعاطي مع المرحلة واستحقاتها , وعلى فك شيفرة الحالة الثورية .
وقد ساهمت الهزائم التي منيت بها الانظمة العربية , وانهيار الاتحاد السوفيتي , وتصاعد هيمنة الاستعمار الاميركي الاطلسي في فقدان البوصلة والهوية الايدلوجية للعديد من القوى اليسارية والقومية والعديد من المناضلين الذين اعتقدوا ان الراسمالية اصبحت قضاء لا يرد فانضوى قسم منها تحت عباءة الانظمة , وتحللت قوى اخرى , وانكفات اخرى , مما كرس حالة من الفراغ السياسي , وفقدان البوصلة للجماهير .
تلك مرحلة انتهت بفعل المشروع المقاوم من قبل منظومة المقاومة , وبداية الازمة البنيوية الراسمالية الاميركية الاطلسية , وسعارها وشهيتها التي تعاظمت لسلب ونهب ثروات شعوب المنطقة الذي دفعها لان تخوض معارك عادت عليها بالهزائم وفاقمت الازمات المالية بالغة العمق والحدة , تلتها حالة من تصاعد قوة المقاومة وتحالفها الاقليمي , والدولي , التي كانت آخر تجلياتها , انسحاب البوارج الاميركية من المتوسط , واختلاق اسباب العودة عن مواصلة العدوان بالوكالة على سورية بالقوة الاميركية المباشرة , وعن العدوان على ايران بالاتفاق الاميركي الايراني الاخير .
الجماهير ثورية بطبعها ,وحين تتسلح بالوعي , والقيادة الثورية , تصبح قوة لا تضاهيها قوة , وحين تترك نهبا للفراغ السياسي ولانظمة عميلة تسخر الاعلام , والتعليم , والدين , والفكر , لتشوية وعيها ستصبح مناخا خصبا لكل المخططات المشبوهة , مما يحمل القوى السياسية مسؤولية استثمار الكمون الثوريها لدي بدلا من كيل التهم لها بالتخلف , واحتضان التشوهات , والمؤامرات , وتحميلها وزر هزائم الانظمة العميلة
على القوى الثورية التلاحم العضوي مع جماهيرها وقيادتها ومواصلة النضال بها ومعها وتعليمها والتعلم منها واستثمار حالة النقمة المتعاظمة على شكل تأطير , وتعبئة لها , تمهيدا لخوض معركة الاستقلال الوطني والتنمية الشاملة
دالاس , 12 / 12 / 2013



#ناجي_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران قوة نووية
- الاستدارة الاميركية
- في الطريق الى عالم جديد
- الاسد المتاهب قصور في البصيرة السياسية
- القرامطه
- مؤتمر أعداء سورية
- ان تكون ذاتك - جبران -
- الدم السوري يطهر العالم
- معركة الكرامه كما لم ترو
- زيارة اوباما للمنطقه خطر داهم
- شافيز غادر ويا لفداحة الخساره
- مسربين للانقاذ
- غزه تزيد عري الانظمة العربية العميله
- بيان تجمع الشيوعيين الاردنيين بمناسبة رفع الدعم عن المشتقات ...
- ارتفاع الاسعار ماهو اسبابه الحقيقيه من يقف خلفه
- تقطيع اوصال الازمه ام تعميقها ؟
- الحزب والاردن الموضوعي
- النظام والاخوان وجهان لنفس الدور
- الحل الماركسي للمساله القوميه
- الديمقراطيه البرلمانيه والديمقراطيه الشعبيه


المزيد.....




- صحيفة تركية: أنقرة ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في ...
- صحيفة: تركيا ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في سجنه
- ترامب يخاطب -اليساريين المجانين- ويريد ضم كندا وغرينلاند وقن ...
- من الحوز إلى تازة: دخان مدونة الأسرة وانعكاسات تمرير قانون ا ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الحزب الشيوعي ودكتاتورية الأسد
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 584
-   الحلم الجورجي يستيقظ على العنف
- جيش الاحتلال يقر بإطلاقه النار على عدد من المتظاهرين السوريي ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ناجي الزعبي - المبادرة الثورية