أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف ميرة - الكتاب المدرسي بين إشكالية تمجيد التاريخ المغربي والموضوعية التاريخية














المزيد.....

الكتاب المدرسي بين إشكالية تمجيد التاريخ المغربي والموضوعية التاريخية


يوسف ميرة

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 00:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لعل أهم ما يمكن أن نستنتجه من النصوص المعتمدة في الكتاب المدرسي حول تاريخ المغرب-نموذج كتاب الجديد في التاريخ للأولى باك آداب-، هو سيادة المفاهيم ذات الطابع السياسي على حساب ما هو اقتصادي واجتماعي، وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلا عن سبب اهتمام المؤلفين بهذا الجانب على حساب باقي الجوانب، هل هو أمر مقصود أم أن المؤلفين لم ينتبهوا لذلك؟
بل وأكثر من ذلك نسجل ملاحظة مهمة، وهي أن الحضور الضعيف للمفاهيم الاجتماعية والاقتصادية، لا يأتي إلا في إطار التغطية على الجانب السياسي، وجعله بعيدا عن كل الأزمات التي عانى منها المغرب سابقا.
كما أن جل أهداف هذه النصوص تتلاقى في نقطة واحدة وهي الجانب الوجداني، الذي يتم استحضاره لجعل التلميذ لا يرى سوى الجانب المشرق من تاريخ المغرب، وحتى حين يتم الحديث عن الأزمات أو الهزائم التي تعرض إليها المغرب عبر التاريخ، فإنه يتم تغطيتها بمفاهيم تجعل من التلميذ لا ينتبه إلى الحقيقة التاريخية، بل وأكثر من ذلك ينظر إلى الهزيمة كأنها انتصار، وهذا ما نراه مثلا عند استحضار نص "معركة إسلي"1 .
إن ما خلصنا له انطلاقا من تعليقنا حول أهداف المفاهيم المردفة في نصوص الكتاب، يضعنا أمام إشكالية مهمة، حول مكانة موضوعية التاريخ من داخل الكتاب المدرسي، وهل يجوز التركيز على الجانب الوجداني على حساب موضوعية التاريخ؟
وهذه الإشكالية موجهة بالأساس إلى مؤلفي هذا الكتاب المدرسي لأنهم المسئولين الوحيدين عن اختيار مثل هذه النصوص وإدراجها دون غيرها، بغض النظر عن ما إذا كانوا على وعي بأهداف المفاهيم التي تتضمنها هذه النصوص أم لا.
وإذا ما علمنا أن التاريخ مرتبط بمنظومة القيم التي تكون فلسفة المجتمع، وغير مجرد من طبيعة القيم والثقافة2 ، وأنه القناة الأساسية التي تتم من خلالها عملية بناء نظرة التلميذ إلى ذاته وإلى ماضيه ومن تم إلى حاضره ومستقبله، وإذا أخدنا بعين الاعتبار ما استنتجناه من الأهداف المردفة في النصوص، سنعلم أن نظرة التلميذ لن تخرج عن كونها نظرة تمجيد لتاريخ الأنا، وحتى هذا التمجيد لا يتم على أساس التركيز على الجوانب الحضارية والاجتماعية التي تعكس تاريخ المجتمع، وإنما يتم التركيز فيها فقط على الأحداث السياسية وتاريخ الأفراد.
كما أن اختيارات المؤلفين للنصوص المتضمنة لمثل هذه المفاهيم، لا يتماشى مع ما تم تسطيره في التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادة التاريخ والجغرافيا، عن أهمية التاريخ، حيث اعتبرته: "مادة أساسية في التكوين الفكري والمعرفي للمتعلم، وذلك بتنمية ذكائه الاجتماعي وحسه النقدي، وتزويده بالأدوات المعرفية والمنهجية لإدراكه أهمية الماضي في فهم الحاضر ..."3 ، فهذه النصوص لن تجعل من المتعلم سوى إنسانا مكتفيا بالتفكير في أهمية الماضي وإبعاده عن محاولة فهم الحاضر، مع العلم أن الهدف ليس هو البقاء في الماضي وإلا فلا فائدة من دراسة التاريخ، وإنما الهدف هو فهم الواقع التاريخي بإيجابياته وسلبيتاه، حتى يمكن أن تكون للمتعلم رؤية واضحة حول الأوضاع التي يعيشها في حاضره.
إن ما قمنا به في هذا البحث المتواضع هو محاولة للتدقيق أكثر في محتوى المفاهيم التي تحتويها النصوص المدمجة في الكتاب المدرسي، وما رأيناه واستنتجناه من خلال نصوص الكتاب المدرسي، يجعلنا أكثر يقينا بأنه يجب إعادة النظر في هذه النصوص، وفي مدى تطابقها للمنهج التاريخي المراد تلقينه للمتعلم، وحتى استحضار الجانب الوجداني لديه وجعله ينظر للتاريخ بإيجابية، لا يمكنه تبرير تجاوز الموضوعية التاريخية، فهذه الأخيرة وحدها كفيلة بتنمية حسه النقدي، وتمكينه من فهم الواقع التاريخي بصورة واضحة، تجعل منه إنسانا فاعلا في المجتمع، عوض حصره في بوتقة أمجاد الماضي.
1- الكتاب المدرسي: الجديد في التاريخ، أولى باك آداب وعلوم إنسانية، ص 172.
2- عبد اللطيف أوبلا، تدريس الاجتماعيات بالسلك الأول من التعليم الأساسي، سلسلة التكوين التربوي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، عدد 9، ط 99-98، ص 19.
3- وزارة التربية الوطنية، التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادة التاريخ والجغرافيا، نونبر 2006، ص3.



#يوسف_ميرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتاة / المرأة بين قفص العائلة والزوج
- السفراء/الرحالة المغاربة في أوربا، اصطدام أفكار الطين بفكر م ...
- إشكالية التحقيب المغربي/الإسلامي
- حين تصبح الجريمة جهاد
- موجة الحداثة وحقيقة الفكر العربي
- الحل في العقل
- الجهاز المخزني المغربي في التاريخ، ماذا تغير؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف ميرة - الكتاب المدرسي بين إشكالية تمجيد التاريخ المغربي والموضوعية التاريخية