أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - دولة مؤسسات المجتمع المدني أم دولة الميليشيات؟















المزيد.....

دولة مؤسسات المجتمع المدني أم دولة الميليشيات؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12 - 08:49
المحور: المجتمع المدني
    


دولة مؤسسات المجتمع المدني أم دولة الميليشيات؟

ميليشيا وعسكرة، عنف وتصفيات من مختلف الأشكال والمستويات وليّ أذرع وضرب فوق الحزام وتحته؛ هي وجه آخر من مخلفات الزمن المريض وما يفرضه من تواصل زمن الطوارئ وزمن الأحكام علىهوى الزعيم البديل للقانون وللعمل المؤسساتي الجمعي والمتعارض مع توصيف المجتمع المدني وأنشطته وفعالياته...

هذه الصورة أي صورة الميليشيات والعسكرة والمافيات العنفية التي تسرح وتمرح في عمليات الاختطاف والاغتصاب والاغتيال في سابقة لم تشهدها ثقافة وادي الرافدين إلا من سلطة الطاغية المهزوم.. فيما هي اليوم ممارسة يومية لكل تلك القوى التي تشكل امتداده المرضي الردئ بالضد من قيم أهلنا وتوجهاتهم لبناء زمننا الجديد.

وبالعودة إلى سؤال مقالنا هذا نجد أن عراق اليوم هو عراق ينبني على أنقاض نظام الدكتاتورية التي استلبت حقوق العراقيين طويلا ومحت كل ما يمكن أن يكون للمجموع البشري من المواطنين بل حولَّت المواطن إلى عبد أتعس من تراب العراق المستعبد بملكية مطلقة من الطاغية الفرد وحاشيته.. حيث أوقف بالمطلق وجود المجتمع المدني ومؤسساته وهو ما ظهر مباشرة مع انهيار الطاغية وهزيمته حيث لم نجد أثرا لمؤسسات الدولة الوطنية المزعومة!

إذن المهمة الأولى للعراقيين تكمن في إنشاء مؤسسات دولة مدنية بمعنى سلطة القانون وتثبيت دستورهم على أسس صحيحة تكفل المساعدة على قيام تلك المؤسسات وهو ما يعني إزاحة سلطة المؤسسات البوليسية التي انهارت مع انهيار الطاغية ومن ثمَّ فيما يخص لحظتنا الراهنة إزاحة سلطة الإرهاب البديل للمؤسسة القمعية المهزومة...

هنا يكون من المهم جدا أنْ نقول: إنَّ وجود العصابات والمافيات السياسيةِ الغطاء أمر لابد من إنهائه فورا لكي يكون للمؤسسة المدنية وجود حقيقي وفاعل ولكي يكون بالفعل المجتمع المدني بمؤسساته موجودا بشكل طبيعي مستقر.. وأية حكومة تتساهل مع حالة التسيب والانفلات أو ما نسميه لحدّته وقسوته وطغيانه [الانفلاشية]، نقول إن أية حكومة تتساهل مع الانفلاشية تقضي على مصداقيتها وتدعم من حالة الخسائر التي تلحق بشعبنا وتطلعاته النبيلة للسلم والحرية والتقدم..

كما إنّ حالة العنف التي تطغى في البلاد إنَّما تنتعش في ظل سلطة المافيات السياسية المسلحة مما يسمونه ميليشيا النضال ضد عهد الطاغية؟!! [ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة تاريخ أية ميليشيا بقدر ما نريد معالجة مسألة وجودها المستقبلي]؛ فالمنطق العقلي يقول إذا كانت تلك الميليشيات هي قوى وطنية مناضلة ومخلصة عملت على تحقيق آمال الشعب في مرحلة؛ فما جدوى وجودها اليوم في ظل سلطة دولة مؤسسات؟؟ ألا تفكر في تسليم الراية والتحول إلى حال من العودة إلى الحياة الطبيعية أم أن عناصرها لا يمتلكون ثقافة البناء والسلم؟

هناك شئ آخر هو كون هذه الميليشيا تعكس حالة انعدام الثقة بين تلك القوى السياسية التي تقف وراء تشكيل المجموعات المسلحة لتكون جهازها الصدامي في معاركها مع القوى التي تختلف معها وإلا فما ضرورة القوى العسكرية الحزبية؟ وهذا أمر غير مبرر بالمرة على صعيد دولة تمتلك سيادتها الوطنية الداخلية على أقل تقدير بمعنى سلطتها على جميع مواطنيها بالتساوي والعدل والنظام المدني المسؤول...

من جهة أخرى تشكل القوى الميليشياوية رؤى تقسيمية فئوية طائفية أو عرقية قومية أو حتى تابعة لمعسكرات سياسية وحركات دينية التمظهر والادعاء من هذا الزعم المذهبي أو ذاك.. والكارثة في موقفنا أن تقوم الحكومة الانتقالية المفترض مجئ عناصرها من جمعية منتخبة، أن تقوم بالمشاركة الرسمية المبالغ بها بطريقة احتفالية المشهد في مؤتمر ميليشيا مسلحة والتغطية على فلسفة الميليشيات ووجودها ومنحها شرعية البقاء وهي القوة التي صارت تحكم الشارع بطريقة أسوأ من شبيهاتها القمعية للنظام المهزوم ...

ومثالنا الذي يجب أن نتوقف عنده بهذا الخصوص ما صار لعنة عند مواطننا العراقي ألا وهو عبارة "هذا بأمر السيد" وهي العبارة التي تعني عند المسلحين أن المواطن المسكين لا يستطيع المناقشة بل يجب عليه الخضوع للأوامر وأكثر من ذلك أن المواطن صار مستباحا في كل وجوده وقيمه وصارت حياته أرخص من رصاصة طائش ميليشياوي إذا شعر بما لا يرغب به ولا يهواه ولا يلبي نوازعه والأوامر التي يحملها معه من السيد وأزلامه..

ونحن نعرف ما جرى لطلبة جامعة البصرة حين قاموا بسفرة ترويحية عادية وكيف تمَّ طمطمة الموضوع وإنهاؤه تلبية لمسخرة من يزعمون تمثيلهم الأخلاق وكونهم هراوة المعروف وعصا المنكر.. ونعرف ما يجري من تبادل التصفيات بين الأطراف التي تمتلك تلك العصابات المدربة بل حتى التي تقودها عناصر مخابراتية من دول الجوار كما تتوارد الأخبار من على ألسنة عراقيي الوطن المبتلى بتلك الزمر العنفية من البلطجية...

العراق أيها السادة بحاجة لعودة كفاءاته العلمية والأكاديمية .. العراق بحاجة لعودة علمائه ومفكريه وفلاسفته ومخططيه من الاقتصاديين ومن المهندسين والأطباء والأساتذة .. بخلاف ما نرى من مطاردة وتصفية لكل هؤلاء حتى صارت حال الانفلاش في بلاد الرافدين أخطر من فضيحة وأبعد من مأساة... والعراق اليوم بخلاف هذا الموقف وتلك الحال بحاجة لقيام مؤسسات تستقبل هؤلاء وتحتوي جهودهم وتستوعبها..

أما ما نراه فهو تظاهرات خطيرة المعنى كما يحصل عندما يحضر مؤتمر الميليشيا العسكرية العنفية السملحة كل هذا العدد من المسؤولين ومن أعلى المستويات وبطريقة مثيرة ولافتة في الكلمات التي توجَّه إليها.. في وقت انتظرنا أن تكون الإشادة بالنضالات الوطنية مترافقة مع إشادة بالتوجه إلى استبدال الحلقات العسكرية بالتوجه نحو تقوية موقع تمدين بدل عسكرة وتطبيع سلمي بدل تحفيز عسكرتاري..

العراق أيها السادة غصَّ وتشبع حدا طفح معه الكيل من سلطة العسكر والأجهزة الرديفة.. كما إن من يريد تقوية الجيش العراقي الجديد ومؤسسته والشرطة العراقية الوطنية التي تحترم القانون في المبتدا والمنتهى يجب عليه أن يوقف التفكير بميليشياه الخاصة ويوقف التكتلات المتأتية من مقترحات ضم هذه القوة المسلحة أو تلك علما أننا هنا نحذر من إدخال العناصر التي اخترقت تلك الميليشيات إلى مؤسسات الدولة الأمنية الجديدة وهو ما يتعارض مع المصالح العليا التي تشكل أولوية مهمة لضبط أوضاعنا..

ويوم تصبح حياتنا مربوطة بضوابط قانون الميليشيا الوطنية أو الثورية أو حتى "الديموقراطية إذا احتاجوا أن يصفوا عسكرتاريتهم الجديدة بها" حينها نقرأ على جديد عراقنا السلام ونعيد حليمة وعادتها القديمة ولكن بوضع من السوء والخوانق لا نحسد عليه إذ لن يسلم لا المواطن [الأسير داخل الوطن] والموجود تحت راية العسكرة الجديدة بل حتى المهاجر في الأصقاع القصية وكما ترون سيل التهديدات التي ترسلها مافيات الحركات المسلحة لمجرد مناقشة؟؟ ولا عجب يا سيد رجب.................

انتبهوا أيها السادة ولا تتقاعسوا عن هدف وطني أساس يكمن في أن الدولة العراقية هي دولة القانون واحترام الإنسان دولة المؤسسة المدنية وليست دولة الميليشيات والعناصر المسلحة، إنها دولة العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين والمهندسين والأطباء وشغيلة اليد والفكر من العمال والمزارعين وطلبة المعرفة وهي دولة الحق والعهد والعقد الاجتماعي المدني المكفول فيه حريات الناس وحقوقهم البشرية الآدمية...

أما حيث يكون "السيد" هو الحاكم بأمر الله والممثل الأوحد على الأرض والآمر الناهي والقانون الذي تخضع له البلاد والعباد ويصير "السيد" الدكتاتور الجديد والطاغية المستبد وطبعا وبالتأكيد حرصا على بلاده هو وشعبه هو وأملاكه هو فعندها نكون كلنا خطأ والصحيح الوحيد الصائب هو بطولات ميليشيا الأمر بالمعروف[أي معروف؟] والنهي عن المنكر [أي منكر؟] ليس من جواب غير مزيد من إرعاب الناس بالإرهابوالمزيد منه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق في الدستور بين الفرد والمجموعة؟
- من أجل تفعيل الحملة من أجل دستور علماني؟
- رفض مصطلح -الأقليات- القومية والدينية في العراق الجديد
- الدستور بين الصياغات السياسية المشروطة والصياغة القانونية ال ...
- لجنة كتابة الدستور بين مرجعيتها السياسية الحزبية ومهامها الو ...
- العراق: الأمن وإعادة الإعمار والمحيطين الإقليمي والدولي
- حول حكاية حكومة وحدة وطنية والروح الطائفي المريض الذي يمزقها ...
- شغيلة العراق بين عسف المرجعيات الزائفة وقيود الاستغلال الطبق ...
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك مركز أكاديمي علمي عربي ...
- أسباب الاعتداءات على مقار الأحزاب اليسارية الديموقراطية والر ...
- الطائفية والمحاصصة في الحياة السياسية العراقية الجديدة؟
- نداء من أجل معالجة جدية لقضية المقابر الجماعية وإنصاف الضحاي ...
- المرأة العراقية بين دوامتي القوانين والتقاليد
- بين مصادر الدستور ودلالاته
- فساد الجهاز الحكومي ومستقبل التطور في العراق؟
- إلى أعضاء الجمعية الوطنية المنتخبة: نطالب بوزارة لشؤون القوم ...
- المرأة العراقية في ظل قوانين الاستبداد
- بعض مشكلات القضية القومية في العراق وتفاعلاتها
- سلطان السلطة وسطوتها بين تحرّر العراقي منها و ارتهانه لها؟!
- ردود الفعل المتساوية على الأفعال المختلفة وآثارها السلبية


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - دولة مؤسسات المجتمع المدني أم دولة الميليشيات؟