نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12 - 10:05
المحور:
الصحافة والاعلام
هناك مروحة واسعة من الأفكار التي يمكن أن تضمنها مقالتك ، ولذلك سأكتفي ببعض منها،لأني لا أعرفها كلها:
أن تتنازل وترد على مطبل ومزمر للفساد ورعاته والساهرين عليه، أي على مدافع عن أولياء نعمته بعد أن باعهم كل شيء ليحظى بموقع خاص له بينهم، فيظهر اسمه على شاشتهم وصحفهم وتمتلئ جيوبه ببعض دم وعرق مسلوبين من أرقائهم.
أن تتجرأ على تعرية أقلام تسمي الاستبداد والفساد وأمراض البيروقراطية من نهب واستهتار، وطناً، وتجعل الوطن مزرعة خاصة لحزب أو عائلة أو طغمة أو ما شابه.
ألا تفقد أعصابك وهدوءك وعقلك أمام نفاق صريح مدفوع الثمن كشهادة زور، وتتحكم بعقلك أو يتحكم بك عقلك وتواجه ذلك بصدق وشجاعة، فتنشر غسيل الارتزاق وتفضح حقيقة أطرافه.
أن تؤكد وتصر على أن الوطن هو قيم سامية مشخصة بأناس من لحم ودم وليس مفاسد ومظالم يجسدها لصوص مقنعون بشعارات فارغة مدرعون بقانون الحديد وشرع النار، يستأجِرون (وعند اللزوم يشترون) أقلاماً وأفلاماً وما يلزم لتغطية عارهم.
أن تعرف وتتوقع دائماً أن الكلاب ستعضك والأسلاك المكهربة ستنترك من اختصاص بتوترها العالي، وخلقها الواطي إلى عوالم مجهولة،ربما تودي بحياتك إذا ما اقتربت لتصور بعض المشاهد المؤلمة، أعني بعض الجرائم اليومية التي يرتكبها المختفون وراء الفضيلة، ومع ذلك تتقدم برباطة جأش ووعي لا يملك شيئاً منهما اللاهثون وراء الشهرة واللمعان والمصالح الضيقة.
أن تقف بوضوح إلى جانب المنتج ضد الطفيلي ومع زارع الأرض ضد جرادها وأوبئتها، مع الحرية ضد المستبد، وفي صف الكلمة المعمّدة بفعل الكرام، ضد سماسرة النفوس.
أن تسمي الأشياء بأسمائها وتشير بإصبع ثابتة إلى مواطن الداء وطرق الوقاية والعلاج.
أن تتجرع كأس الحقيقة مهما كان مرّاً وتأبى كأس التزلف والتواطؤ مع الجهل والنفاق، رغم معرفتك أنك تخوض معركة خاسرة.
أن تتوقع الركلات الغاشمة عند أقدام الفجر في أقبية مجهولة الإحداثيات، بسبب كلماتك ومواقفك.
أن تقول لمن أوصلوا البلاد إلى حافة الهاوية وإمّعاتهم ، من مستكتبين ومكبرين ومهللين بالطبل والزمر: أنتم الفيروس الذي ينهك مقاومة البلد وجسد الوطن من الداخل ليجعله لقمة سائغة لأي طامع ومغامر خارجي.
أن وأن ثم ألف أن..................الأستاذ محمد ياسين تحية حارة.
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟