أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - أفيون الأعجاز العلمي : رتقا














المزيد.....

أفيون الأعجاز العلمي : رتقا


أمير البياتي
(Ameer Albayaty)


الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 00:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت قد تطرقت في مقال سابق من هذا المنبر الحر الى موضوع الاعجاز العلمي في القرآن لكن لم أتطرق الى تفاصيل هذا الأعجاز وجهت نقدي الى طريقة تعاطي المسلمين له وتقبله دون معرفة وشرحت الدوافع النفسية التي تجعلهم يتقبلون كل ما يسرد بخصوص الأعجاز العلمي, وكنت قد ذكرت في نهاية المقالة أني لست ضد فكرة الأعجاز العلمي لكني ضد التسليم المطلق بكل ما يقول دعاة الأعجاز مما تسبب في أتهامي بأني مروج لهذا الأعجاز وموافق عليه و أتهمني البعض بأني أول من يتعاطى هذا الأفيون ويروج له, في الحقيقة كل هذه الاتهامات باطلة, فأنا لم أناقش الاعجاز العلمي بتفاصيله ومواضعه لأنكره بلا دليل لكني تعرضت الى ردود أفعال المسلمين وأسباب تسليمهم بكل ما يقال في هذا المجال وكأنه الحقيقة المطلقة التي لا نقاش فيها, كوني قد قلت أني لست ضد فكرة الاعجاز العلمي بحد ذاتها لا يعني أني مقتنع بها بل يعني أنها ليست محل نقاش في الوقت الحالي, لكن عندما أرفض طرحا معيننا لا بد من مناقشته وتقديم أدلة النفي.
سعي المسلمين دوما لأثبات الاعجاز العلمي في القرآن ينم عن شكوك متواصلة في حقيقة هذا الكتاب ومصدره, فتراهم يسعون دائما لأخذ أمضاءة العلم عليه فلماذا يا ترى ؟ لا أجد تفسيرا سوى أنهم أنفسهم غير مقتنعين بهذا الكتاب ومصدره فلو تعاملوا معه ككتاب دين ليس له أي علاقة بالعلم لارتاحوا وأراحونا, لكن المشكلة تكمن في أن هذا الكتاب لم يترك صغيرة ولا كبيرة لم يتطرق اليها من معلومات كونيه الى تفاصيل الخلق الى مراحل تطور الجنين الخ ...الخ .
وبتطور العلم وتبيان الكثير من الأمور التي كانت مبهمة أصبح الدين في حيرة أما أنه يثبت عجزه أمام العلم أو يدعي بأعجازه للعلم. بالطبع الاعتراف بالخيار الأول غير ممكن من قبل رجال الدين لأنه يهدم الدين فاختاروا الخيار الثاني وهو الأعجاز العلمي, أو بالأحرى التطفل على العلم فكل نظرية يتم تقديمها مدعمة بالأدلة والبراهين يبدأ دور الإعجازيين في البحث عما يشير اليها في القرآن ضاربين بعرض الحائط كل التفاسير القديمة التي جاءت في شرح تلك الآيات. ومنها الآية الأتية :
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ-;- وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ-;- أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء 30
يدعي الكثير من المسلمون وعلى رأسهم دعاة الاعجاز ان في هذه الآية اشارة واضحة لنظرية الانفجار الكبير التي تفسر نشوء الكون . قد يبدو لمن هو مطلع على النظرية أن هذا كلام صحيح فرتقا التي وردت في الآية تشير الى الوحدة المادية الأولى التي بدأ بها الانفجار وهي السينكولارتي (singularity) . لنرجع الى تعريف الرتق في اللغة العربية التي جاء بها القرآن الرتق هو عكس الفتق كما في تكملة الآية (ففتقناهما). فجاءت التفاسير القديمة على أن السموات والارض كانتا ملتصقتين ففتقهم الله في بداية الخلق وجعل بينهما الهواء . وذهب البعض الى أنهما كانتا رتقا أي أن السماء لا تمطر والأرض لا تنبت ثم فتقهما الله وجعل من الماء كل شيء حي .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=21&ayano=30
قبل أن أكمل فكرتي أحب التذكير بأن الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام يفترض بها أن تكون من نفس المصدر ويدلل على ذلك التوافق الكبير بين مضموناتها, وهذا ما يذكرني بمقولة الدكتور طه باقر في كتابه ( مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة ) ( ومما يُقال عن بقاء اليهود في بلاد بابل – بعد السبي البابلي الثاني والذي تم فيه تدمير أورشليم ودك معالم هيكل سليمان – وما تركهُ من تأثيرات كبيرة في الديانة العبرانية وفي تطور معتقداتها الأساسية بحيث يصح القول ان هذه الديانة بوصفها ديانة مُوحِدة مع نضج فكرة الوحدانية فيها ، إنما نمت في أثناء بقاء اليهود في بلاد بابل ، كما بدأ فيها جمع أسفار التوراة وتدوينها ما بين القرنين الخامس والسادس ق.م ، ودُوِنَ التلمود البابلي الشهير في القرنين الخامس والسادس الميلاديين ، هذا بالإضافة إلى ما أخذهُ اليهود من آداب حضارة وادي الرافدين ومعارفها وأساطيرها وقصصها).
هنا أشارة تأريخية واضحة الى أن اليهود اقتبسوا الكثير من أفكارهم ومعتقداتهم من البابليين بعد السبي اثناء بقاءهم في بابل ومن ضمن ما أخذوه من البابليين هو أسطورة الخلق البابلية ( إينوما إيليش ) والتي تصب فحواها في أنه في البدء كانت الإلهة (نمو) لوحدها ، وهي المياه الأولى التي إنبثق منها كل شيء ، ثم أنجبت ولداً ذكراً (آن) إله السماء ، وأنثى (كي) آلِهة الأرض ، وكانا ملتصقين ببعضهما وغير منفصلين عن أمهما نمو ، وحدث آن تزوج (أن) من أخته (كي) وأنجبا إله الهواء (أنليل) والذي بقوته الجسدية حرر إلتصاق أمه وأبوه عن بعضهما فصار ابوه السماء وأمه صارت الأرض ، ثم أنجب أنليل (نانا) إله القمر ، والذي بدوره أنجب (أوتو) إله الشمس.
فلما لا يمكن ان تكون هذه الاسطورة هي الأصل وخصوصا أنها جاءت قبل القرآن بحوالي ألفين عام وكل الأدلة تشير الى أن اليهود هم من أقتبسوا هذه الاسطورة ونقلوها لتراثهم ومن ثم انتقلت الى الاسلام لكن بصورة مختصرة ومما يؤكد كلامي هو ما ورد في القرآن : ( وَهُوَ الذِي خَلقَ السماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلى المَاء) سورة هود (7) أي أن القرآن يقر بأن الماء كان موجودا قبل كل شيء كما في الاسطورة البابلية والحديث النبوي أيضا يؤكد هذه الفكرة : ( كَانَ اللهُ وَلمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلى المَاءِ ، ثُمَّ خَلقَ السماوات وَالأرْض ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُل شَيْءٍ ).
فلماذا مطلوب مني أن أصدق ما قاله دعاة الاعجاز العلمي بخصوص الرتق ولا أصدق الأصول التاريخية التي تطرقت لفكرة الخلق؟



#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير ليس جرما
- أفيون الأعجاز العلمي في القرأن
- محور النقاش الاسلامي حول العلمانية : فتح العين أم كسر العين
- متى ننصدم مع الواقع ؟
- هل الموت ممكنا
- الحلم الاسلامي: حين ننتصر
- المسلمون هم أول من سافر عبر الزمن


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - أفيون الأعجاز العلمي : رتقا