|
المدرسة العراقية واضطهاد العاملين العراقيين فيها
مصطفى فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 15:53
المحور:
المجتمع المدني
يبدو ان الحكومة العراقية ممثلة بسفيرها في باريس لا تريد ان تدخل نفسها بشكل جاد بحل المشاكل العالقة في المدرسة العراقية التي كانت وكرا للمخابرات ايام النظام الساقط . وفي ذروة الحصار تحولت المدرسة الى نظام التمويل الذاتي . بعد السقوط سيطر ثلاثة من بقايا النظام السابق وهم المحاسب " هيثم متولي" ومديرها السابق " رشيد الحداد " والمعلم جبار العقابي ( يمكن العودة الى القناة العراقية التي عرضت العام الماضي تحقيقا عن المدرسة اعده الاعلامي سيف الخياط وكشف بالصوت والصورة ما نقوله الان ) وقاموا بمساعدة آخرين بتأسيس جمعية منظمة مجتمع مدني وفق القانون الفرنسي لتسيير المدرسة والسيطرة عليها بشكل كامل . وهذه العصابة كانت تهدد المدير الجديد الذي اختارته الجالية العراقية ( التي ناضلت طويلا ضد النظام السابق ولم يذكر ان احد افرادها قد دخل تلك المدرسة سابقا)، " الاستاذ سعد حمودي ابو حيدر" بأنهم اذا انسحبوا من المدرسة فان اولياء الطلبة سيسحبون ابنائهم ! ( طبعا هذه كذبة كبيرة لان معظم الاولياء لم يجدوا مدارس تقبل ابنائهم بما فيها المدارس الفرنسية ، وهذا موضوع آخر نتجنب الخوض في تفاصيله الان .. فقط نشير الى اننا نستطيع ان نرى امام المدرسة الامهات المحجبات والمنقبات ومعظم الآباء بالملابس الافغانية رغم انحدار اصول معظمهم من المغرب العربي .) وتعرض هذا المدير الجديد الى الكثير من ابتزاز العصابة القديمة وراح يتصرف بطريقة لا تبتعد عن سلوكهم حارمين الاساتذة والعاملين في المدرسة من مرتبات العطلة الصيفية بينما هم يتمتعون بها. والمدرسة استمرت تدر ارباحا كبيرة من خلال اجور الدراسة لطلبتها الذين تجاوزوا المائتين طالب بالاضافة الى تبرعات الاهالي المتواصلة، كما ان الادارة لا تدفع ايجار البناية التابعة للحكومية العراقية بل انها ايضا قامت بتأجير القاعات لمنظمات عربية اخرى، وبكلمة اخرى ان المدرسة لا تعاني من صعوبات مالية واتمنى من مفوضية النزاهة ان تنتبه لهذا الموضوع وتقوم بتحقيق جدي في ميزانية المدرسة العراقية . واستمرت معاملة العاملين والعاملات من العراقيين في المدرسة بطريقة سيئة حتى شكو لوزير التربية السابق خضير الخزاعي اثناء زيارته للمدرسة وقال لهم بالحرف الواحد "لا عاش اليذلكم" ولكن مذلتهم استمرت بتهديدهم بفسخ عقودهم ، وقد ذاقوا الامرين لكي يحصلوا منذ سنتين على عقود ثابتة .وتنفسوا الصعداء حين تم تعيين مدير جديد منسب من العراق الى فرنسا لادارة المدرسة وهو الاستاذ ساطع ياسين طه الدوري والذي لم يستطع ان يفعل شيئا مهما، نظرا لجهله للغة ولواقع التعليم والقوانين الفاعلة في تسيير المدارس في فرنسا والانكى من ذلك هو ان يكون بيدقا بيد العصابة القديمة، واستمرت ادارة المدرسة بمناصبة العداء للعراقيين خاصة حين طالبوا بصرف رواتب العطلة الصيفية لهم اسوة بالادارة وبعصابتها ، فادعوا انهم يشكون من مصاعب مالية ، بينما تم تعيين تسعة اساتذة جدد من الجالية العربية وليسوا عراقيين، واتخذوا قرارا غريبا وهو تقسيم مرتبات العاملين، من اساتذة ومراقبين، على 12 شهر ، وهذا يعني تخفيض المرتب الى الثلثين . كانت المرتبات قبل سنتين تتراوح بين 550 و850 يورو واصبحت اليوم اقل من 300 يورو ، بينما اجور الحد الادنى في فرنسا يصل الى 1400 يورو وما ينطبق على الفرنسيين " يفترض " ان ينطبق على العاملين في المدرسة العراقية . والدرس البليغ الذي نستشفه من تخفيض المرتبات بهذه الطريقة المهينة هي ايضا محاولة لتوريط المدير الجديد" ساطع الدوري" اذا ما اشتكى المعلمون والعاملون في محكمة العمل على المدرسة ! قامت ادارة المدرسة بتهديد العاملين الذين رفضوا استلام الراتب ـ المهزلة الى ان مرتباتهم ستعود الى المصرف وسيحرمون منها بعد ذلك ! قرارات مضحكة وعقليات اكثر اضحاكا وهم لا يعلمون اذا ما اشتكى هؤلاء الاساتذة والعاملين في محكمة العمل الفرنسية تساندهم في ذلك نقابة المعلمين الفرنسية ، لانهم اعضاء فيها، فانهم سيكلفون المدرسة مبالغا كبيرة بالاضافة لعقوبات تصل الى الحبس لمخلافاتهم الصريحة لقانون العمل الفرنسي الذي ينطبق على جميع العاملين على الاراضي الفرنسية . والسؤال الاخير نوجهه الى السفارة العراقية وبنفس الوقت الى وزارة التربية والحكومة معا : متى تتعاون المؤسسات الثلاث هذه ليتم تنظيف هذه المؤسسات من الحرامية ومن كتبة تقارير النظام السابق؟ ومتى يتم انصاف ابناء الجالية العراقية في فرنسا او غيرها ؟
#مصطفى_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|