|
تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 7
المهدي السكتاني
الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 11:52
المحور:
حقوق الانسان
الفتاة "ل" ما زالت ترقد بمستشفى المحتار السوسي وهي تعاني من مرض السكري الذي أنهك ما تبقى من قواها التي أنهكها شقاء بيت أسرة "رمسيس"، الفتاة "ل" من ضحايا صادرات "اللحم والدم" من الجنوب إلى الشمال، كما يقول الشاعر عن صادرات العمال المغاربة إلى فرنسا : "الصادرات لحمي ودمي ... "موغا" في السوق الدميمة"، "موغا" سمسار فرنسي ينتقى شباب الجنوب المغربي المتين البنية لتسويقه بمناجم الفحم بشمال فرنسا، وهو يفتح عروضه للعمل بفرنسا بالجنوب من "أكلول" بتزنيت إلى "تالوين" ب"قصر السوق" مرورا بتارودانت، كان "موغل" ينتقي الشباب الفقير أبناء جبال الأطلس الصغير والكبير وجبال صغرو بشكل مهين حيث تقف طوابير الشباب عارية صدورها أمام الملأ، يمر عليها السمسار "موغا" ويطبع الأجود المتين من الصدور العارية للمرور إلى المرحلة الثانية التي تتم ب"عين برجا" بالدار البيضاء حيث الفحص الطبي الذي يؤكد سلامة "اللحم والدم" من الأمراض، لتبدأ رحلة العبور من الجنوب إلى الشمال إلى مناجم الفحم بشمال فرنسا التي دمرتها الحرب ويفعل "السيليكوز" بمغارات الفحم فعلته ب"اللحم والدم" المغربي، حيث يبدأ تدمير الجسم المتين رويدا، رويدا إلى حين بلوغ مداه ليصاب الجسم كله بمرض "السيليكوز" ويحد من طول عمر المصاب.
"موغا" في السوق الدميمة ... هذه المرة لصادرات "لحم ودم" الطفلات "أمات البيوت" من مداشر الجنوب الفقيرة إلى بيوت "أهل اليسار" بمدن شمال المغرب، لتبدأ عبودية القرن 20 من أجل بعض الدراهم، وسقطت "ل" في فخ السمسار "موغا" ليقودها إلى جحيم بيت "رمسيس"، نساء عدوانيات هن اللواتي يحكمن هذه البيوت التي تعيش أهواء البورجوازية الكومبرادورية بين التقليدي والعصري، تقليدي الفكر الإقطاعي المسيطر على تفكيرهن وعصرنة الحياة المادية، المرأة "رمسيس" من هذه الطينة المبللة بشحوم التفكير التقليدي، إمرأة عدوانية من "نساء الأعمال" بعاصمة الإقتصاد الكومبرادوري تستثمر في تجارة " المواد الغذائية والخمور"، تحول حياة الطفلة "ل" إلى جحيم محقق بكل المقاييس، والفتاة "ل" في سنها 22 نحيفة الجسم قصيرة القامة إلى حد كبير كأنها طفلة في سنواتها السبعة "مصابة بالسكري" الذي زاد من معاناتها الصحة، "أمة البيوت" ببيت "رمسيس الأم" المرأة الحديدية، جردتها من جميع أغراضها حتى بطاقة هويتها وأرسلتها مع حافلات الشمال إلى الجنوب في أيام عيد الأضحى لتضحي بها جزاء لسنوات تضحيتها العبودية بيت "رمسيس"، "رمسيس البنات" بفنادق وحانات عاصمة الإقتصاد الكومبرادوري يقمن حفلات أعياد الأضحى و"رمسيس الأمة" مطروحة ب"جناح المجانين" بمستشفى المختار السوسي بتارودانت، تارودانت : الرشوة والجنس ؟ النيابة العامة تدفع استقالتها من كل القضايا التي تهم استغلال "أمات البيوت" وتقول : ليس من اختصاصها متابعة وضعية "ل" ضحية إجرام "رمسيس الأم" !!؟؟
الفتاة الفرنسية "ف.ك" من أحفاد عائلة من أرستوقراطية عاصمة الإقتصاد الكومبرادوري هاجرت لتستقر بعاصمة الديمقراطية البورجوازية الأوربية، يختلط "لحم ودم" الأرستوقراطية المدنية المغربية بالأرستقراطية المدنية الفرنسية ليعطي "لحما ودما" جديدا، الفتاة الفرنسية بداخل الكنيسة الأورتودوكسية ... في جولة سياحية بعاصمة الإقتصاد الكومبرادوري تجلس الفتاة مع أبيها بإحدى حانات "فضالة" المدينة الصناعية المجاورة على شاطيء المحيط الأطلسي، يسترجع الأب ذكريات شبابه بهذه الديار التي غادرتها العائلة عدا فردا واحدا من أفرادها اختار أو أرغم على العيش بين فقراء المدينة القديمة، يقف الشاب "م" أمامهما ... ينصرف ليحضر لهما طلبهما ... ويتكرر ذلك كلما حلا بهذا الحانة ليتشكل بينها وبينه نوع من التعلق الحميمي عبر نظراتهما اليومية، الشاب المغربي "م" هاجر من الجنوب إلى الشمال بحثا عن لقمة عيس لم يعرف أنه سيلتقي فتاة فرنسية مخضرمة يمتزج فيها "اللحم والدم" المغربي ـ الفرنسي، ليعطي للقائهما نكهة أريحية خاصة تقودهما إلى مغامرة عاطفية تشكل قصة أطوارها غربية، جزء منها دار بداخل دهاليز النيابة العامة ورئاسة المحكمة الإبتدائية بتارودانت، تقدمت الفتاة الفرنسية "ف.ك" بجرأتها المعهودة عندما اكتشفت أن شيئا غريبا تم بينها وبين الشاب المغربي "م"، تقدمت إليه وهو خجول وطلبت منه الحديث معه بعض الوقت بشأن العلاقة العاطفية التي تشكلت بينهما بفعل تكرار لقائهما، واستمرت علاقتها أسبوعا كاملا دون انقطاع في جو من العلاقة الحميمية البريئة براءة "دم يوسف"، والأب غير راض على ما يحدث أمامه وهو لم يعرف أن علاقتهما أكثر مما يتصور، نفر الأب من البنت وافترقا بعد رجوعهما إلى فرنسا ولم يعرف أن بنته حملت معها ذكريات لن تفارقها، وقادتها إلى التعلق ببلاد أجدادها وتقودها من الشمال إلى الجنوب في رحلة حب أطوارها غريبة لم يستطع الحد منها إلا قضاة تارودانت !!
بين رحلة الفتاة الفرنسية ورحلة الفتاة المغربية من الشمال إلى الجنوب مسافات ضوئية رحلتان متناقضتان، الأولى بحثا عن استقرار عاطفي يمزج بين "لحم ودم" الأرستوقراطية المدنية و"لحم ودم" الأرستوقراطية الإقطاعية بين شابين كلاهما معطلي الشواهد والسواعد، والثانية هروبا من جحيم "رمسيس الأم" وهبت حياتها القصيرة خدمة للأرستوقراطية المدنية بعاصمة الإقتصاد الكومبرادوري، قصتان لفتاتين كلتاهما في علاقة غريبة بالمحكمة الإبتدائية تارودانت التي فعلت فعلتها فيهما فدمرت العلاقة العاطفين بين الشابين تدميرا، دخل القضاة في علاقة "مشبوهة" مع الفتاة الفرنسية فتوقفت أطوار الزواج بينها وبين الشاب المغربي، وتتدخل النيابة العامة لتزيد حياة الشابة "أمة رمسيس" معاناة، معاناة بسجنها القسري بين "مجانين" مستشفى المختار السوس، النيابة العامة ترفض البث في طلب نقل الفتاة "ل" من المستشفى إلى إحدى "المؤسسات الإجتماعية" التي تعج بها المدينة والتي تحمل قصصا أطوارها غريبة، خاصة "دار الحليب" التي أسسها لبمستعمر الفرنسي لاحتضان "الأطفال المتخلى عنهم"، يشرف على تسييرها محامون وأطباء وتمونها المنظمات الخيرية الفرنسية ... النيابة العامة تقوم بحفظ شكاية باسمها ضد "رمسيس الأم" قدمتها إحدى المنظمات بتارودانت، يتم حفظها بدعوى "عدم الإختصاص" ؟؟؟
بين "لحم ودم" كلتا الفتاتين "لحم ودم" آخر غريب يحكم سيرورة وصيرورة "اللحم والدم" بتارودانت، بين "لحم ودم" الأرستوقراطية المدينة والأرستوقاطية الإقطاعية المواليتين ل"اللحم والدم" الكومبرادوري "لحم ودم" البورجوازية الصغير المتربع على كراسي البيروقراطية بدهاليز الإدارات.
#المهدي_السكتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 6
-
تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 5
-
تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 4
-
تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 3
-
تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 2
-
تارودانت : الرشوة والجنس ؟
-
رسالة مفتوحة إلى المجلي الأعلى للحسابات بالرباط بالمغرب
-
إنجاز معبر على وادي زاكموزن بين حي تكركوت وإمزيزوي بلدية تال
...
-
الأوراش الجماعية وسيلة مدبرة لنهب المال العام
-
بناء الشطر الثالث لمقر بلدية تالوين وسيلة لنهب المال العام
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|