انتخبت وكلشي ما حصلت

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اصبح هرج الانتخابات يصم الاذان ككل مرة وكالعادة ..ونلاحظ كل من يترزق وينتفع من هذه المناسبة نجده اليوم يصرح ويجزل الوعود ويلمع الصور ويتباهى بالولاءات ويكذب ويزور في شرح السير والانجازات ...والبعض يدعي هو العالم وهو الفاضل وهو العادل حتى ان البعض يدعي انه المبشر لظهورالامام المنتظر وهو المنقذ ..
بالمقابل نجد شعب وناس يتمرغون ويتعذبون بالفقر والجوع والجهل وبالوعود الكذابة يصدقون ...وبكل عرس يرقصون ... وبكل عزاء يلطمون ..وبكل خبر مزيف وتافه يفرحون ..
بين هؤلاء وهؤلاء تقف شريحة من المثقفين والاعلاميين التقدميين والليبراليين العلمانين والتكنوقراط من الشرفاء المخلصين ومن النزيهين بحت اصواتهم ..يفضحون الاكاذيب ويشرحون احابيل السياسيين واكاذيب الفاسدين وفنون اللصوص والحرامية والمزورين ..وينبهون للمواقف الصحيحة والمباديء المفيدة والعقائد النظيفة ..ويحاولون رفع الاصوات بالمناقشات والتصريحات والتنظيرات وربما بالمظاهرات والاعتصامات والتعرض للقتل والتصفيات والاعتقالات ...والغريب العجيب ..والمخيب للامال ...نجد ان لا الشريحة السياسية الحاكمة تستفيد من نصائحهم ولا الضحايا من الفقراء والمساكين يستجيبون لنداءاتهم او يهتمون بها ...فاليس غريبا وعجيبا ؟؟.. لا ياخذون درس وعبرة من التجارب الانتخابية السابقة ؟؟ ويرتكبون نفس الاخطاء بانتخابهم لنفس الكتل ونفس الزعامات التي اثبتت السنوات السابقة انهم اشد هولا واذية على المواطن من الاحتلال نفسه ؟؟؟
واليوم تتكرر نفس السيناريو ونفس التمثيلية وبزعامة نفس القيادات الدينية والقومية ...وهم يناشدون المواطن لينتخبهم بحجة التغيير ...ويؤسفني ان استخدم تعابير وتسميات انا شخصيا اكرهها ولا احترم من يرددها ..الشيعي يناشد الشيعة وفي مقدمتهم رجال الدين والمرجعيات ( انتخبوا قبل ان يستعيد منكم السنة الحكم) وعلماء السنة وقادة المحافظات الغربية وبقوة اشد يناشدون المواطنين السنة للانتخاب قبل ان يستمر الشيعة بظلمكم واعتقالكم وتهميشكم ..والاكراد نفس الاسطوانة يرددونها ...بالتخويف من العرب ونفس الطريقة يتبعها التركمان والايزديين والمسيحين ...والمواطن حاير ..وضايع وهنا يبقى المواطن العراقي في النهاية هو الضحية ..الكل تطلق الوعود وتنصب موائد الطعام والكل ينزل الكرم الحاتمي فجأة وتنتعش عنده الغيرة والحمية العربية والكل تتباهى في خدمة الاسلام او ال البيت ...
وعود بتوزيع بيوت واراضي سكنية وقروض وفرص عمل ووظائف واطلاق سراح سجناء اما الهديا والنذور.. فحدث ولا حرج .. فتبدأ من خبز العباس ولاتنتهي بالصوبات والبطانيات ولاسيما بعد ان نزلت مليارات الدولارات للشارع وبلا وجع قلب ومن قوت الشعب...وستتحول الى ورق صور ولافتات قماش واقامة عزائم وندوات وخروج على الفضائيات .. اتوجد مهزلة اكبر من هذه ؟؟
والله عيب على المواطن ان ينضحك عليه للمرة الرابعة ...واقولها بصراحة ان قانون الانتخاب وكلاوات سان دييغوا وعدد الدوائر لن تغير من النتيجة شيء فافهموها ياناس قوانينهم فصلوها على قياسهم ..فالى متى يضحكون عليكم ؟؟.. وتخرجون على الفضائيات ترفعون اصابيعكم ملونة باللون الازرق ...وترددون ...اني انتخبتهم وكلشي ما حصلت ..
فان كنتم فعلا مؤمنين كما تدعون ...فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين ...وانتم ستلدغون للمرة الرابعة ..افهموها يا اهلنا ..فالتغيير الحقيقي والمنشود لن يحصل كما تتمنون ..
انا لن اقول لكم ان تنتخبوا او لاتنتخبوا ..وانما لا تجعلوهم يضحكون عليكم ثانية ..وكونوا جديرين بعراقيتكم ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا
بغداد -12/12/2013

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات