|
عندما يتحول العلمانى المتمدن ,الى مجرم ومرتزق ,,,,
حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 00:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما جائت الفرصة على طبق من ذهب ,خاصة فى مصر , صممت قوى التطرف العلمانى على تقديم صورة بشعة لشكل وروح وقيم العلمانية ,,المواطن العربى معذور تماما عندما يرادف العلمانية بالكفر والقهر والانتهازية ,مع انها فى رؤيتنا الحيادية ,هى هى مدخل للتقدم والتعايش والمساواة والرفاهية وقهر الجهل والتخلف ,,,ان التجربة التى تتم فى مصر حاليا على يد بعض من يسمون انفسهم بالعلمانيين ,لا علاقة لها ابدا بالقيم الديموقراطية ,ولا بالعلمانية المطبقة فى كافة دول العالم المتقدم المتمدن ,,ان صياغة القهر ,ومحاولة تغليب وتغليف ,الاجرام وتسويق القمع ,عبر آليات تبدوا فى ظاهرها علمانية ,هى محاولات محكوم عليها بالفشل التام ,بل و ومحو وتلويث البقية الباقية من صورة العلمانية فى مصر والعالم العربى ,,,,
ان العلمانية المطروحة علينا كشعوب عربية -مرفوضة بشكلها الحالى لاسباب جوهرية ملخصها ان العلمانية الحالية هى احدى اليات العولمة الرأسمالية المتوحشة--وايضا لاسباب شخصية تعود الى النماذج الرديئة التى يعكسها بعض العلمانيين للشخص العلمانى وتصرفاته ومواقفه السياسية-بل والثقافية,وهو ما يتطابق تماما مع ما يتم فى اروقة الصياغة الجبرية لشكل الدولة ,او النظام الجديد فى مصر ,,
واذا كانت العلمانية-بمفهومها العام -تعنى الفصل بين ماهو دينى وما هو مدنى -حيث ان الدين من الثوابت -والسياسة المدنية متغيرة دوما -وان مدلول ذلك المفهوم العلمانى هو احترام الاديان والمساواة-بين المتدينيين-بصرف النظر عن دياناتهم --واننا ادرى بشئون دنيانا-واذا كان من نتائج هذا المفهوم هو شيوع مبادىء المساواة والعدل -وكذلك اعتماد العلم والديموقراطية طريقا لدول المنطقة ومن بينها مصر -- فانا شخصيا مع العلمانية قلبا وقالبا - ولا اظن ان احدا فى العالم العربى يرفض اعتماد العلم طريقا للنمو والنهضة--ولا اظن انه من بين الملايين فى العالم العربى-بخلاف النظم الحاكمة -وبعض الجماعات غير المؤثرة-من يقبل بتشريعات تنص على تفرقة بأى شكل من الاشكال بين المواطنين العرب -خاصة فى مصر التى يحاول البعض تقديمها على انها دولة اغلبية شعبها متطرفون متعصبون همجيون يرفضون الاخر ويحاولون نسفه والتهامه -او نفيه على اقل تقدير-
غير ان هناك فارق بين اتخاذ العلمانية منهجا-لتحقيق المساواة-بين المواطنين -دون تفرقة كما سبق ان بينا -وبين استخدام العلمانية بطريقة متطرفة-لنفى الاخر -بزعم تحقيق المساواة-بمعنى انه لا يجوز الغاء الهوية العربية والاسلامية-التى يؤمن بها غالبية المواطنين-من اجل تحقيق المساواة المزعومة-فالدولة ترعى الجميع -والجميع مواطنون لهم كل الحقوق-ولا تفرقة بينهم -اذن فالهوية والشعور القومى-هى احد الحقوق الجوهرية التى ينبغى الحفاظ عليها-مع كل الاحترام للاخر الرافض-لتلك الهوية-فالمسيحى المصرى يرفض الهوية الاسلامية- انه حر تماما-وليس لاحد الحق -فى ارغامه على القبول بتلك الهوية-كما ان له كل الحقوق التى تكفلها الدولة للاخر -ولا يجرؤ احد ان ينتقص اى من تلك الحقوق بزعم عدم انتمائه للهوية الجماعية للشعوب--كذلك الكردى الرافض للانتماء العربى-او الجنوب سودانى-الرافض للاسلام او العروبة-لهم كل الحق فى انتمائهم وهويتهم--ولهم كل الحق فى معيشتهم الكريمة وحريتهم السياسية كغيرهم من باقى ابناء الامة-لكن ان تفرض علينا مفاهيم-تؤدى الى تخلينا عن حضارتنا وتمايزنا كأغلبيات -فهذا هو التسلط وهذه هى الديكتاتورية-ان دساتير بعض الدول الاوربية الديموقراطية--مثل اليونان والدانمارك واسبانياوالسويد--تنص على وجود دين معين يخص اغلبية السكان--بل انهم يخصصون المذهب الدينى الغالب--كما يتم النص ايضا على وجوب الانتماء الدينى لمذهب الاغلبية فيمن يتولى الرئاسة-او الحكم فى تلك البلدان--كما ان هناك دول اخرى لا تنص دساتيرها على مذاهب او اديان-مثل المانيا-او ايطاليا -ولكنها تسمح باحزاب دينية---بل ان انجلترا معدومة الدستور-يوجد بها قانون يطلق عليه قانون التسوية-ينص على ضرورة ان يكون الملك او الملكة من رعايا الكنيسة-ويحظر على غير البروتوستانت-دخول مجلس اللوردات ؟ فهل احتفاظ كل تلك الدول بهويتها وانتمائها الثقافى والدينى منع تقدمها ؟وهل يعنى وجود تلك القوانين والنصوص اضطهاد المواطنين الآخرين فى تلك الدول ؟ بالتأكيد لا ,ومليون لا ,,والا ما تقدمت تلك الدول ولااستقرت ولا شعر كل سكانها بالمساواة والعدل ’’ ان تقديم العلمانية لابناء العالم العربى مرادفا لنفى الدين الاسلامى وحده ,ومرادفا لحرية الرأسماليين المتحالفين مع الغربيين والاميركان,ومرادفا فقط لتحقيق الحرية لبعض الاقليات فى العالم العربى ,يسىء تماما الى الى مفهوم العلمانية,,,,
ان العلمانية التى يمكن قبولها فى العالم العربى ويمكن تفهمها واستيعابها من ابناء الشعوب العربية ,وفى مقدمتهم الشعب المصرى ,هى تلك العلمانية التى تحقق المساواة للجميع,وتحافظ على هوية الجميع, وتحقق تكافؤ الفرص للجميع اقتصاديا واجتماعيا,وتوفر الحياد العلمى وحرية البحث والابتكار والابداع بدون حدود ,و ترعى الفن الهادف التقدمى الدافع الى تحقيق الرفاهية والرقى-والنبل-لا الفن الذى يدعوا الى حرية الرذيلة والشذوذ,,,الخ
ان العلمانيين لا يجب ان يظهرو ابدا بمظهر المعادى لقيم ومنطلقات وثوابت الامم,ولا يجب ان يتخلوا عن انتمائهم الوطنى او القومى ,ولا يجب ان يقبلوا بان يكونوا احد ادوات الاستكبار العالمى ,ولا الديكتاتورية المحلية ,ضد بنى وطنهم ,ولا ضد الهوية الجمعية لغالبية سكان بلادهم ايا كانت , ان العلمانية ان استخدمت ولو صوريا لتمرير اجندة قمع ,ايا كانت مبرراتها ,فهذا فى رأيى ما سوف ينسف العلمانية من جذورها فى المنطقة ويقضى على آخر الفرص المتاحة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عنها ,,,,,,
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سد اسرائيل فى اثيوبيا ؟؟
-
العداء الوهمى بين السنة والشيعة فى العالم الاسلامى ,من وراؤه
...
-
من الذى يشعل الفتنة بين الشيعة والسنة فى العالم الاسلامى ؟؟
-
يا عزيزى كلنا سلفيون ,,,
-
السلفيون والناصريون على كفة واحدة ,,,
-
السيناريو الافضل لانقاذ الثورة المصرية ,,,,
-
الى تيار الاسلام السياسى عامة ,والى الاخوان فى مصر خاصة ,,ال
...
-
ماذا بعد التحالف مع اللصوص و القتلة ؟
-
أوجه التشابه ,بين البرادعى وعمرو موسى وجمال عبد الناصر
-
دول الربيع العربى ,ودول الخيانة القومية ,,اين السعودية والجز
...
-
الدولة المدنية تعنى الغاء التميز الكنسى فى مصر
-
الحج بين المشاعر المقدسة ,,والاستغلال واهدار الكرامة ,,
-
لم نختر حاكما واحدا ,طوال تاريخنا (العظيم)
-
لن يأخذنا اولتراس اهلاوى وزمالكاوى ,الى كارثة جديدة ؟
-
فلتكن المطالب الثورية يوم 23 يناير ,,ولنحتفل معا يوم 25 يناي
...
-
الخامس والعشرين من يناير 2012 ,,هل هو موعد لاسقاط الدولة الم
...
-
من العار أن تختار العباسية ميدانا لمواقفك السياسية ؟
-
الخناقة الانتخابية حارة فى مصر ,والميت الفقراء مع الاسف ؟؟
-
الثورة المضادة تتلفح بالوجه القبلى؟
-
المحاكمات العسكرية ضد المدنيين ضرورة فى بعض الاحيان ؟
المزيد.....
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|