أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - عزيزي عمرام ميتسناع















المزيد.....

عزيزي عمرام ميتسناع


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 308 - 2002 / 11 / 15 - 04:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



9.11.02

 

     انا لا اعرفك شخصيا، ولم يتسن لنا ان نتبادل اطراف الحديث. إلا انني اراقب تحركاتك عن بعد، فقد قمت اثناء حرب لبنان بعمل اعجبني جدا عندما استقلت من منصبك العسكري احتجاجا على مجازفة أريئيل شارون المجنونة.

     ان الضباط الكبار الذين يستغنون عن مستقبلهم المهني في سبيل مبدأ اخلاقي، يعتبرون نوعا نادرا في اي جيش، فكم بالحري في الجيش الاسرائيلي نظراً لأن هذا يتطلب شجاعة اخلاقية، تفوق في نظري الشجاعة الجسدية في ميدان القتال.

     بعد ان اعادك مناحيم بيغن (الذي كان يفي الاستقامة والنزاهة حقهما) الى وظيفة عسكرية كبيرة، غضبت عليك اكثر من مرة عندما حاولت التصافي مع المستوطنين ، بحكم منصبك قائداً للمنطقة الوسطى. ومع ذلك، فقد كان الامل يحدوني بان تتقلد منصب رئيس الاركان، رغم يقيني  ان جيش الدفاع الجديد، الذي أعيدت بلورته في سنوات الاحتلال والقمع، لن يدع رجل ضمير مثلك يرتقي الى هذا المنصب السامي. لقد اصبح هذا المنصب مخصصا اليوم للموفازيين واليعيلونيين.

     انت الان بصدد الترشيح لوظيفة كبيرة اخرى: رئيس حزب العمل ورئيس معركته الانتخابية. كلي امل ان تفوز بالمنصب, لكن إذا حدث ذلك، فلن احسدك, لاسيما لأنك سترث حزبا قد وصل الى حافة الهاوية. وعلى امتداد عشرين شهرا كان هذا الحزب الصديق المقيت على قلب شارون – شارون ذاته الذي احتججت في وجهه عندما اقترف افعاله في لبنان. وها هو حزب العمل يساعده الان على ارتكاب آثامه في الأراضي الفلسطينية، وقد اقنع شمعون بيرس العالم بان شارون السيء، شارون صبرا وشاتيلا، اصبح الان شارون الطيب، داعية السلام. اما بنيامين بن اليعزر فقد نفذ العمل الفعلي ومنح سياسة الاعدام وهدم البنى التحتية وتفجير البيوت واقتلاع الاشجار ومصادرة الاراضي وإقامة المستوطنات بكمية لا تعقل رعاية حزب العمل.

     ستلحق بهذا الحزب في الانتخابات هزيمة نكراء. من يحتاج الى ليكود ب؟ من المؤكد انهم ليسوا المتقاعدين والعاطلين عن العمل، والمعاقين الذين يحاول الحزب استرضاءهم فيما لم يعطهم قرشا واحدا على مر السنين. وليسو ايضا المواطنين العرب حيث يوسوس الحزب في آذانهم حول "افق سياسي" وذلك قبل ان يطهر يديه الملطختين بالدماء.

      من المتوقع ان يتعرض حزب العمل الى دمار شامل، وستكون هذه بمثابة كارثة في الدولة التي ستذعن لهيمنة اليمين المتطرف في السنوات القادمة دون رادع. سيدمر اي احتمال للسلام لعشرات السنين، وربما لاجيال بأكملها، وربما الى الابد. لن يقوم حزب العمل حتى بدور المعارضة بل وسيخلف وراءه فراغاً اسود.

     لو فزت بالمنصب، فسيتوجب عليك قلب هذا الوضع رأسا على عقب وبسرعة فائقة، مارا بحملة انتخابية صاخبة. سيكون هذا بمثابة تحد كبير حيث لا يستطيع اي حزب إنشاء ذخائر سياسية خلال الحملة الانتخابية- ولكنه يستطيع استنفاد الذخائر التي كان جمعها خلال سنين. لقد تعلم المواطن ان الوعود الانتخابية مجرد عبارت طنانة لا تساوي شيئاً. وها انت يُطلب منك الان فعل ما لم يُفعل من قبل: تغيير ماهية حزبك وصورته، وذلك خلال فترة الحملة الانتخابية.

    هذا الامر لم يسبق له مثيل إلا انه غير مستحيل بشرط واحد: ان تتكلم بلغة واضحة وجلية وحادة، دون تلعثم ودون تردد أو ديماغوغية أو مداهنة.

     سينصحك شتى مستشاري الانتخابات ومتخصصي الاستراتيجيات بان تتحدث في البداية بلهجة يسارية ترمي إلى كسب تعاطف زعامة الحزب، ثم تعتمد لهجة يمينية، لتستحوذ على قلوب الناخبين من المركز. اذا اخترت هذه الطريق فسوف تفشل، لان الوقت قصير. ولكن هذه الطريقة ليست طريقتك.

     ان الاحتمال الوحيد لصمودك امام هذا التحدي هو ان تكون ما انت على حقيقتك، ان تقول ما في قلبك، بشجاعة ووضوح ومصداقية.

     على المغزى ان يكون بسيطا وجازما:

     - ليس لهذه الدولة مستقبل سوى بالسلام.

     - لن نتمكن من تحقيق السلام إلا اذا كنا مستعدين لدفع الثمن.

     -  هناك شريك للسلام، فاغلبية الشعب الفلسطيني تريد السلام، ياسر عرفات يريد السلام. (اذا تهربت من هذا الاسم كباقي المتخوفين فسيفقد المغزى مصداقيته.)

     - السلام معناه دولة فلسطينية، والحدود هي الخط الاخضر مع بعض التعديلات المقبولة على الطرفين، القدس عاصمة للدولتين. إخلاء كل المستوطنين من المناطق الفلسطينية.

- يجب ايقاف كل النشاطات الاستيطانية حالا. يجب تحويل الموارد للنمو الاقتصادي والخدمات الاجتماعية.

-  يجب التأكيد على توزيع عادل للأعباء والموارد.

- يجب التوصل الى وقف لاطلاق النار حالا، واخراج الجيش من المدن والقرى.

- يجب استمرار المحادثات من النقطة التي توقفت عندها في طابة، والتوصل الى اتفاق نهائي خلال سنة.

     هذا خيار واضح وسيمنح الجمهور امكانية الاختيار.

 في حال فوز اليمين، عليك ان تعد بالا يدخل حزب العمل في اطار حكومة "وحدة وطنية". 

     هل سيؤدي هذا الى الفوز في الانتخابات؟ بالطبع لا. الا انه سيوفر احتمالا ممكنا – في وقت تنذر فيه الطريق الحالية بفشل ذريع ومخز.

     وحتى لو فاز اليمين في هذه المرة ايضا، سيؤكد البرنامج الحزبي الواضح هذا، بان حزب العمل سيكون معارضة فعالة، وسينضوي تحت لوائها الكثير الكثير ممن خابت آمالهم من الطريق اليمينية. فهي ستعمل كل ما في وسعها لتبوؤ السلطة من جديد. سيحدث هذا عندما يمل الجمهور اخيرا من طريق القوة والقمع التي لا تؤدي الا الى سفك دماء ابدي ودمار اقتصادي واجتماعي شامل. هناك الكثيرون ينتظرون حدوث ذلك بفارغ الصبر.

     هناك حاجة لشجاعة كبيرة بهدف سلوك هذه الطريق. لقد برهنت في الماضي بأن لديك مثل هذه الشجاعة وكلي امل ان تشفع لك شجاعتك الان ايضاً.   

           
 
    
 



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان لنابوت كرم
- لماذا انهارت حكومة شارون- فؤاد- بيرس؟ بسبب حبة زيتون صغيرة
- الحرب الان


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - عزيزي عمرام ميتسناع