|
هجرة القراءة عند النساء
حنين المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 22:52
المحور:
المساعدة و المقترحات
كل مايمر الوقت والوضع يزداد سوءاً أكثر من ذي قبل ربما الفقر والحرمان وعدم الاستقرار تجعل الانسان يتخذ اتجاهاً اخر فظروف الحياة اليوم تتطلب من الشخص ان يسعى راكضاً لتأمين متطلبات المعيشة فهذا سبب عام قد لايقتصر على المراة فقط و بما ان اغلب دولنا العربية حاليا وضعها السياسي غير مستقر بسبب الحروب والثورات لذلك نجد ان الكثير يبتعدون عن ثقافة القراءة ، ولكن هذا ليس مبرراً ، فالتوعيه والتثقيف ودور الحكومة بجعل ترابط بينها وبين الفرد هي من أهم اسس تطور الشعوب وتخليصها من ظلم استغلاليوا الحرب وجهل ناسها ، ولكن صعب ان نحصل على ترابط بين حكومة وشعبها في بلادنا العربية الا لو حدث انقلابا في منهاج الحياة ومنهاج الدراسة والدين . فالمرأة بتلك القيود تتراجع فكرياً وتبقى على تخديرها الموروث لان طبيعتها تخبرنا ان طاقة تحملها قليلة وليست كل مراة قادرة على تحدى تلك السلاسل التي يربطها بها المجتمع لذلك الدعوة الى التحرر من سلاسل الجهل هو ما يجب ان تلتف له المرأة لان الوضع لم يعد يحتمل السكوت بعد و أنجاب أجيال لايختلفون عن امهاتهم بشئ . برأيي حتى الارهابيون لم يكونوا ينتشروا لو لم يكن هناك جهل في عقولهم راجعاً الى تربية كانت على يد أم لم تكن جديرة في الأنجاب ولا في التربية و التوعيه لأنها في الأساس كانت هي جاهلة في أمور كثيرة وكذلك ابتعادها عن ثقافة القراءة فماذا سنتوقع منها ان تربي ؟ السبب السابق كما هو راجعاً لتربية قد نشئت على يد الأم وهذا واحد من الاسباب وليس كل اسباب صنع الشخص الارهابي و أكتفي هنا بهذا السبب أقتصاراً للموضوع الذي نتحدث به .
لو أردنا أن ننظر لواقعنا اليوم حتى الثورة على المجتمع لاتنفع بعد لأن اي ثورة تحدث بدون وعي وثقافة فهي ثورة فاشلة لربما لو استخدمنا ثورة على الذات و نهوض النفس على النفس فربما سنحصل على نتيجة ستفتح لنا باب التوعية فالقراءة ستساعد على تقليل من الامراض التي تصيب بلادنا وكل هذا التخلف الذي بدى ظهورة بصورة واضحاً ومنتشراً اكثر من ذي قبل . حتى مفهوم الثقافه أصبح يأخذ رؤى اخرى فمثلاً هناك من المثقفات يتحدثن بمواضيع جريئه تجد الرجال يتراكضون عليهن ظناً منهم انها سهله الصيد وانها فريسة للفراش لذيذه هم لم يفهموا بعد ان هناك نساء ترغب بتطوير انفسهن وليس هدفهن تكوين علاقات من رجال ! و أعتقد هذه واحدة من الاسباب التي تجعل بعض النساء تتراجع ثقافياً !!
ان الثقافه ان لم تكن بأستناره فهي ايضاً باطلة ولاتنفع ، مافائدة انك تقرا الاف الكتب وانت غير مستنير ، هناك أمور كثيرة يجب ان ننظر لها ولابد لنا من تصحيح المفاهيم ايضا فليس كل متعلم مثقف وليس كل مثقف مستنير !! ان الاستنارة لاتأتي الا مع انغماس الفرد بالواقع وبعد أخذ تجارب عديدة ، لان القراءة وحدها لاتعطي استنارة ان لم تكن مرتبطة بأرض الواقع مهما حاول ان يقرأ الاف الكتب فهو لن يقدم تطور في مجتمعه ولا حتى في ذاته أن بقى ينادي بالثقافه من برجه وهو ينظر الى الناس من فوق !!
أنا ارى أن أغلب مثقفينا في الوطن العربي رجال ، أغلب نساءنا لا تشغلهن سوى فكرة التزين والاغراء و فكرة الزواج وانجاب ولد لا بنت ونادراً جدا تجد أمرأة تقرأ وتهتم بنجاحها وتعمل على مبدء أن لن تزد شئ في الحياة فأنت زائد عليها ، وهكذا حالنا حفنة من السطحين تمثل شريحة كبيرة واجيال لايختلفون عن أمهاتهم بشئ وحفنة قليلة جدا من المستنيرين الذين لاتسمع اصواتهم !! القراءة يجب ان تكون كالصلاة التي يستقيها البعض لمحو بعض الذنوب ولكن هذه الذنوب التي ستزال هي ذنوب الجهل وكل تلك المعاصي التي ترتكب عند مخالطتهم لعقول غير نظيفه !
في وقتنا هذا نحن بأحوج ما يكون إلى المعرفة نظراً للتداخل الحضاري بين شعوب العالم في ظل العولمة التي نعيشها، نرى بأن الحاصل هو عكس ذلك؛ حيث العزوف واضح لدى الجميع وخصوصاً عند شريحة الشباب عن القراءة، والابتعاد عن المطالعة، والنفور من المكتبات سواء العامة أو الخاصة والتوجة الى المجالات الترفيه و سرعه الملل والتعود على الراحه والكسل و عندما خصصت المقالة للبحث في اسباب ابتعاد المرأة عن ثقافة القراءة فلأن المرأة هي العماد الرئيسي لتكوين المجتمع وهو بذلك اما ان يكون فاسداً او مجتمع راقياً يعتمد ذلك على ثقافة من تربيه !
وكانت بعض الاراء التي سمعتها عند توجيهي بسؤال أحدهم " لماذا لاتحاول ان تقرأ " وقال ان أغلب ما يقال في كتبنا لا سبيل الى تحقيقه في الواقع فاغلب مؤلفينا يعيشون الماضي ولا يخرجون منه الا لكي يهربوا الى المستقبل و هم لايمكنهم الا العيش بخيال ووهم ولايمكن ان تفيدنا بذلك الروايات او قراءتنا للكتب بشئ حيث ان التجربة وحدها هي التي ستفيد الشخص وليست الكتب !! و أنا أقول له أن لانسان خُلق بحياة واحدة عليه ان يعرف كيف يستغلها و يستطيع من خلالها ان يخلق له عدة حيوات من خلال القراءة فهو بذلك يضيف لنفسة عمراً اخر وحياة اخرى ودروس غيرة يستفاد منها ، انا مع التجربة التي تجعل الاعمى مبصراً ولكن التجربة تحتاج وقت وليس كل شئ نستطيع تجربته فيكفي غيرنا ان يجرب شئ ونحن نأخذة منه كدرس نستفاد منه لكي نختصر الوقت بذلك . ربما ايضاً بعضهم يتخذ سبيل الابتعاد عن القراءة الى ان اغلب الكُتاب يتحاشون نقد السلاطين العرب كأنهم الهة ولما جاء زمن الثورات العربية بهتوا جميعا لكونهم لم يعيشوا هموم أمتهم !! برأيي أن صفة الثقافة لاتعطي لصاحبها صفة القوة وعدم الخوف والتحرر منه ، فالثقافه باعتقادي شئ أكتسابي أما الخوف هو طبع والطبع شبية الشئ الفطري ولايمكننا من خلال هذا ان نعطي صفة القوة لأي شخص يقرأ لذلك لانستطيع التعميم ان كل المثقفين يستطيعون مواجهة الاخرين ونقد ظواهر المجتمع المكتسبة السلبية فأغلبهم تجدهم ليسوا بأصحاب رساله واشخاص غير مسؤلون !! برأيي أن كانت القراءة لاتحمل معها رساله للاخرين فلماذا تقرأ من الاساس !!؟
#حنين_المعموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوقفوا خرافاتكم المقدسه !
-
أنا مشروع لمجرم !
-
دُخانكم يعمي
-
أثبات الذات
-
أضافه على مقالتي السابقه أوقفوا زواج القاصرات
-
أوقفوا زواج القاصرات
-
الشك واليقين
-
اعادة الرؤيه حول الجنس,الرقص,عقل المرأه
-
أعادة الرؤيه
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
نداء الى الرفيق شادي الشماوي
/ الصوت الشيوعي
-
أسئلة وأجوبة متعلقة باليات العمل والنشر في الحوار المتمدن.
/ الحوار المتمدن
-
الإسلام والمحرفون الكلم
/ صلاح كمال
المزيد.....
|