ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 23:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يجد اليوم المتتبع للمواقف السياسية للكثير من السياسيين العراقيين والإعلاميين المسيسين، إن هناك حملتين متعارضتين تجاه شخص مقتدى الصدر. فهناك حملة تأييد للصدر مبالغ فيها من خارج الأجواء الصدرية، كما هناك حملة هجوم ضده من أوساط إسلامية غير صدرية وأخرى علمانية.
نحن نحترم المؤيدين للصدر أو لمن سواه عن قناعة، ونحترم المعارضين عن قناعة له ولأي سياسي سواه. ولكن الذي نراه، إن هناك مؤيدين بقوة للصدر، ما كانوا ليؤيدوه لولا مواقفه المعارضة ضد المالكي، فهم من موقع معارضتهم الشديدة للمالكي، وليس من موقع تأييدهم الحقيقي لنهج وتوجهات وسياسة الصدر، يؤيدونه بكل هذا الحماس. كما نرى إن هناك معارضين للصدر معارضة شديدة، لم تكن من قبل، أو لم تكن بهذه الشدة، إنما هم يعارضونه اليوم كل هذه المعارضة، ويشنون عليه كل هذا الهجوم، وبهذه القسوة، من موقع تأييدهم للمالكي، وليس من موقع المعارضة الحقيقية للصدر.
فمتى نكون أصحاب مواقف حقيقية، غير مذبذبين، وغير متلونين، غير وصوليين، وغير عاملين بالقاعدة الخطأ «أصدقائي: صديقي، وصديق صديقي، وعدو عدوي، وأعدائي: عدوي، وصديق عدوي، وعدو صديقي»، أو قاعدة «أنا وابن عمي على الغريب، وأنا وأخي على ابن عمي».
إني معارض للمالكي، دون أن تجعلني معارضتي له مؤيدا لكل معارضيه، بما فيهم الصدر والحكيم. فإني معارض للإسلام السياسي، وهم الثلاثة ينتمون للإسلام السياسي، وأنا مناوئ للمشاريع الطائفية، وهم الثلاثة أصحاب كتل سياسية مغلقة لأتباع طائفة دون غيرها، وهم الثلاثة أسسوا للطائفية السياسية، ومعهم المرجعية، ومعهم الطائفيون السنة وعلماء الدين السنة المتسيسين والطائفيين.
البديل الذي أتطلع إليه، وقلت أتطلع، ولم أقل نتطلع، لأني لا أريد أن أدعي النطق باسم أحد، أقول الذي أتطلع إليه، هو البديل الديمقراطي، والوطني، الملتزم بالمواطنة، التي هي بالضد من الطائفية السياسية، وليست ضد طائفة ما، وبالعلمانية، التي هي بالضد من تسييس الدين، وليست ضد الدين، وبالضد من الإسلام السياسي، وليست ضد الإسلام، والملتزم بالنزاهة، التي هي حرب على الفساد المالي وسرقة أو هدر المال العام.
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟