أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - علي بداي - بلاد منزوعة الكرامة














المزيد.....


بلاد منزوعة الكرامة


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 18:52
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تعجب الياباني "نوبواكي نوتوهارا" من أن الناس في بلداننا لا يشعرون بأي مسؤولية تجاه السجناء السياسيين، الافراد الشجعان الذين ضحوا من اجل الشعب، ويتصرفون مع قضية السجين السياسي على انها قضية فردية. فأسرة السجين والمقربون منه ، يتوجب عليهم وحدهم مواجهة تبعات مواقفه السياسية (وهي عملياً تبعات مقارعة دولة بكاملها) رغم كون هذه المواقف، والسجن، وربما فقدان الحياة كلها نتائج لدفاع السجين عن غيره لا عن نفسه. ويستغرب "نوتوهارا" هذا التصرف ويرى في هذه السلبية الاجتماعية أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية.
لا أعرف كم منا قرأ كتاب " نوتوهارا" هذا ، ولاأدري وقع هذا الكتاب، المليئ بالإدانة المؤدبة لمخازي حياتنا الاجتماعية ، على مؤسسات التعليم والتربية والمجتمع ..لكن الإستقبال الباهت الذي إستقبل به الكتاب، يشير كما هي العادة الى إحساس مؤسساتنا بالخجل من الوقوف عارية أمام المرآة فتوارت مرتكنة لحقيقة تراجع عدد القراء الى حد لايشكل فيه أي كتاب أي خطر مهما كانت خطورته. ورغم أن " نوتوهارا" يتحدث عن العرب الا أن كتابه يتحدث عنا كلنا نحن الشاربين من نبع التخلف والقيم العشائرية والإستبدادية بلا إستثناء ، بل أن ماكتبه يصح علينا نحن أهل العراق قبل غيرنا . نحن الذين فصلونا "هم" عن بعضنا قومياً، ثم طائفياً فأضحى العربي لاعلاقة له بتضحيات الكردي ، والسني لا يكترث بنضال الشيعي، وبعد ذاك بدأوا بنا تقتيلا...كلٌ بمكانه.
وماجرى قبل أيام، من إستفراد مجموعة أنذال من العصابات الحاكمة في بلادنا بشاب متحد، فقير لكنه أبي النفس هو "كاوه كرمياني" ، لهو دليل على أننا نعيش في غابة لا قانون يضبط الحياة فيها غير أن يكون كل من ساكنيها متأهباً للقتال في كل لحظة . أما ماتبع الإغتيال من ردود فعل باهتة، وتنصل مخجل من عائدية الشاب الشهيد لجهات سياسية كان يعمل في صحافتها فيدل على أزمة أخلاقية عميقة يعيشها المجتمع برمته ومؤسساته السياسية خاصة..أن مجتمعاً حياً كان سيخُرج ملايين المتظاهرين الشاكين يومياً من الفساد والفاسدين إحتجاجاً على إغتيال من دافع عنه فأين هم هؤلاء ؟ وأين هي الأحزاب المدعية تصديها للفساد ولإستهتار أحزاب العشائر؟ أين هي منظمات المجتمع المدني ؟ أين هي الفضائيات الباحثة عن " الحقيقة" والمتمترسة خلف شعارات " الأغلبية الصامتة" و" صوت من لاصوت له" " وحين يمنعك الآخرون من الكلام" و " الحقيقة بلا رتوش" ؟
اما سياسياً أو الأحرى بأخلاقياً ، حتى لو لم يكن "كاوه كرمياني" يسارياً منظماً كان ينبغي تبني شهادته كشهادة عضو في الحزب الشيوعي وهو الصحفي الذي فضح عصابات النهب ، فكيف سيحترم المجتمع حزباً يتخلى عن مناضليه ؟ هل تخلى الحزب الشيوعي الأسباني عن لوركا وهو الشاعر الشعبي غير السياسي؟
بعد أسبوعين سيولد طفل يتيم لأب يتيم ولأم يتيمة. أبو اليتيم شهيد ، أبو الأب الشهيد.. شهيد..أهل الأم شهداء قضوا في الأنفال فربتها عمتها، فهل يحق لنا بعد الآن الحديث عن قيم دين، وقيم قومية، وقيم إنسانية ننتمي اليها؟ وهل هناك مجتمع منزوع الحياء والكرامة والشجاعة كمجتمعنا؟



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عبد الستار ناصر- المبدع الذي إغتالوه طفلاً
- قصة كارلوس
- تضامناً مع سجّاد البرئ ضد أبيه المتوحش
- ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله
- حاجتنا لحزب وطني يساري ، سرّي، ويُخيف!
- إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا
- مزعجون أينما حللنا
- أنا وصدام والكويت
- شعب نائم يستحق هذه العمائم
- جائزة التحرر من الإتفاقات لنوري المالكي
- مابعد المزعطة
- خفايا حصول الشهرستاني على -جائزة التحرر من الخوف-
- رؤية شخصية لماضي وحاضر الحزب الشيوعي العراقي
- العلاقة بين السيدة -سيبيلا ديككر- و-نوري المالكي -
- حيرة العراقيين بين القمة والقمامة
- 69 عام ..عمر الدكتاتور القاتل
- يالها من مزعطة!
- ياصاحب أشرف العمائم
- حوار حول الاقليات
- صديقتنا أمريكا


المزيد.....




- صحيفة: تركيا ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في سجنه
- ترامب يخاطب -اليساريين المجانين- ويريد ضم كندا وغرينلاند وقن ...
- من الحوز إلى تازة: دخان مدونة الأسرة وانعكاسات تمرير قانون ا ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الحزب الشيوعي ودكتاتورية الأسد
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 584
-   الحلم الجورجي يستيقظ على العنف
- جيش الاحتلال يقر بإطلاقه النار على عدد من المتظاهرين السوريي ...
- سياسي أمريكي يشبّه ترامب بغورباتشوف ويتوقع انهيار الولايات ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - علي بداي - بلاد منزوعة الكرامة