إبراهيم الغيطاني
(Ahmed)
الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 14:48
المحور:
الادارة و الاقتصاد
دعونا نتخيل أن مصر غير موجودة على خريطة العالم الآن، ماذا سيضار العالم؟ ربما سابقا كان العالم سيتأثر كثيرا لأننا كنا دولة ذات إنتاج زراعي يمد العالم ما يحتاجه من القمح، كنا أيضا دولة حضارية ذات إنتاج علمي وأدبي يستفيد به العالم، أما الآن فمبجرد أن نضع أيدينا على بعض التقارير العالمية ونتفحصها سنجد أن مصر في مؤخرة دول العالم،فمثلا مصر في تقارير التنافسية العالمية الذي يصدره منتدى الاقتصاد العالمي سنويا وسهولة أداء الأعمال الذي يصدره البنك الدولي تحتل مراتب متأخرة مقارنة حتى ببعض الدول التي كنا نعتبرها متخلفة! وإذا نظرنا ماذا تقدم مصر للعالم، فعلى صعيد الزراعة لا نقدم إلا بعض المحصولات القليلة من الفواكه والخضر، بل نستورد كثير ما نحتاجه من القمح من الخارج بنسبة قد تصل إلى 60% من احتياجاتنا، أماعلى صعيد الصناعة فحوالي ثلث صادرتنا من المنتجات البترولية، والصادرات الأخرى من الحاصلات الزراعية و الكيماويات وغيرها، ولا تمثل الصادرات عالية التقنية وحتى الصناعات الثقيلة شيء يذكر من صادرتنا، أما على صعيد العلم فإنتاجنا العلمي و الأدبي كما وكيفاً غير مرضياً مقارنة بمراكز الثقل العلمي في أوربا وأمريكا وإذا أردنا فعلا ضمان بقائنا واستمرارنا في العالم فلا استنغناء عن دور العلم، وإذا كنا نتباهى دائما بقطاع السياحة في مصر، فلنا أن نعلم أن مصر دخلت خلال السنوات القليلة الماضية منافسة شرسة مع بعض جيرانها في استقطاب السياحة المتوجهة إلى منطقة الشرق الأوسط، فإمارة دبي وحدها جذبت 10 مليون سائح خلال عام 2012 وهو نفس عدد السائحين الزائرين لمصر تقريبا، ويتبقى لنا أن نقول أن العالم يحتاج مصر في أمر واحد، وهو "قناة السويس" باعتبارها المجرى الملاحي العالمي الأكثر توفيرا للوقت و النفقات، وإلى الآن لم نستطع تعظيم المنفعة منها من خلال خلق خدمات لوجستية و صناعية حول المنطقة، إذن فإن العالم ينظر إلى مصر من زاوية ضيقة جدا، وهي قناة السويس فقط، وبالتالي فوجود الدولة المصرية أو عدمه لا يمثل وزنا على خريطة الإنتاج الصناعي والزراعي العالمي وقبله الإنتاج العلمي، ومن ثم علينا ألا ننتظر أن تؤثر مصر كثيرا في مجريات النظام الاقتصادي العالمي.
#إبراهيم_الغيطاني (هاشتاغ)
Ahmed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟