أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -















المزيد.....

مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 13:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نظلم المشاركين في " المؤتمر القطري العاشر " لحزب البعث السوري – انسانيا على الاقل - اذا انتظرنا منهم المعجزات , ونستصغر عقولنا دون مبرر, ونضلل شعبنا عن سابق اصرار في الوقت ذاته اذا اعتقدنا ولو للحظة بامكانية المراهنة على حدوث تحول جذري مفيد بفعل نتائج غير متوقعة وفجائية وعجائبية للمؤتمر في الحياة السياسية للشعب السوري . فالعامل الابرز الذي يدفعنا الى هذا الاستنتاج هو ان هذا الحزب ( ولا نستثني هنا قرائنه ومن يتشارك معه في الاصل والجوهر والمسار" والجبهة " ) قد فقد مبرر وجوده واستمراره منذ زمن بعيد عندما سقط في الامتحان بعد تسلم السلطة والعجز في اتخاذ القرارالصائب على الصعد الوطنية والقومية والاقتصادية والتحول الى الدكتاتورية وحكم العسكر والمخابرات ومحاربة الديموقراطية وسلطة القانون , ولعبت عوامل معروفة داخلية واقليمية ومن ضمنها موازين القوى المختلة في الحركة الوطنية السورية واحتمائه بالاجهزة الامنية والتشكيلات العسكرية التي تشكل قاعدته بالاساس في ان يتواصل تاجيل البت في مصير حزب البعث السوري ونظامه لمدة تفوق على عقد ونصف من الزمن عندما انهارت انظمة الحزب الواحد الشمولية في اوروبا وعلى المستوى الكوني , وقد شكل سقوط توأمه العضوي في بغداد منذ عامين تاكيدا آخر على انهيار نهج بكامله وما مثله من مفاهيم وشعارات وآيديولوجيا وخطاب سياسي وطريقة حكم خاصة بعد تحول بقايا البعث في العراق وسوريا ولبنان الى جزء من الارهاب المحلي والاقليمي والدولي العدو الاول والرئيسي لحركة التغيير الديموقراطي وحق الشعوب في التحرر والاستقلال , لذلك لا يمكن في مثل هذه الاحوال انتظارالاصلاح والتغيير الايجابي بقدر ما يطلب زج الحزب بكل اعضائه المستفيدين من سلطته في " اصلاحية " كفيلة بصقل العقول وغسل القلوب لا تقل مدتها عن عدد سنوات حكم البعث في البلاد .
هناك نظام حاكم منذ اكثر من اربعة عقود باسم " حزب البعث " جاء بداية عن طريق انقلاب عسكري من مجموعة من الضباط المغامرين المتعطشين للسلطة وكانت هذه المدة الطويلة كافية وكفيلة ببناء قاعدة اجتماعية – سياسية للنظام بعد كل ما جرى له من حوادث وما اصابه من انقلابات وصراعات ومواجهات دموية واستئصالية وروح انتقامية لم تشهدها سورية من قبل , ومن المنطقي ان يستميت المشاركون في المؤتمر من اجل الحفاظ على مصالح من يمثلون من طبقات وشرائح وفئات وان يصونوا تماسكهم امام ما يواجهونه من رفض شعبي وضغط خارجي ويجمعوا على نهجهم مهما تطلب ذلك من مساومات وصفقات بين الكتل والمجموعات خاصة وان الجميع على مسافة واحدة مجمعين على التمسك بالسلطة غير آبهين بما جرى ويجري في العالم مصرين على مواجهة مسار التاريخ متحدّين ارادة الشعب السوري , وقد كان الخطاب التوجيهي الاملائي- لامين عام الحزب – في اليوم الاول تاكيد آخر على خط الجمود والتردي والتراجع نحو الوراء والمضي قدما في النهج السابق مع محاولة تحسين طرق الاداء والتنفيذ وما يتطلب من تبديل بعض الوجوه واجراء تحويرات شكلية بحتة على الخطاب السياسي وعلى بعض الكلمات والمصطلحات في نصوص الدستور والقوانين دون الاقتراب من حدود تغيير المضمون وهكذا سيكون اي صراع ضمن صفوف اعضاء المؤتمر – ان وجد – في اطار المنافسة على تقديم اكثر الاقتراحات والاطروحات فائدة لصيانة وتعزيز النظام وتحضير وسائله وشحذ – اسلحته – ليس للكفاح ضد – الامبريالية الامريكية والصهيونية – بل لمواجهة الشعب السوري والمعارضة الوطنية الديموقراطية والامعان في الملاحقات والاعتقالات والاغتيالات السياسية وهذه المرة ليس باسم الامن القومي فحسب بل تحت يافطة العمالة للاجنبي واثارة النعرات الدينية والعنصرية ايضا .
لقد قدم – امناء عامون – " لاحزاب " جبهة النظام فروض الطاعة الذليلة والولاء لسلطة البعث قبل النتائج وكان المنظر دراميا عندما اصر هؤلاء الهياكل المتكلسة على ( عبقرية الرئيس المفدى والتمسك بانجازاته الوطنية والوقوف خلفه في مسيرته الظافرة ونجاحاته الاستراتيجية ووفائه للعهود والوعود ومواقفه القومية الشجاعة ) دون ان يظهر صوت واحد يجاهربا الحقيقة ويدعو الى التغيير ( ...... ) نعم لقد قام هؤلاء بواجبهم على اكمل وجه بما اقتضه اصول الشراكة ودوافع الحفاظ على الامتيازات وتحولها – وراثية – ايضا , بخلاف هؤلاء القلة من العاملين في الحقل السياسي فان الشعب السوري باطيافه وقومياته وانتماءاته وحركته الديموقراطية المعارضة ليس في وارد انتظار " نتائج " المؤتمر بالرغم من – تشويقات – وفصاحة ( ابنة النظام الوفية ) الناطقة باسم المؤتمر, بل هو احوج ما يكون الآن الى التهيء لاجتياز مرحلة تتسم بالخطورة وما يتطلب من رص للصفوف ووضع البرنامج النضالي المقابل لحركة المعارضة الديموقراطية والنزول الى الشارع في تحركات وتظاهرات سلمية وجماهيرية متواصلة ودون توقف والاستفادة من اجل انجاز التغيير الديموقراطي المنشود من جميع الاوراق والتقديمات التي يمكن ان يفرزها الوضعان الدولي والاقليمي في المرحلة الراهنة وفي هذا المجال اثبت التيارالرئيسي في الحركة القومية الديموقراطية الكردية ومعه الجماهير الواسعة على موقعه المميز في العملية السياسية من اجل التغيير والاصلاح وتوفر كافة الشروط لان يكون في القلب من اي مشروع وطني في هذا الطريق .
من الواضح ان النظام مقبل على تشديد سياسة المواجهة ضد الكرد وحركتهم القومية الديموقراطية وسيتخذ في سبيل ذلك خطوات( دستورية وقانونية ) على خطى النظام الطوراني التركي الذي اقدم عليها قبل نصف قرن تحرم بموجبها اي نشاط سياسي ذو طابع كردي والذي يسميه – بالعنصري - ناسيا ان حزب البعث هو الوحيد تقريبا في الشرق الاوسط الذي مازال يحمل آيديولوجيا مستقاة في جوانب منها من تراث الحركة القومية الالمانية – النازية - وتتسم بالتطرف العنصري ونزعة الغاء المقابل وممارسة نهج التطهير العرقي تجاه القوميات الاخرى وخاصة الكردية من – حزام عربي – وتبديل الاسماء وتعريبها وهي الاسباب التي ادت الى سقوط حكم هذا الحزب في العراق , وفي موازاة هذه الخطوات المنتظرة لن ينطلي على احد اللعبة التي يجري التحضير لها ايضا باعلان اعادة حق الجنسية -المصادر – ( حاميها الآن حراميها ) الى البعض من المواطنين الاكراد واعتبار ذلك منة او مكرمة او انجازا ديموقراطيا !!! ونأمل ان لا يكون البيان المشين الذي استهدف وحدة الصف الكردي من الصميم و اصدره " القادة الاشاوس " لبعض المجموعات الكردية ضد متظاهري القامشلي الشجعان جزء من تلك اللعبة المكشوفة قبل حدوثها واذا كان للبيان حسنة واحدة فهي تعجيله بحدوث الفرز من جديد بين اتجاهي الحركة القومية الكردية في عصرنا الراهن بعد ان اعترى الفرز الاول عام 1965 بعض الوهن في اطار السجن السوري الكبير وتسلط المنظومة الامنية ومصادرتها للورقة الكردية طيلة عقود او نتيجة تقادم الزمان وتحولات المكان والاحوال ونريد هنا ان نضيف ان التمايز مهما تعمق يجب ان لا يسد ابدا ابواب الحوار او يلغي مبدا رؤية المقابل او يمنع التمسك بالقواسم المشتركة في مرحلة التحرر الوطني , نقول ذلك ونعلم علم اليقين ان بعضا من " قادة " العديد من المجموعات الحزبية الكردية قد اصبح عمليا جزء عضويا من المنظومة الامنية التي تدير الازمة الكردية وباالتالي يشعر – موضوعيا – بارتباط وجوده بمستقبل النظام الامني في البلاد ويدعو الله – صبحة وعشية – لاستمرار القديم بعكس كل تطلعات وآمال وطموحات الشعب السوري عربا وكردا وهذا هوجانب من التناقض الرئيسي الذي يتحكم بتوجهات الحياة السياسية الكردية في الوقت الراهن .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء التغيير الديموقراطي من - قامشلو - الى - بيروت -
- تتويج رئيس اقليم كردستان انتصار للعراق الجديد
- من قتل الخزنوي ولماذا ؟
- متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سور ...
- رسالة تهنئة لقيادة حزب آزادي
- مجرد اقتراح ...
- تحديات جديدة امام فدرالية كردستان
- سيظل الواحد من ايار رمزا ابديا للحرية والتقدم
- الحرية لشعوب ايران
- كل التقدير - للجبهة - والتضامن مع عارف دليلة وعائلته
- شيخ- الاسلام السياسي- في جبته الشوفينية
- مهام عاجلة على اعتاب المرحلة الجديدة في سوريا
- هنيئا لكم يا شباب وطوبى لكم يا احرار
- هل تعيق - الشيعية السياسية - دمقرطة لبنان والعراق
- كرد العراق في اتون المعركة السياسية الكبرى
- من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -
- بعد عام من - الهبّة - الكردية السورية
- العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد
- بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهاب ...
- رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية يزور فلسطين


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -