|
دعوة الشيخ الجليل عبد المحسن التويجري لكن..! ما حك جلدك مثل ظفرك
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 09:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العدالة يجب ان تأخذ مجراها، هذا هو المنطق، منطق الحق في اعطاء اصحابه العدالة المشروطة بالقانون بدلاً من العنجهية والغوغائية والخروج عليه بدلاً عن القرارات الفردية الاعتباطية المحكومة بمزاجية نرجسية او سادية.. العدالة هي المثل الاعلى للإنسان الذي اصبح منذ الازل مطلب المحرومين من العبيد والاقنان والفلاحين الفقراء والعمال والكسبة وجميع الذين ليس لهم الا المطالبة بها والسعي في سبيل تحقيقها مع العلم ان اللاعدالة هي من صنع الانسان المتسلط المستغِل وليس غيره ومن هذا المنطلق اود ان اطرح رأياً مخالفاً بالشكل والجوهر لرأي الاستاذ الشيخ عبد العزيز التويجي المنشور في ايلاف بتاريخ 6 / 6 / 2005 فيما يخص محاكمة صدام حسين. قد تكون هناك وجهات نظر متضاربة في قضايا لا يمكن تحديد اسسها ومنطلقاتها وتختلف حينذاك الآراء حول النوع والموقع والسبب والنتيجة لكن في قضايا محسومة في الجهات الاربعة ومعروفة اصولها فأن الرأي الذي يجب ان يؤخذ به هو رأي اصحاب القضية والشأن وليس غيرهم وان اعترض او اختلف الآخرون بآرائهم مع اصحاب الشأن وطريقة حل قضاياهم وايجاد السبل للوصول الى الهدف المرجو الوصول لهُ كما هو الحال في قضية حساسة مثل محاكمة رأس النظام صدام حسين واقطاب حكمه. فضلاً عن وجود قضايا لايمكن ان تحل وفق مفهوم " بوس الشوارب " لأن من نالهم الوجع والألم والقهر والتعسف يريدون ان تسترد حقوقهم المشروعة ولهذا يجب عدم التفريط بحقوق اولئك الذين نالهم ظلمهم وارهابهم ليس من باب الانتقام الشخصي منهم ولكن لتثبيت مبدأ طالما جرى التجاوز عليه على امتداد سنين طويلة في العراق وهو تطبيق العدالة ووفق القانون وعدم التجاوز على حقوق المتهمين بل العكس منحهم اوسع حرية للدفاع عن أنفسهم بما يثبت البون الشاسع ما بين عهدين ، عهد ولى وانقرض كان مبني على الجريمة وتغيب حقوق الانسان وعهد يبنى بالضد ولعله يستمر في طريق البناء الصحيح وهو كشرط انساني يقر لحترام حقوق الانسان وحرياته.. لن اسعى في تعداد لوائح الاتهامات او تلك الاعمال اللاانسانية التي مورست خلال 35 عاماً لأنها اصبحت معروفة ولكن سوف اتطرق الى ما قاله الاستاذ الجليل التويجي لإيلاف حول من هو صاحب الحق في محاكمة صدام، الولايات المتحدة الامريكية كأسير حرب؟ أم أكثرية الشعب العراقي الذي ظلم وسلبت حقوقه؟ اية محكمة يجب ان تحاكم صدام حسين؟ محكمة امريكية أم دولية ؟ او محكمة عراقية خالصة؟ ان اكثرية العراقيين الذين نالهم العسر والقسر والقهر والعذاب، القتل والاغتيالات والاعدامات البربرية ، السجون والمعتقلات ومآسي الكيمياوي والحروب الداخلية والخارجية يطالبون بحقوقهم وتطبيق العدالة ومحاكمة صدام حسين المتهم في العراق وبواسطة محكمة عراقية وهو مطلب عادل يجب ان يحترم من غير العراقيين عرب كانوا او اجانب ولا يعتقد أكثرية العراقيين ان التدخل في هذا الشأن الداخلي هو نوع من العدالة لتطبيق القانون وانما يعد تدخلاً في شؤونهم الداخلية والقضايا التي تخصهم وحدهم لا غيرهم، لأن هؤلاء لن يسمحوا للآخرين بالتدخل في شؤونهم وشؤون بلدانهم الداخلية وعندما لا يسمح الانسان بهذا الشيء فعليه على الاقل ان لا يسمح لنفسه في الاتجاه المعاكس اي التدخل في قضايا الآخرين. العراقيون يؤكدون بضرورة ان يحاكم صدام حسين وجميع الذين شاركوا في جرائمه بقانون عراقي وليس كما اشار اليه الشيخ عبد العزيز التويجري وفق مقتضيات القانون الدولي ، فالدعوة التي اطلقها الشيخ حول " التصالح والتسامح بين ذات البين " لا تطبق في قضية كبرى تخص مجاميع واسعة من البشر عوقبوا بعقوبات هي اكثر من شريعة الغاب بدون اي ذنب اقترفوه أو جنوه الا اللهم لمجرد الشك او عوقبوا ليكونوا مثالاً لارهاب الآخرين وقد تكون الدعوة " بين ذات البين " ربما تخص شخصين أوعائلتين او عشيرتين متنازعتين سقط من كلاهما ضحايا او قعت اضرار مادية ومعنوية من المفروض ان تعالج وفق شيمة العرب حسب رأي الشيخ التويجري، كما ان الامر ليس عائداً لأحد بقدر ما هو عائد للقرار العراقي " قرار امريكي سيترك أثراً حميداً على النفسية العربية وردات فعلها التالي" ولكن الم يفكر شيخنا الجليل التويجري عن الاثر الذي سيتركه مثل هذا القرار على نفوس ضحايا النظام والضحاك صدام حسين بالذات؟ الذي سلب الضحكة من وجوه ملايين الاطفال والنساء والشيوخ واقام المقابر الجماعية متخطياً حتى اعتى انظمة الاستبداد في العالم، نحن لن نتكلم عن الشعوب الاخرى كالشعب الايراني وضحاياه، ولا عن الشعب الكويتي الشقيق وما جرى له فهذه قضية ثانية لها اصول قانونية لمحاكمة عادلة. ثم كيف ستكون ردة فعل عشرات الآلاف من الضحايا عندما يجدون ان دولتهم لم تأخذ لهم حقهم وتحاكم المتهمين عن الجرائم التي ارتكبوها في ارضهم وتحت ابصارهم واسماعهم؟ اليس من الافضل تحويل عنوان المطالبة ومناشدة الدولة العراقية والقضاء العراقي اولاً بدلاً من الامريكان الذين زاروه في منزله في السعودية.. ان صدام حسين ليس اسير حرب كما يعتقد البعض او كما تطالب عائلته ومحاميه بذلك لأنقاذه وانقاذ اقطاب نظامه الغاشم بواسطة الملايين التي سرقوها من قوت الشعب لأنه بالاساس ليس عسكرياً ثم لم يكن منظماً الى احد الفرق العسكرية التي تقاتل والقي القبض عليه في ساحة القتال بل انه هارب من وجه العدالة والقي القبض عليه في جحر شاهده ليس الشيخ الجليل التويجري بأم عينيه فحسب بل الملاين من البشر. ايها الشيخ الجليل عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري نحن نعرف حق المعرفة انك تريد تطبيق العدالة ولكن بطريقة اخرى وربما بواسطة امريكية ونحن نعرف بالتأكيد انك " آخر المتعاطفين مع صدام حسين " مع احترامنا لك فنحن لا نؤمن بالعدالة الامريكية " فما حك جلدك مثل ظفرك "، كما اننا بكل جرأة نطالب بمحاكمة عادلة، عادلة بالمعنى الحقيقي وليست كما يدعى بها للاستهلاك الاعلامي وخداع وعي الجماهير الذي قام به صدام حسين واقطاب نظامه المشتركين في الجرائم ضد الشعب العراقي طول فترة حكمهم الهولاكي، ونطالب بتطبيق القانون العراقي في محاكمة عراقية خالصة وليست امريكية او دولية، ولن نطالب باكثر من تطبيق العدالة واحقاق الحق بما فيه حق الدفاع عن النفس وفق القوانين المرعية وحقوق الانسان وهو مطلب بسيط وممكن تحقيقه اذا فهم الخيرون والشرفاء من الاخوة العرب او الاصدقاء الاجانب ان ذلك من حق اكثرية الشعب العراقي وليس من حق اي شخص او جماعة تفرض امراً آخراً عليه.. اما الذين كانوا مع صدام حسين ونظامه الاستبدادي واصبحوا بعد ذلك يدافعون عن قَتَلَةْ الابرياء بالجملة من العراقيين ويطلقون عليهم المقاومة الوطنية او يطالبون باطلاق سراحه وغيره من عتاة المجرمين فهم يضعون رؤوسهم في الرمال كالنعامات ولهذا لسنا مطالبين بحماية اعجازهم المكشوفة للريح واشياء أخرى.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العملية الأمنية ودول الجوار ودبلوماسية الحوار الهادئ
-
العلاقـــة ما بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات
-
القــرار الفردي والالتزام بالقوانين
-
انعكـــاس لرؤى قادمــــة
-
لمـــاذا الآن ؟ صور لصدام حسين نجومية على طريقة الاعلام الدع
...
-
ماذا يريد السيد الامين العام عمرو موسى من العراق ؟
-
الشهداء أسماء خالدة في سماء العراق وضمير الشعب
-
الارهاب بوجهيه القديم والجديد بقيادة المنظمة السرية
-
الجامعة العراقية المفتوحة ومسؤولية الدولة والحكومة العراقية
...
-
ثقافـــة الفكــر الشمولي ومنهج الديمقراطية المصنّع
-
ما يكتبه البعض من الكتاب والحسابات حول واقع التيار الوطني ال
...
-
حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي
-
الثلج والذاكرة وصديقي عدنان جبر في سفينة الرحيل
-
المسؤولية التاريخية والانسانية لمقبرة الكرد الجديدة وللمقابر
...
-
أيــار الرمــز عيد الطبقة العاملة من شغيلة الفكر واليد
-
حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟
-
حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران
-
عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
-
الحلــم المـــلازم
-
متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة
...
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|