|
دعوة للتأمل والنقاش
نبأ البراك
الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 07:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد وصلتني رسالة تحمل بطيها موقع يوتيوب لفلم عن بعض حاخامات اليهود، كلماتهم المعتدلة التي استمعت اليها دفعتني بقوة الى ان أكتب وجهة نظري بالموضوع
أنا من الأشخاص المؤمنين بقدرات الانسان وبقدرة هذا الانسان على احداث التغيير، ولاأقصد التغيير باستخدام العنف ولكن التغيير الايجابي بالاعتماد على الوسائل السلمية. وفي حياتنا هناك الكثير من الأمثلة التي تعزز ماأقول واليوم فجع العالم بخبر وفاة احد اهم أعمدة التغيير السلمي في التأريخ المعاصر وهو المناضل نلسون مانديلا.
ان مشكلة اضطهاد السود في أمريكا لم تنصفها السياسة الامريكية وبقى السود على مدى عقود طويلة مهمشين يعملون بأحقر المهن وأولادهم محرومون من التعليم ومن الاندماج في المجتمع الامريكي ولولا جهود رجل واحد لبقي السود على حالهم هذا الى يومنا هذا، ولكن هذا الرجل الشجاع و المفوه الدكتور مارتن لوثر كنك استطاع كفرد ان يجمع من حوله بعض المناصرين لقضيته وتمكن من تغير الميزان واستطاع بفكره وكلماته ان يغير القوانين الامريكية التي أعادت الحقوق الانسانية للسود الأمريكيين. وكان لابد من التضحية من اجل ان يعيش أشقاؤه بعدالة ومساواة فكان الثمن ان ضحى بنفسه من اجل مبدأ آمن به فاستحق التضحية بالنفس من اجله.
انا مؤمنة بأن التغيير يأتي نتيجة من حراك الناس وينبغي ان لاينتظر الناس خيرا من السياسة للتغيير بل على العكس السياسة ماهي الا مصالح أفراد تنمو وتترعرع من دماء الأخريين ولا تهمها مصالح المجموع والشعوب، وماهو هو حاصل اليوم في عالمنا لهو اصدق دليل وأكبر برهان.
ان الأشقاء الفلسطينيون خصوصا والعرب والمسلمون عموما جميعهم مخطئون اذا استسلموا وبقوا ينتظرون سياسة ابو مازن والسياسة الامريكية والسياسة الإسرائيلية والأمل بأن هذه السياسة سوف تحقق لهم حلمهم بوطن يسترجع! ويجب ان يقتنع العرب ان سياسة هؤلاء لن تطمأنهم وأنها لن تجد حلا قريبا او بعيدا للقضية الفلسطينية. انها سياسة تخدير لن تنهي مشاكل العرب في منطقة الشرق الأوسط ولن يعم السلام ولن يعيش البشر والطير والحجر بأمان واستقرار!!! هذا كله أضغاث احلام وامنيات لم ولن تتحق اذا لم يبدأ العرب واليهود الفعل الحقيقي الذي لا يخلو من التضحيات. ولا نجاح بدون تضحية!!!
نحن العرب بأيدينا مفتاح التغيير وذلك بالتعاون مع اليهود المعتدلين في العالم وهم كثر كما قال الحاخام الذي تكلم في الفلم!!! واذا لم نتحرك نحن باتجاههم ولم نحرك ساكنا فستبقى القضية الفلسطينية بؤرة الفساد والجرح المتقيح في الارض العربية وبسببها سنخسر أوطاننا ومواطنينا ونعيش كلنا شتاتا في بلدان العالم.
في هذا الفلم وفي أفلام أخرى محملة على اليوتيوب وجدت ان هؤلاء اليهود يدافعون عن المسلمين واحقيتهم بأرض فلسطين اكثر مما يدافع المسلمون أنفسهم عن ارضهم !! وانا اجد انهم صادقين بدعوتهم تلك. فليس كل اليهود صهاينة وليس كل الصهاينة يهودا !! وهناك الكثير من الأشخاص من جميع الانتماءات والأديان صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم.
وجهة نظر ودعوة للنقاش: الى المسلمين عامة والعرب خاصة وعلى الرغم من كل آلامنا وجراحاتنا ينبغي ان نكون حصيفين متنبهين لاغتنام الفرصة المتاحة لنا وانا اجد ان هذا الجمع من اليهود هو نقطة البداية والمدخل للتقارب بين المسلمين واليهود المعتدلين في أنحاء المعمورة. هؤلاء الحاخامات أعطونا نحن المسلمين والعرب الضوء الأخضر لأخذ زمام المبادرة وبدا العمل الفوري للتقارب مع اليهود الغير مسيسين وينبغي ان لا ينتظر العرب من الأخريين النظر بعين العطف لهم وايجاد الحلول لمشاكلهم !!
الشرارة يجب ان تبدأ من عندنا نحن العرب لأننا نحن اكثر من أكتوى بنار الصهيونية والسياسة القذرة للغرب. واما الغرب وبالتعاون مع السياسة العربية المتخاذلة هم من أشعلوا فتيل الكراهية بين الأديان واتخذوا من العرب واليهود واليوم المسيحيون والصابئة واليزيديون وقودا للمحرقة.
انها دعوة صادقة لمن يجرؤ: فهل تجرؤ نخبة من المثقفين العرب واليهود وبعض رجال الدين المسلمين المتنورين والحاخامات المتنورين استثمار هذه الحماسة واحتضانها من خلال الدعوة الى جمع التواقيع للقيام بحملة إنسانية تدعو للتقارب والتآخي بين المسلمين واليهود كأفراد يدينون باديان سماوية والدعوة الى شجب ونبذ السياسات الصهيونية التي عملت ولإزالت تعمل على هدم هذه العلاقة الانسانية بين الناس وايضا الدعوة الى مؤتمر عالمي تدعى له الشخصيات المسلمة واليهودية والمسيحية الفاعلة والمؤثرة والمدافعة عن حقوق اليهود والمسيحين والمسلمين والمطالبة بالعيش المتكافئ للمسلمين واليهود والمسيحين على ارض فلسطين وفي العالم أجمع. وشكرا
الرجاء مشاهدة هذا الفلم http://www.youtube.com/watch?v=iwXh04DY2kk
#نبأ_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكايا جدتي
-
مشاركتك الفعالة في الأنتخابات، دليل على قدرتك القيادية
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|