أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - عبد الغفور جاسم محمد عبيد














المزيد.....


عبد الغفور جاسم محمد عبيد


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 07:20
المحور: سيرة ذاتية
    


اكتب اليوم عن رجل ، سمعت به قبل أن اعرفه ، سمعت عنه من أهل مدينتي هيت، أنه اختير ليكون (ممثلا) عن الملك فيصل الثاني بن غازي بن فيصل بن حسين بن علي الهاشمي ، ثالث وآخر ملوك العراق من الأسرة الهاشمية ، في يوم تتويجه ملكا في2/ مايس / 1953.

اختاروه لأن يكون ممثلا عن الملك لأنه كان ملكا في خُلقه وخلقته، لقد توجوه في احتفال مدرسي بهي، ولم تكن صدفة أن يكون المتوج يتيما كما هو الملك، ولم تكن صدفة اختيار هذا الفتى الوسيم ليكون (ملكا)، لقد كان أجمل من الملك فيصل الثاني وأطول منه، وأعلى قدرا، عند أهل مدينته فضلا عن أنه كان رياضيا.

توج ابن مدينتي ملكا وانا في الرابعة من عمري، ولكن الأمر كان أكبر من ذلك حين صفق المحتفلون بتتويجه، وحين علا (هلاهل) الهيتيات بذلك.

ومرت الأيام، ودارت الأيام، وصار الفتي الجميل الذي عاش قصة حب أجمل منه، شابا، ودخل الجامعة وتخرج منها، مدرسا للغة العربية، وشاء (الحظ) أن أكون تلميذا في الصف الرابع العلمي في العام الدراسي 1965/1964، وأن يكون هذا الرجل مدرسا لي في مادة اللغة العربية.

وفي أول محاضرة له، طلب منا أن نكتب موضوعا في الإنشاء، وعلى وفق ما يراه كل منا، فلم يحدد لنا موضوعا معينا، وهذا شيء رائع أن يترك لك مدرسك اختيار ما تريد الكتابة فيه، وهو درس في حرية الاختيار التي لم نكن نعرفها مع من سبقه ممن كانوا يفرضون علينا العناوين فرضا.

كتبت انشائي على وفق ما اريد، وأنا في ذلك العمر، واعطينا أوراقنا له، وصححها بتمعن، وكانت درجتي على ما كتبت كاملة عشرة من عشرة. وأشاد بي أمام زملائي، وكان معتقدا حتى تلك الساعة بأنني (نمراوي)، لأنه لم يكن يعرفني، حيث لم يتعرف علينا حين دخل صفنا أول مرة، وحين قلت له أنني فلان ابن فلان، وأنني ابن (عمشة) موظفة الخدمات في مدرسة خديجة الكبرى، مع الست عفيفة، فرح واستبشر، وزاد من قدري، لإننا الفقراء نعرف قدركل منا.

ونجحت الى الصف الخامس وبقي مدرسي في اللغة العربية، وحين بدأت كتابة الشعر، كنت أقدمه له ليرشدني الى صحيح اللغة نحوا، وصرفا، ووزنا، وقافية، ولم يبخل عليّ يوما ما في شيء مما كان يعرفه، لقد كان معي طيبا، معطاءً، كريما، رؤفا رحيما.

لقد تعلمت منه الكثير الذي لا يمكن أن أنساه، تعلمت منه اللغة، والأخلاق. تعلمت منه أن اهب الآخرين ما اعرف، وتعلمت منه ألا أكون بخيلا. ولكنني لم اتعلم منه - وهذا ما يتميز به هو - أن أتحدث بهدوء وسكينة ، وبصوت رقيق . لقد كان يحدثنا دون أن يتعب حنجرته ، فلم يكن صوته إلا همسا ، ولم أسمعه ذات يوم صارخا.

انهيت دراستي الإعدادية، ودخلت كلية التجارة – جامعة بغداد، وتخرجت منها، وعينت موظفا، ولكني لم أنس َأستاذي ومرشدي، فقد صرنا صديقين، نتحاور، ونتناقش، ويصغي واحدنا للآخر. وتوطدت علاقتي به أكثر فأكثر حتى تجاوزنا حدود الأستاذ بالطالب في خلال نقاشنا في الأمور السياسية والثقافية، والاجتماعية. وما زاد في اقترابنا الواحد الى الآخر هو وحدة الفكر السياسي.

اليوم يكون الزمن قد حصد من السنين ثمانية وأربعين سنة من عمرنا منذ أن عرفته، ولكنه ما زال ذلك المدرس النبيل في عقلي، وقلبي، ووجداني. وحين كتبت قصيدتي دار سعدى وذكرت بالطيب كل من علمني معلما، ومدرسا ذكرته لأخلد أسمه مع من أحب فقلت:

عن صابر عن فهيم عن رياض وعن ***عبد الغفور لساني كلما عقدا

إنه أستاذي وملهمي ومرشدي، وصديقي وحبيبي، ولساني، عبد الغفور جاسم محمد عبيد، أطال الله في عمره ومنحه الصحة والعافية، وأدامه وأدام الطيبين.














#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة أمينة العاصمة سعاد العمري
- الليلة التي لم تنطق بها شهرزاد
- الراشدي
- بشرى
- قصة مدرسة
- دعوة الى الإستثمار
- ليلة زكريا
- إيمان مهدي
- حبي جميل
- حميدة
- ضياء الخطيب
- بيت الشايع الهيتي
- حنان
- اليها مع التحية
- وداعا ابا حسان
- نجلاء
- رجال في ذاكرتي
- يوميات طالب عامل
- أل ابي الطيب الهيتي
- سيدتي عزيزتي


المزيد.....




- دراسة تظهر فوائد الجبن المذهلة لتعزيز صحة الأمعاء
- أسباب ظهور الوذمة على الوجه
- أجهزة كهربائية لا ينصح باستخدامها مع سلك التمديد
- علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافد ...
- السعودية تلعب دور المُيسِّر وليس الوسيط
- بدأت هزيمة القوات الأوكرانية ويجري الاستعداد للقضاء عليها
- فريق ترمب يبحث عن بديل لزيلينسكي
- روبيو: واشنطن تريد معرفة التنازلات التي ترغب أوكرانيا في تقد ...
- إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية المتجهة إلى موسكو
- صحيفة: الناقلة التي اصطدمت بحاملة الحاويات قرب بريطانيا مستأ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - عبد الغفور جاسم محمد عبيد