أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق الجنابي - مهاجر حزين.. و محاكاة الذات














المزيد.....

مهاجر حزين.. و محاكاة الذات


فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 23:39
المحور: سيرة ذاتية
    


زارني صديقي في بيتي فسألته لماذا هو مكفهر الوجه اي(كالب خلقته) فاجابني انه باع نصف مواطنته هذا اليوم،فلقد حصل على الجنسيه فقلت له وبلهفه هذا جيد لقد اصبحت اوربيا" وخاصة" انك(ابيض وشعرك اصفر وعيونك زرق) فلا احد يميزك بعد الان ويعرفك انت عراقي او عربي ،وسوف لايفتشوك في المطارات بقسوه وستسمح لك الدول العربيه الدخول لاراضيهم رغم(...). يجب ان تفرح!!! هنا متوفر لك كل شئ، امان، عنايه صحيه،عداله اجتماعيه،مدارس للاحفاد،مساعده ماديه وامور اخرى حرمك بلدك منها، وتذكر ان نصف حكومتك واعضاء برلمانك هم من حملة الجنسيات الاجنبيه ويطلقون على انفسهم(مزدوجي الجنسيه )،فماذا تريد افضل من ذلك ياهذا؟. اجابني وبمراره انه يعرف كل ذلك ولو كان يرغب في جنسيه غير عراقيه لكان قد حصل عليها منذ فتره طويله خلال دراسته خارج العراق عندما كان شابا" ،وان الذي جعله يعود الى العراق في حينها هو الحنين الى الوطن و هذا الحنين مرض لاتستطيع الشفاء منه الا بعودتك الى بلدك. سكت قليلا ثم استدرك قائلا" انه يعرف ان من يسمعه وهو يتذمر مما حصل عليه وما متوفر له هنا سيقول ان هذا الشخص (يدفر نعمته برجله و........فكر اي نكدي)كما يقوله العراقيين بلهجتهم العاميه .لم اقاطعه لانني لاادري ما اجيبه ،هل اقول له( "البقاء في حياتك" على نصف مواطنته التي فقدها نفسيا"!! )، ولكنه استمر بالكلام مع تنهيده،ان الذي يغيضه هو فقدانه للحياة الحلوه التي كان يعيشها في العراق في زمن الخير،وانه يشتاق الى كل دقيقه قضاها مع رفاقه في العمل او الخروج معا" الى الكازينوا او اللقاء بهم في مكاتبهم، و كذلك الزيارات بين العوائل والاهل والاقرباء بالرغم من وجود بعض المنغصات التي تحدث بينهم ولكن المسامحه كانت دائما" موجوده ، انه يشتاق لزيارتهم له عندما كان يمرض او بمناسبات العيدين،انه يحن حتى الى مجالس الفاتحه عندما يقول لك الجميع (الله بالخير بعد قرائتك الفاتحه) ويتقدم لك حامل الماء، ويليه حامل السيكاير، ثم يتبعه ابو القهوه يطقطق بفناجينه ،كنا نرى هناك الاصدقاء الذين لانراهم الا في الفواتح .انفتح صديقي بالكلام دون توقف مع ابتسامه بسيطه على وجهه ممزوجه بمسحة حزن، ان الذي يزعجه هنا هو مشاهدته لاولاده وهم يعانون من امور كثيره، فانهم قضوا خمسة سنوات لمعادلة شهاداتهم التي حصلوا عليها في العراق وتعلمهم اللغه بشق الانفس وبعد كل ذلك لايستطيعون الحصول على وظيفه يمارسوا بها اختصاصهم لاسباب تافهه فاما لان لغتهم ليست بالمستوى المطلوب بالرغم انهم اجتازوا اصعب امتحانات اللغه التي يفرضها عليهم نظام معادلة الشهادات هنا،او بسبب الازمه الاقتصاديه او لانهم عرب من حملت الاحزمه الناسفه ،هنا يستغلون ويشجعون الاجانب على اعمال التنظيف ومسح طاولات الاكل وغسل الصحون في المطاعم فقط الا ما ندر ، أخبرني انه يصاب بخيبة امل وهو يرى احفاده لايتكلمون اللغه العربيه بطلاقه بالرغم من ان آبائهم يحثوهم على تعلم اللغه العربيه قراءة وكتابه باستمرار .نظرني ثم قال،" كنا نتمنى السفر ولكن لاغراض السياحه ليس الا،والان نحن نعيش ونقنع انفسنا بان ما نحن عليه افضل". انه يعرف سيبقى اجنبي(لاجئ) في نظر اهل البلد التي هو فيها مهما طال بقائه خارج وطنه الام .
نعم انك مجنون يا صديقي بحب الوطن وسوف لااستطيع ان اغير مشاعرك فإني والله مثلك ولكنني اتكابر لكي لا اظهر للآخرين اني ضعيف في هذه الغربه ،لي الف سبب لماذا انا ايضا" غير مرتاح بوجودي هنا، ولكن عندما ابدأ بسرد هذه الاسباب يصرخ الجميع بوجهي(يا معود اكعد راحه الخاطر الله) وعندما اعود مع نفسي وانظر الى ما يحدث في بلدي العراق،اقول لهم معكم الحق يااولادي يجب ان انتظر ولو الى بعد حين عسى الله ان يفرجها على العراقيين، ولكن .......... سأعود لانني مشتاق حتى الى بائع الغاز الذي كان يحرمني من نوم الظهيره بصياحه(غاز...غاز)!!.
ودعته عند الباب ورجعت وانا ادندن مع نفسي اغنية حسين نعمه
(لا بيه اعوفن هلي .................ولا بيه عوف هوايه)



#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعويذة اوباما
- عَبعَب عَبعوب
- جزنه من العنب.........ونريد سلتنه
- هل انت شيعي؟.......هل انت سني؟...........كلام بدأ يطرق مسامع ...
- خير......أللهم إجعله خير
- جديد ثقافة الفساد
- كان ياما كان........كان هناك انسان
- هلهلي يلة يا السمرة هلهلي


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق الجنابي - مهاجر حزين.. و محاكاة الذات