|
يا عبد حرب ويا عدو السلام
حمزة الجواهري
الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 12:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صدق الجواهري أكثر من مرة عندما شخصهم. يبدو أن عبيد آلهة الحروب يتناسلوا من مس شيطاني رذيل، بلا حرث ولا ماء، فهم يتكاثرون اليوم ولا أحد يعرف لهم أبا، وكأن بركان من الرذيلة قد تفجر في أرض العراق، فكلما سمعت ذلك العبد لآلهة الحرب، والذي سموه نفاقا بعبد السلام، كلما أسمعه يرفع عقيرته وهو يطلق سيل من التهم جزافا، يلقيها يمينا ويسار، وينعق كما البوم، أشعر أن الدنيا بخير، والسلام آتي بلا ريب، سوف يعم الأرض بعد موت زؤام قارب الأربعين عام. فكلما أرى المؤتمرات قد كثرت، والتصريحات الصحفية تصب الزيت على النار لتزيد من سعيرها، والاجتماعات والتحزبات واللجان في أوج انشغالها، والفضائيات هجرت برامحها وعادت لما كانت عليه قبل عامين أداة للقتل كما الطلقة، كلما أرى هذه الصورة تزداد تأججا، أدرك تماما أن يدي عزرائيل تطبق على أعناقهم، والموت منهم قريب، فيغمرني فرح حزين، وتبقى آخر صورة من المشهد، صورة "عبد حرب" خسيس، بعمامه بيضاء ذات ذنب، وهو يبكي. يحض الشعب على سحب تأييدهم لحكومة الجعفري! ولم يكن يعلم أن القلوب تصفق مع كل إرهابي يقع بأيد حماة الوطن، فقد شن عبيد الحروب من هيئة علماء المسلمين هجوما شديدا على الحكومة بسبب عملية البرق الأمنية، على أنها تستهدف السنة العرب، وهي العمليات الأمنية التي جاءت أساسا لإنقاذ السنة العرب من براثن الإرهابيين بعد أن إتخذ منهم البعث وحثالات العرب ملاذا آمنا بالإكراه، واستباح دورهم واتخذوا من الناس دروعا بشرية لهم. والأغرب من هذا وذاك، هو أن عبد آلهة الحرب هذا، وهيئته، حمولوا الحكومة كامل المسؤولية عن مصير المسلحين الذين تم اعتقالهم خلال العمليات بدلا من أن يشكروها!! إنه دفاعا عن الإرهاب صريح، في وضح النهار، وعلى رؤوس الأشهاد، دون مراعات لمشاعر ضحايا الإرهاب الأبرياء والشعب العراقي الذين يسقط منهم المئات يوميا قتلى وجرحى، هذا فضلا عن الذين روعهم الإرهاب، أو الذين تركتهم السيارات المفخخة يتامى، أو الثكالى من الأمهات، أو الأرامل من الزوجات. ويصل النفاق إلى ذروته حين يدعي عبد الحروب هذا، أن قوى الأمن خرجت لتنال من كل من يعارض الاحتلال!!! في حين هو من يطيل من أمد الاحتلال ويجد له كل المبررات ليبقى. بالنيابة عنهم، يذهب هذا المنافق بعيدا إلى غاية قصوى في النفاق ليدين ضحايا صدام ونظامه البهيمي الهمجي، ويعتبر النجاة من براثن البعث والعودة من المهجر الذي فرض عليهم، يعتبرها مثلبة!!!!! في حين أن العكس هو الصحيح، فهم قبل غيرهم يعرفون أن العودة من الخارج بعد سقوط التمثال تزكية لهؤلاء، بل نوط الشجاعة معلق على صدور العائدين، كونهم لم يتلوثوا برجس البعث، إلا من كان قد تلوث أصلا بهذا النجس الذي لا يزول بكل مياه الأرض، فهم يلقون برجسهم على الآخرين ظنا منهم أنهم سينجون من عقاب الشعب العادل يوم يأتي الحساب العسير، ويقف كل من تلوث برجس البعث وهو منكس الرأس، إن كان قد بقي له رأس، وهؤلاء لهم أكثر من عقاب، فهم الآن يدفعون عن الجريمة والمجرمين فضلا عن كونهم مجرمين. يبكون عندما تفتش البيوت، وحين تخرج منها أطنان الأسلحة ومجاميع القتلة، يدافعون عنهم بكل صلف على أنهم أبرياء!!! ولو غضوا الطرف عنهم وعن أسلحتهم، لقلنا إنهم مخدوعين، ولكن صلفهم أكبر من ذلك بكثير. سوريا تدفع بحثالات الأرض نحو العراق ليتحولوا إلى رماد بعد يوم أو يومين من وصولهم في سيارة مفخخة يحرقون بها النسل والزرع، ودجالوا الهيئة من عبيد الحروب يستقبلوهم بالأحضان ويخطفون لهم أحلى النساء لفراشهم القذر قبل أن يذهبوا إلى صقر! ويغضون الطرف حين تمتلئ سماء العراق بدخان السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، فقط عندما تضربهم صاعقة من برق العراق، يرفعون عقيرتهم بالصراخ!!! أي نوع البشر هؤلاء؟! بهذه البرق الصاعق بات الأمن قاب قوسين أو أدنى من العراقي، وعاد الأمل يملئ العيون، والبسمة لها صوت من خلال الدموع، والهمس صار ينتهي بضحكة ذات مغزى يبعث النشاط. الخطة يدعمها كل أهل العراق عدا هيئة الدجالين والبعث، وأهل مكة أدرى بأمنها، وحالة الهلع وسط أعضاء الهيئة تشي بعويل خلف الأستار، وموت أكيدا قادما لا محال لأعور الدجال وزبانيته، فالأمر قد أصبح في حكم المؤكد، ليس مجرد تكهنات أو اعتقاد، فالطلقة عرفت طريقها نحو القلوب السوداء الحاقدة والرؤس العفنة، وغدا أفواه الهيئة من عبدة الشيطان وآلهة الحرب سوف تقتلع منها الألسن. العراقي هو الذي يعرف كيف ينتزع الاعتراف من الأفواه القذرة، وهو الذي يعرف كيف يفكر العدو، وهو الذي يستطيع أن يوقف عجلة الموت للابرياء ويعيد البسمة للأفواه، فالسجن صار له باب واحدة، وليس كما كان الأمر بالأمس، له ألف باب، يدخل القتلة من باب ويخرجون من أبواب أخرى، واليوم صاروا لا يعرفون متى يأتيهم الموت، لأن البرق العراقي يؤمن أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وعنصر المباغتة هو الأوفر حظا مع القتلة المارقين، وكلما أرتفعت عقبرتهم بالصراخ، فإن ذلك يعني أن برق العراق يحقق النجاح، نعم، صراخهم مقياس النجاح، فكلما على الصراخ أكثر، كلما كانت الضربة موجعة أكثر. أحترابهم مقياس آخر للنجاح، البعث هو الآخر أدرك أن بيوتهم تنتهك حرماتها من قبل الزرقاويون، فأوصدوا الأبواب، وباتوا الزرقاويون لا يعرفون إلى أين يذهبوا بعد أن تقطعت بهم السبل، فالحدود موصدة والأبواب موصدة والبساتين عيون، والدروب كامرات مراقبة، والليل ما عاد يخفي شيئا كما كان يفعل بالأمس، والبرق يضرب في الصميم، لذا، لم يبقى لهم سوى الإقتتال مع من جاء بهم إلى أرض العراق، وبات يرفض أن يزوجهم ببنات التاسعة من أعمارهن، ولم يرغب بوجودهم أصلا في البيوت، بعد أن صار للبيوت كلمة، ترفضهم وتقرف من رائحتهم الكريهة، فحملوا السلاح بوجه حليفهم في الجريمة والقذارة والخسة، ذلك البعث الأكثر نجاسة منهم، فهم اليوم في إحتراب. ألهم اجعل بأسهم بينهم. بالأمس كانوا قد اختطفوا محافظ الأنبار المنتخب، وكنا نظن أنهم أطلقوا سراحه، لكن الأمر لم يكن كذلك، فقد قتله الأوغاد بعد أن رفض أهله وكل العشائر الحرة أن تؤيهم من جديد، ليس فقط لأن سماء العراق صار لها برق بكشف حتى عن باطن الأرض، ولكن لأن وجودهم يعني استباحة الحرمات من جديد، فكسروا الطوق، وخرجوا عن طوع عبدة آلهة الشر من أعضاء الهيئة الأقذر من البعث، وحتى أقذر من الزرقاوي نفسه، فقتلوا الرجل بعد أوصدت جميع الأبواب بوجوههم وضاقت الطرقات، ولم تعد بساتين العراق، بفضل البرق الصاعق، وإعراض العشائر عنهم، أن تلفهم بظلمتها. صدقوني إنها القصة الحقيقة لموت رجل، نعم راح شهيدا، كباقي شهداء العراق. أنا شخصيا لا أرغب أن يتعرض أحدا للهيئة من عبيد الآلهة الشر والحرب، لأن أدائها هو المؤشر الأصح على مدى النجاح الذي يحققه برق العراق الجديد، فهو يصيبهم في مقتل، ويطلق الصيحات من أدبارهم قبل الأفواه.
#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النفط والدستور- ملكية النفط والغاز للشعب العراقي
-
من الذي يجب أن يكتب الدستور؟
-
تعليقا على رسالة الركابي للصدر
-
محاولات ذبح حكومة الجعفري على أساس الهوية
-
من رأى منكم تلك المقاومة الشريفة؟
-
كل ما أرجوه أن لا يصدر الجلبي عفوا عن الملك
-
الأعداء الجدد للبعث سوف يقلبون المعادلة
-
بالرغم من أنهم كانوا، ومازالوا، الأوفى للوطن
-
الجعفري والمسيرة وسط حقول الألغام
-
حتى الشعلان تعَرَق خجلا من تصريحات النقيب
-
الهروب للأمام لم يعد مجديا
-
زيارة رامسفيلد تعيد الصراع للمربع الأول
-
سقوط النظام الدكتاتوري، هل هو احتلال أم تحرير؟
-
هل هي حقا محاصصة طائفية وقومية؟
-
النظرية العلاوية في السياسة
-
على ذمة المنجمين، غرة ربيع الأول آخر موعد لتشكيل الحكومة
-
حارث الضاري يضع البرنامج الأمني للمرحلة القادمة
-
أغلال الحرية والديمقراطية في العراق
-
هل ستمضي العملية السياسية كما أريد لها؟
-
كان على الجميع أن يتوقعوا تأخير تشكيل الحكومة
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|