|
الاخلاق وليدة الفلسفة
سالم مرعي سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 22:58
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أولا _ فلسفة الأخلاق لن نقول عن الفلسفة انها حب الحكمة ,او البحث فى الوجود بما هو موجود او التعرف على علة الشئ المعلول ,او تبسيط القضية الى عناصرها الاولية وان كان هذا صحيحاً الا ان هناك معنى اخر للفلسفة نابعا من منهجها وهي ان أنها معالجة لقضايا هامة و أساسية في حياة الانسان ،بل انها تبحث فى ذات الانسان وعلاقته بالأخرين وبالله و الوجود . لذا فإن الفلسفة هى معالجة القضايا الجوهرية التي شغلت بال البشرية ،باحثة عن تأسيس علاقة بين الانسان و كل ما فى الوجود من حوله علاقة يختفي منها كل اْستغراب اْو حيرة أو اضطراب في ظل نهج قوامه البحث المنطقي و التحليل – المجرد للوصول الى الحقيقة . لذا فأن الفلسفة هي خلق علاقة كونية منتظمة بين )الله الانسان الوجود( ومحاولة - - إماطة اللثام عن أي غموض او شك حول هذه العلاقة ولعل هذه العلاقة هي البذرة الاولى التي نبتت في ارض الفلسفة ،لتكون بعد ذالك سبباً في منح ملكية فكرية لأمتلاك تلك الارض للفلسفة ،وإعطائها رخصة لبناء صرح فكري متكامل يعالج كل القضايا المنبثقة عن العلاقة الكونية الجدلية )الله الوجود الأنسان( – – لذا فإن الحكم على الافعال الصادرة من اطراف هذه العلاقة وأستبصارها وسبر غورها والمساهمة فى وضع معايير وأسس سلوكية تسير بمقتضاها تلك الافعال بات فى حيز الفلسفة دون أدنى شك ،لانه لا يمكن لعلاقة أن تؤتي ثمارها دون وجود نظام يحدد مسارها في سعيا دائم لتطوير هذه العلاقة الجدلية لوصول للأفضل دائماً . وحقا للفلسفة اليوم أن تضحك ملئ وجنتيها ليس لانها أم العلوم وحسب بل لأن – لها الأسبقية المطلقة في وضع اللبنة الاولى لتأطير السلوك البشري ووضعه على المحك. ولطالما الأنسان تتجذبه نزعتا )الخير والشر( فإن هذا السلوك معرضاً للخروج عن مساره .فلابد من معايير تحدد هوية السلوك )خيراً ام شر(هذه المعايير هي الاخلاق --------------------------------- ثانياً- أخلاق الفلسفة – كلمة فلسفة من اكثر الكلمات الرنانة التى دائماً تحمل معها معنى عظيماً . كما يقول زكي نجيب محمود وهو مفكر عربي معروف "هم يحبون استعمالها ولكنهم يكرهون الوقوف عندها،كأنما هم يحبون استخدامها جرسأ و لفضاً و يكرهون تمحيصها مضموناً و معنى. فما اكثر ما تسمع فى احاديثهم عبارات مثل ،فلسفي فى الحياة ،أما أن تسألهم أن يحددوا معناها المقصود ،بحيث يفرقون فى هذه العبارات التي أسلفناها بين الحياة ) و فلسفتها فعندئذ يضيقون بك ذرعاً " ) (1) فاذا كانت الفلسفة هي حب الحكمة فإن المتحدث كان يقصد من عبارته هو حكمتي في الحياة ، وهو بطبيعة الحال لا يقصد حكمة واحدة بل مجموعة القيم و المبادئ و المفاهيم التى يرى شخصيته من خلالها ، وإذا ذكر لك أحدهم حكمة واحدة و يراها انها فلسفته في الحياة كأن يقول فلسفتي هي " أتقي شر من أحسنت اليه" مثلا فأن القيمة التي تحملها هذه الحكمة لا يمكن ان تكون منفردة عن باقي القيم ، فهي تدل على ان ليس كل البشر أخيار و تشير الى ضرورة اليقظة و الفطنة و اليقظة تدل على الذكاء ،ومع علمنا بان ليس كل ذكي هو انسان خيٌر الأ ان الذكاء هنا مقروناً بالخير . و هكذا فأن أستخدام كلمة فلسفة بمعناها الاكاديمي و فلسفة بتعابيرنا الحياتية ليستا منفصلتان عن بعضهما ، أذ تشير الاولى الى حب الحكمة و البحث عنها ، و تشير الثانية الى العمل بها . --------------------------------------- ثالثاً دولة الأخلاق الفلسفية – 1 -جمهورية أفلاطون ) (428 348) ق. م يقدم افلاطون في بداية كتابه فكرة العدالة ، و كيف نبني دولةً عادلة، و أفراد يحبون العدل ، و يتناول فيه تعريفاً محدداً للأنسان العادل و هو الحكيم و الصالح ،و أن المعتدي هو الشرير و الجاهل ، والدولة ينبغي ان تُعلم الافراد حب العدالة، و أن الاخلاق هي عبارة عن الاعتدال فى السلوك ، و يشبه اجزاء الدولة بأجزاء الأنسان حيث تنقسم الدولة الى )طبقة الحكام طبقة الجيش طبقة الصناع و العمال( – و يقسم الأنسان الى الراس وفيه العقل و فضيلته الحكمة . و القلب و فيه العاطفة و فضيلته الشجاعة . و البطن و فيه الشهوات و فضيلته هي الاعتدال. و الدولة العادلة هي التى يقدم فيها كل فرد بالعمل الخاص بطبيعته الحاكم يحكم و الجندي يحمي ، و العامل يشتغل ، و هكذا تتكون فكرة العدالة فى النفس البشرية ، العقل يضبط الشهوات و العواطف تساعد العقل فى عمله كالغضب ضد البرود و أن هناك منزلة بينهما هى الحلم و الاعتدال و يتساءل افلاطون ، هل نطلب الحق أم القوة و خير لنا أن نكون الصالحين أم الأقوياء لينتهي به الأمر الى أن الحق لابد له من القوة حتى يقوم . لكن هذه القوة عادلة فهي ليست مفرطة ولا ضعيفة.) (2) إن دولة الأستبداد و الطغاة هي التي تتغلب فيها الشهوات على العقل ،حيث أن الطمع و حب المزيد من الترف هى العوامل التى تدفع الناس للتعدي على من هم أضعف منهم من بني جنسهم و أخد ممتلكاتهم ، و دولة الخير هي التي يتغلب فيها العقل على الشهوات و العقل هو الحكمة و بالتالي فأن الناس بحاجة هدي الفلسفة التي هي حب الحكمة ويقصد بها الفلسفة و يرى افلاطون ان القادة و الحكماء يُصنعون ولا يولدون ، حيث نغرس فيهم منذ الصغر حب الفضيلة و العلم حتى سن الخامسة والثلاثون بعد أن يجتازوا اختبارات كثيرة ،و يقصد بها هنا الخبرة النظرية ، ثم بعد ذلك يخرجون لمخالطة الناس فى المجتمع ويرون كل الحيل و الدهاء و يقصد هنا الخبرة العملية ، ثم يعين هولاء الناس حكاماً لتصريف امور الدولة ، فيكون منهم مشرفين و قضاة ، و خوفاً من وقوعهم في تيار حُب المال و السلطان فأن الدولة توفر لهم المسكن و الملبس و الحماية ، و يمنع عليهم ارتداء الملابس الفاخرة أو ادخار الأموال و الذهب و الفضة في بيوتهم -------------------------- 2- المدينة الفاضلة ) ابو نصر الفارابي (478 - 950)م مستوحاة من جمهورية افلاطون أو لنقل أنها جمهورية أفلاطون نفسها لكن بثوب اسلامي ، تعتمد المدينة الفاضلة على مبدأ التعاون بين أفرادها و فئاتها الأجتماعية ،مهما تكن تخصصاتها الوظيفية فالفارابي يقسم اهل المدينة الفاضلة الى ثلاث مجموعات حسب الأعمال التي تمارسها هذه المجموعات ، فهناك مجموعة القادة و الحكام و رجال الدين ، و مجموعة العسكريين و الجنود و المدافعين عن المدينة ،و مجموعة الصناع و الفلاحين ، لكن هذا التقسيم لايؤدى الى تعالي احد على أخر، حيث ان العدالة هى الاساس الذي تقوم عليه الدولة ، حيث تؤدى كل مجموعة عملها المؤهلة للقيام به بموجب صفاتها التكوينية و الوراثية ، فهناك مجموعة تتميز بالعقل و الحكمة و المنطق وهم القادة و القضاة و رجال الدين و هناك مجموعة تسيطر عليها العاطفة و الأنفعال و هم الجنود و العسكريون ، و مجموعة تسيطر ) عليها الغريزة و الفطرة و هم الصناع و الفلاحين .) (3) و لا يفهم من كلام الفارابي أن هذا التقسيم يؤدى الى انعدام المساواة بين طبقات المجتمع بل على العكس من ذالك تماماً ، أن التقسيم وفقاً لقدرات كل فرد ، يكفل قيام المهمة على اكمل وجه دون تقصير أو نقصان و بذالك ينمو المجتمع و يزدهر دون أن تطغى أي طبقة على الأخرى ،ذلك أن الحاكم يجب عليه أن يتفانى فى خدمة المجموعة و أن الفرد ينبغي أن يخدم الجماعة و يضحي من اجلها ، و ان يتنكر للذاتية في سبيل مصلحة الجماعة ------------------------------------- 3 العقد الأجتماعي ( - توماس هوبز )( 1544-1770)م ( – جون لوك )( 1732-1798)م ( – جان جاك روسو )( 1712-1774)م أ وجد هوبز أن الأنسان فى مرحلة ماقبل المجتمع و هنا ربما تُفسر على انها الحالة الاصلية للفرد قبل أن يكون اجتماعياً ، وجد هوبز أن الأنسان فى هذه المرحلة تغلب عليه الأنانية و المصلحة الذاتية و غياب مصدر مشرع و سلطة تحكم سلوكه مع الاخرين ، و أن الحياة فى مرحلة )ما قبل المجتمع( صعبة و قاسية بحيث يخشى الفرد على حياته من الأخر ، مما يطرح بقوة ضرورة تكوين التجمعات البشرية و قوانين تحكمها ب جون لوك أعتمد طرح هوبز مع اختلاف فى أن مرحلة ما قبل المجتمع ليست معدومة الأخلاق ) بشكل نهائي مع أنعدام القوانين الأ ان اسس اخلاقية قد تظهر أحيان اً .) (4)
ج الا أن جاك جاك روسو خالف كلاً من هوبز و لوك فى أن مرحلة ما قبل المجتمع ، هي حياة مليئة بالمشاكل و الظروف السيئة ، بل على العكس من ذلك ، حيث توقع روسو أن الناس كانوا فى تلك الحالة يعيشون فى حالة اكتفاء ذاتي وسلام نظراً لبساطة الحياة في ظل مبادئ أخلاقية . و يرى ان التجمع جاء نتيجة عوامل أقتصادية التي أدت بدورها الى سلوكيات جديدة مثل )الخجل الحسد و حب التملك (مما أدى الى تبلور فكرة )الملكية الخاصة( و التي سربت فيها بعد قيم مثل ) الجشع اللامساواة( مما نحى بالبشرية منحنى أخر و الخروج عن حالتها الطبيعية و الأبتعاد عن القيم الأخلاقية السامية . في كل الاحوال والظروف فأن الانسان عند مفكري العقد الاجتماعي بحاجة الى قيم وثوابت تحدد مساره وتحميه ، سوا كانت هذه الظروف من صنع البشر او الطبيعة او ماوراء الطبيعة ----------------------------------------- 4 -فرانسيس فوكوياما و نهاية التاريخ ) (1952-..........) نظرية نهاية التاريخ صاحبها هو فرانسيس فوكوياما في كتابه الشهير ) نهاية التاريخ و الأنسان الأخير( مؤكدا ان ما تشهده الأن ليس نهاية الحرب الباردة أو مرور لمرحلة فترة معينة لمرحلة ما بعد الحرب ، و أنما هي نهاية التاريخ و يقصد بها نهاية الأفكار الأيدلوجية فى التاريخ الأنساني ، و انتشار قيم الليبرالية الغربية ، و ترتكز نظريته حول محاور ثلاث 1- أن الديمقراطية المعاصرة بدأت في النمو منذ بداية القرن التاسع عشر و أنتشرت كبديل حضاري للأنظمة الدكتاتورية فى مختلف انحاء العالم 2- أن الصراع التاريخي بين السادة و العبيد لا يمكن أن يجد له نهاية حقيقية الأ في الديمقراطيات الغربية و سياسة الأقتصاد الحر 3 - المستقبل فى النهاية سيكون بأنتصار الراسمالية و الأشتراكية الديمقراطية ، متفاءلأ بان العالم سيشهد مزيدا من الحكومات الديمقراطية .) (5) و نحن هنا لا نأخد كل ما جاء في نظرية فوكوياما على انه يتماشى مع معتقداتنا ، لكن يحسب له أنه تفاءل للبشرية بمزيد من التحرر و الديمقراطية أذ انه رفض الأسترقاق و الاستعباد و العنصرية و العرقية و كل ما يمس كرامة و جوهر الأنسان و هذا هو الجانب الأخلاقي المشرق في فلسفة فوكوياما ،كما ان توقعه حول انتشار المزيد من الديمقراطيات و حركات التحرر لم يذهب ادراج الرياح بل ما نشهده اليوم في العالم العربي دليل على صحة توقع فوكوياما . -------------------------------------------- 5- صموئيل هنتينغون وصدام الحضارات(1927-2004)م قام صموئيل هنتينغون بتوسيع مقالته الى كتاب صدر عام 1996 / م بعنوان )صراع الحضارات و اعادة صياغة النضام العالمي الجديد (، و هو عكس ما ينادي به فرانسيس فوكوياما حتى أكد صموئيل أن الصراعات ما بعد الحرب الباردة ، ستكون اعنف و اقوى على اسس ثقافية بدل من الأسس الفكرية و الأيدولوجية كما كان سابقا حتى نهاية القرن العشرين ، و حذر أن الأمم الغربية ستفقد زعامتها أذا فشلت في أحتواء النظم و الثقافات التي لا تتوافق معها و المستمرة في أحتقانها ضد النموذج الغربي يبتدر للقارئ أن صموئيل فى طريقة لوضع أسس نظرية لشرعنة و سيطرة الغرب على العالم بما فيها العالم الأسلامي ، لكن الأمر على النقيض من ذلك تماما ، بل ينادي بالتخلي عن عالمية الديمقراطية و التدخل في شؤون الشعوب ، و طالب بإعطاء الشعوب حق تقرير مصيرها ، و قال انه يجب أن تحل الثقافة بدل من الدولة . قراءة صموئيل تنبع من قراءة للأوضاع السياسية و ليس الدينية أو الايدولوجية حيث قال فى مقدمة كتابه "لايهدف هذا الكتاب لأن يكون عملاً فى علم الأجتماع ) وأنما ليقدم تفسيراً لتطور السياسة العالمية بعد الحرب الباردة ") (6) أذا هو يبحث عن روئ أستراتيجية مستقبلية و نمودج للعلاقات بين الشعوب يكفل حقوق الجميع . وهو يتطلع لقانون عام شامل يحترم فيه القوي الضعيف ، لذا فأنه على الصعيد السياسي يرفض سياسة التدخل و على الصعيد الاقتصادي يرفض سيطرة الأقتصاد الراسمالي على المجتمعات النامية ، وهو بصدد وضع معيار أخلاقي يتساوى أمامه كل بني البشر ------------------------------- 7 هارلد موللر نظرية تعايش الثقافات . العالم لن يتصادم بل في تألف و اتحاد هذا هو أساس نظرية موللر، وهو بذالك يعارض نظرية صموئيل هنتينغتون ، الذى سبق و أكد ان العالم فى تصادم مالم يتدارك البشر ذلك أسس نظرية موللر ترتكز على ثلاث ديناميات جوهرية و هي دينامية عالم الدول دينامية عالم الاقتصاد دينامية عالم المجتمع و يقصد بذالك عوامل كلاً من السياسة و الأقتصاد و الأجتماع .) (7) يرى موللر أن هذه العوامل هي التي تحول دون أتحاد الثقافات و الشعوب وهنا يتقاسم الفكرة مع جان جاك روسو وهي ان الانسان في حد ذاته يميل الى الخير وان الشر جاء بعد طرأت ظروف في محيطه كالاقتصاد والعيش في جماعة -------------------------------------------------------------------------------------------- رابعا - الخلاصة والتوصيات - حاولنا أن نلمس عصور مختلفة من الفلسفة لنتأكد من حقيقة ما نحن بصدد دراسته فكانت النتيجة واحدة أن أركيولوجيا الفلسفة تؤكد أن الأخلاق هي الأبن الشرعي للفلسفة لقد كانت قضية الأخلاق اولى القضايا التي أرقت الفلاسفة و المفكرين ، كما أن الفلسفة لم تحتضن الأخلاق فحسب ، بل عملت على تنشأتها و تهذيبها و تطوريها . فالشغل الشاغل لدى الفلاسفة دائما هو البحث عن الأصلاح و الأفضل دائماً و أيجاد نواميس و قوانين يرتضي بها كل البشر . لقد نما و ازدهر علم الأخلاق في احضان الفلسفة ، وما نراه الأن من قوانين و لوائح هي مبادئ فلسفية قال بها الفلاسفة و المفكرين منذ ألاف السنين . فقانون العمل و المرتبات مثلا موجودة نسخةً منه في كتاب سقراط و افلاطون و أرسطو ، و الغزالي و توما الأكويني . و حين يؤكد افلاطون أن من شروط الحاكم أن يكون مخلصا و اميناً ، فأنه بذالك يضع اول شرط لأخلاق مزاولة المهنة ، و حين يرى ابن خلدون أن الدولة التي اُسسها العصبية تقوى و تنهض ثم تبدا بالسقوط نتيجة تلك العصبية نفسها التي قامت عليها و أستبداد الحاكم ، فكأنما يدعونا اليوم الى التخلي عن القبلية و الجهوية التي هي احدى مأسي مجتمعنا الحالي . وعندما يرى الفارابي ضرورة أسناد المهن لأهلها ، فأنه بذالك يصوغ قانوناً للمهن المباحة و المحظورة ، فيرى ان ذوي العقل و الحكمة و المنطق هي اولى الناس بتولي مهام القادة و القضاء حفاظاً على الدولة و سلامة مواطنيها ، و ما أشبه الليلة بالبارحة ... ألم تتسال يوماً لماذا تتخبط مؤسسة علمية أو ادارية أو عسكرية ، متجهة الى غير أهدافها التى وضعت اليها ؟؟، لعل الأجابة تكمن في أهلية و أخلاق من يقود هذه المؤسسات !! و عندما يقدم هوبز و لوك و روسو فكرة العقد الأجتماعي فأن أولى أهتمامتهم هي أيجاد قوانين أخلاقية تكفل العيش بسلام في ظل هذا العقد الأجتماعي بين الحاكم و المحكوم . بحيث يأمن كلاً منهما على الاخر ...الثقة بين المواطن و الدولة في أيامنا هذه تكاد تكون في شبه أنعدام ....!!! ونجد مسحة أنسانية صادقة في فلسفة فوكوياما ، الذي يعتبر أن تاريخ الأضطهاد سيزول بعد أن تختفي الفروق بين الطبقات ، داعياً الى المساواة و العدالة الأجتماعية ، وضرورة التخلص من الأنظمة الأستبدادية القمعية ، و هذا ما جرى على أرض الواقع بعد سنوات قلائل من تنظير فوكوياما . وحينما يذكر هنتينغتون مصطلح صدام الحضارات فهو لم يكن مهللاً لذلك أو مبشراً ، وأنما لمحاولة تفادي هذا التصادم و تقديم استراتيجية لأطالة عمر التوازن الحضاري بين الشعوب ، هذا التوازن الحضاري كان محط اهتمام هارلد موللر الذي يرى أن العالم يسير نحو تألف و اتحاد فى نظرة تفائلية قلما نجدها في أيامنا هذه. ومهما أختلفت أراء كلاً من )فوكوياما و هنتينغتون و موللر( كأبرز فلاسفة القرن الحادي و العشرين فأنهم لم يخرجوا عن خط سير أهتمام الفلسفة منذ نشأتها الاولى الى يومنا هذا ، حيث سعت و تسعى دائماً لتفسير و صياغة مفاهيم أخلاقية تتلائم مع حياة الأنسان و تضمن له العيش الكريم ومن هذا المنطلق نختم بحثنا هذا المرحلة ولله الحمد من قبل ومن بعد ----------------------------- المراجع 1 زكي نجيب محمود تجديد الفكر العربي دار الشروق الطبعة التاسعة - 1993 / م 2 جمهورية أفلاطون أميرة حلمي مطر الهيئة المصرية العامة للكتاب 3 أراء اهل المدينة الفاضلة للفارابي أعداد وتقديم عبدالحميد حميدان المكتبة الأزهرية للتراث 4 غالي بطرس غالي محمود خيري المدخل الى عالم السياسة دار الانجلو مصرية 1993 / م 5 نهاية التاريخ و خاتم البشر فرانسيس فوكوياما ترجمة حسن احمد أمين مركز الاهرام للترجمة و النشر الطبعة الاولى 1993 / م 6 صدام الحضارات و أعادة صنع النظام العالمي صموئيل هنتينغتون ترجمة طلعت الشايب تقديم / صلاح قلنسوة الطبعة الثانية 1999 / م 7 تعايش الثقافات هارالد موللر ترجمة أبراهيم ابوهشهش دار الكتاب الجديدة المتحدة الطبعة الاولى
#سالم_مرعي_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|