|
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع عشر
عصام عبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 08:04
المحور:
سيرة ذاتية
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع عشر في الوقت الذي كان فيه ألأسير صاحبنا وحيد في زنزانته وقد تم منع السكائر عنه وهو مولع بالتدخين وكان الجو بارد جدا وهو لا يملك شيء يقيه هذا البرد يأتون اليه بقليل من الطعام الذي لايعوض الطاقة التي كان يصرفها في حركته الموضعية من أجل الشعور بالدفءحيث كان يتحرك في مكانه من أجل الشعور بالدفء ولكن لا فائدة لم يكن يعلم مالذي يدور خارج زنزانته سوى تعذيب أصدقائه من خلال الصوت الذي كان يسمعه لم يأتي اليه أحد لا ضابط أستخبارات ولا محقق كل الذي كان يراه هم الجنود الذين كانوا يجلبون له الطعام ويخرجوه ثلاث اوقات الى الحمام وكان يأتون ضباط الصف المتناوبين ليشاهدوا هذا الكائن الذي يسمونه بالفارسية ( كومنستي ) في داخل الزنزانة يدخلون وأحدهم يقول للأخر هل هو هذا يمعنون بالنظر اليه ويتكلمون فيما بينهم بصوت منخفض وكان منهم من ترى في عينيه الأعجاب والتعاطف ومنهم من كان يبدوا عليه ألأستهزاء والكراهية ولكن بشكل عام كان ألأيرانيين والذين لا يؤيدون نظام رجال الدين في أيران يتعاطفون مع هكذا نموذج غريب فهو من جهة مع موقفهم أتجاه النظام ألأيراني ومن جهة أخرى هو معارض لنظام صدام حسين هذا الذي يعتقد أغلب الشعب الايراني انه اعتدى على بلدهم بغض النظر عن قناعتهم بالنظام الايراني ولكن كان هؤلاء لا يظهرون هذا التعاطف خوفا من الوشاية وبطش النظام ولكن كان يرى صاحبنا الأسير ذلك في عيونهم ومن خلال بعض ألاشارات ومثال على ذلك جاء أحد الجنود الحراس ألأيرانيين وقال له أي الى ألأسير ماذا تحتاج كان هذا الجندي شخصا واثق من نفسه ذو ملامح حادة وشخصية قوية وكان في منتهى الشجاعة والطيبة ولا يبالي بالعواقب فأجابه الأسير في لحظة ضعف وتردي أذا بالامكان انا محتاج الى سيكارة فأجابه أنا لا أدخن ولكن سأجلب لك واحدة من صديقي كذلك أحذر أن يبقى اثر الدخان حاول أن تدخن قرب الشباك فأذا جاء الجندي المناوب بعدي وأكتشف ألأمر وكان من أياهم (يقصد موالي للنظام ) فسيعاقبوني عقوبة أنت تعلم بها وفعلا جلب له أكثر من وقت السيكارة التي أذلت صاحبنا وصدمته في نفس الوقت حيث في أحدى المرات طلب منه نفس الطلب هزالجندي رأسه أشارة الى الرفض دون أن يتكلم شيء كم كانت تلك اللحظة مؤلمة ومريرة بالنسبة الى صاحبنا ألاسير ومن المواقف المخجلة التي مر بها طول فترة ألأسر( لحظة ضعف وخوار وأنهزام أمام الجسد الغريزة وألأنا ) مر هذا ألأسير في فترة الأسر بمواقف لم يرضى فيها عن نفسه بل نفر من ذاته فيها عند الضعف والهزيمة وعند كشف البقع المشوهة في ذاته وعندما تظهر عوالم النفس المخفية والتي تظهر أثناء المحنة والضغط الكبير الذي يحصل على النفس البشرية فكر مع نفسه وتأمل قليلا وعقد العزم أن يوظف كل العوالم مهما كانت في نفسه في خدمة موقف وطني وأنساني و مهما كانت التحديات وأثناء ذلك سمع صوت يناديه من خارج الشباك الوحيد والذي يقع في أعلى الجدار في الزنزانة وأذا بصاحبه في الزنزانة المجاورة يتكلم بصوت خافت لكي لا يسمعه الحراس (هذا صديقه الذي أحتمى به في قوجان عندما أراد البعثييون قتله )وقال له نحن أربعة أنا وأنت وصديقنا الذي رفض ترديد التكبير والموت للشيوعيين والأخر الذي أرتد عن صفوف التوابين ولاذ بنا وهذا ألأخير أنهار من ألأيام ألأولى وأعترف لضابط ألأستخبارات بأنه نحن أنا وأنت غررنا به وأقنعناه بتبني موقفنا وقد أخرجوه من ألسجن ألأنفرادي وعاد الى الكمب أما ألأخر صديقنا الذي رفض التكبير فهذا لم يتحمل التعذيب الهائل الذي تعرض له وأخرجوه في تجمع للأسرى وقال الموت للشيوعيين وفي التحقيق معي فأن ضابط ألأستخبارات يتهمنا بأننا لدينا تنظيم ولديه قائمة بأسماء سبعين أسير تم أعدادها من قبل المبلغين (شيوخ الدعوجية ) بل ألأنكى من ذلك يتهمنا أنا وأنت بأن لدينا أرتباط مع حزب توده ألايراني ويطالبني بأسماء الجنود وضباط الصف والضباط المتعاونين معنا وأنا بدأت بالأنهيار عشرة أيام وأنا في زنزانة صغيرة لا نوم ولا دفء البرد قتلني والجوع ألأكل لا يكفي طفل والماء تحتي يملء أرض الزنزانة وكل ساعة يأتون يضربوني ضربا مبرحا وبكل قساوة وبلا رحمة وأنت تعلم بأن بنيتي ضعيفة ولا تتحمل كل ذلك فماذا أفعل قل لي وأنت صدقي ووقفت دائما الى جانبي وقت المحن فأجابه ألأسير صاحبنا يا فلان أسمع ما سأقوله لك جيدا (أنت من حقك أن تنقذ نفسك ولكن ليس بأي ثمن أما ما هو الثمن الذي يجب أن لا ندفعه من أجل خلاصنا أولا أي شيء يمس ألأخرين وأي كلام قد يسبب لهم المتاعب والأذية سواء العراقيين أو ألأيرانيين ثانيا نحن ليس لدينا تنظيم وهذه حقيقة أنت تعرفها ثالثا ليس لدينا أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بحزب توده وهي حقيقة أيضا أما ماعدها من عموميات كأن نحن معجبين بالفكر الماركسي ونحن لدينا خيبة أمل من مسار الثورة ألايرانية التي كنا نؤيدها فهذه أمور يمكن أن تتكلم بها وكل شيء لا تستطيع أن تتحمله ألقي به على عاتقي يعني بالعامية (ذبها براسي مثل ما اكولك خويه تر عار علينا وخزي مدى الحياة نجيب أسماء ونبهذل العالم تره نبقى طول العمر نلوم بنفسنه ) كما أذا فرضوا عليك أن تخرج أمام ألايرانيين وتقول الموت للشيوعيين فأفعل ذلك فهذه وصمة عار في جبينهم سيذكرها التاريخ )
#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السابع عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الخامس عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثاني عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العاشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السابع
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس
-
أسيرعراقي والبحث عن الحرية الجزءالخامس
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث
-
اسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثاني )
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|