أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - معضلة زواج المال والسياسة ومصيبة الجمع بين الحكم والاقتصاد














المزيد.....

معضلة زواج المال والسياسة ومصيبة الجمع بين الحكم والاقتصاد


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 04:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أضحى اليوم – أكثر من أي وقت مضى- من الضروري أن نلقي نظرة كل سنة على السنة التي قبلها لنحاسب أنفسنا كشعب وكدولة على ما تمّ إنجازه وتحقيقه، وما فاتنا إنجازه وتحقيقه وما أهملنا ونسينا، لنرى أين وصلنا في مسار الإصلاح وأين أصبحنا في طريق التغيير المأمول؟
فلا يمكن السكوت عن الفساد، لأن الفساد لا يمكن أن ينعت إلا بالفساد، علما أن الفساد – رغم كل ما يقال عن التطور المحقق- في مغرب اليوم مازال يخنق المغاربة ويغتال آمالهم.
وبجانب الفساد هناك أمور لا يقوى المرء على فهمها بخصوص تدبير الحكم. فمن الغرائب، أن هناك جملة من الإجراءات التعسفية مازالت تمارس على محتجين هنا وهناك، لا تعلم بها الحكومة إلا بعد وقوعها. هذا، علما أن مختلف تلك التدخلات هي – من المفروض- من اختصاص السلطة التنفيذية التي هي الحكومة، المسؤولة مباشرة أمام الرأي العام المغربي. فهن هي تلك الجهات التي تصدر الأوامر وتتدخل فيما هو راجع أوّلا وبالذات إلى الحكومة؟
وبالرجوع إلى الفساد، من مسارات تسهيل الفساد وتشجيعه واستفحاله، الزواج بين المال والسياسة، أي الجمع بين السلطة والثورة، أو بعبارة أخرى، إمساك دواليب الحكم ودواليب الاقتصاد في آن.
فالجمع بين دواليب الحكم ودواليب الاقتصاد كان – منذ زمن بعيد- سببا في جملة من الانتكاسات التي عاشها المغرب على امتداد التاريخ. وعلى سبيل المثال لا الحصر، "بلاد المخزن" و"بلاد السيبة".
ففي أواخر القرن الخامس عشر، انقسم المغرب إلى بلاد المخزن وبلاد السيبة (المناطق الوعرة، مناطق مقاومة السلطة المركزية وعدم الاعتراف بها، سيما جبال الأطلس والريف والصحراء والمناطق الشرقية). وهذا بعد أن تمردت قبائل تلك المناطق على السلطة المركزية بسبب تصاعد الضرائب المفروضة لتفقير جهة وإثراء أخرى بشكل أو بآخر. بلاد المخزن شملت السهول الغربية التي استوطنتها القبائل العربية، وهي التي ظلت خادعة كليا للسلطان و"دار المخزن"، هؤلاء كانوا مؤهلين لقبول الخضوع التام للسلطة المركزية التي كانت تحميهم من مواجهة الأمازيغ.
الجمع بين السلطة والثروة مفسدة، ترددت هذه العبارة كثيرا على لسان المصلحين عبر التاريخ، سيما منهم المسلمين، إلى أن أضحى العمل بها قولا، في حين يُكرّس ضدها عملا وممارسة. ونرفع الشعارات تلو الشعارات للتصدي للفساد والريع و"المنفعية" والتسلط، لكن الاهتمام بالمرّة بتفكيك معادلة الجمع بين الحكم والثورة، وهنا ظلت تكمن معضلتنا الجوهرية.
إن هذا الجمع يجعل القائمين على أمورنا – في مختلف المستويات بمختلف درجاتهم- ينشغلون بالأساس بسبل جمع الثروة ومراكمتها وينصرفون على أمور المواطنين ومصالحهم. عوض خدمة المواطن والحرص على المنفعة العامة، يتحول القائمون على الأمور إلى "تجار ومقاولي الشأن العام" همّهم "ماذا سيجنون" من موقعهم.
ألم يقل ابن خلدون إن تحوّل الثروة إلى ترف وغناء فاحش مفسدة ماحقة للأخلاق؟
لكن ما هو سبيل التقليل من مهالك الجمع بين السلطة والثروة؟
هناك سبيل واحد، لا ثاني له، إنه هدم "دولة الريع" وبناء مكانها "دولة الإنتاج"، لأن الأولى تناهض المواطنة وتقوي الخنوع والتبعية والسعي دائما نحو الحفاظ على الامتياز. أما الثانية، فتتأسس على إعادة الاعتبار للمواطن عبر اعتماد العدالة الاجتماعية مذهبا والديمقراطية نهجا، ولن يستقيم هذا البناء باستمرار بفعل آليات الريع.
إن النخبة الاقتصادية ببلادنا لا تقتصر على الاشتغال في نطاق المال والأعمال، وإنما ظلت تسعى بقوّة إلى ممارسة الفعل السياسي لحماية نشاطهم الاقتصادي. إنه باب دوّار يجمع بين الأعمال والنشاط الاقتصادي من جهة والمركز في هرم السلطة من جهة أخرى. وهذا يُعتبر من أهم مظاهر ما يسمى بـ "المخزن الاقتصادي".
وفي الواقع إن "المخزن الاقتصادي" هو قناع (أو وجه خفي) للمخزن السياسي. إنه، في نهاية المطاف، مجموعة قليلة من المغاربة يتحكمون بقوّة وبيد من حديد في مختلف دواليب وآليات ودوائر صناعة القرار في مختلف المجالات والقطاعات. وتقوّت روابط أفراد هذه المجموعة عبر تفعيل آليات استغلال النفوذ وإعمال الزبونية والمحسوبية واستعمال الرشوة للحفاظ على استمرارها في مواقعها، مما رسّخ – بشكل غريب ونادر في العالم- لحالة الإفلات من العقاب وغض الطرف عن المختلسين والمرتشين الكبار وناهبي الثروات وتقديم الفاسدين والمفسدين الصغار قربانا لدر الرماد في العيون.
من المظاهر الفاضحة لزواج المال والسياسة ببلادنا : الذهاب والإياب من القطاع الخاص والقطاع العام والعكس صحيح. إنه أسلوب بارز عندنا لمراكمة الثروات . فهناك أشخاص أسسوا ثرواتهم "الطيطانيكية" عبر هذا المسار، منهم المدنيون والعسكريون على حد سواء. وهذا الانتقال من الخاص إلى العام، ومن العام إلى الخاص، يوضح أيضا، الزواج بين المال والسياسة، وبين "الاقتصاد" و"السياسة".
إنه أمر واضح للعيان ، فالاقتراب والقرب من السلطة السياسية والاندماج في نسق الولاءات والزبونية شكل – ولا يزال يشكل- مصدرا جوهريا لمراكمة الثروات بالمغرب.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتساع مقلق لمد التشيع لكن وزير الأوقاف اختار الصمت
- -عداء مستدام- استراتيجية الاختراق الجزائرية
- في خضم ماراطون السباق نحو التسلح لحفظ التوازن البحرية الملكي ...
- ميزانية الجيش من التمرير مرّ الكرام إلى المطالبة بضرورة الزي ...
- انتهت جولة -كريستوفر روس- الثالثة في الصحراء و لا مخرج واضح ...
- السفير الأمريكي -دوايت ل. بوش-: -يجب أن نكون خائفين من الشبا ...
- المغرب يغادر مجلس الأمن والسعودية ترفض كرسيّها به
- قضية الصحراء الغربية: هل عزمت إسبانيا على كشف أنيابها وإسقاط ...
- خطب الحسن الثاني النارية
- قضية المدينتين السليبتين: سبتة ومليلية بين صمت الحكومة المغر ...
- -من أجل مصلحة الوطن- مقولة حق أريد بها الباطل المستطير
- يستنكر السود العنصرية والاستعباد الذي تمارسه جبهة البوليساري ...
- طموحات الذهب الأسود المغربي لا تنضب
- تعيين مغربي وزيرا في حكومة مالي الجديدة
- حكومة بنكيران لا تجيد إلا شيئا واحدا سياسة تنغيص حياة المواط ...
- أطول شريط تخصصه القاعدة للمغرب يستهدف النظام الملكي هل هي ال ...
- تزوير العملة جريمة اتسعت بالمغرب
- بين مقهى فاخرة وأخرى مقهى فاخرة ما سرّ تناسل مقاهي من هذا ال ...
- يتساءل المواطن المغربي المغلوب على أمره: هل منظومتنا القضائي ...
- التصاعد الصاروخي للوافدين من جنوب الصحراء على المغرب فرض اعت ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - معضلة زواج المال والسياسة ومصيبة الجمع بين الحكم والاقتصاد