|
معلولا والورقة المسيحية
نوار قسومة
الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 00:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحديد موعد جنيف بعد يوم واحد من الاتفاق الإيراني هو دليل آخر أن سوريا (شعباً وقيادةً ومعارضةً) كانت وما تزال حلبة للنزال بين إيران من جهة والغرب وعرب الخليج الفارسي من جهة أخرى. الطرفان سيسعيان إلى تحقيق مكاسب على الأرض ليدخلا هذا المؤتمر "الأمل" بشكل أقوى مما يعني أننا سنشهد تصعيداً عسكرياً عنيفاً في الفترة القادمة. المشهد غير واضح، تقدم في جبهة وتراجع في جبهة وغموض في جبهة، لكن ما نستطيع ملاحظته أنه هناك تصميم دولي للإبقاء على الوضع الراهن أي عدم تمكين أي طرف من التقدم على الطرف الآخر. الجيش "العربي" السوري قادر على تحرير بلدة كمعلولا أو غيرها لكنه غير قادر على المحافظة عليها وحمايتها بسبب نقص العامل البشري والوسط الاجتماعي العدائي الذي يحيط بقواته الناجم عن الطبيعة الطائفية لطرفي الصراع. نقص العامل العددي إذاً هي المشكلة الرئيسية التي تواجه نظام الأسد كونه يعتمد بشكل رئيسي على العنصر العلوي فقط في صراعه الطائفي إضافة إلى مساندة القوات الشيعية الحليفة (حزب الله وأبو الفضل العباس). بعد "تحرير" و تدمير أي منطقة من قبل النظام يقوم بسحب قواته منها محاولاً التقدم إلى منطقة أخرى فتلتف قوات "المعارضة" وتعيد السيطرة على المنطقة الأولى وهكذا دواليك منذ بداية الأحداث، أي أن تحريك القوات السورية وإحرازها لتقدم في منطقة معينة يفتح مباشرة ثغرة في منطقة أخرى لأنه يعني سحب وحدات منها ودفعها لجبهة أخرى وهذا هو برأيي معضلة النظام رغم أنه يمتلك قوة نارية أكبر وغطاء جوي. في الوقت نفسه لا يستطيع النظام تحريك أعداد أكبر من قوات النخبة من العاصمة لأنه يخشى أن يكلفه ذلك ورطة هو في غنى عنها. وبتقديري فإن أعداد قوات المعارضة تبلغ ربما ثلاثة أضعاف القوات التي تقاتل من طرف النظام (بما فيها الشيعية). إضافة إلى ذلك، في كل مرة يركز الجيش السوري هجومه على منطقة تكون هذه كفرصة للقوات المعارضة في الجبهات الأخرى لإعادة تنظيم صفوفها والحصول على أسلحة وذخائر وإحراز تقدم. نحن أمام حرب تدميرية لن تحسم لسنوات إذا بقيت المعادلة نفسها على الأرض. من الصعب أن تعوض إيران النقص العددي الذي يعاني منه النظام بقوات إيرانية لأن ذلك سيدفع دولاً أخرى في المنطقة إلى التورط بشكل مباشر لتعديل الكفة. بناءاً على ما سبق تبرز أهمية معلولا والورقة المسيحية بالنسبة للنظام تحديداً كمحاولة منه لكسر هذه المعادلة العددية. الأب الكاثوليكي "مكاريوس قلومة" قال على قناة الميادين أن معلولا "المسالمة" لم تتحرر و"أنهم" (أعتقد أنه نصّب نفسه ناطقاً باسم مسيحيي البلدة) لم يطلبوا الحماية سوى من الباري تعالى وأن الصلاة هي سلاحهم الوحيد. الرجل اتهم وبشكل مباشر المسلمين (أهالي المنطقة) بالغدر وخيانة أهالي معلولا ونهبهم وقتلهم وتشريدهم بعد أن أعطوهم الأمان ومن الملاحظ أنه لم يتهم داعش أوالنصرة أو العصابات المسلحة كما جرت العادة وهذا يعني أن الموضوع كما يراه الأب أخذ منحى طائفي بين المسيحيين وجيرانهم المسلمين. كما اتهم قلومة أيضاً النظام بشكل مبطن بالمتاجرة بقضية معلولا عندما قال متعجباً أن البلدة تُرِكت ولم تُحرر كباقي القرى المجاورة (السنية). الأب محق، فما جرى في معلولا المسيحية يشبه بشكل كبير ما جرى في القرى العلوية في ريف اللاذقية والتي تعرضت لهجوم من الكتائب الإسلامية قبل فترة والرسالة من الحادثتين قد تكون واحدة وهي أن هذا هو المصير الذي ينتظركم فيما لو انتصر هؤلاء الإسلاميين أو المسلمين كما قال الأب. بعد حوادث اللاذقية ضمن النظام وعلى الأقل في المستقبل القريب بأن العلويين سيستمرون في القتال وسيتوقفون عن التذمر من الأعداد الهائلة من قتلاهم والآن بعد معلولا فعلى المسيحيين أن يراجعوا حساباتهم وأن ينتقلوا من الحياد "الإيجابي" إلى الدفاع. إثارة موضوع معلولا وخطف الراهبات وتخريب دير مار تقلا جاء بعد هجمة من بعض مثقفي السلطة على المسيحيين واتهامهم بعدم الولاء للأرض وتفضيل الهجرة على حمل السلاح مع النظام والدفاع عن البلد، مما يدل على التململ الذي أصاب أنصار النظام وتحديداً هؤلاء الذين يدفعون الفاتورة لوحدهم وبعبارة أخرى: أنتم لا تستحقون الحياة على أرض لا تدافعون عنها وأن الحياد والتعاطف مع النظام لم يعد يكفي. الورقة المسيحية تبدو الورقة الأخيرة للنظام فهو يحاول إثارة الغرب (الذي يلعب دور حامي المسيحيين) ودفع المسيحيين باتجاه حمل السلاح ومشاركته جزء من الحمل الثقيل. ملخص ما أريد قوله أن أهل معلولا ليسوا أغلى من بقية أهل سوريا وأن المسيحيين ليسوا أهم من باقي الطوائف وأن آثار معلولا ليست أهم أو اقدم من باقي آثار سوريا التي تدمرت ونُهبت في هذا الصراع. لا مكان للحياد هذا أمر مؤكد! المسيحيون من جهتهم اختاروا الانحياز إلى النظام منذ بداية الأحداث وهذا حقهم لكن بالنهاية هناك ثمن يجب دفعه. إنها حرب طاحنة ولا يمكن أن تكون مع طرف ضد طرف وأن تقول أنك محايد وتتهم الطرف الآخر بالغدر والطعن بالظهر لأنه هو أيضاً يعتبرك خائناً وعميلاً للنظام. من يريد أن ينحاز فعليه أن يحمل السلاح ضد من يعتبرهم غدّارين وخونة ولصوص أو أن يغادر إلى السويد وألمانيا أو أن يتبع تكتيك الأب مكريوس قلومة ويتكل على الله الباري ورعايته ولكن "بصمت".
جرائم حرب في سوريا!! مفوضة الأمم المتحدة تقول أن لديها قائمة "غير معلنة" تتضمن أسماء مسؤولين كبار في النظام السوري ومنهم الأسد ممن ارتكبوا "جرائم" حرب في سوريا. لكن هل هناك حرب في التاريخ تمت من دون ارتكاب جريمة!؟ الحرب بحد ذاتها هي إسلوب إجرامي للحوار فكيف يطالبون المتحاربين بالالتزام بقواعد غريبة عجيبة.ولماذا لم نسمع استنكاراً من الأمم المتحدة على الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية في فيتنام وأفغانستان والعراق؟!
الثورة السورية الكونية الكبرى لأول مرة في التاريخ نسمع عن ثورة متعددة الجنسيات تجمع الباكستاني والأفغاني والشيشاني والسعودي والعراقي والليبي والإفريقي ... وكلهم ثاروا ضد النظام الأسدي لأنهم يريدون "الحرية" للشعب السوري.
الإسلاميون يحاربون الزمن بضاعتهم (الدين) غير قابلة للتطوير وهنا مكمن المشكلة. هم في حرب مستمرة مع الزمن ويصارعونه كالمجانين ومن يحارب الزمن هو إنسان ميت حتماً. الثورة الثروة .من الصعب التمييز في بلادنا "الحبيبة" بين الثروة والثورة الحيوانية ................................ حق العودة للاجئين السوريين حق مقدس لا يجوز لأحد التفريط فيه وأي مفاوضات في جنيف لا بد أن تؤدي إلى إقامة دولة سورية مستقلة وعاصمتها "شام شريف". ................................ عندما تقتلع رصاصة أو شظية عين إنسان أو تبتر ساقه ويبقى على قيد الحياة السورية الممتعة، يهنئونه بهذا الإنجاز العظيم ويقولون له: "الحمد لله" على "السلامة".... اقتُلعَ الشر وبُترَ الشر! ............................... الجراد يأكل الأخضر واليابس وبعض الكائنات البشرية تأكل حتى الجراد.
#نوار_قسومة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في انتظار جنيف2
-
العلويون والإيروتوقراطية
-
تحويل الأسد إلى آكل للنمل
-
ما وراء ضربة بندرالقادمة
-
الكيماوي وحصان طروادة الإخواني
-
غزوة علويستان
-
ميدان -الترحيل-
-
انتصار أصدقاء الأسد!
-
من قتل البوطي؟
-
الذكرى الثانية للمذبحة السورية
-
سوريا سابقاً ... مقبرة الشعب السوري حالياً
-
الخازوق التركي والدرس المصري
-
الحل على طريقة الأسد
-
2013 الأكثر دموية...والأطول في تاريخ سوريا الحديث
-
في انتظار حريق دمشق
-
سوق الموت السوري
-
مات المجلس ...عاش الائتلاف
-
سوريا وتوازن الطبيعة
-
الإرهاب في الثورة الفرنسية -1- إرهاب الدولة وتبريره
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|