أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم وها - نحو مجتمع مدني بديل














المزيد.....

نحو مجتمع مدني بديل


ابراهيم وها

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 08:33
المحور: المجتمع المدني
    




عاشت المجتمعات الإنسانية في معظم أقطار العالم وما تزال على إيقاع مختلف أنماط التعاون, باعتبارها نتاج مجموعة من الحاجيات والرغبات, تلك التي شكلت الحافز لمجموعة من الأفراد و الجماعات, لأجل القيام بعمل معين ذا طبيعة فردية أو جماعية, لا سيما مجال توفير الحاجيات الأولية للحياة مثال: الأكل, الشرب, الأمن...أو مواجهة خطر خارجي محدق, بحيث أن لذلك إسهاما كبيرا في وضع الأسس الأولى لضرورة الاجتماع البشري, وإبراز أهميته الأنطولوجية, كما أطلعتنا على ذلك أراء أهل الحكمة منذ زمن طويل. أيضا على نغمات إبداعات وابتكارات كبرى قادت الإنسانية إلى تحولات جذرية نتج عنها تطور أشكال الحياة وتعقدها, حيث أنها فاقت الأهداف الأولية للتعاون, فتارة يقف الإنسان أمامها موقف المتأمل الفاعل... وتارة أخرى موقف الحائر المنفعل...إنها لحظات الاختيار بين التفاوض أو التحارب أو هما معا, بعدما أجهضت قرون من الإرث الثقافي و المجهود الفكري لرسم الخطوط العريضة لما يجب أن يكون عليه الإنسان لا ما يريد أن يكون عليه.

هكذا يكاد التفكير حول قضايا تسيير وتدبير شأن الإنسان على العموم, يشغل الحيز الأكبر في تاريخ الفكر الإنساني خصوصا الفلسفي والسياسي, انطلاقا من طرح التساؤلات وصياغة النظريات ثم محاولة تنزيلها على أرض الواقع . الشيء الذي يؤكد على أن البث في القضايا المشتركة بين الناس جميعا لا يجب أن ينفرد بها شخص واحد ولا جماعة واحدة, مهما كانت الاعتبارات دينية, سياسية, فكرية... وذلك لسبب بسيط ولكنه عميق, إنه خلق الهوة بين الأنا والآخر, الحاكم والمحكوم, الدولة والمواطن ثم بين المواطنين أنفسهم...العامل الذي يزيد في ترسيخ الثقافة الدوغمائية وفتح المجال أمام الأيديولوجيات المرضية (بفتح الميم) وبالتالي التأسيس لأنظمة الاستبعاد المتبادلة داخل نفس السياق الثقافي, الاجتماعي و السياسي مما يهدد قيم الديمقراطية الحقة ويؤجل تبلور ترسانتها المفهومية في شتى المجالات بشكل حقيقي وفعلي, خلافا لما يستفز العقل المتسائل دوما من توظيف اجتراري, مشوه وفارغ للمفاهيم في السجال السياسي محليا وحتى دوليا . لهذا تظل الحاجة ملحة إلى بناء حقيقي لمجتمع مدني فاعل ومنفعل, قادر على تبني الموقف الأنسني اتجاه جميع القضايا المرتبطة بشوؤن الإنسان و المجتمع, أفرادا ومؤسسات بعيدا عن كل أشكال التجاذبات السياسوية و الإنغلاقات العقائدية, سياسية كانت أم دينية وفكرية وذلك من خلال الاشتغال على الإنسان والاهتمام به, باعتباره غاية في ذاته ولذاتهبدءا بتعليمه تعليم بديل خال من كل ألوان الأمية المنظمة, يستجيب لحاجيات العقل البشري انطلاقا من نهضة معرفية تقوم على أساس الهدم والبناء, وتدور في فلك المشترك بين الإنسانية جمعاء في اتجاه إنتاج حر ومسؤول للأفكار, تداول وتحليل الأفكار ثم مناقشتها بشكل منظم, القدرة على التصدي للمشكلات ومعالجتها نظريا ومنهجيا, المراجعة النقدية الدائمة للمسلمات...إضافة إلى تأهيل الإنسان أخلاقيا وقيميا ثم إكسابه آليات الاندماج الإيجابي في إدارة الشأن العام والخاص. الشيء الذي سيدفع بالمؤسسات المسؤولة عن تشكيل الفرد والجماعة ككل, نحو إعادة مراجعة توجهاتها في العديد من مناحي الحياة, في جو تسمو فيه قيم الخير المطلق, التسامح, السلام, الحب, العدالة, الفضيلة... ولذلك لا يجيب على المجتمع المدني المنشود أن يكون إحدى تجليات الدولة كما كان, بحيث تم إقحامه في مجال مسؤولياتها الداخلية وحتى الخارجية أحيانا, مما ساهم في تراجعها نسبيا عن مهامها الأساسية, رغم محاولة المجتمع المدني الإفلات من قبضتها تم احتواءه من طرف ايديولوجيا السياسة/الدولة وجهان لعملة واحدة في سياق ما تقدم, وذلك باعتبارهما تجسيدا لإرادة القوة والهيمنة تحت مظلة الديمقراطيات وحقوق الإنسان. كما لا يجب عليه كذلك أن يسير على نفس مسارها, حيث أنها أبانت عن إخفاقها في بناء الإنسان النموذجي من جهة و أبانت عن نجاحها في اغتيال العقل بواسطة التقنية, والزج به في ميتافيزيقا السياسة من جهة أخرى.

إن الحاجة إلى مجتمع مدني بديل تأتي في سياق قراءة شبه أركيولوجية للوضع السياسي والاجتماعي الراهن محليا ودوليا, وما تمخض عنه من ظواهر سلبية وايجابية على حد سواء, كان لها أثر كبير في تفاقم المشكلات أكثر من معالجتها وإيجاد حلول لها. وبالتالي فمن الضروري أن يعاد النظر في تجليات خصائص الطبيعة الإنسانية في البحث عن الإشباع الذي يقود الجوهر الإنساني في كثير من الأحيان إلى الهلاك الوجودي. وبالتالي وجوب البحث عن بدائل جديدة تمكن الإنسان من تجنب الانخراط المجاني في الصراع الماورائي بين الخير والشر, فمن ثمة تحقيق الغايات النبيلة بوسائل أقل تكلفة دون إلحاق الأذى بالذات والغير والعالم .



#ابراهيم_وها (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم وها - نحو مجتمع مدني بديل