أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - اتساع مقلق لمد التشيع لكن وزير الأوقاف اختار الصمت















المزيد.....

اتساع مقلق لمد التشيع لكن وزير الأوقاف اختار الصمت


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 21:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تاريخيا اشتهرت المغرب بأنه بلاد أهل السنة على مستوى العقيدة والسلوك، ويعتمد الإمام مالك في الفقه مذهبا رسميا، وعلى هذا المنوال توارث المغاربة أمور الدين عندهم جيل بعد جيل في غياب أي وجود لأي طائفية أو تعددية عقائدية وفقهية، تعكر وحدة المغاربة الفقهية والعقائدية. لكن بدأنا في السنوات الأخيرة نسمع عن التشيع .
يفيد أكثر من تقرير أن وثيرة انتشار التشيع في صفوف بعض فئات المغاربة –سيما الجالية المغربية بالديار البلجيكية- بلغ مؤخرا درجة أضحت تقلق الكثيرين. فقد أقرّت أكثر من جهة أن عددهم تجاوز 30 ألفا في الديار الأوروبية، وأن هناك تأطيرا محكما ينشط في استقطاب مغاربة الخارج إلى دائرة التشيع، خصوصا في صفوف الشباب عموما والجيلين الثاني والثالث في صفوف المهاجرين المغاربة.
فرغم سكوت الجهات الرسمية، تأكد اليوم اتساع دائرة المتشيعين المغاربة. وهناك أكثر من تقرير مخابراتي يفيد أن الظاهرة آخذة في الاتساع. كما كشفت تلك التقارير عن شبكات سرية تنشط وتتحرك بقوة، بتأطير من جهات خارجية مستقرة بالديار الأوروبية. وذهبت بعض التقارير إلى الإقرار أن المد الشيعي بدأ يصل إلى قطاعات وفئات اجتماعية حساسة بالمغرب.
وكان تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الحرية الدينية في العالم، الصادر سنة 2012، قد حصر عدد المتشيعين في المغرب فيما بين 3000 و 8000 شخص معظمهم من المقيمين من دول عربية، فيما يمثل المغاربة رقما ضئيلا من مجموع المتشيعين بالبلاد.
وتعلم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدى خطورة هذا المد الشيعي، كما أنها تتوفر على معطيات دقيقة بحجم انتشاره وبخصوص الشبكات الناشطة والكثير من أفرادها بالاسم والصفة. ورغم هذا تظل صامتة لا تحرك ساكنا . ومرد هذا الصمت أن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعتبر أن إثارة هذا الموضوع والحديث عن التشيع في المغرب بصفة رسمية وفي فضاءات حكومية لا يخدم البلاد وإنما يخدم بالأساس العاملين في شبكات التشيع ويمنحهم الإشعاع الإعلامي، داخليا وخارجيا.
في حين ظل الداعية عبد الباري الزمزمي يدعو منذ سنة 2008 إلى مواجهة التشيع بالمغرب مواجهة بالفكر والحوار، وأن يتفرغ العلماء لمحاورة المتشيعين. ليس بالضرورة المحاورة المباشرة، ولكن عبر خطب الجمعة وتنظيم ندوات ومحاضرات. وأنه يجب أن يكون هناك اكتساح للميدان بكل الوسائل، بما فيها وسائل الإعلام، بدل التزام الصمت. وأن يتم الاهتمام بتوعية الشباب بضرورة التفريق بين مبدأ الشيعة وبين مواقف الدول السياسية.
الأكيد هو أن هناك كفاءات مغربية ثقافية ودينية تلقت تعليمها في الحوزات، وهذا أمر لم يكن في السابق. كما أن التشيع انتشر في السنوات الأخيرة في صفوف المغاربة المقيمين بالخارج – سيما ببلجيكا وهولندا- وتعتبر طنجة من المدن المغربية التي تحتضن العدد الأكبر من المتشيعين اعتبارا لقربها الجغرافي من أروبا ولتواجد مقيمين أجانب شيعة من لبنان وسوريا والعراق.
ويرى إدريس هاني، عضو الأمانة العامة للتجمع العربي والإسلامي والقيادي في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين- الذي يوصف بكونه زعيم الشيعة بالمغرب - أن هناك تضخيم ومبالغة بخصوص التشيع في المغرب. في نظره هناك من يعمل على تضخيم الظاهرة، ومن مصلحة أطراف وهابية هذا التضخيم قصد جلب الدعم من دول الخليج بدعوى محاربة المد الشيعي في المغرب، وهي مجرد متاجرة ليس إلا، حسبه.
وظل عصام احميدان (شيعي مغربي) يجزم أن الحالة الشيعية في المغرب هي حالة أفراد، وهي ليست حالة سياسية ولا مسكونة بالعمل السياسي، بقدر ما مسكونة بالهم المعرفي والترقي الروحي لأفرادها.
لقد تعرض بعض أفراد الجالية المغربية بالخارج للآلة الدعائية الخمينية الشيعية، فوقع بعضهم في شباكها. وتجمع العديد من الشهادات على أن أهم آليات الاختراق الشيعي في المغرب، مرت عبر العمال المغاربة في العديد من الدول الأوروبية، وخاصة في إسبانيا وبلجيكا، عبر عناصر جزائرية على الخصوص.
وقد كشفت دراسة ميدانية قام بها أحد الطلبة المغاربة في صفوف المهاجرين المغاربة ببعض الدول الأوروبية بخصوص استقطابهم إلى دائرة التشيع وانتهى به الأمر إلى الخلاصة التالية:
تكون البداية بالعزف على وتر حب آل البيت ، ثم سرعان ما يتطور الأمر إلى تلقين الضحايا المحبين مقابل عاطفة الحب لآل البيت عاطفة الحقد على غيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا الخليفتين أبي بكر وعمر ، وبنتيهما رضي الله عن الجميع بتهمة سطو الخليفتين على حق الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخلافة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم إلى الحقد الأسود على أهل السنة من المسلمين باعتبارهم نواصب ، والطعن والتشكيك في عقيدتهم. وقد استدرج بعض الأميين عن طريق المساجد حيث يوفر الشيعة مساجد فيها ما قد لا يتوفر في غيرها من مرافق ، فكان ذلك سببا في إغراء و إيقاع هؤلاء في حبائل التشيع . فبعضهم استهوته أماكن الغسل ، ووسائل النظافة في هذه المساجد ،فأخذ يتردد عليها ... والذي يفسر انتشار التشيع في شمال المغرب، هو أن أئمة المساجد البسطاء المهاجرين ، والذين أغراهم الطمع ، معظمهم من الشمال ، لهذا يسهل استدراجهم للسكان الضحايا من الشمال... وفي هولندا التي تعرف وجود نسبة مهمة من المهاجرين المغاربة من أصول شمالية، يتوزع عدد من المؤسسات الشيعية على كامل التراب الهولندي، ومن بين تلك المؤسسات على سبيل المثال لا الحصر "البرلمان الشيعي الهولندي" بروتردام، المركز الثقافي الإسلامي بأوتريخت، مركز أهل البيت بمدينة الميرا، مؤسسة الكوثر الثقافية بدنهاخ، ومؤسسة فاطمة الزهراء بأمستردام، كما يمتلك الشيعة عددا من المساجد يقارب العشرين ... تتنوع الخدمات التي تقدمها المراكز والجمعيات الشيعية بين كونها تحتضن مساجد أو مكتبات أو تقوم بتوزيع كتب مجانية ومنشورات تحت غطاء الدعوة الإسلامية والأعمال الخيرية، وتتنوع أنشطة هذه المؤسسات ما بين الأعمال الاجتماعية والندوات الدينية والثقافية الموجهة للجاليات المختلفة، وتقديم دروس في اللغة العربية والقرآن الكريم، بالإضافة إلى إحياء المناسبات والطقوس الشيعية... ولا تقتصر هذه الأنشطة على فئة دون أخرى إذ تنظم برامجها النساء والشباب وأيضا برامج خاصة موجهة إلى الأطفال، لكن هذه المؤسسات نفسها تعمل من خلال ذلك إلى استقطاب "المستبصرين" أي المتشيعين الجدد وتجنيدهم للترويج للمذهب الشيعي بين الجاليات التي ينتمون إليها... وبألمانيا كذلك يوجد عدد من المؤسسات والجمعيات الشيعية تنتشر بأغلب المدن الألمانية، ولا تختلف الأدوار والأنشطة التي تقوم بها هذه المؤسسات عن مثيلاتها ببلجيكا وهولندا... وتحتضن تلك الدول العدد الأكبر من أفراد الجالية المغربية والتي يشكل المنحدرون من الأقاليم الشمالية للمغرب الغالبية بينهم... بمقابل النشاط الملفت للمراكز الشيعية في مجال استقطاب متشيعين جدد، يصعب تحديد أرقام دقيقة لعدد المغاربة الذين تحولوا إلى المذهب الشيعي، وذلك بسبب اعتماد هؤلاء على مبدأ التقية، وهو مبدأ يسمح "للمستبصرين" الكذب وإخفاء النوايا الحقيقة على من يخالفونهم في المذهب أو الدين أو الرأي.
وفي سنة 2012 كشفت مجموعة من المغاربة الذين يتخدون من التشيع مذهبا لهم عن علم مغربي جديد خاص بهم يضم رموزهم الدينية عبر شبكات التواصل الإجتماعي. ويضم هذا العلم رموزهم الدينية، ويتضمن اسم الجلالة "الله" يتوسطه نجمة إلى جانب اسم الرسول صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
++
ولا يخفى أن إيران ظلَّتْ تعتبر المغرب دائمًا "ساحة خلفية" لتصدير المذهب الشيعي، ذلك أنّ استراتيجية إيران في المشرق تَجِدُ لها سُبُلا مُمَهَّدَةً، بسبب الامتدادات الشيعية في بلدان الجوار، بينما يتعَذَّرُ ذلك في المغرب العربي، حيث يُعْتَبَرُ المغربُ البلدَ الوحيدَ في المنطقة الذي يعتقد الإيرانيون أنه يمكن أن يكون مسرحًا لنشر التشيع، بسبب تاريخه، وطبيعة ثقافته الدينية، التي ترتبط بحب آل البيت لدى المغاربة، إذ يعتقد شيعة إيران أنّ المغرب "بلدٌ شيعِيٌّ في عَبَاءَةٍ سُنِّيَّة"، فالمذهب السني المالكي تطَوَّرَ داخل ثقافةٍ تُمَجِّدُ آل البيت، وتحتفي بمقتل الحسين، من خلال عاشوراء ورمزية الماء، الذي يشير إلى ذكرى مقتل الحسين بجانب نهر الفرات، وانتشار ثقافة جلد الذات لدى بعض الطُّرُق والزوايا الصوفية، التي تُعْتَبَرُ، من وجهة نظرهم، مطابقةً لثقافة "اللَّطْم، والتَّطْبِير، والنياحة"، واحتفالات الحسينيات لدى الشِّيعة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عداء مستدام- استراتيجية الاختراق الجزائرية
- في خضم ماراطون السباق نحو التسلح لحفظ التوازن البحرية الملكي ...
- ميزانية الجيش من التمرير مرّ الكرام إلى المطالبة بضرورة الزي ...
- انتهت جولة -كريستوفر روس- الثالثة في الصحراء و لا مخرج واضح ...
- السفير الأمريكي -دوايت ل. بوش-: -يجب أن نكون خائفين من الشبا ...
- المغرب يغادر مجلس الأمن والسعودية ترفض كرسيّها به
- قضية الصحراء الغربية: هل عزمت إسبانيا على كشف أنيابها وإسقاط ...
- خطب الحسن الثاني النارية
- قضية المدينتين السليبتين: سبتة ومليلية بين صمت الحكومة المغر ...
- -من أجل مصلحة الوطن- مقولة حق أريد بها الباطل المستطير
- يستنكر السود العنصرية والاستعباد الذي تمارسه جبهة البوليساري ...
- طموحات الذهب الأسود المغربي لا تنضب
- تعيين مغربي وزيرا في حكومة مالي الجديدة
- حكومة بنكيران لا تجيد إلا شيئا واحدا سياسة تنغيص حياة المواط ...
- أطول شريط تخصصه القاعدة للمغرب يستهدف النظام الملكي هل هي ال ...
- تزوير العملة جريمة اتسعت بالمغرب
- بين مقهى فاخرة وأخرى مقهى فاخرة ما سرّ تناسل مقاهي من هذا ال ...
- يتساءل المواطن المغربي المغلوب على أمره: هل منظومتنا القضائي ...
- التصاعد الصاروخي للوافدين من جنوب الصحراء على المغرب فرض اعت ...
- ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر قضية ظلت مطمورة في سلة مهمل ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - اتساع مقلق لمد التشيع لكن وزير الأوقاف اختار الصمت