أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟














المزيد.....

إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«يـا سـيـد عبدالله خليفة، عادة أنا من المتابعين لكتابتك، نظرا لدقة صياغتها، ورونق صحتها الفكرية والصياغية. ولكن هذه المرة، لم أفهم كلياً ماذا تريد.. وأظن أنك أنت بدأت الطريق، دون أن تعرف إلى أين تؤدي. وأنا أيضاً وقعت بهذا الفخ المعقد عدة مرات الذي يحمل اسم المشكلة السورية، والتي تسميها ويسميها البعض خطأ الثورة السورية، والتي لا تستحق ولو جزئياً هذه التسمية»، غسان صابور: أنظرْ الرابط:
http:www.ahewwar.org
يا أخي إذا كانت هذه الملايين السورية التي خرجتْ خلال عامين وأكثر في مواجهة الدبابات والصواريخ والقنابل الكيميائية لا تصنعُ ثورةً فماذا يُسمى هذا الزخمُ الملحمي لشعبٍ أعزل راح يتسلح بصعوباتٍ هائلةٍ وتصل أرقامُ ضحاياه إلى عشرات الألوف؟!
أتراه يخوضُ لعبةً أم أن ضمائرَنا وأرواحَنا ودولنا وجماهيرنا العربية تجمدتْ ولم تعد تفرقُ بين البطولةِ والخيانة، بين الوردةِ والمقبرة، بين الشهامةِ والانحطاط؟
نعيشُ في عالم يزعمون أنه افتراضي ولكنه عالمٌ صناعي غسلوا فيه أدمغَتنا ومسحوا فيه مشاعرَنا وسحقوا فيه عروبتنا، ولم نعد سوى دمى تتحركُ على مسرحِ رقصة الموت، تنزفُ لحظاتٍ ثم تُسحقُ وتغور في غار أو عار!
تعاونت الدولُ الشمولية العسكرية وصنائعها من القوى الدينية الطائفية الفاشية لهزيمةِ الثورة السورية، وكلٌ منها لم يهتم بتقديم تبريراته السياسية بل توجه لقتل البشر، واختفى الخيطُ الرقيقُ بين أعضاء الحكومات والتنظيمات والغابة الهتلرية، التي لا تعرف سوى الكراهية وتحويل الملايين عظاماً لرصف الطرق وملء المقابر.
هذه الدول والجماعات التي سلختْ حياةَ السوريين لم يعد يربطها بالبشر شيء، وسوف تشهد آثاراً رهيبةً قادمة. إن دولَ الجماجم وشركات الذبح الكيميائي هذه تعجلُ بسحقِها من قبل الشعوب.
حين توغلت هذه الموادُ السامة في المشاهدين التلفزيونيين المطاطيين العرب تخثرتْ الجلودُ فلم تعد تشعر، ولم تعد تفرقُ بين أمطارِ الدماء وسوائل الخراف المذبوحة في الشوارع النهمة إلى اللحم.
إذا لم تكن هذه ثورة شعب فهل هي رقصةُ شعبٍ مذبوحٍ تجري كل يوم للحصول على خيامٍ رثةٍ على الحدود وغازات سامة في كل بيت؟
هل هي مسرحية ألفها مؤلفٌ مجنونٌ وينفذها شعبٌ أعزلٌ مشردٌ مسحوقٌ لتسلية الشباب العربي في أوروبا الذي ملّ الصراع السلمي هناك؟!
كيف لإنسانٍ أن يسحقَ مشاعره أمام المذابح ويتثلج ولا يفرق بين السفاح والضحية؟
ألم نقل خلال ثلاثين عاماً إن الإقطاعَ الإيراني الذي خطفَ الثورة الشعبيةَ الإيرانية العظيمة وسحق القوى العلمانية والديمقراطية فيها وكرَّس حكماً طائفياً وراح يتغلغلُ في البلدان العربية لفرضِ نموذجه وكرس ذلك في مذبحةٍ مروعة في سوريا، هو طرفٌ رئيسي مسئولٌ عن هذه الجريمة التاريخية؟
وهل يمكن في نفي ذلك أن نؤيدَ قوى طائفية سنية دموية تقومُ بعملٍ مماثل؟!
فأي تفريغٍ إيديولوجي للتاريخ هذا؟ وأي ترك للجلادين لأن يستمروا في الذبح!
لماذا لا نرجمُ هذه الاستخدامات الغبيةَ التكتيكية للأنظمة العربية وهي فجأة تتحولُ من كونها في حالةِ ثورةٍ وتُعلي من الثورة السورية شقيقتها في الدم والمصاب ثم تعرضها للبيع وتساومُ القتلةَ وتدعوهم إلى الساحات التي قُتل فيها البشر، وتطارد اللاجئين السوريين وتلاحقهم بدلاً من مطاردةِ الوفودِ الفاشية الأجنبية المغذيةِ للمذابح والقادمة لمزيد من التخريب في الدول العربية؟!
أليس هؤلاء الطائفيون العنفيون هم أدوات لهزيمة الثورة في الداخل وتقوية النظام ومنع تخلخله البشري، وتخويف وإرعاب ذوي المشاعر الخفيفة والأفكار المتراقصة على حبال المواقف؟
أليس جهادُ النكاحِ والخرافةِ مواد لتشويه الثورة من قبل نظام داركولي تساعدهُ أنظمةٌ عسكريةٌ شمولية لم تسحب سواطيرها بعدُ من رقابِ المواطنين العرب؟
ألا ترى في كأسك المائي اليومي دماءً؟
هل ننام جيداً من دون هذه الكوابيس التي تهاجمنا كل ليلة؟
مهما فعلَ الفاشيون في سوريا من جرائم، لكنهم لن يستطيعوا وقف هذه القفزة الشجاعة لكائن اسطوري بطولي يتمزق وتتفجر أعضاؤه وهو يرتفع شامخاً عن مستنقع الذل والوحشية والبلادة الحجرية البشرية الراهنة!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟