أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي بن رمضان - من عبد الله القصيمي إلى أنسي الحاج














المزيد.....

من عبد الله القصيمي إلى أنسي الحاج


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 12:29
المحور: حقوق الانسان
    


من عبد الله القصيمي -بعد طرده من لبنان- إلى أنسي الحاج :


صديقي أنسي الحاج : كلما أردت ان أنسى, أن أصمت, أن أغفر, لم أستطع . لبنان يتسع لكل هذا, لكل هؤلاء, ثم يختنق ضيقا بهذا الإنسان . أخلاق لبنان, تسامح لبنان, حرية لبنان, تهضم كل هذا الطعام, كل هذا الطعام الرديء, كل هذا الطعام الفاسد, كل هذا الطعام المغشوش, ثم تخرج عن كل وقارها, عن كل تسامحها, عن كل حرياتها, رافضة أن يكون بين أطباق هذا الطعام الرديء الفاسد المغشوش هذا الطبق الواحد, هذا الطبق الواحد, هذا الطبق الواحد. صحة لبنان تستقبل كل هؤلاء الحاملين لكل سلالات الأوبئة, لكل الجراثيم المعدية, تستقبل كل هؤلاء الحاملين لكل منابت الأمراض, تستقبلهم بمناعة, بشجاعة, ثم ترتجف خوفا من هذا الإنسان, خوفا من الجراثيم التي لا يحمل هذا الإنسان واحدا منها, خوفا ممن لا يحمل احتمالا من احتمالات الخوف. فكر لبنان يواجه كل الأفكار المتحدية, كل الأفكار المناقضة, كل الأفكار الشاذة والرديئة والسخيفة والبليدة, يواجه كل الرياح, كل الأعاصير, دون أن يغلق على نفسه الأبواب, دون ان يدخل السراديب والكهوف بحثا عن الحماية, عن الأمان. ثم ينهض بكل موكبه الرسمي, بكل أجهزته الرسمية, لكي يعاقب إنسانا بالطرد المهين, خوفا من أن يكون هذا الإنسان خطرا على فكر لبنان, على نظامه, على أربابه, على معابده, على أمنه, على سلامته, على رخائه, ثم ينهض لبنان بكل موكبه الرسمي, بكل أجهزته, بكل قوة الدولة فيه, لكي يغلق كل أبوابه, لكي يضع كل الحراسة على كل حدوده ومطاراته, خوفا من هذا الإنسان الذي يحتمل أن يكون احتمالا من احتمالات التحدي, الذي لا يحتمل أن يكون كذلك. لبنان يعيش كل هذا الذي يعيشه, يعيش كل هؤلاء الناس, كل هذه المذاهب, كل هذه الخصومات, كل هذه التناقضات, كل هؤلاء العملاء المتجندين في كل الجبهات, لبنان يعيش كل هذه الـأخلاق, كل هذا الخروج على الأخلاق, يعيش كل هذه الأفكار, كل هذا الخروج على الأفكار, ثم يعجز أن يعيش إنسانا واحدا, أن يعيش فيه إنسان واحد, ثم تنهض كل سلطة الدولة في لبنان لكي تعاقب بالطرد المذل إنسانا واحدا, إنسانا لا يحتمل ان يكون تحديا لأحد ولا هزيمة لأحد ولا منافسة لأحد ولا إزعاجا لأحد ولا إهانة لأحد ولا إحراجا لأحد. لبنان يعيش كل هذا الذي يعيشه, كل هؤلاء الناس, كل هؤلاء العملاء الذين يعيشهم, ثم يعجز أن يعيش هذا الإنسان, ثم يرفض أن يعيش فيه هذا الإنسان, ثم يخاف أن يعيش فيه هذا الإنسان. يخاف على أفكاره, على مذاهبه, على أربابه, على تاريخه, على الهته, على أمجاده, على صداقاته لجيرانه, على تعامله معهم, يخاف على كل ذلك من هذا الإنسان العربي الواحد الذي لا يستطيع أن يكون إغراءا ولا تخويفا... الذي لا يستطيع أن يكون تهديدا لمصالح أحد ولا خطرا على فساد أحد. إذن كيف أستطيع أن أنسى أو أصمت أو أغفر ! إذن كيف تستطيع أنت أن تنسى أو تصمت أو تغفر ! إذن كيف يستطيع أي لبناني أن ينسى أو يصمت أو يغفر ! إذن كيف يستطيع أي إنسان أن ينسى أو يصمت أو يغفر ! إذا كيف يستطيع أي شاعر, أي مفكر, اي فنان, أن ينسى أو يصمت أو يغفر ! ان صورة رهيبة دميمة مهينة تعيش الان في عقلي, في أعصابي, في أحلامي, تعذبني, تهزمني, تشتمني, تتحدى كل نماذجي الأخلاقية والفكرية والإنسانية, تتحدى كل ما تعلمت, كل ما سمعت, كل ما قرأت, تتحدى كل أربابي, كل زعمائي, كل تاريخي, كل ابائي, كل أنبيائي, كل المعلمين الذين جاءوا ليعلموني معنى الشجاعة في الإنسان, معنى الصدق, معنى الكرامة, معنى العدل, معنى الرفض, معنى الكبرياء . إنه يملك شيئا يجب أن يظل يملكه, يجب أن يزداد له إمتلاكا. انه يملك الانفتاح الانساني, يملك القدرة على استقبال كل احتمالات الإنسان, كل صيحاته , كل مستوياته, كل تحليقاته, كل ما فيه من شعر, من نبوة, من إيمان, من رفض للإيمان, من ذكاء, من غباء, من حقيقة, من خرافة, من تحد, من استسلام . انه يملك الانفتاح لكل انسان, انه يملك الانفتاح على كل إنسان, انه يجب ان يملك كل هذا الانفتاح, ان يظل يملكه, ان يقاتل ليملكه, ليظل يملكه, وإلا فماذا يمكن ان يظل له, أن يتمسك به, ان يناضل دونه, أن يزعمه لنفسه . أتمنى ان يتجمع في لبنان كل فرسان التاريخ, كل جياد التاريخ, ليهزموا عنه هذه الهزيمة, ليغسلوا عنه هذه الحطيئة, ليردوا إليه تسامحه, حريته, كرامته, استقلاله, انفتاحه على كل الافاق, لكل الافاق, ليجعلوه ملكا لكل الناس, دون أن يملكه أحد من الناس, ملكا لكل الأفكار, دون أن يتحول إلى عبد لبعض الأفكار, إلى عدو لبعض الأفكار . أتمنى, أتمنى لك يا لبنان, أتمنى أن تكفر عن هذه الخطيئة, عن هذه الإهانة, أن تكفر عنها بعنف, بقوة , بإصرار , بصراخ , بفروسية . أتمنى, أتمنى ...



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عبد الله القصيمي و وعاظ السلاطين
- عبد الله القصيمي عن الدولة العربية الواحدة الكبرى
- من هرقل عظيم الروم إلى معاوية ابن ابي سفيان
- هكذا أراد الحسين !
- منظمة شباب هتلر - هل ستعود بعقيدة جديدة ؟
- الحمد لله على نعمة الإسلام !
- كيف أصبحت إشتراكيا
- الفاشية الدينية في السودان تحتضر
- جنون داعية
- المدينة الأناركية (1)
- الطبيعة تنتقم للفقراء
- الظروف هي القاتل
- الثوار ثلاثة
- أعداء الإنسان وأصدقاؤه
- الذباب هو القاتل
- حين يعجز المنطق
- الرد على من شكك في نبوءة نيوتن عليه السلام
- أحلام طفل


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي بن رمضان - من عبد الله القصيمي إلى أنسي الحاج